إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آفاق التربية الروحية في القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آفاق التربية الروحية في القرآن الكريم

    آفاق التربية الروحية في القرآن الكريم
    ________________________________________
    اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    آفاق التربية الروحية في القرآن الكريم

    إن تربية الروح هي السبيل الوحيد نحو الفلاح وهو السلم الذي يصل الإنسان من خلاله إلى مدارك الكمال ويرتقي به إلى المقامات السامية ،وأن القرآن هو بمثابة الدواء الطبيعي لتلك الأمراض النفسية ولا تتوفر حالة الاطمئنان بالشكل التام إلا بتطبيق القرآن، ونستدل على ذلك برواية للإمام علي حيث رُوي عنه عليه السلام: } إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن )

    وهذه الرواية لاتعني الاستغناء عن أهل البيت هم عندهم علم القرآن هم الراسخون في العلم ومن هنا نستنتج أن الأسس التربوية في القرآن هي وحدها الكفيلة بسعادة الإنسان والمجتمع لأنه يدرك ما يجري في النفس من حالات مرضية ويدرك من خلالها أسبابها ومسبباتها ونتائجها.

    المعارف الروحية

    متى بدأت علاقتنا بالله سبحانه وتعالى؟

    بدأت علاقة البشر بالله سبحانه وتعالى من عالم الذر، في ذلك العالم أخرج الله البشر على هيئة الذرالمتناهي في الصغر، أخرجهم من أصلاب آباءهم، حيث تلقوا المعارف والأصول الأساسية المشتركة بين الأديان السماوية: من توحيد الله، والإيمان بالأنبياء وإتبّاعهم، والإيمان بالميعاد.
    فكانت هذه الأصول هي مدار الشرائع السماوية، عرّفهم الله بها، فآمن بتلك المعارف البعض، آمن بها بظاهره وباطنه، والآخر آمن بها فقط بلسانه وأنكرها بقلبه وأبطن ذلك، ثم أشهد الله على إيمانهم بهذه الأصول الرسل والأوصياء ،ثم أدخلهم أصلاب الآباء ثم انتقلوا إلى أرحام الأمهات ، وأثناء خروجهم للدنيا نسوا تلك المعارف التي عرّفهم الله بها في عالم الذر، إذن: ما السبيل للوصول إلى تلك المعارف؟

    إن المعارف مهمة في حياة كل فرد فهو لا يستغني عنها ،فقد استخدم الله أفضل وسيلة تنبيه للبشر كي يستعيدوا بها المعارف المنسية، فأرسل مائة وأربع وعشرين ألف نبي ومرسل ليؤدوا وظيفة التذكير بتلكـ المعارف المنسية، وكان من الطرق المساعدة لوظيفة التذكير هي تأييد النبي المرسل بمعجزات حسية، ومن الطرق المساعدة أيضاً إنزال الكتب السماوية، حيث تذكر الإنسان بالهدف الأساسي من خلقه ألا وهو عبادة الله، فإرسال الرسل والأنبياء وإنزال الكتب كل ذلك لإثارة عقل الإنسان وتذكيره بالهدف الأساسي للخلقة.
    هناك حقيقة يجب أن لا ننساها وهي أن معرفة الله كانت فطرية وليست مكتسبة ولا تحتاج للتعليم فقط بل تحتاج كذلك للتذكير والتنبيه والتربية، ولا يقوم بهذه الوظيفة إلا الأنبياء والأوصياء.

    الطريقة المثلى للعبادة

    لكل داء جسدي أو روحي يوجد لدى القرآن وكلام القرآن وكلام أهل البيت علاج لكن يحتاج منا أثناء الرجوع إليهم الإيمان والاقتناع بما يصدر عنهما والتسليم بما يقولان لأنهم الأعرف بحاجات البشرية وخصوصاً في العلاقة مع الله.

    في القرآن وبالتحديد في سورة الحديد يوضح الطريقة المثلى للعبادة ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم﴾
    هنا وضحت الآية مرضهم بطريقة غير مباشرة ثم حددت مشكلتهم، وهذا العلاج لكل البشرية، إذا أردت أن يجعل الله لك نوراً ويغفر لك ذنوبك ، ما عليك إلا أن تتقي الله وتتبع الرسول وتؤمن بما جاء به.

    التربية الروحية من واقع سورة الفجر

    إن الإنسان حينما يقرأ هذه السورة يشعر بالاطمئنان والراحة ويشعر بقرب الفرج، وحروف سورة الفجر هي نفسها في كلمة الفرج، ووسائل التربية المثلى لتلك السورة تتمثل في قولة تعالى ﴿والفجر*وليال عشر*والشفع والوتر* والليل إذا يسر*هل في ذلك قسم لذي حجر﴾

    الوسائل المستنبطة من سورة الفجر تنقسم إلى أربع محطات:
    - المحطة الأولى: في قوله تعالى ﴿والفجر﴾ وهي أقصر المحطات الروحية.
    - المحطة الثانية :قولة تعالى ﴿وليال عشر﴾ وبينت بأنها العشر الأواخر من رمضان وقيل أنها عشرة ذي الحجة وقيل أنها عشرة محرم .
    - المحطة الثالثة: قوله تعالى ﴿والشفع والوتر﴾ يقصد بها صلاة الليل لأنها منها.
    - المحطة الرابعة: قولة تعالى ﴿والليل إذا يسر﴾ ويقصد بها كل ساعات الليل.

    وسائل المفردات التي أكد عليها الشارع المقدس

    (الدعاء - الصلاة - التوسل والاستغفار)
    فكلها قيم تؤمّن للنفس الطمأنينة والسكينة وسبل نيل الفيض الإلهي وبالتالي تعين الإنسان على تخطي المشاكل والصعوبات وتجاوزها بكل ما أوتى من قوة وطاقة.
    قال تعالى: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله ثواباً رحيماً﴾
    الآية الكريمة أعطت منهلاً رائعاً نستقي منه القوة الذاتية في أن نجعل النبي الأكرم وأهل بيته (عليهم السلام) سبيلاً لتحقيق أمالنا وطموحاتنا،لأنهم الوسيلة إلى الله سبحانه ولأنهم أبواب الرحمة، بل هم وسائط الفيض لهذا العالم ،وقد طرح هذا الموضوع القرآن والروايات، فهذه الزيارة الجامعة زيارة لها قيم عالية جداً ، فمن لديهم حاجات عليهم بقراءة الزيارة أربعين يوماً فإن حوائجهم ستقضى مهما كانت هذه الحوائج، ونقرأ في الزيارة: ( بكم يفتح وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر(
    يقع البعض في اليأس تجاه معالجة مشاكله لكن القرآن يوضح لنا منهجاً رائعاً من خلال الاستغفار ، ولو تأملنا الآية المباركة في سورة يوسف ﴿قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا أنا كنا خاطئين﴾ وعدهم النبي يعقوب بالاستغفار مستقبلاً وأملهم في مغفرة من ربهم ، فاليأس من جنود الشيطان، ومن عوامل الانحراف العقائدي.

    أما الأمور المهمة التي تعين الإنسان على تخطي وتجاوز مشاكله بل تمده بالقوة الذاتية وتنمي القيم الروحية بداخله هي قيمة التوكل في نفس الإنسان لأنه من حقائق الإيمان العميق لدى الإنسان المسلم، حينما يتوكل على الله ويفوض إليه أمره بدون أدنى شك يشعر بأنه يأوي إلى ركن شديد فلا يخش أحد، حيث أن التوكل بالنسبة للنفس والروح كالطعام بالنسبة للجسد لا حياة لها إلا به، فهي فريضة يجب إخلاصها لله تعالى وعقيدة إسلامية لقوله تعالى: ﴿وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين﴾
    فالتوكل يورث القوة الروحية والثبات في أوقات المحن ،كما ورد عن أهل البيت عليهم السلامومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله(
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X