بسم الله الرحمن ارحيم
الهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
كثر الكلام عن مكان خروج اليماني ( بين فقهاء السوء والدجالين ) وهنا القول الفصل
المتابع لاراء واكتابات فقهاء السوء وائمة الدجل,الخاصة بمكان ظهور اليماني الموعود يجدهم قد شرقوا وغربوا ولم يهتدوا او يهدون الناس الى حقيقة مكان ظهور او خروج اليماني الموعود وهم بتعرضهم لهذا الموضوع المغلف بالاسرار قد فضحوا انفسهم لان هكذا مواضيع عصية على كل منحرف دجال وفقيه سوء محتال وتعرضهم لهذا الموضوع فيه من المنافع الكثيرة لاهل الحق ولداعي للحق اليماني الحقيقي
اذ تخبطهم عن معرفة قضية اليماني واسرارها يثبت فشلهم ( الفقهاء والدجلة) من جهه ويثبت صدق دعوى اليماني الحقيقي من جهة اخرى اذ اليماني الحقيقي هو من يبقر الحديث ويثبت بالدليل من اين يخرج اليماني الموعود ومتى يظهر , وهذه من نعم الله على المؤمنين المنتظرين لكي يميزوا بين الحق والباطل , ولا اطيل عليكم فقد تصدى لهذا الموضوع الجلل صاحب الحظ العاثر المدعوا الشيخ جلال الدين الصغير بعد ان تصدى قبله المنزوعين من الحياء والعلم فقهاء ودجلة , ولكنه اي الشيخ كان تعثره اهون من تعثر البقية و سيأتيك بيانه في طيات هذا الموضوع اذ قال في احد محاضراته والمنشورة على موقعه الرسمي ان اليماني يخرج بجيشه من العراق ليقاتل السفياني , واظنه يشير الى احد المراجع القابعين في جحورهم المظلمة وبعد سماعي لهذا الكلام اسرعت بكتابة رد على ما تفوه به واليكم المناقشة .
{ الرد على كلام الشيخ جلال الدين الصغير }
بعد طلب العون من ربي اقول : ان الشيخ الصغير اخطأ و اصاب في ان اليماني من العراق , وسنثبت كلا الامرين بالتفصيل انشاء الله ادناه ,
اولاً: نقض قول ان اليماني يخرج بجيشه من العراق :
ثانياً : اصابته في ان اليماني عراقي وظهوره من العراق :
{
نقض قول الشيخ الصغير ان اليماني يخرج بجيشه من العراق
}يقول الشيخ الصغير في احدى محاضراته ان اليماني سيكون خروجه بجيشه من العراق وليس من بلد اخر وخروجه سيكون متزامناً مع دخول السفياني , ولم يطرح الشيخ الصغير اي دليل معتبر على صحة كلامه بل اكتفى بتقولات لا ترقى ان تكون دليل ولنا عدة تعليقات تبطل هذا القول
اولاً :- لم يسند الشيخ الصغير اطروحته هذه بروايات عن الائمة عليهم السلام تصرح بأن اليماني يخرج بجيشه من العراق عند دحول السفياني اليها بل لم يورد حتى روايات فيها تلميح ان اليماني يخرج بجيشه من العراق فيكون كلامه عبارة عن محض اجتهاد لا يستند الى الثقلين ومن كان كلامه لا يستند او يتوافق او يؤيد الثقلين فيضرب به عرض الجدار
ثانيا:- أ_ ان العراق عند دخول السفياني واليماني والخراساني تحت سيطرت العباسيين وهم اعداء اليماني لانه عند دخوله العراق لا يبقي هو والسفياني منهم احد فكيف يكون اليماني وجيشه في نفس البلد وهم اعداء
ب_ ان اليماني يمتلك جيش جرار مزود بأنواع الاسلحة المتطورة بل يفوق جيشه جيش السفياني عدة وعدد ومعلوم ان السفياني لديه من القوة الكبيرة التي جعلته يبيد جيوش لدول كبيرة مثل تركيا والجيش العراقي للعباسيين في معركة قرقيسيا , فكيف يا شيخ يكون في العراق ومعه هذا الجيش الجرار وهذه الاسلحة المتطورة ويكون خاضع للعباسيين الذين لا يمتلكون ما يمتلكه , واليماني وجيشه كما اخبرتنا الروايات انهم في نفس التوقيت يخوضون حروب مع دول عظمى في المنطقة , هذا امر غير معقول يا شيخ
ت_ ونقول مرة اخرى للشيخ هل يعقل يا شيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــخ ان يكون شخص مثل اليماني معه مثل هذه الجيوش الجرارة خاضع لحكم ضعيف جداً مقارنة مع جيشه الذي سيكون اقوى جيش في المنطقة بحيث سيصمد بوجه كل دول العالم لانه يدعوا الى الامام المهدي عليه السلام بالسيف ولا يؤمن بالقوانين لاوضعية بل يدعوا الى الحق والى صراط مستقيم ولا يؤمن بأنصاف الحلول ولا يجامل على حساب الحق والامام المهدي عليه السلام بل سيسقط دول عن بكرة ابيها , فيكون قولك ان اليماني يخرج بجيشه من العراق اشبه بقصة متناقضة او خرافية مع هذه الاشكالات الواقعية
ثالثاُ : - ان السفياني بعد دخوله الكوفة ومبايعة الناس له يستتب له الامر في العراق بل حتى فقهاء الحوزة في النجف سيتحالفون معه بنص الروايات الشريفة فهم يرون انذاك ان الدولة قد انهارت وقتل رجالاتها وخمدت كل اصوات المعارضين لدخول السفياني فعلى ضوء الاحداث الجارية يتفقون على التحالف معه , وهنا نقول هل خفي على السفياني امر جيش اليماني وما يمتلك من اسلحة ثقيلة فهل اليماني يسكن تحت الارض هو وجيشه الذي لا يقهر, بحيث يخفى على السفياني امره وامر جيشه , فهذا ما لا يكون يا شيخ ,
رابعاً : - كل دعوة تحتاج الى وقت لجمع مؤيدين وانصار واذا اراد صاحب الدعوة ان يكون جيش ( بالمواصفات التي وصفها ال محمد عليهم السلام من قوة الجيش وتطور اسلحته التي ستتيح له السيطرة على ايران والعراق وسوريا ومصر وحتى يدخل على اسرائيل ويحررها ) فأنه يحتاج الى دعم مالي كبير جداً ويحتاج الى اسلحة حديثة جداً فمن الصعب الحصول على هذه المقومات لجيش اليماني الفتاك ان كان اليماني خاضع لحكم الحكومة العراقية العباسية
ثم الحكومة العباسية كيف تسمح بتأسيس جيش بهذه المواصفات وفي البلد الذي تحكمه ,
وهل تتصور يا شيخ ان الحكومة العراقية العباسية تسمح بأي تحرك مشبوه او دخول اسلحة بهذه النوعية وهذه الكمية الى شخص عدو يريد بها السوء ,
فكيون على ضوء الملاحضات اعلاه كلام الشيخ من ان اليماني يخرج بجيشه من العراق باطل للاسباب التي ذكرت
خامساً : - ورد عن عمار بن ياسر أنه قال: { أن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات... إلى أن قال: ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك: رجل أبقع ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي سفيان، يخرج من كلب، ويحضر الناس بدمشق. ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني.
ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد، وتنزل الترك الحيرة. وتنزل الروم فلسطين. ويسبق عبدُ الله عبدَ الله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر ويكون قتال عظيم. ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال ويسبي النساء. ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني. فيسبق اليماني، ويحوز السفياني ما جمعوا. ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد ( ويقتل رجلاً من مسميهم، ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح }
و من فحوى هذه الرواية يتبين إن اليماني يكون خارج العراق لأن الجزيرة المقصودة هنا هي الجزيرة الفراتية فيسبقه السفياني في الدخول إلى الكوفة،
والا كيف يكون إن اليماني الذي خروجه من العراق إن يتسابق مع السفياني في دخول العراق والكارثة ان السفياني يسبق اليماني وهو قادم من سوريا فهل يعقل ان يكون اليماني بالعراق والسفياني بسوريا والذي يسبق الدخول الى العراق السفياني مع العلم ان اليماني كما يقول الشيخ الصغير في العراق وخروجه من العراق فهذا الهراء لا يقبله عقل سليم
ولا يمكن أن يزول هذا الإشكال إلا إذا قلنا إن اليماني سيكون خروجه ليس من العراق بل من بلد اخر بحيث يصدق عليه انه يتسابق مع السفياني الى دخول العراق وهذا البلد هو خراسان (ايران كما اثبت السيد القحطاني ) لان اليماني سيذهب إلى خراسان وهناك سيجمع له جيشه من الأنصار من أيران ومن المهاجرين إليها من خارج إيران سواء كان من العراق أو غيرها من البلدان كأبدال الشام ونجباء مصر، حيث انه سيتوجه بهم من هناك إلى العراق قاصداً الكوفة الذي سيسبقه السفياني إليها ولأجل ذلك - أي خروج اليماني من خراسان - سمي اليماني بالخراساني في روايات ال محمد عليهم السلام .
الخلاصة : ان اليماني هو صاحب راية المهدي عليه السلام وخروجه بجيشه سيكون من خراسان وليس من العراق والخراساني الاخر الداعي الى نفسه محرم الالتحاق برايته لانها راية ضلال ويدعوا الى نفسه لا الى الامام المهدي عليه السلام , وبعد ان يدخل اليماني الى العراق ويدحر جيش السفياني سينهار الخراساني الضال واتباعه ولا يبقى لهم اي ذكر بل العراق سيسيطر عليه الحسني اليماني ومن ثمة يسلم الامر للحسيني الامام المهدي عليه السلام في الكوفة
{
اصابت الشيخ الصغير في ان اليماني عراقي وظهوره من العراق
}كما قلنا اعلاه ان اي دعوة تحتاج الى وقت لجمع مؤيدين وانصار فلا يمكن ان يجمع اليماني هذا العدد الكبير من الانصار في سنة او شهر او يوم لان دعوة الحق بطيء قبولها بين الناس فلوا نظرنا الى دعواة الانبياء لتبين لنا هذا الامر فرسول الله (ص) دعى قومه اكثر من عشرين سنة وفي بداية دعوته كان انصاره قلائل واعدائه كثر لان الباطل سهل حلو المذاق والحق صعب مر المذاق فلهذا يركن الناس الى الدنيا ويكون استحقاقهم الالتحاق برايات الضلال ويتركون رايات الحق ,
واليماني رايته كحال الرايات الحقة فأنه يحتاج الى وقت ليتقبل بعض الناس رايته , واليماني تمر دعوته بمراحل فالمرحلة الاولى دعوته السرية ومن ثم العلنية ومن ثمة الخروج بالسيف ليطهر الارض من الظالمين السفياني والعباسيين واليهود ,وهذه المراحل هي نفس مراحل دعوة رسول الله (ص) في وقته حين دعى قومه الى الحق والى الاسلام , واليماني كما قال محمد اله الاطهار له دعوة كدعوة رسول الله (ص) فقد جاء عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : { الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء . فقلت : اشرح لي هذا ، أصلحك الله . فقال : يستأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله } كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 336 – 337
يتبع
تعليق