تناقضات أحمد الحسن
قال تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْد غَيْر اللَّه لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا }النساء 82.
انطلاقاً من هذه الآية يمكن القول بأن التناقض هو احد الأدلة على بطلان دعوة المدعي فان كلام الله لا يوجد فيه تناقض وكذلك كلام النبي (ص) والائمة الأطهار(ع) ولكن من يدعون انهم أئمة من دونهم فسوف تجد عندهم هذا التناقض والاختلاف وهو احد الأدلة على بطلانهم وكشف زيفهم وهنا اذ نوضح أحد التناقضات البسيطة التي وردت في دعوة أحمد الحسن والذي يدعي انه امام معصوم مفروض الطاعة ولكنه ملأ دعوته تناقضات لا تنطلي على أبسط الناس ممن عنده فطرة سليمة ويطلب الحق قربة الى الله .
فقد ذكر صاحب كتاب (جامع الأدلة ج2) للدكتور أبو محمد الانصاري أحد تلامذة أحمد الحسن وانصاره في الصفحة 8 من الكتاب الموسوم ما يستدل به على احمد الحسن هو المهدي الأول او اليماني الموعود في موضوع (أدلة واشارات أخرى تؤيد أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي) وقال ما هذا نصه :
رابعاً :
* عن أبي خالد الكابلي ، قال : ( لما مضى علي بن الحسين (ع) دخلت على محمد بن علي الباقر (ع)، فقلت له: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي الى أبيك، وأنسي به، ووحشتي من الناس، قال : صدقت ياأبا خالد ، فتريد ماذا ؟ قلت : جعلت فداك ، لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده . قال : فتريد ماذا يا أبا خالد؟ قلت : أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه . فقال : سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد ، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أحداً ، ولو كنت محدثاً به أحداً لحدثتك! ولقد سألتني عن امر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة )([216]).
وعن جابر الجعفي ، قال : ( سمعت أبا جعفر (ع) يقول : سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (ع) ، فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ فقال : أما اسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله...)([217]).
من المعروف إن أبا خالد الكابلي من خلص أصحاب الإمامين ؛ السجاد والباقر (ع) ، و عدم معرفته اسم صاحب الأمر يضعنا بإزاء علامة استفهام كبيرة. وما يثير الاستغراب والتساؤل أكثر، أن الإمام الباقر (ع) يمتنع عن إخباره باسمه .
هذه الإشارات توحي حتماً إن من يقع عليه السؤال ليس هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) وإلا هل يجهل الكابلي، وهو من هو في قربه من الأئمة اسم الإمام المهدي (ع) ؟ ثم أي صعوبة تلك التي تمنع الإمام الباقر (ع) ، ومثله الإمام أمير المؤمنين (ع) عن التصريح باسمه ؟
ولو أن الأمر حقاً متعلق بالإمام المهدي (ع) ، فالخشية من أبناء فاطمة عليه مرتبطة بآخر الزمان ، فهل أبناء فاطمة الآن لا يعرفون اسم الإمام المهدي ؟ ثم أليس قد مر بنا قبل قليل أن جابر الأنصاري قرأ في لوح فاطمة أسماء الأوصياء ، ومنهم المحمدون الثلاثة ؛ محمد الباقر (ع) ومحمد الجواد (ع) و محمد المهدي (ع) ؟ فالإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) كان معروف الإسم بين الشيعة ، بل ويعرفه أعداؤهم كالعباسيين وغيرهم، وليس ببعيد عن المتتبعين أن الخليفة العباسي محمد المهدي بن هارون الرشيد قد تلقب بلقب المهدي ادعاءً منه أنه هو المهدي المنتظر .
ويتضح من الرواية الثانية أن المهدي أو صاحب الأمر (ع) قد عهد رسول الله بأن لا يُسمى حتى يبعثه الله، أي حتى يحظر ويباشر هو نفسه تعريف الناس بحقيقته. عن مالك الجهني، قال: ( قلت لأبي جعفر (ع) إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله، لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعوكم إليه )([218]).
وليس صحيحاً أبداً ما علق به الكوراني على الرواية حين قال: ( قد يكون مقصوده من قوله: (حتى يبعثه الله)، حتى يولد )([219]).
فمن الواضح أن أمير المؤمنين (ع) لا يريد أنه (عليه السلام) هو سيخبر باسم المهدي (ع) حين يبعثه الله، بل أراد أن المهدي هو من سيعرف الناس بنفسه، وهذا سيكون عند ظهوره لا ميلاده، وهذا ما تنص عليه الرواية الثالثة حيث يقول الإمام (ع) لسلمان : ( لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره ) ، ففي الرواية إشعار بأن ثمة اختبار يتعلق بمعرفة المهدي (ع) ، وهو سر الامتناع عن ذكر اسمه . ورد عن رسول الله قوله : (... له علم إذا حان وقته انتشر ذلك العلم من نفسه )([220]).
ويؤكد ذلك أنهم امتنعوا عن التصريح باسم القائم (ع) في روايات كثيرة مع إنهم قد ذكروا اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع).
من هذه الروايات ما ورد عن عبدالله بن سنان، قال : ( سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر منادٍ من السماء، ألا إن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال )([221]).
وعن أبي بصير، قال: حدثنا أبو عبد الله (ع)، وقال : ( ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان قم )([222]).انتهى كلام صاحب الكتاب هنا ؟؟؟؟!!!!!!!!
فيرد عليه :
هذا تناقض واضح في دعوتكم اذ انكم مرة تستدلون بوصية رسول الله (ص) وتقولون ان هذه هي الوصية الحقيقية وقد ذكر فيها اسم المهدي الأول او اليماني او اول المؤمنين واسمه أحمد وهذا ما ذكره صاحب نفس الكتاب الموسوم اعلاه في الصفحة 6 :
كما إن الروايات التي تسمي أصحاب الإمام المهدي (ع) تنص على أحمد في بعضها وتشير له في بعضها الآخر؛ فعن الإمام الصادق (ع) في خبر طويل يسمي فيه الأصحاب ال (313) يقول : ( ... ومن البصرة عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، و أحمد، ومليح، وحماد بن جابر )([141]).
وعن أمير المؤمنين (ع): ( ... ألا وإن أولهم من البصرة، وآخرهم من الأبدال... )([142]).
إذن أمير المؤمنين (ع) ينص في هذه الرواية الأخيرة على أن أول الأصحاب من البصرة، وقبلها نصت الرواية الواردة عن الإمام الصادق على أن من جملة الأصحاب في البصرة (أحمد)، وحيث أن وصية رسول الله دلت على أن أول الأصحاب اسمه (أحمد)، فتكون حصيلة الروايات كالآتي : إن (أحمد) وصي الإمام المهدي (ع) هو أول الأصحاب، وهو من البصرة .
علماً أن ثمة رواية أخرى تسمي الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر، وفيها : من البصرة على ومحارب، بيد أن من يحصي الأسماء يجدها أقل من العدد المذكور الأمر الذي يدل على أن الرواية ليست بصدد استقصاء جميع الأسماء، أو أن أسماء قد سقطت منها الأمر الذي يعني بالنتيجة إنها لا تصلح لمعارضة سابقتها، او ان هناك ترميز في الرويات لحكم كثيرة منها الحفاظ على صاحب الدعوة والاختبار وما شابه.
والآن إذا كان أحمد هو وصي أبيه والحجة من بعده وأفضل الناس باستثنائه فلابد أن يكون هو الحجة على اليماني.
ولكننا حين نسمع الروايات الواردة بحق اليماني نعلم منها – كما مر – أنه هو الحجة على الأصحاب ، فما السبيل للخروج من هذا التعارض؟
لا سبيل سوى القول بأن اليماني هو أحمد وأن أحمد هو اليماني، أي أنهما شخص واحد.
إذن نخرج من كل ما سبق بحصيلة مفادها أن أحمد ابن الإمام المهدي (ع) هو اليماني، وعلمنا من مبحث الرايات السود أنه هو قائد الرايات السود التي تسلم الراية للإمام المهدي (ع) وقد ورد عن الباقر (ع): ( إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم أحمد ، أحمد ، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج )([143]).
ومنها نعرف أن أصحاب الرايات السود يتخذون من اسم (أحمد) شعاراً لهم .
وعلمنا من مبحث الرايات السود أن أحمد الذي يتخذون من اسمه شعاراً لهم هو شاب من بني هاشم وهو من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وهو ( إمام أهل بيتي ) كما أخبر عنه الرسول ، وهو العبد العنيف الذي يبعثه الله ( بعث الله عليها عبداً عنيفاً )، أي إنه مرسل من الإمام المهدي (ع)، وهذه النتيجة تتطابق تماماً مع ما وجدناه في رواية اليماني، فهو ( يدعو لصاحبكم )، أي إنه رسول أو سفير من الإمام المهدي (ع) كما اعترف الكوراني في كتابه عصر الظهور بقوله: ( ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى، إنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام ، وإنها جزء من خطة حركته عليه السلام، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه )([144]).
وايضاً اردفها في الصفحة التي تليها (ص7) بقوله :
على أي حال كانت هذه مقدمات لتهيئة ذهن القارئ، وفيما يأتي استعراض لما وقعت عليه يدي من أدلة تؤكد هذا الأمر:-
الدليل الأول :
عن حذيفة ، قال : ( سمعت رسول الله – وذكر المهدي – فقال: إنه يبايع بين الركن والمقام ، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها )([151]).
الرسول في هذه الرواية يسمي المهدي (ع) ويذكر له ثلاثة أسماء، وهي الأسماء نفسها التي ذكرها لولد الإمام المهدي ( أحمد ) في رواية الوصية حيث قال هناك : ( ... يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً ... وساق الحديث إلى أن قال : وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد فذلك إثنا عشر إماماً ، ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و أحمد ، والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ).
فالمهدي (ع) الذي يبايع بين الركن والمقام هو ولد الإمام المهدي (ع) ، أي أحمد الذي هو اليماني نفسه. والأسماء الثلاثة التي يذكرها رسول الله في الوصية ، ويكررها في الرواية التي يذكر فيها المهدي تدل على هذه الحقيقة .
وبطبيعة الحال لا حاجة للتذكير بأن المهديين الإثني عشر ومنهم أحمد يصح على كل منهم إطلاق لقب المهدي.
الدليل الثاني :
وقال رسول الله ، في حديث طويل ... إلى أن قال : ( الحقوا به بمكة فإنه المهدي وأسمه أحمد)([152]).
وهذه الرواية تنص على أن اسم المهدي هو أحمد. بل لعلنا من خلال هذه الرواية يمكننا أن نفهم ما ورد من إن المهدي اسمه اسم رسول الله ، واسم أبيه اسم أبي الرسول .
فقد ورد في الغيبة - الشيخ الطوسي :
( عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما )([153]).
الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس :
عن أبي الطفيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي )([154]).
هذه الروايات واشباهها ربما دفعت أبناء العامة للظن بأن اسم الإمام المهدي (ع) هو محمد بن عبدالله، ولكننا نعلم أن رسول الله اسمه (أحمد) كذلك، وهو كثيراً ما كان يقول: أنا ابن الذبيحين عبدالله واسماعيل.
ففي البحر الرائق - ابن نجيم المصري :
( روي عنه عليه السلام أنا ابن الذبيحين يعني أباه عبد الله وإسماعيل )([155]).
وفي الخصال - الشيخ الصدوق :
( حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن علي - ابن موسى الرضا عليهما السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله : أنا ابن الذبيحين قال : يعني إسماعيل ابن إبراهيم الخليل
عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب )([156]).
وفي من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق :
عنه : ( يا علي : أنا ابن الذبيحين )([157]).
وفي الفصول المختارة - الشريف المرتضى :
( وقال رسول الله ( ص ) في افتخاره بآبائه : أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل - عليه السلام - و عبد الله)([158]).
والسيد أحمد الحسن (ع) اسمه أحمد واسم أبيه إسماعيل.
رابط كتاب جامع الادلة في موقع اتباع احمد الحسن :
http://almahdyoon.org/component/****...owall=&start=7
أخوتي في الله فهل بعد هذا التناقض يوجد تناقض اوضح واكثر منه ، فمرة يقولون ان رسول الله (ص) لم يخبر باسمه لأصحابه المقربين وعهد بذلك للائمة من بعدة ومرة يحتجون بنصوص ووصية عن رسول الله (ص) مزعومة تقول ان اسمه ذكره رسول الله والائمة من بعده واسمه احمد وابيه اسماعيل وهذا والله هو الخزي والعار والتناقض والاختلاف الذي ذكر في قوله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْد غَيْر اللَّه لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا } فهم مصداق لقوله تعالى وبذلك تكون الحجة عليهم قائمة بانهم يسيرون في ضلالة وان لم يتوبوا فلن يزيدهم ذلك الا ضلالاً والله يهدي من يشاء من عباد ه.
فنرجوا من اخوتنا ممن يعتقد بأحمد الحسن وفكره المنحرف ان يتوب الى الله ويستغفره عما سار فيه من دعوة ضالة ويتوسل اليه ان يهديه الى الصراط المستقيم ويرجع الى الله وآل محمد ليعرف الطريق الصحيح .
والسلام على من اتبع الهدى ..
قال تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْد غَيْر اللَّه لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا }النساء 82.
انطلاقاً من هذه الآية يمكن القول بأن التناقض هو احد الأدلة على بطلان دعوة المدعي فان كلام الله لا يوجد فيه تناقض وكذلك كلام النبي (ص) والائمة الأطهار(ع) ولكن من يدعون انهم أئمة من دونهم فسوف تجد عندهم هذا التناقض والاختلاف وهو احد الأدلة على بطلانهم وكشف زيفهم وهنا اذ نوضح أحد التناقضات البسيطة التي وردت في دعوة أحمد الحسن والذي يدعي انه امام معصوم مفروض الطاعة ولكنه ملأ دعوته تناقضات لا تنطلي على أبسط الناس ممن عنده فطرة سليمة ويطلب الحق قربة الى الله .
فقد ذكر صاحب كتاب (جامع الأدلة ج2) للدكتور أبو محمد الانصاري أحد تلامذة أحمد الحسن وانصاره في الصفحة 8 من الكتاب الموسوم ما يستدل به على احمد الحسن هو المهدي الأول او اليماني الموعود في موضوع (أدلة واشارات أخرى تؤيد أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي) وقال ما هذا نصه :
رابعاً :
* عن أبي خالد الكابلي ، قال : ( لما مضى علي بن الحسين (ع) دخلت على محمد بن علي الباقر (ع)، فقلت له: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي الى أبيك، وأنسي به، ووحشتي من الناس، قال : صدقت ياأبا خالد ، فتريد ماذا ؟ قلت : جعلت فداك ، لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده . قال : فتريد ماذا يا أبا خالد؟ قلت : أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه . فقال : سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد ، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أحداً ، ولو كنت محدثاً به أحداً لحدثتك! ولقد سألتني عن امر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة )([216]).
وعن جابر الجعفي ، قال : ( سمعت أبا جعفر (ع) يقول : سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (ع) ، فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ فقال : أما اسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله...)([217]).
من المعروف إن أبا خالد الكابلي من خلص أصحاب الإمامين ؛ السجاد والباقر (ع) ، و عدم معرفته اسم صاحب الأمر يضعنا بإزاء علامة استفهام كبيرة. وما يثير الاستغراب والتساؤل أكثر، أن الإمام الباقر (ع) يمتنع عن إخباره باسمه .
هذه الإشارات توحي حتماً إن من يقع عليه السؤال ليس هو الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) وإلا هل يجهل الكابلي، وهو من هو في قربه من الأئمة اسم الإمام المهدي (ع) ؟ ثم أي صعوبة تلك التي تمنع الإمام الباقر (ع) ، ومثله الإمام أمير المؤمنين (ع) عن التصريح باسمه ؟
ولو أن الأمر حقاً متعلق بالإمام المهدي (ع) ، فالخشية من أبناء فاطمة عليه مرتبطة بآخر الزمان ، فهل أبناء فاطمة الآن لا يعرفون اسم الإمام المهدي ؟ ثم أليس قد مر بنا قبل قليل أن جابر الأنصاري قرأ في لوح فاطمة أسماء الأوصياء ، ومنهم المحمدون الثلاثة ؛ محمد الباقر (ع) ومحمد الجواد (ع) و محمد المهدي (ع) ؟ فالإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) كان معروف الإسم بين الشيعة ، بل ويعرفه أعداؤهم كالعباسيين وغيرهم، وليس ببعيد عن المتتبعين أن الخليفة العباسي محمد المهدي بن هارون الرشيد قد تلقب بلقب المهدي ادعاءً منه أنه هو المهدي المنتظر .
ويتضح من الرواية الثانية أن المهدي أو صاحب الأمر (ع) قد عهد رسول الله بأن لا يُسمى حتى يبعثه الله، أي حتى يحظر ويباشر هو نفسه تعريف الناس بحقيقته. عن مالك الجهني، قال: ( قلت لأبي جعفر (ع) إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله، لا يكون ذلك أبداً حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعوكم إليه )([218]).
وليس صحيحاً أبداً ما علق به الكوراني على الرواية حين قال: ( قد يكون مقصوده من قوله: (حتى يبعثه الله)، حتى يولد )([219]).
فمن الواضح أن أمير المؤمنين (ع) لا يريد أنه (عليه السلام) هو سيخبر باسم المهدي (ع) حين يبعثه الله، بل أراد أن المهدي هو من سيعرف الناس بنفسه، وهذا سيكون عند ظهوره لا ميلاده، وهذا ما تنص عليه الرواية الثالثة حيث يقول الإمام (ع) لسلمان : ( لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره ) ، ففي الرواية إشعار بأن ثمة اختبار يتعلق بمعرفة المهدي (ع) ، وهو سر الامتناع عن ذكر اسمه . ورد عن رسول الله قوله : (... له علم إذا حان وقته انتشر ذلك العلم من نفسه )([220]).
ويؤكد ذلك أنهم امتنعوا عن التصريح باسم القائم (ع) في روايات كثيرة مع إنهم قد ذكروا اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع).
من هذه الروايات ما ورد عن عبدالله بن سنان، قال : ( سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر منادٍ من السماء، ألا إن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال )([221]).
وعن أبي بصير، قال: حدثنا أبو عبد الله (ع)، وقال : ( ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان قم )([222]).انتهى كلام صاحب الكتاب هنا ؟؟؟؟!!!!!!!!
فيرد عليه :
هذا تناقض واضح في دعوتكم اذ انكم مرة تستدلون بوصية رسول الله (ص) وتقولون ان هذه هي الوصية الحقيقية وقد ذكر فيها اسم المهدي الأول او اليماني او اول المؤمنين واسمه أحمد وهذا ما ذكره صاحب نفس الكتاب الموسوم اعلاه في الصفحة 6 :
كما إن الروايات التي تسمي أصحاب الإمام المهدي (ع) تنص على أحمد في بعضها وتشير له في بعضها الآخر؛ فعن الإمام الصادق (ع) في خبر طويل يسمي فيه الأصحاب ال (313) يقول : ( ... ومن البصرة عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، و أحمد، ومليح، وحماد بن جابر )([141]).
وعن أمير المؤمنين (ع): ( ... ألا وإن أولهم من البصرة، وآخرهم من الأبدال... )([142]).
إذن أمير المؤمنين (ع) ينص في هذه الرواية الأخيرة على أن أول الأصحاب من البصرة، وقبلها نصت الرواية الواردة عن الإمام الصادق على أن من جملة الأصحاب في البصرة (أحمد)، وحيث أن وصية رسول الله دلت على أن أول الأصحاب اسمه (أحمد)، فتكون حصيلة الروايات كالآتي : إن (أحمد) وصي الإمام المهدي (ع) هو أول الأصحاب، وهو من البصرة .
علماً أن ثمة رواية أخرى تسمي الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر، وفيها : من البصرة على ومحارب، بيد أن من يحصي الأسماء يجدها أقل من العدد المذكور الأمر الذي يدل على أن الرواية ليست بصدد استقصاء جميع الأسماء، أو أن أسماء قد سقطت منها الأمر الذي يعني بالنتيجة إنها لا تصلح لمعارضة سابقتها، او ان هناك ترميز في الرويات لحكم كثيرة منها الحفاظ على صاحب الدعوة والاختبار وما شابه.
والآن إذا كان أحمد هو وصي أبيه والحجة من بعده وأفضل الناس باستثنائه فلابد أن يكون هو الحجة على اليماني.
ولكننا حين نسمع الروايات الواردة بحق اليماني نعلم منها – كما مر – أنه هو الحجة على الأصحاب ، فما السبيل للخروج من هذا التعارض؟
لا سبيل سوى القول بأن اليماني هو أحمد وأن أحمد هو اليماني، أي أنهما شخص واحد.
إذن نخرج من كل ما سبق بحصيلة مفادها أن أحمد ابن الإمام المهدي (ع) هو اليماني، وعلمنا من مبحث الرايات السود أنه هو قائد الرايات السود التي تسلم الراية للإمام المهدي (ع) وقد ورد عن الباقر (ع): ( إن لله تعالى كنزاً بالطالقان ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم أحمد ، أحمد ، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج )([143]).
ومنها نعرف أن أصحاب الرايات السود يتخذون من اسم (أحمد) شعاراً لهم .
وعلمنا من مبحث الرايات السود أن أحمد الذي يتخذون من اسمه شعاراً لهم هو شاب من بني هاشم وهو من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، وهو ( إمام أهل بيتي ) كما أخبر عنه الرسول ، وهو العبد العنيف الذي يبعثه الله ( بعث الله عليها عبداً عنيفاً )، أي إنه مرسل من الإمام المهدي (ع)، وهذه النتيجة تتطابق تماماً مع ما وجدناه في رواية اليماني، فهو ( يدعو لصاحبكم )، أي إنه رسول أو سفير من الإمام المهدي (ع) كما اعترف الكوراني في كتابه عصر الظهور بقوله: ( ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى، إنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من المهدي عليه السلام ، وإنها جزء من خطة حركته عليه السلام، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه )([144]).
وايضاً اردفها في الصفحة التي تليها (ص7) بقوله :
على أي حال كانت هذه مقدمات لتهيئة ذهن القارئ، وفيما يأتي استعراض لما وقعت عليه يدي من أدلة تؤكد هذا الأمر:-
الدليل الأول :
عن حذيفة ، قال : ( سمعت رسول الله – وذكر المهدي – فقال: إنه يبايع بين الركن والمقام ، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها )([151]).
الرسول في هذه الرواية يسمي المهدي (ع) ويذكر له ثلاثة أسماء، وهي الأسماء نفسها التي ذكرها لولد الإمام المهدي ( أحمد ) في رواية الوصية حيث قال هناك : ( ... يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً ... وساق الحديث إلى أن قال : وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد فذلك إثنا عشر إماماً ، ثم يكون من بعده إثنا عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و أحمد ، والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ).
فالمهدي (ع) الذي يبايع بين الركن والمقام هو ولد الإمام المهدي (ع) ، أي أحمد الذي هو اليماني نفسه. والأسماء الثلاثة التي يذكرها رسول الله في الوصية ، ويكررها في الرواية التي يذكر فيها المهدي تدل على هذه الحقيقة .
وبطبيعة الحال لا حاجة للتذكير بأن المهديين الإثني عشر ومنهم أحمد يصح على كل منهم إطلاق لقب المهدي.
الدليل الثاني :
وقال رسول الله ، في حديث طويل ... إلى أن قال : ( الحقوا به بمكة فإنه المهدي وأسمه أحمد)([152]).
وهذه الرواية تنص على أن اسم المهدي هو أحمد. بل لعلنا من خلال هذه الرواية يمكننا أن نفهم ما ورد من إن المهدي اسمه اسم رسول الله ، واسم أبيه اسم أبي الرسول .
فقد ورد في الغيبة - الشيخ الطوسي :
( عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما )([153]).
الملاحم والفتن - السيد ابن طاووس :
عن أبي الطفيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي )([154]).
هذه الروايات واشباهها ربما دفعت أبناء العامة للظن بأن اسم الإمام المهدي (ع) هو محمد بن عبدالله، ولكننا نعلم أن رسول الله اسمه (أحمد) كذلك، وهو كثيراً ما كان يقول: أنا ابن الذبيحين عبدالله واسماعيل.
ففي البحر الرائق - ابن نجيم المصري :
( روي عنه عليه السلام أنا ابن الذبيحين يعني أباه عبد الله وإسماعيل )([155]).
وفي الخصال - الشيخ الصدوق :
( حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن علي - ابن موسى الرضا عليهما السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله : أنا ابن الذبيحين قال : يعني إسماعيل ابن إبراهيم الخليل
عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب )([156]).
وفي من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق :
عنه : ( يا علي : أنا ابن الذبيحين )([157]).
وفي الفصول المختارة - الشريف المرتضى :
( وقال رسول الله ( ص ) في افتخاره بآبائه : أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل - عليه السلام - و عبد الله)([158]).
والسيد أحمد الحسن (ع) اسمه أحمد واسم أبيه إسماعيل.
رابط كتاب جامع الادلة في موقع اتباع احمد الحسن :
http://almahdyoon.org/component/****...owall=&start=7
أخوتي في الله فهل بعد هذا التناقض يوجد تناقض اوضح واكثر منه ، فمرة يقولون ان رسول الله (ص) لم يخبر باسمه لأصحابه المقربين وعهد بذلك للائمة من بعدة ومرة يحتجون بنصوص ووصية عن رسول الله (ص) مزعومة تقول ان اسمه ذكره رسول الله والائمة من بعده واسمه احمد وابيه اسماعيل وهذا والله هو الخزي والعار والتناقض والاختلاف الذي ذكر في قوله تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْد غَيْر اللَّه لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا } فهم مصداق لقوله تعالى وبذلك تكون الحجة عليهم قائمة بانهم يسيرون في ضلالة وان لم يتوبوا فلن يزيدهم ذلك الا ضلالاً والله يهدي من يشاء من عباد ه.
فنرجوا من اخوتنا ممن يعتقد بأحمد الحسن وفكره المنحرف ان يتوب الى الله ويستغفره عما سار فيه من دعوة ضالة ويتوسل اليه ان يهديه الى الصراط المستقيم ويرجع الى الله وآل محمد ليعرف الطريق الصحيح .
والسلام على من اتبع الهدى ..
تعليق