أدعياء المهدوية والسفارة قديماً وحديثاً
أبن أبي العزاقر الشلمغاني
من نعم الله تعالى ان يهدي بشراً بنور هدايته ويشمله بتلك الهداية بواسع رحمته, فيتفتح بصره على الحق فيراه جلياً, وتنفتح بصيرته على الحقيقة فتراها يقينا, وان يتم على من هداه جليل نعمته فيؤمن بما رآه إيماناً لا تزعزعه منافع الدنيا, ولا عوادي الزمن, ولا تحركه رغبات آنية, ولا حاجات زائلة عرضية.
فيهدي هذا بهدايته قوماً, يسلكون بسنته سلوكاً مرضياً, انه لخير لا يوازيه خير ونعمة لا تساويها نعمة, وان من صور جحود هذه النعمة ان ينقلب من رأى الحقيقة ناصعة ليرجع إلى غبش الوهم, تحت تأثير المغريات وحب الرئاسة الظاهرية ونفاق المديح, والتبجيل المزيف, فيكون هذا بسلوكه أسوأ نموذج يقتدى به, فيأخذ بمن اقتدوا به إلى مسلك جهنم وبئس المصير.
ولنا في ابن أبي العزاقر الشلمغاني لشر مثل, وأوضح نموذج, فقد شغلته الدنيا, فكّر راجعاً من علياء الإيمان إلى سفالة الحسد, ومن قمة الرحمة إلى اشد منزلة من منازل الذم وأغلظ درجة من درجات اللعن.
من خلال مطالعة التاريخ والأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وغيرها نعرف بأنه قد كان هناك رجالات شيعة يحتلون مناصب مهمة في العاصمة الإسلامية وسائر البلاد.
جاء في الفصول العشرة - للشيخ المفيد قدس سره كذلك في الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره:
أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني، المتوفى سنة 323، كان متقدما في أصحابنا ومستقيم الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح قدس سره على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية، فظهرت منه مقالات منكرة، وخرج في لعنه التوقيع من الناحية.
وجاء في الغيبة - للشيخ الطوسي قدس سره:
ومنهم ابن أبي العزاقر . أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قال : حدثتني الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قالت : كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام . وذاك أن الشيخ أبا القاسمj كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لأبي القاسم رضي الله عنه، فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراءة منه فلم ينتهوا وأقاموا على توليه . وذاك أنه كان يقول لهم : إنني أذعت السر وقد أخذ علي الكتمان، فعوقبت بالإبعاد بعد الاختصاص، لان الأمر عظيم لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم عظم الأمر وجلالته . فبلغ ذلك أبا القاسم رضي الله عنه فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه وممن تابعه على قوله، وأقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما، ثم قال : إن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الإبعاد، فمعنى قوله : لعنه الله أي باعده الله عن العذاب والنار، والآن قد عرفت منزلتي ومرغ خديه على التراب وقال : عليكم بالكتمان لهذا الأمر . قالت الكبيرة رضي الله عنها : وقد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أن أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوما وقد دخلنا إليها فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت علي رجلي تقبلها . فأنكرت ذلك وقلت لها : مهلا يا ستي فإن هذا أمر عظيم، وانكببت على يدها فبكت ثم قالت : كيف لا أفعل بك هذا وأنت مولاتي فاطمة ؟ فقلت لها وكيف ذاك يا ستي ؟ . فقالت لي : إن الشيخ أبا جعفر محمد بن علي خرج إلينا بالسر، قالت : فقلت لها : وما السر ؟ قالت : قد أخذ علينا كتمانه وأفزع إن أنا أذعته عوقبت، قالت : وأعطيتها موثقا أني لا أكشفه لأحد واعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ رضي الله عنه يعني أبا القاسم الحسين بن روح . قالت : إن الشيخ أبا جعفر قال لنا : إن روح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتقلت إلى أبيك يعني أبا جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه، وروح أمير المؤمنين عليه السلام انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، وروح مولاتنا فاطمة عليها السلام انتقلت إليك، فكيف لا أعظمك يا ستنا . فقلت لها : مهلا لا تفعلي فإن هذا كذب يا ستنا، فقالت لي : هو سر عظيم وقد أخذ علينا أننا لا نكشف هذا لأحد، فالله الله فيَّ لا يحل لي العذاب، ويا ستي فلو لا أنك حملتيني على كشفه ما كشفته لك ولا لأحد غيرك . قالت الكبيره أم كلثوم رضي الله عنها : فلما انصرفت من عندها دخلت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه فأخبرته بالقصة، وكان يثق بي ويركن إلى قولي، فقال لي : يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعدما جرى منها، ولا تقبلي ( لها ) رقعة إن كاتبتك، ولا رسولا إن أنفذته (إليك) ولا تلقيها بعد قولها، فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم، ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم : بأن الله تعالى اتحد به وحل فيه، كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله . قالت : فهجرت بني بسطام وتركت المضي إليهم، ولم أقبل لهم عذرا ولا لقيت أمهم بعدها، وشاع في بني نوبخت الحديث، فلم يبق أحد إلا وتقدم إليه الشيخ أبو القاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراءة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته . ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام بلعن أبي جعفر محمد بن علي والبراءة منه، وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله، وأقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع . ‹ وله حكايات قبيحة وأمور فظيعة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح وغيره . وكان سبب قتله : أنه لما أظهر لعنه أبو القاسم بن روح رضي الله عنه، واشتهر أمره وتبرأ منه وأمر جميع الشيعة بذلك، لم يمكنه التلبيس، فقال - في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة، وكل يحكي عن الشيخ أبي القاسم لعنه والبراءة منه - : أجمعوا بيني وبينه حتى آخذ يده ويأخذ بيدي، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه وإلا فجميع ما قاله فيَّ حق، ورقي ذلك إلى الراضي - لأنه كان ذلك في دار ابن مقلة - فأمر بالقبض عليه وقتله، فقتل واستراحت الشيعة منه .
جاء في طرائف المقال - للسيد علي البروجردي
ومنهم ابن أبي العزاقر، وهو محمد بن علي بن علي الشلمغاني، وهو من كبار المدعين ، وقد ذم ولعن الا أنه كان مستقيم الطريقة في أول الأمر، فحمله الحسد لأبي القاسم بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية ، حتى خرجت فيه توقيعات، وظهرت منه مقالات منكرة ، إلى أن أخذه السلطان وقتله وصلبه ببغداد. له من الكتب التي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف ، رواه المفيد الا حديثا في باب الشهادات أنه يجوز للرجل أن يشهد لأخيه إذا كان له شاهد واحد من غير علم، ويروي عنه محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وعلي بن الحسين والد الصدوق، وقد ذكر الشيخ له أقاصيص عجيبة، قتل لعنه الله في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، فاستراحت الشيعة منه .
أبن أبي العزاقر الشلمغاني
من نعم الله تعالى ان يهدي بشراً بنور هدايته ويشمله بتلك الهداية بواسع رحمته, فيتفتح بصره على الحق فيراه جلياً, وتنفتح بصيرته على الحقيقة فتراها يقينا, وان يتم على من هداه جليل نعمته فيؤمن بما رآه إيماناً لا تزعزعه منافع الدنيا, ولا عوادي الزمن, ولا تحركه رغبات آنية, ولا حاجات زائلة عرضية.
فيهدي هذا بهدايته قوماً, يسلكون بسنته سلوكاً مرضياً, انه لخير لا يوازيه خير ونعمة لا تساويها نعمة, وان من صور جحود هذه النعمة ان ينقلب من رأى الحقيقة ناصعة ليرجع إلى غبش الوهم, تحت تأثير المغريات وحب الرئاسة الظاهرية ونفاق المديح, والتبجيل المزيف, فيكون هذا بسلوكه أسوأ نموذج يقتدى به, فيأخذ بمن اقتدوا به إلى مسلك جهنم وبئس المصير.
ولنا في ابن أبي العزاقر الشلمغاني لشر مثل, وأوضح نموذج, فقد شغلته الدنيا, فكّر راجعاً من علياء الإيمان إلى سفالة الحسد, ومن قمة الرحمة إلى اشد منزلة من منازل الذم وأغلظ درجة من درجات اللعن.
من خلال مطالعة التاريخ والأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وغيرها نعرف بأنه قد كان هناك رجالات شيعة يحتلون مناصب مهمة في العاصمة الإسلامية وسائر البلاد.
جاء في الفصول العشرة - للشيخ المفيد قدس سره كذلك في الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره:
أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني، المتوفى سنة 323، كان متقدما في أصحابنا ومستقيم الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح قدس سره على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية، فظهرت منه مقالات منكرة، وخرج في لعنه التوقيع من الناحية.
وجاء في الغيبة - للشيخ الطوسي قدس سره:
ومنهم ابن أبي العزاقر . أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قال : حدثتني الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه قالت : كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام . وذاك أن الشيخ أبا القاسمj كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لأبي القاسم رضي الله عنه، فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراءة منه فلم ينتهوا وأقاموا على توليه . وذاك أنه كان يقول لهم : إنني أذعت السر وقد أخذ علي الكتمان، فعوقبت بالإبعاد بعد الاختصاص، لان الأمر عظيم لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم عظم الأمر وجلالته . فبلغ ذلك أبا القاسم رضي الله عنه فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه وممن تابعه على قوله، وأقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما، ثم قال : إن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الإبعاد، فمعنى قوله : لعنه الله أي باعده الله عن العذاب والنار، والآن قد عرفت منزلتي ومرغ خديه على التراب وقال : عليكم بالكتمان لهذا الأمر . قالت الكبيرة رضي الله عنها : وقد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم أن أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوما وقد دخلنا إليها فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت علي رجلي تقبلها . فأنكرت ذلك وقلت لها : مهلا يا ستي فإن هذا أمر عظيم، وانكببت على يدها فبكت ثم قالت : كيف لا أفعل بك هذا وأنت مولاتي فاطمة ؟ فقلت لها وكيف ذاك يا ستي ؟ . فقالت لي : إن الشيخ أبا جعفر محمد بن علي خرج إلينا بالسر، قالت : فقلت لها : وما السر ؟ قالت : قد أخذ علينا كتمانه وأفزع إن أنا أذعته عوقبت، قالت : وأعطيتها موثقا أني لا أكشفه لأحد واعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ رضي الله عنه يعني أبا القاسم الحسين بن روح . قالت : إن الشيخ أبا جعفر قال لنا : إن روح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتقلت إلى أبيك يعني أبا جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه، وروح أمير المؤمنين عليه السلام انتقلت إلى بدن الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، وروح مولاتنا فاطمة عليها السلام انتقلت إليك، فكيف لا أعظمك يا ستنا . فقلت لها : مهلا لا تفعلي فإن هذا كذب يا ستنا، فقالت لي : هو سر عظيم وقد أخذ علينا أننا لا نكشف هذا لأحد، فالله الله فيَّ لا يحل لي العذاب، ويا ستي فلو لا أنك حملتيني على كشفه ما كشفته لك ولا لأحد غيرك . قالت الكبيره أم كلثوم رضي الله عنها : فلما انصرفت من عندها دخلت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه فأخبرته بالقصة، وكان يثق بي ويركن إلى قولي، فقال لي : يا بنية إياك أن تمضي إلى هذه المرأة بعدما جرى منها، ولا تقبلي ( لها ) رقعة إن كاتبتك، ولا رسولا إن أنفذته (إليك) ولا تلقيها بعد قولها، فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم، ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم : بأن الله تعالى اتحد به وحل فيه، كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله . قالت : فهجرت بني بسطام وتركت المضي إليهم، ولم أقبل لهم عذرا ولا لقيت أمهم بعدها، وشاع في بني نوبخت الحديث، فلم يبق أحد إلا وتقدم إليه الشيخ أبو القاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراءة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته . ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام بلعن أبي جعفر محمد بن علي والبراءة منه، وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله، وأقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع . ‹ وله حكايات قبيحة وأمور فظيعة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح وغيره . وكان سبب قتله : أنه لما أظهر لعنه أبو القاسم بن روح رضي الله عنه، واشتهر أمره وتبرأ منه وأمر جميع الشيعة بذلك، لم يمكنه التلبيس، فقال - في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة، وكل يحكي عن الشيخ أبي القاسم لعنه والبراءة منه - : أجمعوا بيني وبينه حتى آخذ يده ويأخذ بيدي، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه وإلا فجميع ما قاله فيَّ حق، ورقي ذلك إلى الراضي - لأنه كان ذلك في دار ابن مقلة - فأمر بالقبض عليه وقتله، فقتل واستراحت الشيعة منه .
جاء في طرائف المقال - للسيد علي البروجردي
ومنهم ابن أبي العزاقر، وهو محمد بن علي بن علي الشلمغاني، وهو من كبار المدعين ، وقد ذم ولعن الا أنه كان مستقيم الطريقة في أول الأمر، فحمله الحسد لأبي القاسم بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية ، حتى خرجت فيه توقيعات، وظهرت منه مقالات منكرة ، إلى أن أخذه السلطان وقتله وصلبه ببغداد. له من الكتب التي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف ، رواه المفيد الا حديثا في باب الشهادات أنه يجوز للرجل أن يشهد لأخيه إذا كان له شاهد واحد من غير علم، ويروي عنه محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وعلي بن الحسين والد الصدوق، وقد ذكر الشيخ له أقاصيص عجيبة، قتل لعنه الله في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، فاستراحت الشيعة منه .