حوار ..هل يقوم الإمام رحمة أم انه يقوم نقمة

[المحاور]

طيب اخبرني من هم رواة الحديث في زمن الإمام المهدي (عج) والذين امرنا بالرجوع اليهم ؟
علما ان الإمام المهدي يقول رواة حديثنا ويقصد حديثه هو (عج)

[علي الملا]

رواة الحديث هم من روو احاديث اهل البيت الاطهار ودونوا سنة النبي صلى الله علي وأله والائمه من بعده



قال الصادق*عليه السلام - : ( من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل

ورواة الحديث هم من نقلوا تفسير القرآن والسنه الينا

ما كلمة حديثنا فهو كلامه وكلام آبائه عن رسول عن الله فقد وردت احاديث بذالك

ان كلام المعصوم هو كلام الرسول وكلام الرسول هو كلام الله

فكل ما ينطق من الحجه عجل الله تعالى فرجه من العلوم هو كلام آبائه منتهيا الى رسول الله وماينطق رسول الله عن الهوى

فكلمة حديثنا هو كلام الائمه باجمعهم مع النبي الاكرم صلى الله عليه واله

[المحاور]

على كلامك هذا وكما هو معروف من الرواية من ان الحجة لا يُرد له قول لأن ذلك يكون رداً على الله سبحانه .
فمن قولك يصبح المعنى ان الصحابة الذين نقلوا عن الرسول (ص) وكل من عاصر الائمة (ع) ونهل من علمهم ونقل عنهم يدخل ضمن هذه القاعدة ويصبح (حجة على الخلق)
وحسب علمي ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قد قسم الرواة اربعة اصناف منهم الكاذب والمتوهم وصنف فرقة واحدة منهم على حق .
فهنا على كلامك يكون جميعهم حجة للامام (ع) لأنهم يروون حديث اهل البيت (ع) !!!.

فهل تعقل هذا الكلام ؟؟؟؟!!
أرجوا منك ان لم تستطيع الاجابة على تسأولاتي وتتمسك بقولك هذا (الذي أراه غير صائب) أن تفسح المجال لغيرك في الاجابة رجاءاً وبدون جدال لا فائدة منه ...

[علي الملا]

ليس لدي مانع لافسح المجال لغيري من المؤمنين

وصحيح ان امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قسم الرواة الى اربع اقسام كما روي عنه ولكن سلام الله عليهم لم يتركوا شيعتهم سدى وقالوا خذوا من الصادق وقالوا اعرضوا حديثنا على كتاب الله ،وزكوا رواة معينين وقالوا اذا تعارض حديثنا فارجعوا الى السند فان كان السندان صحيحان خذوا مايخالف العامه ووضعوا قواعد معينه كما هو مروي عنهم وغيرها من القواعد رفضك الى الرجوع الى رواة الحديث واخذ احاديث اهل البيت منهم هو رفض للاحكام والسنه كلها وايضا هو رفض لاخذ عقائدنا كلها من علوم اهل البيت
*

[المحاور]

اخي الكريم انت لم تجب على سؤالي السابق بجواب وافي
واعيد عليك السؤال : في زمن الامام المهدي (عج) لا يوجد زرارة ولا غيره بل يوجد سفراء ومن يروي عن السفراء فهل يعقل أن الامام (عج) يقول للناس إرجعوا الى الذي يروي عن السفراء ويترك السفراء ؟؟؟؟؟!!!.
هذا معنى سؤالي : من هم الرواة في زمن الغيبة ؟

ارجوا الاجابة بجواب شافي لا ترجع بي للوراء لأن سؤالي واضح في زمن الغيبة من هم المقصودون بحجي عليكم ...

[علي الملا]

واعيد عليك الاجابه لكن هدئ نفسك

السفراء الاربعه رضوان الله تعالى عليهم كانوا في زمن الغيبه الصغرى وماتوا رحمهم الله والوصيه عندما قالت ارجعوا الى رواة حديثنا لماذا لم اقل انه المقصود بها هم السفراء لانه في نفس الوصيه مكتوب. *وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم وأما محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه وعن أبيه من قبل - فإنه ثقتي و كتابه كتابي

لو كانوا السفراء هم المعنيين برواة الحديث لاقتصر بجملة ارجعوا الى رواة الحديث من غير ذكر اسم السفير محمد بن عثمان العمري يعني فما الداعي لذكر اسم السفير انه ثقتي فليقتصر الى جملة رواة الحديث وينتهي

وقلت لك ان من شيعتنا من كانوا يسكنون في اماكن بعيده كخراسان ويصعب عليهم السفر الى بغداد لمقابلة السفراء فاوصى الامام بالرجوع الى رواة الحديث للناس اللذين لايستطيعون السفر الى بغداد وايضا هي جاريه في زمن الغيبه الكبرى لشهادة رواية الامام الصادق*اللتي سبق وذكرتها لك اذا اختصم رجلان فلينظرون الى من روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فاني جعلته عليكم حاكما

وقلت ان رواة ماتوا وانا اعلم انهم قد ماتوا لكن علومهم موجوده في كتبنا ككتاب الكافي والبحار وغيرها

وايضا ورد ان العالم يموت ولكن علمه لايموت يبقى علمه

واعلم عزيزي انا اجبتك بتلك الاجابات ليست للمجادله كما قلت ولا اني كما تظن فمن اول الحديث عندما قلت انك تريد حوار هادئا علمت انك تطلب العلم والحق وعندما كلمتك جعلتك كأخي وانت اخي انشاء الله اسأل الله ان يهديني ويهديك الى صراطه المستقيم ويجنبنا معاصيه

[ابو زيد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن سمح لي الاخوة المتحاورون ان اضع قول صغير بين ايديهم عله يكون مقبولا من قبلهم جميعا
إن ما عنى به الامام المهدي (ع) برواة الحديث هم السفراء لأسباب سنتعرض لها بإذن الله تعالى ولا يصح ان نقول ان رواة الحديث في زمن المهدي هم من روى عن الائمة عليهم السلام دون قيد او شرط.
ان وصية النبي (ص) كانت واضحة باتباع ماذا ؟؟؟؟؟ باتباع الثقلين الكتاب والعترة ولو فرضنا ان الرواة هنا هم منم يروون الحديث لأصبح حديث الثقلين هكذا ( كتاب الله وسنتي ) وهذا غير صحيح فالإمام المهدي امام معصوم يعرف ما يقول فما الداعي من هذا التصريح(عليكم برواة الحديث من بعدي) ما دام المسلمون يعرفون ويعملون بحديث الثقلين وهم متمسكون اصلا بالنصوص بل وإن الشيعة المخالفون الذين لم يقروا بوجود السفراء انفسهم كان دستورهم النصوص الصادرة من الأئمة (ع) .
وقول النبي وعترتي يشير من خلاله إلى ان علينا ان نمحص الخبر كما تفضل الاخ علي الملا قبل الأخذ به لذلك لا يمكن ان يكون ناقلي النصوص عن الأئمة حجة لمكان وقوع الخطأ العمدي والسهوي منهم فيكون الحجة هي اقوال الأئمة لا من ينقلها لأن من ينقلها ياتي بعده الفلترة للرواية وقد ترد رواية الناقل ومعنى ردها بعد تعارضها من قواعد استخراج الحديث الصحيح معنى ردها يعني انني لم اخذ بقول الناقل وهذا معناه اني تركت قول من نصبه الإمام حجة علي وهذا مخالف لوصية الامام المهدي فلا يمكن ان يوصي الإمام بأمر قد امرني اباءه (ع) بإمكان بل بكثرة رده .
وقد يشكل احد ويقول اذن فالآن لمن نرجع وقد مات السفراء الأربعة وهل يوجهنا الإمام إلى المعدوم ؟ اقول ان من الامور التي نعتقد بها هو عدم انقطاع السفارة وهذا المعنى يقودنا الى صحة أن السفراء هم رواة الحديث الذين هم الحجة على الناس لأنهم ينقلون اقوال الإمام ولا يكون لهم في ذلك قول ولا راي ولا اجتهاد ولا يتوهمون ولا يسهون بل ينقلون المكاتبات مباشرة عن الإمام لذلك اصبحوا حجة علينا من هذا المكان لأن الحجة لا ينبغي ان يفكر الانسان بالإعتراض عليه فضلا عن رده .
وهؤلاء السفارء (رواة الحديث ) لديهم وكلاء في جميع الأراضي التي وصل اليها الإسلام ويوجد نصوص كثيرة تؤكد وجودهم وجمعهم للخمس ونقلهم لأسئلة الناس إلى الأمام (ع) .
أما الداعي من ذكر محمد بن عثمان بعد أن قال (ارجعوا الى رواة حديثنا ) فإن هذا ليس من باب التكرار بل من باب التاكيد لأن السفراء كان الكثير من الشيعة يشكون في امرهم وسفارتهم حتى وقعت المباهلات والمحاججات من قبل زعماء وكبار الشيعة معهم فاراد الإمام ان يثبت ويؤكد سفارة محمد بن عثمان عندما ذكره .
اما رواية الإمام الصادق وهي (عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد اللّه الصادق عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهم منازعة في دين أو ميراث فتحاكما الى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟. قال عليه السلام : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنّما تحاكم الى الجبت والطاغوت المنهي عنه، وما يحكم له به فإنّما يأخذ سحتاً وإن كان حقه ثابتاً له، لأنّه أخذه بحكم الطاغوت وما أمر اللّه أن يكفر به. قال اللّه عزّ وجلّ (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد اُمروا أن يكفروا به ...) قلت: فكيف يصنعان وقد اختلفا؟ قال عليه السلام : ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا وعرف حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا ولم يقبل منه فإنّما بحكم اللّه استخفّ وعلينا رد والرادّ علينا رادّ على اللّه وهو على حدِّ الشرك باللّه).
هذا النص أولا يخص قضايا القضاء بين الناس في امور الدَين والميراث كما نصت الرواية ولا يمكن ان نجعلها شاملة لباقي احكام الدِين ..هذا اولا وثانيا ان الإمام الصادق جعل شروطا لهذا الرواي بل وبعّض في قوله ممن أي بعض من يروي حديثنا وأشترط ان يكون عارفا بحلال اهل البيت وحرامهم واحكامهم لا عارفا بالحلال والحرام مطلقا لأن للناس مذاهب واراء وإتباعات شتى فقيد هنا الإمام الرواة على خلاف مكاتبة السفير الثاني التي لم يقيد اتباع الرواة هناك وهذا فرق واضح .
طبعا الكلام يطول في اثبات هذا المعنى ومن اراد الحق يكفيه القبول بما قلنا لأنه محكم ولأن الإمام لا يمكن ان ينصب سفيرا له ووكلاء في جميع اقصاع الأرض ثم يامر الناس بالرجوع الى من نقل عن الأئمة والناقل لا يكون حجة طبعا لأن قوله قد يرد بعد تطبيق قواعد الحديث على ما نقل فالحجة علينا اذا احتمل بها التوهم او الكذب سقطت وصار الذي وجهنا اليها على غير الحق حاشا لأهل البيت من ذلك .
ولكن علينا ان نعلم ان في حديث محمد وآل محمد خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وعدم المعرفة في هذه الأمور تجعل الإنسان يذهب الى غير الأمر الذي اراده الله تعالى .
وعلى جميع الأحوال فإن الأمر للأخوة في قبول المعنى الذي يرونه صحيحا وكل انسان عليه البحث عن دينه فلا اكراه في الدين .
وختاما اعتذر من الأخوة المتحاورون لمداخلتي واتمنى ان يوفق الله تعالى الجميع لما يحب ويرضى

[المحاور]

اشكركم اخوتي على جهودكم واعتذر منكم لأني اتعبتكم في الأسئلة واشكر الأخ ابو زيد على الإيضاح الذي اراه قريبا للواقع ولكن يوجد مداخلة بسيطة وهي ان معنى رواة الحديث هم من يروون عن المعصوم بالمباشرة لا بالعنعنة

[ابو زيد]

للإجابة على سؤالك الاسبق

يعتقد الكثير من الناس ان عليهم ان لا يدخلوا في معترك هذه المفاهيم والاطروحات فان الامور قد اختلطت وانهم يبتعدوا عن الخوض في هذا المجال وينتظروا قيام الامام (ع) وخروجه ثم يهبوا لنصرته؟

الجواب يكون على محورين :
الاول : ان من لم يجهد نفسه في البحث عن امامه والالتحاق بدعوته والركوب في سفينته فانه لا يأمن على نفسه الغرق في طوفان الفتن المذكور في الروايات.
المحور الثاني: ان ما اكدته الروايات عن مرحلة قيام الامام انه لا يقبل التوبه كما جاء في الروايات فعن زراره عن ابي جعفر(ع) قالقلت له:صالح من الصالحين سمه لي -اريد القائم(ع)- فقال اسمه اسمي . قلت: ايسير بسيرة محمد(ص) قال:هيهات هيهات يازرارة مايسير بسيرته قلت جعلت فداك لم ؟ قال:ان رسول الله(ص) سار في امته بالمن كان يتالف الناس ، والقائم يسير بالقتل بذلك امر في الكتاب الذي معه ان يسير بالقتل ولا يستتيب احدا ،ويل لمن ناواه)غيبة النعماني / بحار الانوار ج5 ..وعن ابي بصير قالقال ابو جعفر(ع):يقوم القائم بامر جديد، وكتاب جديد ، وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه الا السيف ولايستتيب احدا ولا تاخذه في الله لومة لائم) غيبة النعماني / اثبات الهداة ج3/ بحار الانوار ج52.

[المحاور]

ولكن هناك كلام مخالف لما عليه اعتقادنا من ان باب التوبه مفتوح حتى تلج الروح الغرغرة ؟

[ابو زيد]

نعم هذا صحيح ولكن ليس مطلقا فان قيام الامام(ع) يمثل مرحلة القيامة الصغرى التي تسبق القيامة الكبرى ومن المعلوم ان في القيامة لا توجد توبة وهذا موافق للنصوص الشرعية كالايات والروايات ومنها لما وصف الله حالة فرعون وكيف انه اعلن التوبة لما احس الهلاك ولكنها لم تقبل منه قال تعالى حكاية عن فرعون(( امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين)) فأخذ جبرائيل كفاً من حمأه فوضعها في فمه ثم قال( ءالان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك)) وذلك ان قوم فرعون ذهبوا اجمعين في البحر وهووا من البحر الى النار واما فرعون فنبذه الله وحده والقاه في الساحل لينظروا اليه وليعرفوه وليكون لمن خلفه ايه ولئلا يشك احد في هلاكه وانهم كانوا اتخذوه ربا فاراهم الله اياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه اية وعبره .
وعن علل الشرائع وعيون الاخبار باسناده الى ابراهيم الهمداني قال: قلت للرضا(ع) باي علة اغرق الله فرعون وقد امن به واقر بتوحيده قال(ع):لانه امن ان رؤية اليأس غير مقبوله وذلك حكم الله في السلف والخلف قال الله عز وجل( فلما رأوا باسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا)) وهكذا فرعون لما ادركه الغرق قال: ((امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنوا اسرائيل وانا من المسلمين) فقيل له((الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية )) .
ثم ان الامام (ع) ومن مقتضى الرحمة التي يحملها (ع) يبعث للناس قبل قيامه ممهدين ومصلحين يدعون الناس الى التوبة ونصرة الامام (ع) واتباع دعوة الحق وترك الانغماس في الملذات واتباع الاهواء والاراء الباطلة .وهذا ما اكدته الروايات الكثيرة كخروج اليماني والسفياني وغيره من الممهدين .

[المحاور]

لدي سؤال اخير لماذا كل هذا التشدد وكثرة القتل وعدم قبول التوبه ؟

[ابو زيد]

ان هدف الامام (ع) هو اقامة دولة الحق العالمية واظهار دين الله على الدين كله ونشر العدل في كل مكان على الظلم والظالمين وهذه المسؤولية ينفرد بها الامام(ع) فلم يحملها الله لغيره من الانبياء او الاوصياء ومثل هكذا مهمة كبيرة وعظمة تقتضي هذا الاسلوب من الشدة وعدم التسامح واللين الذي يتسبب بعدم بسط السيطرة التامة على العالم كله وعدم السماح في بقاء من يحمل ظلما ويخفي نفاقا لان ذلك سوف يتسبب في عودة الظلم من جديد والتنافر على الحق كما حصل مع الرسول الكريم (ص) وامير المؤمنين (ع) ومن سبقهم من الانبياء والرسل والاوصياء صلوات الله عليهم اجمعين.
والحمد لله رب العالمين وفقكم الله وهداكم لنصرة وليه الامام المهدي(ع).

[المحاور]

شكرا لك اخي ابو زيد على هذه الردود المميزة واسال الله ان يثيبك خيرا عنها