الوصيّة والإمــامة الاثنــا عشر معصوم
السلام عليكم
ورد في كتاب غيبة النعماني بعض الأحاديث والروايات الشريفة والتي منها مايصف حقيقة الإمـامة والوصيّة وأرتباطهما بالأئمة الأثنا عشر لاغيرهم الذين يأتون بعد الخاتم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) ، وإن لقب الإمــام خاص بهم (عليهم السلام) والوصية معهم ومع قائمهم الإمـام الثاني عشر وهو محمد بن الحسن المهدي صاحب الأمر(مكن الله له في الأرض).
باب ما جاء في الإمامة و الوصية و أنهما من الله عز و جل و باختياره و أمانة يؤديها الإمام إلى الإمام بعده /
1- أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن مستورد الأشجعي من كتابه في صفر سنة ست و ستين و مائتين قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله الحلبي قال حدثنا عبد الله بن بكير عن عمرو بن الأشعث قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: و نحن عنده في البيت نحو من عشرين رجلا فأقبل علينا و قال لعلكم ترون أن هذا الأمر في الإمامة إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء و الله إنه لعهد من الله نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رجال مسمين رجل فرجل حتى تنتهي إلى صاحبها .
2- و أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه قال حدثنا إسماعيل بن مهران قال حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و وهيب بن حفص جميعا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله جل و عز إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ قال: هي الوصية يدفعها الرجل منا إلى الرجل .
3- و أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسى العلوي قال حدثنا علي بن الحسن عن إسماعيل بن مهران عن المفضل بن صالح عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: الوصية نزلت من السماء على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابا مختوما و لم ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاب مختوم إلا الوصية فقال جبرئيل (عليه السلام) : يا محمد هذه وصيتك في أمتك إلى أهل بيتك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي أهل بيتي يا جبرئيل فقال نجيب الله منهم و ذريته ليورثك علم النبوة قبل إبراهيم و كان عليها خواتيم ففتح علي (عليه السلام) الخاتم الأول و مضى لما أمر فيه ثم فتح الحسن (عليه السلام) الخاتم الثاني و مضى لما أمر به ثم فتح الحسين (عليه السلام) الخاتم الثالث فوجد فيه أن قاتل و اقتل و تقتل و اخرج بقوم للشهادة لا شهادة لهم إلا معك ففعل ثم دفعها إلى علي بن الحسين (عليه السلام) و مضى ففتح علي بن الحسين الخاتم الرابع فوجد فيه أن أطرق و اصمت لما حجب العلم ثم دفعها إلى محمد بن علي (عليه السلام) ففتح الخاتم الخامس فوجد فيه أن فسر كتاب الله تعالى و صدق أباك و ورث ابنك العلم و اصطنع الأمة و قل الحق في الخوف و الأمن و لا تخش إلا الله ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه فقال معاذ بن كثير فقلت له و أنت هو فقال ما بك في هذا إلا أن تذهب يا معاذ فترويه عني نعم أنا هو حتى عدد علي اثني عشر اسما ثم سكت فقلت ثم من فقال ((حسبك )).
4- أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسى قال حدثنا محمد بن أحمد القلانسي قال حدثنا محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب الغيبةللنعماني ص : 54عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال دفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي (عليه السلام) صحيفة مختومة ((باثني عشر خاتما)) و قال فض الأول و اعمل به و ادفعها إلى الحسن (عليه السلام) يفض الثاني و يعمل به و يدفعها إلى الحسين (عليه السلام) يفض الثالث و يعمل بما فيه ثم إلى واحد واحد من ولد الحسين (عليه السلام).
5- و أخبرنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ قال أمر الله الإمام منا أن يؤدي الإمامة إلى الإمام بعده ليس له أن يزويها عنه أ لا تسمع إلى قوله وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ هم الحكام أ و لا ترى أنه خاطب بها الحكام .
6- و أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي قال حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب قال حدثنا إسماعيل بن مهران قال حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لا و الله لا يدع الله هذا الأمر إلا و له من يقوم به إلى يوم تقوم الساعة.
7- و أخبرنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى العلوي عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن إسماعيل بن مهران قال حدثني المفضل بن صالح أبو جميلة عن أبي عبد الله عبد الرحمن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله جل اسمه أنزل من السماء إلى كل إمام عهده و ما يعمل به و عليه خاتم فيفضه و يعمل بما فيه و إن في هذا يا معشر الشيعة لبلاغا لقوم عابدين و بيانا للمؤمنين و من أراد الله تعالى به الخير جعله من المصدقين المسلمين للأئمة الهادين بما منحهم الله تعالى من كرامته و خصهم به من خيرته و حباهم به من خلافته على جميع بريته دون غيرهم من خلقه إذ جعل طاعتهم طاعته بقوله عز و جل أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قوله مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ فندب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الخلق إلى الأئمة من ذريته الذين أمرهم الله تعالى بطاعتهم و دلهم عليهم و أرشدهم إليهم بقوله (عليه السلام): إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي حبل ممدود بينكم و بين الله ما إن تمسكتم به لن تضلوا و قال الله تعالى محثا للخلق إلى طاعته و محذرا لهم من عصيانه فيما يقوله و يأمر به فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فلما خولف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و نبذ قوله و عصى أمره فيهم (عليه السلام) و استبدوا بالأمر دونهم و جحدوا حقهم و منعوا تراثهم و وقع التمالي عليهم بغيا و حسدا و ظلما و عدوانا حق على المخالفين أمره و العاصين ذريته و على التابعين لهم و الراضين بفعلهم ما توعدهم الله من الفتنة و العذاب الأليم فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمى عن سواء السبيل و الاختلاف في الأحكام و الأهواء و التشتت في الآراء و خبط العشواء و أعد لهم العذاب الأليم ليوم الحساب في المعاد و قد رأينا الله عز و جل ذكر في محكم كتابه ما عاقب به قوما من خلقه حيث يقول فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ فجعل النفاق الذي أعقبهموه عقوبة و مجازاة على أخلافهم الوعد و سماهم منافقين ثم قال في كتابه إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أن عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار فما ذا تكون حال من جاهر الله عز و جل و رسوله ص بالخلاف عليهما و الرد لقولهما و العصيان لأمرهما و الظلم و العناد لمن أمرهم الله بالطاعة لهم و التمسك بهم و الكون معهم حيث يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ و هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عز و جل عليه من جهاد عدوه و بذل أنفسهم في سبيله و نصره رسوله و إعزاز دينه حيث يقول رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا فشتان بين الصادق لله وعده و الموفي بعهده و الشاري نفسه له و المجاهد في سبيله و المعز لدينه الناصر لرسوله و بين العاصي و المخالف رسوله ص و الظالم عترته و من فعله أعظم من إخلاف الوعد المعقب للنفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار نعوذ بالله منها و هذه رحمكم الله حال كل من عدل عن واحد من الأئمة الذين اختارهم الله عز و جل و جحد إمامته و أقام غيره مقامه و ادعى الحق لسواه إذ كان أمر الوصية و الإمامة بعهد من الله تعالى و باختياره لا من خلقه و لا باختيارهم فمن اختار غير مختار الله و خالف أمر الله سبحانه ورد مورد الظالمين و المنافقين الحالين في ناره بحيث وصفهم الله عز و جل نعوذ بالله من خلافه و سخطه و غضبه و عذابه و نسأله التثبت على ما وهب لنا و ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا برحمته و رأفته .
أقول بعد هذهِ الطائفة من الروايات الشريفة والتي تحدثت عن إن الوصية مختومة بأثني عشر خاتماً لايفتحها الإ الأئمة الأثنى عشر معصوماً (عليهم السلام) بعد أن سّلمها النبي الأكرم إلى وصيّهُ أمير المؤمنين (عليه السلام) ،
فأنّى لمن يدّعي أن الوصية معه ويكون صاحب الرواية التي تحدثت عن الإمام المهدي (عليه السلام) أن عهد رسول الله ورايتهُ وسلاحهُ معه ، ويُلّقب نفسه بالإمام والإمــامة نزلت فقد على اللأئمة المعصومين الأثنا عشر لا غيرهم.
اللهم أنّي أتبرأ إليك مما يجحدون
{أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً }مريم83