بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتكلم هذا البحث عن ثلاث نقاط أساسية وهي :
1ـ المدخل وبداية الطريق (العلم قبل العمل)
2ـ مصادر العلم وينابيعه ومستودعه وبابه وخزانه يختص به أئمة أهل البيت عليهم السلام دون سائر الناس جميعاً
3ـ وماذا عن مصير من يعمل بغير علم ولا يلتزم بتلقي كل صغيرة وكبيرة عن دين الله عن الإمام المعصوم عليه السلام فقط ودون باقي الناس والاتجاهات
نبدأ بالبحث وعلى بركة الله والتوفيق من لدنه الكريم/
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
إلى كل من يريد الدين الحق الخالص. وليس دين المذاهب والرجال والأوهام
إلى كل من يريد ألا يضل ولا يشقى
ـ إليه هذا البيان من مشكاة النبوة والإمامة .. من وحي السماء المستمر وعلاقته بالإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف, وفي كل زمان مضى, ومن بعد النبوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ـ وإلى كل من يشتاق ويحلم باعتناق دين الإسلام الحق وعلى مراد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم, وتحقيق النجاة والفوز يوم الزحام.
المدخل وبداية الطريق
*( العلم قبل العمل )*
ـ قال الله عز وجل:
" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " (19) سورة محمد
" بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ " (29) سورة الروم
" قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ " (148) سورة الأنعام
ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"العلم إمام العمل و العمل تابعه يلهمه السعداء و يحرمه الأشقياء فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه".
ـ بحار الأنوار ج : 1 ص : 171ـ
" لا قول إلا بعمل و لا قول و لا عمل إلا بنية و لا قول و لا عمل و لا نية إلا بإصابة السنة ".
ـ بحار الأنوار ج : 67 ص : 207ـ
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
فأخبرني عن علامة الإسلام؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإيمان و العلم و العمل.
ـ بحار الأنوار ج : 1 ص : 119ـ
ـ من بيانات أمير المؤمنين عليه السلام:
" أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم و العمل به ألا و إن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم و قد ضمنه و سيفي لكم و العلم مخزون عند أهله و قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه".
ـ الكافي ج1 باب فرض العلم و وجوب طلبه ـ
" إن الناس آلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ثلاثة: آلو إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره, وجاهل مدع للعلم لا علم له معجب بما عنده قد فتنه الدنيا وفتن غيره, ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة, ثم هلك من ادعى وخاب من افترى ".
ـ الكافي ج1 باب أصناف الناس ـ
وقال عليه السلام, لكميل بن زياد رضوان الله عليه :
"يا كميل احفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجئوا إلى ركن وثيق ".
ـ بحار الأنوار ج1 ص187 ـ
ـ قال أبو عبد الله صلوات الله عليه :
" الناس يغدون على ثلاثة : عالم و متعلم و غثاء : فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء " .
ـ بحار الأنوار ج1 ص186 ـ
وقال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل بعد أن عرفه العلم:
"و آمرك أن تصون دينك و علمنا الذي أودعناك و أسرارنا التي حملناك فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد ".
ـ بحار الأنوار ج10 ص74ـ
و قال كميل بن زياد قال لي مولانا أمير المؤمنين:
" يا كميل بن زياد تعلم العلم و اعمل به و انشره في أهله يكتب لك أجر تعلمه و عمله إن شاء الله تعالى ".
ـ أعلامالدين ص95 ـ
ـ وقال الإمام علي بن الحسين عليه السلام :
"العلم دليل العمل و العمل وعاء الفهم و العقل قائد الخير و الهوى مركب المعاصي و الدنيا سوق الآخرة و النفس تاجر و الليل و النهار رأس المال و المكسب الجنة و الخسران النار".
ـ أعلامالدين ص95 ـ
ـ و قال الإمام محمد الباقر عليه السلام:
" من عمل بما يعلم علمه الله ما لم يعلم ".
" تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة و طلبه عبادة و مذاكرته تسبيح و البحث عنه جهاد و تعلمه صدقة و بذله لأهله قربة و العلم ثمار الجنة و أنس في الوحشة و صاحب في الغربة و رفيق في الخلوة و دليل على السراء و عون على الضراء و دين عند الأخلاء و سلاح عند الأعداء يرفع الله به قوما فيجعلهم في الخير سادة و للناس أئمة يقتدى بفعالهم و يقتص آثارهم و يصلي عليهم كل رطب و يابس و حيتان البحر و هوامه و سباع البر و أنعامه ".
ـ بحار الأنوار ج75 ص189 باب 22- وصايا الباقر ع ـ
ومن بيانات الإمام جعفر الصادق عليه السلام:
و قد أشار مولانا الصادق عليه السلام إلى العمل على اليقين و الحث على العلم المقطوع به في المعارف الدينية بقوله عليه السلام:
"وجدت علم الناس في أربع أحدها: أن تعرف ربك, و الثاني: أن تعرف ما أراد منك, و الثالث: أن تعرف ما صنع بك, و الرابع: أن تعرف ما يخرجك من دينك ".
ـ أعلامالدين ص 303 ـ
" اطلبوا التعلم و لو بخوض اللجج و شق المهج "
ـ المصدر نفسه ـ
"و اعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله عز و جل من العمل الكثير على غير يقين".
ـ بحار الأنوار ج : 66 ص :400ـ
" العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق و لا يزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا ".
ـ بحار الأنوار ج : 1 ص : 206ـ
"من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم و من هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه" .
ـ تحفالعقول ص : 356ـ
" العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل و من عمل علم و العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل عنه ".
ـ الكافي ج1 ص44 باب استعمال العلم ـ
" لا يقبل الله عز و جل عملا إلا بمعرفة و لا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل و من لم يعمل فلا معرفة له إن الإيمان بعضه من بعض "
ـ الكافي ج 1 باب من عمل بغير علم , الأمالي للصدوق ـ
مصادر العلم وينابيعه ومستودعه وبابه وخزانه
يختص به أئمة أهل البيت عليهم السلام دون سائر الناس جميعاً
فهو علم الإسلام ودين الحق والنبوة والوحي المستمر نزوله إلى قيام الساعة.. إنه العلم الذي لا وجود له إلا بحوزة الأطهار عليهم السلام دون الناس جميعاً, فهم أبوابه ومشكاته ومادته, وهم سلام الله عليهم نفسه, فأنى للعاقل أن يطلب شيئاً من غيرهم !, بل أي ضال مضل لنفسه ولغيره أن يلجأ في قليل أو كثير لغيرهم, أو يتلقى شيئاً باسم الإسلام الحق بعيداً عن حصنهم, فما عند غيرهم غير الظن والأوهام وعلم الباطل ودين الباطل.
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما "
ـ أخرجه الترمذي, وفي كنز العمال ـ
" فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم "
ـ حديث الثقلين عند الطبراني ـ
" ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له "
ـ أخرجه الطبراني في الأوسط ـ
" النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ( في الدين ) فإذا خالفتها قبيلة من العرب ( يعني في أحكام الله عزوجل ) اختلفوا فصاروا حزب إبليس "
ـ أخرجه الحاكم في المستدرك ـ
ـ وقالت أم أبيها, سيدة نساء العالمين, مولاتنا وسيدتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها, في خطبتها:
" و طاعتنا نظاما للملّة، و إمامتنا أمانا من الفرقة ".
ـ بحار الأنوار ج 29 ص223 ـ
ـ من بيانات أمير المؤمنين عليه السلام في أئمة أهل البيت عليهم السلام:
" انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتظلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا "
" نحن الشّعار و الأصحاب، و الخزنة و الأبواب، و لا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا ".
" نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم . ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة "
" هم موضع سره و لجأ أمره و عيبة علمه و موئل حكمه و كهوف كتبه و جبال دينه بهم أقام انحناء ظهره و أذهب ارتعاد فرائصه ".
"و عندنا أهل البيت أبواب الحكم و ضياء الأمر".
" أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا علينا أن رفعنا اللَّه و وضعهم، و أعطانا و حرمهم، و أدخلنا و أخرجهم، بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى إنّ الأئمّة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم ".
ـ نهج البلاغة ـ
ـ
تعليق