إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفسير آية الميثاق

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفسير آية الميثاق

    منقول من كتاب عالم الذر (من فكر السيد القحطاني)

    تفسير آية الميثاق

    {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين أَو ْتَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}
    إن في هذه الآيات الدلالة الصريحة على عالم الذر حيث أوضحت الآيات كيفية أخذ العهد (الميثاق) من بني آدم وسميت الآية الأولى بآية الميثاق وذلك لدلالتها على الميثاق، والميثاق هو ذلك العهد الذي أخذ منا بأن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، فلو رجعنا إلى عالم التفسير ونظرنا نظرة عميقة عما يدور في تفسير هذه الآية لوجدنا التفاسير والآراء مختلفة فيها على وجهين كما سنوضح ذلك فيما بعد والغرض المهم الآن هو تفسير الآية على ضوء ما اكتمل من آراء في تفسيرها ولعل أكثر المفسرين يشير إلى ذلك الرأي.
    وإذ أخذ ربك من بني آدم: أخذ الشيء يوجب انفصال المأخوذ منه واستقلاله دونه بنحو من الأنحاء وهو يختلف بأختلاف الاعتبارات المأخوذة منها كأخذ اللقمة من الطعام وغيرها ففي صميم هذا البحث تؤكد لنا الآية الكريمة عن طريق (وإذ اخذ) بأن هناك شيئا قد اخذ فمن الآخذ؟ وما هو المأخوذ؟ ومن هو المأخوذ منه ؟
    أن الآخذ هو الله تعالى جل جلاله بدليل الآية { وإذ أخذ ربك } والمأخوذ منه {بني آدم}، يقول السيد محمد حسين الطباطبائي ( فمجرد الأخذ من الشيء لا يوضح نوعه إلا ببيان زائد لذلك أضاف الله سبحانه إلى قوله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم} الدال على تفريقهم وتفصيل بعضهم من بعض قوله ( ظهورهم) ليدل على نوع الفصل والأخذ وهو أخذ بعض المادة منها بحيث لا تنقص المادة المأخوذ منها بحسب صورتها ولا تنقلب عن تمامها واستقلالها)).

    ألا ترى لو قال الله تعالى من ( ظهره) يعني من ظهر آدم للزم المحذور وهو ( أن الأخذ لا يتناسب مع المأخوذ منه لأنه محدود) لذلك قال تعالى: { من ظهورهم} فيؤخذ الولد من ظهر من يلده ويولده يعني تصوير المعنى بأن ظهر آدم مصدر أولي والمأخوذ منه سوف يكون مستقلا عنه فيؤخذ أيضا من ظهره فيكون مصدرا ثانيا وهكذا يستمر حتى يتم الأخذ من جميع ظهور بني آدم.
    أما قوله (ذريتهم) فذلك إشارة إلى المعنى المذكور حيث قال: ( ذريتهم) وفي هذا اللفظ دلالة على أنهم كانوا مصورين وأحدهم رأى الآخر ألا ترى لو قال (ذراتهم) فهذا لا يدل على أنهم مصورين لان الذرة بما هي معنى لا يدل على الصورة، أما الذرية فمن شأنها أن تدل على الصورة ولفظ (الذرية) لا يستخدم إلا على المصورين.
    أما قوله جل جلالة {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم} يعني أعطاهم استعدادهم وقابلياتهم لو سألهم عن شيء لأجابوا وبعدها سألهم ألست بربكم ؟ فأجابوه {بلى شهدنا} وفي هذا الكلام إشارة إلى الشهادة المعهودة بأنها كانت شهادة لربوبيته سبحانه جل جلالة واعتراف بأنه واحد لا شريك له وفي ضمن هذا الإشهاد وكلام تفصيلي نوضحه فيما بعد أن شاء الله في فقرة (ماهية الميثاق).
    وقد حصل خلاف بين المفسرين: هل هذا الإشهاد كان بلسان الحال أم بلسان المقال فمنهم من قال بأن الأخذ موجود وكنا في عالم الذر أرواحا يعني يثبت (عالم الذر) قال الإشهاد وبلسان المقال ومن قال بأن الإشهاد كان على نحو المجاز وهو بلسان الحال والذي سوف نوضحه إن شاء الله.
    أما قوله تعالى: { أن تقولوا يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين } ففي هذا المقام إبطال الحجة الأولى التي يحتج بها العبد على ربه حيث يقول له إني كنت غافلا عن آلائك ومعجزاتك فالدنيا مليئة بالمفاسد ومغريات الحياة التي تؤدي إلى غفلة الإنسان ؟ وقد ثبت بأن حساب الغافل باطل لذلك فإن هذه حكمة من حكم عالم الذر.
    أما الحجة الثانية التي يحتج بها العبد على خالقه هي التقليد فإن الله أبطل التقليد الذي يعد في هذا المقام نسخا للشخصية لقوله تعالى: {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ }.
    يقول السيد الطباطبائي: ( لو لم يقع هناك بالنسبة إلى الذرية أشهاد وأخذ وميثاق كان لازم في هذه النشأة أن لا يكون لهم سبيل إلى معرفة الربوبية فيها أصلا وحينئذ لم يقع منهم معصية شرك بل كان ذلك فعل آبائهم وليس لهم إلا التبعية العملية لآبائهم والنشوء على شركهم من غير علم).
    لكن رحمة الله وسعت كل شيء وهذا جزء من رحمته للعباد .



    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد

  • #2
    بارك الله بك اخي على هذا الجهد
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

    تعليق

    يعمل...
    X