إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية الانتساب الروحي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية الانتساب الروحي

    إن نظرية الإنتساب الروحي مبنية على أسس الرعاية الإلهية للطبيعة البشرية في الإيجاد ولها حكمية إلهية بالغة منبعها الفضل والمنة الإلهية وهي من الدعائم التي يرتكز عليها النموذج المثالي للخليفة الإلهي الوارث الأرضي بإستكماله للشروط الإلهية وبعد إستحصاله على درجات الكمال التي تؤهله للقرب إلى الله وللسير التكاملي لهذا الخليفة عوالم بثلاث أبعاد تسير جنبا إلى جنب في قوس الصعود إلى الله تعالى , ليحقق العدالة الإلهية إبتدءا من نفسه.
    1- عالم الروح وإنتسابها :
    إن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام عن الصادق (ع) قال : (( إن الله آخا بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الابدان بألفي عام فلو قد قام قائمنا أهل البيت لورث الأخ الذي آخا بينهما في الأظلة ولم يورث الأخ من الولادة )) بحار ج6
    وأفاض عليها مختلف العلوم ثم جعلها على صعيد وأخذ منها ميثاقها في الإقرار له بالوحدانية والعبودية والإيمان برسله وأولياءه . لو دققنا في الإرث التاريخي لأئمتنا عليهم السلام لوجدنا أحاديث كثيرة تشير إلى وجود علاقة بين المولي والموالى والعلاقة علاقة روحية وأن الموالي ولاية تطبيقية عملية مخلوق من شعاع الصفوة الطاهرة ,عن ابن عباس أنه قال: قال أمير المؤمنين(ع) اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال فقلت يا أمير المؤمنين كيف ينظر بنور الله عز و جل قال(ع) لأنا خلقنا من نور الله و خلق شيعتنا من شعاع نورنا فهم أصفياء أبرار أطهار متوسمون نورهم يضي‏ء على من سواهم كالبدر في الليلة الظلماء . بحار الأنوار ج : 25 ص : 22
    نستنج من ذلك أن عائدية هذا الشعاع من النور للموالي وسنخيته من سنخ نور أهل البيت عليهم السلام فالموالي يعود إنتسابه الحقيقي النوراني إلى أهل البيت عليهم السلام لذلك قال رسول الله (ص) لعلي (ع) (( أنا وأنت أبوا هذه الأمة )) الأبوة هنا أبوة حقيقية ذات رعاية إلهية محظة لم يكن عنوانها الوجودي عنوانا ماديا زائلا كما في حالة توالد الناس من أب وأم وإنما كانت هذه الرعاية الإلهية في أصل الطبيعة النورانية ونرى خلود هذه العلاقة الأبوية السامية لراعي الأمة ومنقذها حتى يوم القيامة حيث قال تعالى في كتابه الكريم{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ }المؤمنون101.وهنا أشارة إشراقية على أن نسبية الجسد المادي لا تنفع في الآخرة .
    فالأبوة الروحية النفسية بعالميهما الطاهرين على شرط القداسة فيهما متوهجة فلا ينقطع نسبهما وإنتسابهما إلى سيد الكائنات محمد (ص) وعلي (ع) بإنقطاع البدن وفناءه في دار الدنيا وإنتقال الموالي إلى الآخرة حيث قال الرسول(ص) ((كل نسب ينقطع يوم القيامة إلا نسبي )) وقال(ص) في موضع آخر موضحا (( يا بني هاشم لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم فإني لا أغني عنكم شيئا)). وقول عيسى(ع) للحواريين (( جئت من عند أبي وأبيكم)). ملاخي النبي [فصل 2 الايه 10:]
    (أليس أب واحد لجميعنا . أليس أله واحد خلقنا . فلم يغدر الواحد بأخيه مدنسا عهد آبائنا). وقوله تعالى (( ملة أبيكم إبراهيم )). بقي أن يكون جديرا بنا أن نسعى لهذه النسبية وأن نتشرف بفيوضاتها ونصونها .
    2- عالم النفس:
    إن النفس الإنسانية جبلت على القهر وهي تتدرج بمنازلها حسب تكاملاتها وسيرها من النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة القدسية وحسب خلوصها من الكدورات والآثام بسلسلة من التطهيرات حتى تضحى مشرقة متنورة بنور الله تعالى وكلما إزدادت طهارتها كثر فيضها حتى تفيض هي على الموجودات . والعلاقة الروحية النفسية علاقة إرتباطية تكوينية باقية بعد فناء الجسد .
    إن النفس هي حلقة الوصل بين عالمين كما جاء في الحديث الشريف (( إن النفس حلقة وصل بين الروح والجسد تقبل تأثير أحدهما وتنقله إلى الآخر)).
    إن النفس التي هي حلقة الوصل بين عالم الروح وعالم الطينة كلما سارت بتكاملها كلما إزدادت تلألأ وإشراقا وقمة بلوغها أعلى مراحل التهذيب تكون سببا لتوهج الفطرة الإنسانية وتفعيلها في إخراج مكنون العلم المرتسم في داخلها من أسرار إلهية وعلوم ربانية كما جاء في الحديث الشريف (( ليس العلم في السماء فينزل إليكم أو في تخوم الأرض فيخرج لكم ولكن تأدبوا بآداب الروحانية يظهر لكم)). وبعد الوصول لهذه المرحلة نعود إلى إنتسابنا الحقيقي النوراني .
    3- عالم الطينة:
    إن جسد الإنسان خلق من الطين وعجنه الله تعالى بيد القدرة الإلهية حتى جعله جسدا (( وخلقنا ألإنسان من صلصال كالفخار )) وهذا هو الأصل التكويني للإنسان . وأن للجسد نصيب في السير التكاملي ومسيرته ألا وهو تحوله من الجسد الكثيف إلى الجسم اللطيف والذي به تكون القدرة على العروج والولوج إلى ساحة القرب الإلهي ويكون بذلك ممن حرم لحمه ودمه على النار لوصوله في التكامل إلى الجسمانية الشفافية فبه يضحى خليفة الله في أرضه .عن أبي عبد الله(ع) قال إن الله عجن طينتنا وطينة شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا فمن كان في خلقه شي‏ء من طينتنا حن إلينا فأنتم و الله منا . بحار الأنوار ج : 25 ص : 12 وعن صالح بن سهل قال قلت لأبي عبد الله(ع) المؤمن من طينة الأنبياء عليهم السلام قال نعم . بحار الأنوار ج : 25 ص : 13 قال إبراهيم(ع): (فمن تبعني فهو مني) قال السيد المسيح : 55 لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَق. 56 مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيه .

    من فكر السيد ابو عبدالله الحسين القحطاني

  • #2
    حبذا لو تذكر المصدر لهذا الموضوع
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

    تعليق

    يعمل...
    X