من هم الصحابة :
ان الغريب عند اصحاب الرجال انهم قد اعتبروا الصحابة باعتبارات مختلفة فقد عرفوا صحبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بتعاريف مختلفة منها تعريف المحدثين للصحبة هو : (كل مسلم رأى رسول الله)صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) تدريب الراوي, السيوطي 210:2 و قال علي بن المديني : (من صحب النبي ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي) فتح الباري8/4 وقال ابن حجر : (هو من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة على الأصح) (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر, ابن حجر العسقلاني) وعن سعيد بن المسيب : (أنه كان لا يعد من الصحابة إلا من أقام مع النبي) صلى الله عليه وآله وسلم ( سنة فصاعداً أو غزا معه غزوة فصاعداً) فتح الباري: 3/8 , تدريب الراوي: 11:/2. . وقالوا ايضاً : (أنه من طالت مجالسته عن طريق التتبع) ( تدريب الراوي: 210/2 , الرياض المستطابة: 12) . ورد ابن حجر هذا القول بقوله : (والعمل على خلاف هذا القول وأنهم اتفقوا على عدّ جمع من الصحابة لم يجتمعوا بالنبي إلا في حجة الوداع) فتح الباري: 8/3 وقال ابن حجر أيضا : (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت ومن روى عنه أو لم يرو عنه ومن غزا معه أو لم يغز معه ومن رآه ولو لم يجالسه) الإصابة في تمييز الصحابة , ابن حجر: 1/7
ان اغلب هذه التعاريف توحي لنا بان عدد الصحابة عدد هائل بمعنى ان الصحابة هم كل المسلمين الذين شاهدو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهذا التوسع في إطلاق الصحبة لكل من شاهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأمن به يرى فيه فقهاء العامة وجهاً من وجوه الثناء على رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقد قال ابن الصلاح : ( بلغنا عن أبي المظفر السمعاني المروزي أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة ويتوسعون حتى يعدوا من رآه رؤية من الصحابة وهذا لشرف منزلة النبي أعطوا كل من رآه حكم الصحبة) مقدمة ابن الصلاح: 146
قبل ان نناقش هذا الموضوع يجب معرفة عدد الصحابة التقريبي الذي توصل أليه فقهاء العامة ولا يمكن ان يتم تحديد عدد الصحابة بصورة دقيقة وذلك لكون فترة الرسالة المحمدية امتدت لثلاثة وعشرين عاما وقد أسلم في هذه الفترة خلق كثير بلا شك فمنهم من كان يقيم معه ومنهم من يرجع إلى أهله كما ان هنالك عدد ليس بقليل قد اعلن اسلامه في زمن النبي دون ان يلتقي بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فأن تحديد كل هذه الاعداد أمر في غاية الصعوبة وقد روي عن أبي زرعة الرازي عدد الصحابة الذين شاهدوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قبل وفاته في قوله : (توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن رآه ومن سمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية) الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر: 1/)
وعليه فأن عدد الصحابة يزيد على مائة الف رجل وامرأة وكل هذا العدد قد روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان الغريب ان فقهاء العامة قد قالوا بانه إذا ما ثبت للشخص صحبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهو صحابي ويجب تعديله في علم الرجال واعتبار أقواله ومروياته والأخذ بها دون عرضها على ميزان الجرح والتعديل الا ان هذه النتيجة لم يعمل بها اصحاب الحديث فأننا اذا تنزلنا جدلاً وقلنا ان كل صحابي من المائة الف صحابي قد روى حديثاً واحداً فقط فأن الاحاديث الصحيحة يجب ان تصل الى هذا الرقم الا ان هذا الشيء لم يصل عند اياً من المحدثين فأن اكثر من روى احاديث في مصنفاته هو احمد بن حنبل حيث روى أربعين ألف حديث منها عشرة آلاف حديث مكررة اي ان الاحاديث التي رواها دون تكرار تصل الى ثلاثين الف حديث وفيها الصحيح والسقيم كما يقول اصحاب الرجال فأين ذهب الباقي ياترى ؟
اذا التزم اصحاب الحديث بعدالة الصحابة اجمع فيجب على اقل تقدير ان يخرج من هؤلاء الصحابة حديثاً واحداً لكل شخص منهم على اقل تقدير لانهم كما قال الرازي (كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية) الا ان هذا الامر لم يرد في كتب المحدثين بل ان الامر عندهم نزل الى الثلث بل اقل من ذلك ولم يكتفوا بذلك بل أنهم قد اختلفوا في تحديد الثقة والعدل فيما بينهم فترى اغلبهم قد روى في مصنفاته أحاديث واخبار قد صنفها غيره من المحدثين على انها من الموضوعات والضعاف فأذا كان صاحب المصنف الحديثي عالماً بان الاحاديث التي جمعها فيها الموضوع والضعيف ومع ذلك رواها في كتبه فقد شارك في الاثم اذ كيف يمكن لشخص كالنسائي واحمد بن حنبل وحتى البخاري وهم من الثقات عندهم ان يضع في احاديثة الضعيف والموضوع اي المكذوب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الا تعتبرون ان ذلك جرم واثم ؟
كيف يمكن ان يشارك محدث في تصنيف الاحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الا اذا كان يعتقد بان هذه الاحاديث صحيحة وغير موضوعة ويتم ذلك عندهم وفق القواعد الرجالية ومن هذا نفهم بان جميع الاحاديث المكذوبة والضعيفة في تصنيف اي محدث لا يمكن ان تكون بعلم المحدث نفسة فكيف يقبل على نفسة -اي محدث كان- ان يضع بين الاحاديث التي جمعها احاديث موضوعة ومكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) او على الصحابة او التابعين لايمكن ان يكون ذلك الا اذا قلنا بفسق المحدث نفسة وعدم تورعة عن ذلك او ان المحدث يرى بان هذه الاحاديث صحيحة وفق قواعدة الرجالية فكم من راوي قد فسقة البعض و وثقة أخرون والنتيجة ان تكون بعض الروايات صحيحة عند البعض وضعيفة عند البعض الاخر ومما يدل على ذلك هو اختلاف الاحاديث بين كتب المحدثين اذا ان بعض المصنفات قد جمعت الكثير من الاحاديث الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) او عن الصحابة التي لم ترد في مصنفات اخرى وهذا مما يؤكد الاختلاف في تحديد الثقات والعدول في رواة الحديث .
كما ان بعض المصنفات قد سماها اصحابها بالـ(صحيح) فكيف يمكن القول بعلم صاحب المصنف الحديثي بوجود الضعيف في كتابه ؟ وهذا مما لايمكن القول به فقد اقر صاحب الصحيح بان احاديثة كلها صحيحه وذلك واضح في عنوان كتابه (كصحيح البخاري وصحح مسلم) الا ان البعض قد تعرض الى هذه الكتب وقالوا بوجود الضعيف فيها والموضوع والحسن وغيرها من المصطلحات التي يقرونها .
ان هذه الاختلافات التي وقعت بين المحدثين نابعة من اختلافهم في علم الرجال وقواعدة بل ان المسلمين اختلفوا في عدالة الصحابة أنفسهم فقد بالغ العامة في اعطاء العدالة لكل الصحابة وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسعود قال : ( إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه) مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 379
وقال أحمد بن حنبل : ( فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال )
إن عدالة الصحابة عند العامة من مسائل القطعية ومما هو معلوم من الدين بالضرورة الا ان من الواضح على كل من قراء التاريخ الاسلامي يجد في الصحابة طائفة من المؤمنين المخلصين وبدرجات مختلفة ومنهم من بلغ درجة الاسلام ولم يبلغ درجة الايمان بنص القران الكريم وفيهم المنافقين وهم عدد غير قليل وقد شهد القران بنفاقهم ونزلت سورة بحقهم وفيهم المؤلفة قلوبهم ومنهم من نزل القران بفسقه و منهم من تخلف عن جيش اسامة فلعنهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وفيهم من اقيم عليه الحد الشرعي ومنهم المرتدين الذين ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومنهم من ولى الدبر في القتال وقد ذكرهم الله في قوله (ومَن يولّهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) الأنفال/ 16.
وقد فر الصحابة يوم احد جميعاً وولوا الدبر الا عدد معدود وخالف بعضهم امر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولم يبقى معه الا نفر يسير منهم ام الحارث الانصارية وكانت تستأذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في قتل الفارين من ساحة المعركة وقد اعترضت الخليفة الثاني وهو فار فقالت له ياعمر ماهذا ؟ فقال أمر الله .
ان نسبة كل من رآى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الى الصحبة فيها ذم لرسول الله وليس مدحاً وثنائاً كما قال العامة فأن في هؤلاء المنافقين والفارين والملعونين على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وغير ذلك فكيف يرضى المسلمون ان ينسبون كل هذه الاعداد الى الصحبة ؟!
لم يكتفي فقهاء العامة بنسبة الصحبة الى كل من شاهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بل نسبوا العدالة الى كل الصحابة فهل العادل من يلعن على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهل العادل من يولي الدبر في القتال ويحضى بغضب الله ومأواه جهنم فهل كل هؤلاء عدول ثقات ؟!
ان الغريب عند اصحاب الرجال انهم قد اعتبروا الصحابة باعتبارات مختلفة فقد عرفوا صحبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بتعاريف مختلفة منها تعريف المحدثين للصحبة هو : (كل مسلم رأى رسول الله)صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) تدريب الراوي, السيوطي 210:2 و قال علي بن المديني : (من صحب النبي ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي) فتح الباري8/4 وقال ابن حجر : (هو من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام ولو تخللت ردة على الأصح) (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر, ابن حجر العسقلاني) وعن سعيد بن المسيب : (أنه كان لا يعد من الصحابة إلا من أقام مع النبي) صلى الله عليه وآله وسلم ( سنة فصاعداً أو غزا معه غزوة فصاعداً) فتح الباري: 3/8 , تدريب الراوي: 11:/2. . وقالوا ايضاً : (أنه من طالت مجالسته عن طريق التتبع) ( تدريب الراوي: 210/2 , الرياض المستطابة: 12) . ورد ابن حجر هذا القول بقوله : (والعمل على خلاف هذا القول وأنهم اتفقوا على عدّ جمع من الصحابة لم يجتمعوا بالنبي إلا في حجة الوداع) فتح الباري: 8/3 وقال ابن حجر أيضا : (وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته أو قصرت ومن روى عنه أو لم يرو عنه ومن غزا معه أو لم يغز معه ومن رآه ولو لم يجالسه) الإصابة في تمييز الصحابة , ابن حجر: 1/7
ان اغلب هذه التعاريف توحي لنا بان عدد الصحابة عدد هائل بمعنى ان الصحابة هم كل المسلمين الذين شاهدو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهذا التوسع في إطلاق الصحبة لكل من شاهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأمن به يرى فيه فقهاء العامة وجهاً من وجوه الثناء على رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقد قال ابن الصلاح : ( بلغنا عن أبي المظفر السمعاني المروزي أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة ويتوسعون حتى يعدوا من رآه رؤية من الصحابة وهذا لشرف منزلة النبي أعطوا كل من رآه حكم الصحبة) مقدمة ابن الصلاح: 146
قبل ان نناقش هذا الموضوع يجب معرفة عدد الصحابة التقريبي الذي توصل أليه فقهاء العامة ولا يمكن ان يتم تحديد عدد الصحابة بصورة دقيقة وذلك لكون فترة الرسالة المحمدية امتدت لثلاثة وعشرين عاما وقد أسلم في هذه الفترة خلق كثير بلا شك فمنهم من كان يقيم معه ومنهم من يرجع إلى أهله كما ان هنالك عدد ليس بقليل قد اعلن اسلامه في زمن النبي دون ان يلتقي بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فأن تحديد كل هذه الاعداد أمر في غاية الصعوبة وقد روي عن أبي زرعة الرازي عدد الصحابة الذين شاهدوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قبل وفاته في قوله : (توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن رآه ومن سمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية) الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر: 1/)
وعليه فأن عدد الصحابة يزيد على مائة الف رجل وامرأة وكل هذا العدد قد روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان الغريب ان فقهاء العامة قد قالوا بانه إذا ما ثبت للشخص صحبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهو صحابي ويجب تعديله في علم الرجال واعتبار أقواله ومروياته والأخذ بها دون عرضها على ميزان الجرح والتعديل الا ان هذه النتيجة لم يعمل بها اصحاب الحديث فأننا اذا تنزلنا جدلاً وقلنا ان كل صحابي من المائة الف صحابي قد روى حديثاً واحداً فقط فأن الاحاديث الصحيحة يجب ان تصل الى هذا الرقم الا ان هذا الشيء لم يصل عند اياً من المحدثين فأن اكثر من روى احاديث في مصنفاته هو احمد بن حنبل حيث روى أربعين ألف حديث منها عشرة آلاف حديث مكررة اي ان الاحاديث التي رواها دون تكرار تصل الى ثلاثين الف حديث وفيها الصحيح والسقيم كما يقول اصحاب الرجال فأين ذهب الباقي ياترى ؟
اذا التزم اصحاب الحديث بعدالة الصحابة اجمع فيجب على اقل تقدير ان يخرج من هؤلاء الصحابة حديثاً واحداً لكل شخص منهم على اقل تقدير لانهم كما قال الرازي (كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية) الا ان هذا الامر لم يرد في كتب المحدثين بل ان الامر عندهم نزل الى الثلث بل اقل من ذلك ولم يكتفوا بذلك بل أنهم قد اختلفوا في تحديد الثقة والعدل فيما بينهم فترى اغلبهم قد روى في مصنفاته أحاديث واخبار قد صنفها غيره من المحدثين على انها من الموضوعات والضعاف فأذا كان صاحب المصنف الحديثي عالماً بان الاحاديث التي جمعها فيها الموضوع والضعيف ومع ذلك رواها في كتبه فقد شارك في الاثم اذ كيف يمكن لشخص كالنسائي واحمد بن حنبل وحتى البخاري وهم من الثقات عندهم ان يضع في احاديثة الضعيف والموضوع اي المكذوب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الا تعتبرون ان ذلك جرم واثم ؟
كيف يمكن ان يشارك محدث في تصنيف الاحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الا اذا كان يعتقد بان هذه الاحاديث صحيحة وغير موضوعة ويتم ذلك عندهم وفق القواعد الرجالية ومن هذا نفهم بان جميع الاحاديث المكذوبة والضعيفة في تصنيف اي محدث لا يمكن ان تكون بعلم المحدث نفسة فكيف يقبل على نفسة -اي محدث كان- ان يضع بين الاحاديث التي جمعها احاديث موضوعة ومكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) او على الصحابة او التابعين لايمكن ان يكون ذلك الا اذا قلنا بفسق المحدث نفسة وعدم تورعة عن ذلك او ان المحدث يرى بان هذه الاحاديث صحيحة وفق قواعدة الرجالية فكم من راوي قد فسقة البعض و وثقة أخرون والنتيجة ان تكون بعض الروايات صحيحة عند البعض وضعيفة عند البعض الاخر ومما يدل على ذلك هو اختلاف الاحاديث بين كتب المحدثين اذا ان بعض المصنفات قد جمعت الكثير من الاحاديث الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) او عن الصحابة التي لم ترد في مصنفات اخرى وهذا مما يؤكد الاختلاف في تحديد الثقات والعدول في رواة الحديث .
كما ان بعض المصنفات قد سماها اصحابها بالـ(صحيح) فكيف يمكن القول بعلم صاحب المصنف الحديثي بوجود الضعيف في كتابه ؟ وهذا مما لايمكن القول به فقد اقر صاحب الصحيح بان احاديثة كلها صحيحه وذلك واضح في عنوان كتابه (كصحيح البخاري وصحح مسلم) الا ان البعض قد تعرض الى هذه الكتب وقالوا بوجود الضعيف فيها والموضوع والحسن وغيرها من المصطلحات التي يقرونها .
ان هذه الاختلافات التي وقعت بين المحدثين نابعة من اختلافهم في علم الرجال وقواعدة بل ان المسلمين اختلفوا في عدالة الصحابة أنفسهم فقد بالغ العامة في اعطاء العدالة لكل الصحابة وقد روى أحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسعود قال : ( إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه) مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 379
وقال أحمد بن حنبل : ( فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال )
إن عدالة الصحابة عند العامة من مسائل القطعية ومما هو معلوم من الدين بالضرورة الا ان من الواضح على كل من قراء التاريخ الاسلامي يجد في الصحابة طائفة من المؤمنين المخلصين وبدرجات مختلفة ومنهم من بلغ درجة الاسلام ولم يبلغ درجة الايمان بنص القران الكريم وفيهم المنافقين وهم عدد غير قليل وقد شهد القران بنفاقهم ونزلت سورة بحقهم وفيهم المؤلفة قلوبهم ومنهم من نزل القران بفسقه و منهم من تخلف عن جيش اسامة فلعنهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وفيهم من اقيم عليه الحد الشرعي ومنهم المرتدين الذين ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومنهم من ولى الدبر في القتال وقد ذكرهم الله في قوله (ومَن يولّهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) الأنفال/ 16.
وقد فر الصحابة يوم احد جميعاً وولوا الدبر الا عدد معدود وخالف بعضهم امر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولم يبقى معه الا نفر يسير منهم ام الحارث الانصارية وكانت تستأذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في قتل الفارين من ساحة المعركة وقد اعترضت الخليفة الثاني وهو فار فقالت له ياعمر ماهذا ؟ فقال أمر الله .
ان نسبة كل من رآى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الى الصحبة فيها ذم لرسول الله وليس مدحاً وثنائاً كما قال العامة فأن في هؤلاء المنافقين والفارين والملعونين على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وغير ذلك فكيف يرضى المسلمون ان ينسبون كل هذه الاعداد الى الصحبة ؟!
لم يكتفي فقهاء العامة بنسبة الصحبة الى كل من شاهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بل نسبوا العدالة الى كل الصحابة فهل العادل من يلعن على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهل العادل من يولي الدبر في القتال ويحضى بغضب الله ومأواه جهنم فهل كل هؤلاء عدول ثقات ؟!