إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شيخنا المهاجر (المشاهدة لاتعني السفارة) !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيخنا المهاجر (المشاهدة لاتعني السفارة) !

    شيخنا المهاجر (المشاهدة لاتعني السفارة) !




    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهُ
    كثرت أحاديث فقهاء الإمـامية المتأخرين حول مسألة (المشاهـدة) للإمـام المهدي (عليهِ السلام) وأستندوا على التوقيع المنسوب له فذهبوا بإتجاه فكري وتأويل عقلي لا دليل على صحتهِ وهو ربط فكرة المشاهدة للإمـام بمعنى السفارة أو النيابة أو الوكالة وغيرها من المسميّات التي لجئوا إليها أثناء عجزهم عن التصدي لإنكار فكرة المشاهدة فقط للإمام (عليهِ السلام) بعد تشرّف الكثير من ثقاة الشيعة برؤيتهِ الشريفة بعد السفراء الأربعة خلال عصر الغيبة الكبرى.
    فهؤلاء الخطباء المعاصرين قد أعتمدوا على بعض الآراء العقلية للكثير من الفقهاء خصوصاً المعاصرين منهم ومن هؤلاء الخطباء هو الخطيب الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر حيث ذكر في أحدى خطبهِ الرمضانية قبل أيام خلال هذا الشهر الفضيل بقولهِ :
    (الا من ادّعى المشاهدة قبل السفياني والصيحة فهو كذاب مفتري، فالمقصود بالمشاهدة يعني السفارة أي من أدعى السفارة فهو كذاب مفتري)
    في حين إن المكاتبة التي خرجت من السفير الرابع تتحدث بكلمة (المشاهدة) فقط ولم تذكر السفارة أو النيابة أو الوكالة لا من قريب ولا من بعيد.
    أما فكرة السفارة فهو مفهوم أبعد في الشمولية والمعنى عن معنى المشاهدة وإلا لو كان المقصود بالمشاهدة هو السفارة حقاً لأشار الإمـام (عليهِ السلام) إلى تعبير آخر يختلف عن هذا الخبر وهو أن يقول : (من أدّعى السفارة أو النيابة ... إلى آخر المكاتبة).
    والجميع يعلم ان الفقهاء المعاصرين لايعملون بالمراسيل فكيف أستدلوا بصحة هذهِ المكاتبة؟
    ولو تنزلنا بصحة الخبر عند ذكر إدعاء المشاهدة فلم يُحدد ماهية المشاهدة أي بشكل مطلق أم مقيد أو خاص أم عام ، لذا لايمكن أن يكون كلام المعصوم مجهول المعنى فيذهب من الفقهاء المعاصرين في فرضيات ومعاني بربط المشاهدة بالسفارة علماً إن الفقهاء الإمامية وثقاتها الأوائل لم يتطرقوا لمفهوم المشاهدة بفكرة السفارة أو النيابة إلا بمورد المشاهدة فقط وإبتعادهم عن الخوض بعبارات لم يتطرق لها المعصومين (عليهم السلام) كفكرة السفارة أو النيابة ...الخ.
    فهذهِ المكاتبة لايمكن الوقوف عندها لأن هناك الكثير من العلماء الثقاة تشرّفوا برؤية الحجة (عليهِ السلام) هذا من جانب المشاهدة ، لكن في بعض المصادر ذكرت عن وجود الكثير من الوكلاء وهم بمثابة السفراء أو النواب للإمام المهدي (عليهِ السلام) الذين قضوا حياتهم في النيابة بعصر الغيبة الكبرى بين الإمام والناس وهذا ما أشار إليهِ الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وإتمام النعمة في باب التوقيعات الواردة عن القائم (عليهِ السلام) (الحديث المذكور عن الوكلاء ص443) ، وهذا من جانب السفارة التي لايمكن غلق بابها لتعارض هذا الأمر مع كتب ومصادر علماءنا الأجلاء ومنه ماذكره الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه).
    إذن هناك من تشرّف بالمشاهدة الشريفة وهناك من أصبح سفيراً بين ولي العصر والزمان (عليهِ السلام) وبين شيعتهِ وكلاً حسب مايقتضي بفترتهِ وإخلاصهِ في هذا المقام الشريف.
    نسال الله تعالى للخطيب الحسيني الشيخ المهاجر المعرفة والهداية والتوفيق في قضية إمام زماننا وولي أمرنا المهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجهِ الشريف).
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    لقد اراد الفقهاء بهذا الحكم على قضية المشاهدة... ان يزيدوا من ارتفاع الجدار الذي بنوه بين الناس والإمام المهدي (ع) ويكون استحواذهم على كرسيه الإلهي اكثر ثباتا واستقرارا ولكي يقطعوا الألسن عن نقل اقوال الإمام المهدي (ع) لهم وللناس فكذبوا كل من قال بالمشاهدة وقالوا ان المشاهدة معناها السفارة وهم قد سدوا باب السفارة بانفسهم

    ولكنهم غفلوا عن كيد الله لهم ومكرهم بهم لأنهم بهذا الحكم جعلوا للإمام الكثير من السفراء الذين هم من عوام الناس ومن اعيانهم عندما اعترف بعض الباحثين والعلماء بما اثبتوه في كتبهم من تحقق اللقاء لبعض الناس وبهذا ظهر الحق بامكان المشاهدة ووقوعها فعلا .

    اما المهاجر وغيره من الأنابيب الجوفاء التي تنقل ما يوضع فيها دون تبصر ورحم الله الشيخ الوائلي حينما كان يردد (لا تفكر بأذنيك) فهؤلاء لا يقرون بشيء بعد التفكر بعقولهم به ولكنهم يثبتون ما يسمعون فصاروا عبئا على الإمام وعقبة في وجهه بدلا من ان يكونوا مدعاة له

    نشكر خادم ابن الإنسان على الموضوع الفاخر

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      نحن نعلم بان السفارة انتهت بموت السفير الرابع للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ..ومن ادى السفارة بعد السفير الرابع فهو كذاب اليس هذا صحيح ؟
      اما المشاهدة للامام المهدي (عج ) فنحن نقرأ في كثير من الروايات بأن بعض من مراجعنا العظام بانهم تشرفوا بلقاء الامام المهدي ارواحنا فداه ...السوأل هنا هل يعلم المراجع او الاشخاص الذين التقوا بالامام انه هو الامام شخصيا ام ان هناك علامات او صفات تدل عليه .
      راجين منك التوضيح والافادة يرحمكم الله ..وجزاكم الله خيرالجزاء ..تقبلوا احترامي

      تعليق


      • #4
        نرحب بكم اخي جعفر الاسدي بيننا اخا عزيزا

        لقد شاهد الإمام بعض العلماء والكثير من الناس العوام الذين صفت سريرتهم والكثير من الذين شاهدوا الإمام عرفوا بحقيقته في اثنائ اللقاء والقصص كثيرة
        أما بخصوص انقطاع السفارة فساضع بين يديك اخي جعفر موضوعا خاصا كتب في هذا الخصوص



        السفارة بين الفتح والانغلاق \هل ان السفارة منحصرة بالاربعة ام هي مفتوحة؟

        السفير : هو الذي ينصبه الامام المهدي (عج) نائبا خاصا له فيكون همزة الوصل بينه وبين الناس فينقل عن الامام ما يصدره للناس ويوصل له ما تسأل عنه الناس وترسله من الامور المالية وغيرها .
        وما يميز السفير عن غيره انه يحضى بشرف الاتصال بالامام مباشرة ويعرفه شخصيا ويأخذ منه التوقيعات والبيانات .
        وبعد ان عرفنا السفير وما يميزه نطرح سؤالاَ ، هل ان السفارة منحصرة بالاربعة المشهورين ام لا ، اي هل هناك سفراء غيرهم مما يدل على عدم غلق باب السفارة بعد الغيبة الصغرى كما هو مزعوم ام لا ؟
        وقبل الجواب على هذا السؤال الخطير والحساس نحتاج الى مجموعة من المقدمات :
        المقدمة الاولى : ان كل باحث منصف لابد ان يصل الى حقيقة مفادها ان الكثير مما هو متعارف عندنا من الامور الدينية والتي نعتبرها حقائق ثابتة ، ان بعض الاحكام الشرعية ايضا هي خلاف ما عند المعصوم لذلك سوف تتغير الكثير من الحقائق والاحكام في زمن الامام(ع) ولذلك ايضا سوف يقف العديد من الناس المتدينين والمتشرعين ضد حركة الامام(ع) .
        المقدمة الثانية:ان كل شيء ديني لابد ان يكون مصدره الكتاب او السنة استنادا الى العديد من الادلة والتي اهمها قوله تعالى{ ما فرطنا في الكتاب من شيء } فمنها يستدل الى انه ما من شيء الا وله وجود في الكتاب سواءا كان حكما او قصة دالة على معناه او قانونا مشتقا من الكتاب او غير ذلك . وحتى لو سلمنا بما ادخل لاحقا الى مصادر التشريع كالعقل والاجماع فهي اقل وادنى مرتبة من القران والسنة اي (كلام المعصوم )، فمثلا الاجماع هو وان كان سنيا في الاصل ثم ادخل الى المذهب الشيعي وهذا مما لا نقاش فيه الا انه لا يكون دليلا الا ان يكون كاشفا عن راي المعصوم اذن حتى لو اجمع العلماء على مسالة ما او امرا ما فاجماعهم لا قيمة له ما لم يكن كاشفا عن راي المعصوم .
        المقدمة الثالثة: ان اغلب المسائل التي يتناولها المجتهدون وتكون مرتكزة او خاضعة لا ساليب الاجتهاد فهي غير ثابتة الحكم وقابلة للتغير لانها ليست منصوصة من الله ولا هي واقعية بل هي اجتهادية وظنية وكما يصرح بذلك كل اهل الاجتهاد والنتيجة انها تتغير احكامها ما بين مجتهد واخر او بين تعاقب اجيال المجتهدين واختلاف ارائهم .
        المقدمة الرابعة : لا يخفى اهمية منصب السفارة بما يمثله من الربط بين الامة وامامها ففي حال حصرها بالاربعة لابد من ان يبين هذا الامر بروايات ومكاتبات معتبرة . وبعد هذه المقدمات ندخل في اصل البحث وهو السفارة
        ونعود للسؤال الاول وهو هل ان السفارة منحصرة بالاربعة ام لا؟
        المتعارف بين الفقهاء انها منحصرة في الاربعة وبعد مراجعة المقدمة الاولى نوجه لهم تسأل من اين جاء بهذا الحصر هل هو عقلي ام شرعي؟ فالعقلي اي هناك دليل عقلي يحصر السفراء بالاربعة ويمنع وجود سفير خامس وهذا لا يمكن الاستدلال به لان العقل لايمنع ان يكون هناك سفيرا غير الاربعة ولذا لم نجد احدا يقول به .
        اما الشرعي فيكاد نقطع بعدم وجود دليل واحد سواء كان من الكتاب ام من السنة عدا التوقيع المنسوب للامام(ع) والذي سوف نناقشه مفصلا انشاء الله. بل هناك ادلة عديدة على وجود سفراء غير الاربعة فمثلا عد ابن طاووس مجموعة من السفراء واكد على انهم معروفين في الغيبة الصغرى ولا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي (عليهما السلام) ومنهم البلالي وهو محمد بن علي بن بلال وقد عده انه من السفراء المعروفين في الغيبة الصغرى والذين لا يختلف الامامية بهم . وقد عبر عنه المهدي(ع) في بعض توقيعاته بانه الثقة المامون العارف بما يجب عليه) كما جاء في رجال الكشي ص485
        ومنهم (محمد بن ابراهيم بن مهزيار) ايضا عده بن طاووس(ره) من السفراء والابواب المعروفين الذين لا يختلف الامامية فيهم كما جاء في كتاب جامع الرواة ج1ص44. وجاء في غيبة الطوسي ص171 وصفا لحال (محمد بن ابراهيم بن مهزيار) بعد وفاة ابيه يؤكد المعنى المتقدم . وهناك الكثير من الشخصيات التي جمعها الشيخ الصدوق(ره) في كتابه اكمال الدين . والذي اعتبره السيد الشهيد محمد صادق الصدر(قده) من احسن النصوص الجامعة لهؤلاء الرجال . ولابد من الاشارة هنا الى انه لم يعرف ان الامام(ع) هو من فصل بين ثقاته ووكلائه بهذه التسميات التي شاعت مؤخرا بل ان ما يصدر عنه كان التعبير عن الرجل بثقة او مامون او العارف بما يجب عليه وما الى ذلك من الالفاظ الدالة على معنى الوكالة . وعلى معنى الوكالة بل وحتى التصريح بها هناك الكثير من الرجال الذين عرف عنهم انهم وكلائه بل وصدر بحقهم توقيعات تؤيد عملهم وتوثقهم وبمقارنة هذا المعنى بمعنى السفارة لا نجد خلافا عدا ما زعمه الفقهاء لاحقا واخذوا يصدرون قيود او يؤلون الالفاظ فحتى ان ورد لفظ السفارة على احد الاشخاص عن طريق احد العلماء القريبين من الغيبة الصغرى فان الاجيال المتاخرة عنهم من الفقهاء يحجمون المعنى ويؤلونه على انه وكالة بمعنى اخر اما اذا جاء اطلاق لفظ وكيل على احد من عرف عنهم السفراء قالوا لعله اراد معنى الوكالة بالمعنى الاعم وهي السفارة . لانهم بداوا بالتوارث والتسليم على ان السفراء اربعة حتى ادعى بعضهم انها ضرورة لاتحتاج الى تاكد من اصلها ومنبعها .
        ومن الوكلاء الذين ذكرهم الصدوق هما(العمري وابنه) الامر الذي دعا الفقهاء والذين تسالموا على ذلك المعنى الى تاويلها مباشرة بقولهم (انما سمي وكيلا باعتبار المعنى الاعم للوكالة) ومنهم (حاجز بن يزيد) الملقب بالوشا . والذي روى فيه الشيخ المفيد(ره) باسناده عن الحسن بن عبد الحميد قال شككت في امر حاجز ، فجمعت شيئا ثم صرت الى العسكر -يعني سامراء- خرج الي (اي توقيع من الامام المهدي(ع)(ليس فينا شك ولا في من يقوم مقامنا في امرنا . ترد ما معك الى حاجز بن يزيد). ومن اراد المزيد من التفصيل في اعداد الوكلاء واسمائهم فليراجع بعضا من المصادر مثل كمال الدين للشيخ الصدوق والارشاد للشيخ المفيد ومنتهى المقال وموسوعة الامام المهدي(ع) الشهيد الصدر(قده) المجلد الاول وغير ذلك من المصادر الكثير لاحاجة لذكرها والنقاش في التوقيع من جهتين :
        الاولى :- من حيث السند وهل ان هذه الرواية صحيحة السند الى المعصوم ام لا ؟ اي فيها ضعف وشك في صحة صدورها عن المعصوم(ع). الحقيقة انه شائع ومعروف عنها انها ضعيفة وهي خبر احاد بل المعروف عنها ان من ينقلها لم يعمل بها وان من كانوا يطلق عليهم الاصحاب لم يعملوا بها اما بعد ان ابتعدنا عن زمن الائمة والاصحاب ووصلنا الى زماننا هذا واصبح العقل يستعمل في كل جوانب الدين فيفسر القران على قواعد الفلاسفة والمناطقة وشتى الطرق التي لم ينصح بها الشارع المقدس بل وحرم بعضها الا انها الان رجعت فلم تبقى حدود للتصرفات في كل شيء واصبح كل شيء من المسائل الدينية قابل للتغير والتشكيل بالشكل الذي يوافق راي هذا او ذاك وترك العمل بعلم العرض على القران والعمل بعلوم اخرى ما انزل الله بها من سلطان فصار ممكن ان يعمل برواية ضعيفة ويستدل بها ويترك العمل باخرى مثلها او اقوى منها سندا لاغراض واهداف متفاوتة يمكن تغليفها بالعديد من الذرائع كالمصلحة العامة وغيرها .
        عموما ما تركه اهل الرواية والثقات القريبون منهم زمانا عمل به الان وقدم على غيره فامكن ان توضع تخريجات وذرائع لتقوية السند وتصحيح نسبتها الى المعصوم(ع).


        يتبع

        تعليق


        • #5
          الجهة الثانية:- المنطوق ومحل الشاهد فيه (الا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر) وفيه
          1- انه لم يصرح بمنع السفارة وانما على صحة الخبر فانه منع اداء المشاهدة للامام، ولما ثبت بطلان هذا التصريح حيث تواترت الاخبار عن الثقاة بمشاهدة الامام(ع) ولم ينكر عليهم الاصحاب بل ان من نقل خبر السمري لم يعمل به بل واشكل عليه الكثير من العلماء في كل زمان ، فلم يسمح القائلين بقبوله او بصحته الا تكلف تاويله على انه يقصد ادعاء السفارة . وحتى من ادعى وجود قرينة على هذا المعنى لم ياتي بما يقنع بمدعاه ، ثم ان هذه المسالة مهمة وحساسة ومن الامور العقائدية التي تعتبر حلقة وصل بين الناس وامامهم ، وعلى فرض صحة الخبر فان المتكلم هو الامام(ع) وحسب قرائن الحكمة فانه مقام البيان فالمفروض ان يبين لاهمية المسالة فهنا قال(من ادعى المشاهدة) ولازمه وهو في هذا المقام امتناع المشاهدة مطلقا دونا عن ادعاء السفارة ، وهذا تعارضه الاخبار الكثيرة الدالة على حصول اللقاء والمشاهدة وسنذكر بعضا منها ما جاء في كتاب بشارة الاسلام لمؤلفه السيد مصطفى آل سيد حيدر الكاظمي حيث قال: ان التوقيع خبر واحد مرسل فلا يعارض القضايا الكثيرة والوقايع العظيمة التي تلاقاها العلماء بالقبول ودونها كتبهم وتصانيفهم مع انه معارض لما رواه الكليني والنعماني والشيخ الطوسي باسانيدهم المعتبرة عن ابي عبد الله(ع) قال لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة وما بثلاثين من وحشة ) وظاهره كما صرح به شراح الاحاديث انه(ع) يستانس بثلاثين من اوليائه في غيبته وهؤلاء الثلاثين لابد ان يتبدلوا كل قرن لانه لم يقدر لهم ما قدر لسيدهم من العمر.
          كما انه قال الميرزا النوري صاحب كتاب جنة المأوى وهذا الخبر بظاهره ينافي الحكايات السابقة وغيرها مما هو مذكور في البحار والجواب عنه من وجوه . الاول انه خبر واحد مرسل غير موجب علما فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل من بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره(ع) فكيف يجوز الاعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله وهو الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة فكيف بغيره ، والعلماء الاعلام تلقوها بالقبول وذكروها في زبرهم وتصانيفهم معولين عليها معتنين بها . ومما يعارض هذا الخبر ايضا (رواية السمري) ما ورد في مراسلة الامام المهدي(ع) للشيخ لمفيد حيث ان من نقل الكتاب الى الشيخ للمفيد شخص جاء من قبل الامام (ع) كما ذكر ذلك السيد الشهيد محمد صادق الصدر في كتابه(موسوعة الامام المهدي(ع)) ج2 فقد قال السيد الشهيد(قده) ان الرسالتين كانتا باملاء الامام(ع) وخط غيره وهذا يعني ان مع الامام اشخاص اخرين .كما ان السيد الشهيد الصدر(اعلى الله مقامه) قال في نفس الجزء من الموسوعة (تاريخ الغيبة الكبرى) ما هذا نصه في الاخبار الخاصة الدالة على مشاهدة الامام المهدي(ع) في غيبته الكبرى. وهي عدد ضخم يفوق حد التواتر بكثير، بحيث نعلم لدى مراجعتها واستقرائها بعدم الكذب والوهن والخطا فيها في الجملة . وان كانت كل رواية لو روعيت وحدها لكانت قابلة لبعض المناقشات على ما سوف ياتي .
          والحاصل منها في اليد، ما يفوق المئة ، يذكر منها الشيخ المجلسي في البحار عددا ويذكر منها المحدث النوري في النجم الثاقب مئة كاملة ، وقد كتب ايضا رسالة خاصة في ذلك سماها (جنة المأوى) الحقت بالجزء الثالث عشر من البحار ، يذكر فيها تسعاً و خمسين حادثة . وهناك على الالسن والمصادر الاخرى ما يزيد على ذلك بكثير ، على اننا سبق ان ذكرنا في تاريخ الغيبة الصغرى انه يحتمل -ان لم يكن يطمان او يجزم- بان هناك مقابلات غير مروية اساسا وان المهدي(ع) يتصل بعدد من المؤمنين في العالم في كل جيل مع حرصهم على عدم التفوه بذلك وكتمه الى الابد .
          2- ثم ان هناك اضطرابا في متن الرواية يدل على عدم صدورها عن المعصوم ومنه انه منع المشاهدة قبل السفياني والصيحة ،ولا يخفى ان السفياني متقدم زمانا على الصيحة لما يقارب من ثلاثة اشهر فذكره لللسفياني يكفي ولاداعي لذكر الصيحة .
          3- ثبت لدى المفكرين والباحثين ان للامام المهدي(ع) ظهور اصغر قبل قيامه وفيه يلتقي ببعض اوليائه ويبعثهم سفراء وهذا قبل ظهور السفياني بدليل الرواية التي تقول اذا ظهر السفياني اختفى المهدي) وهذا يعني ان الامام كان موجودا وكان يبعث سفراء قبل السفياني وقطعا هذا المعنى يهدم المعنى السابق في منع السفارة على تاويله ومما يؤكد هذا ما جاء في غيبة النعماني ص285 بسنده عن ابي عبد الله(ع) انه قال لايقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول انهم قد رأوه فيكذبونهم ).
          4- ثبت ان اليماني والسفياني يخرجان في يوم واحد من شهر واحد من سنة واحدة ومعنى الخروج هذا هو قيام بالسيف وان قبله ظهور يحتاج فيه الى فترة زمنية ليست بالقصيرة لكي يعد فيها جيشه وهذا ما دلت عليه الروايات مثل(قبل السفياني مصري ويماني) واليماني كما هو معلوم يلتقي بالامام المهدي(ع) ويشاهده ويحظى بشرف التوجيه المباشر منه .
          عموما كلما استدلوا به على تاويل المشاهدة بادعاء السفارة فهو غير صحيح وذلك لان التفسير الظاهري مقدم على الباطني والاصل مقدم على الفرع والحقيقة مقدمة على المجاز . والحقيقة هي من لفظ المشاهدة تنطبق على مطلق مشاهدة الامام(ع) لا خصوص ادعاء السفارة ، فاذا تنزلنا وسلمنا بصحة صدور الخبر عن المعصوم فانه يدل على منع ادعاء المشاهدة مطلقا وقد قدمنا بطلانه بالكثير من الروايات وعليه فلا يبقى الا احد معنيين .
          الاول:- لو سلمنا جدلا بصحة صدور الخبر المذكور عن المعصوم فيحمل على منع المشاهدة في زمن دولة بني العباس وذلك للظروف التي كان يمر بها الامام واصحابه من الملاحقة والتضييق . كما ذهب الى هذه التخريجة بعض العلماء مثل ما جاء في كتاب بشارة الاسلام قوله (انما قال ذلك في زمان كثرة اعدائه من اهل بيته وغيرهم من فراعنة بني العباس حتى ان الشيعة يمنع بعضهم بعضا من التحدث بذكره وفي زماننا هذا تطاولت المدة وايس منه لاعداء ..) .
          وعلى هذا لا يمتنع مشاهدته في هذا الزمان او غيره .
          الثاني :- لا نسلم بصدوره على المعصوم(ع) وبالتالي يثبت جواز حصول السفارة عن الامام(ع) في اي زمن من الازمان ، وامكانية المشاهدة له ايضا . وهذا ما بحثنا لاجله. (والحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا).

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيكم اخي العزيز على الطرح المميز وجزاكم الله الف خير...

            تحياتي للاخ الاشتر على توضيح الامرشكرا لك

            تعليق

            يعمل...
            X