قضية المهدي وارتباطها بعالم الأسماء
منقول من (الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني)
قد ذكرنا سابقاً ان الخلق يمرون بعدة عوالم حتى يصلون إلى عالمنا هذا عالم الملك والشهادة حيث ان كل المخلوقات منطوية فيها أسماء الله ولكن تلك الأسماء تقوى في بعض المخلوقات وتضمحل في غيرها .
بل ان نفس الفرد الواحد تجد ان قسماً من أسماء الله تقوى فيه وتضمحل أخرى أو بالعكس ومما يؤكد هذا المعنى ما جاء في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
( نحن والله الأسماء الحسنى ) .
وقد قال تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَان اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
فـ((الرحمن)) وهو صيغة مبالغة في الرحمة وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث وسع الكافر والمؤمن .
و ((الرحيم)) فاطمة الزهراء وهو من الرحمة الخاصة بالمؤمنين من الشيعة حيث ورد ان من أذى فاطمة (عليها السلام) فقد أذى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن أحبها فقد أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وانها (عليها السلام) تلتقط شيعتها من النار كما يلتقط الطير الحب الجيد من الرديء كما جاء في الأخبار والروايات .
و((الملك)) الإمام الحسن (عليه السلام) حيث ان الملك سيكون في ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) فان من ذرية الحسن يخرج في آخر الزمان ملك وهو السيد اليماني.
و((القدوس)) هو الإمام الحسين (عليه السلام) ومعناه الطاهر المنزه الذي وصل بشهادته (عليه السلام) أعلى مراتب القدس .
و((السلام)) هو الإمام زين العابدين (عليه السلام) حيث اختلف دوره عن دور أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) فقد سلك مسلك التقية وعدم مناهضة القوى الظالمة عسكرياًَ بل إستخدم أسلوب الدعاء في نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) وإظهار مظلوميتهم حتى ظن الناس انه مسالم لا يريد القتال وهو غير صحيح ويمكن الرجوع إلى تأويل آية (لا تدخلوا من باب واحد) للإحاطة بهذا الموضوع والذي ينطبق على باقي الأئمة (عليهم السلام) .
و((المؤمن)) هو الباقر حيث انه سمي بالباقر لكثرة علمه وخاصة علوم القران والحديث ، حيث كان يظهر باطن الأحاديث وتأويل الآيات .
فالباقر (عليه السلام) من البقر وهو شق الباطن وإظهاره وهذا لا يتأتى إلا من حباه الله درجة عالية من الأيمان والتقوى ، للوصول إلى باطن القران وتأويله ومعرفة الأحاديث لذلك فقد كان اسم الله المؤمن منطوياًَََ فيه بوضوح تام وكبير.
و(( المهيمن)) الصادق (عليه السلام) فقد هيمن بعلمه على جميع العلوم وبشخصه على جميع العلماء حتى كان (عليه السلام) معلم جميع العلماء فعرف المذهب باسمه ((المذهب الجعفري)) ولا يستطيع شخص الوصول إلى ما وصل إليه الإمام الصادق (عليه السلام) إلا ان يكون له صفة الهيمنة على جميع العلوم .
و(( العزيز)) وهو الكاظم (عليه السلام) وذلك للشبه بينه وبين يوسف النبي (عليه السلام) من ناحية السجن حيث ان المولى تبارك وتعالى جعل يوسف (عليه السلام) عزيزاًَ على مصر وملكاًََ قال تعالى : { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ان اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ }( ) .
وانما كان له هذه الصفة وهي صفة العزة لانه تعرض للسجن حيث ان في السجن غالباًَ توجد الذلة ويأبى الله لوليه الذلة فان الله حباه وألبسه ثوب العزة فهو العزيز (عليه السلام) .
و((الجبار)) وهو الرضا (عليه السلام) ومعناها السلطان فان الإمام الرضا (عليه السلام) هو الوحيد من الأئمة (عليهم السلام) الذي كان سلطاناً حيث جعله المأمون لعنه الله ولياًَ للعهد .
و((المتكبر)) وهو الجواد وانما خصه الله بهذا الاسم لانه كان صغيراًَ جداًَ حينما آلَ أمر الإمامة إليه فلا بد ان ينزل عليه الله رداء الهيبة ليكون كبيراًَ في نظر الآخرين .
و((الخالق)) وهو الهادي (عليه السلام) لانه هو الذي قام بخلق الهداية المهدوية حيث هو من بدأ بالتمهيد لغيبة المهدي (عليه السلام) حيث بدأ الهادي (عليه السلام) بالاستتار عن الشيعة شيئاًَ فشيئاًَ فجعل له سفراء بينه وبين الشيعة فهو من خلق هذا الأمر وأوجده .
و((الباري)) وهو العسكري (عليه السلام) الذي أولد المهدي وبرأه .
و((المصور)) وهو الإمام المهدي (عليه السلام) الذي تعرض عليه أعمال العباد فيصورها .
وان الناس عند ظهوره ينقسمون إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فهو من يقوم بتصويرهم وختمهم ، فمن نصره فطوبى له ومن عاداه وخذله فجهنم له وساءت مصيرا .
واعلم ان هذه الأسماء هي الأسماء الحسنى إضافة إلى لفظ الجلالة وهو((الله)) الذي ينطبق على ((محمد)) (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وذلك كما جاء في نهاية الآية المتقدمة قال تعالى : { يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } وما دلت عليه الأخبار والروايات الكثيرة كالرواية التي ذكرناها عن الصادق (عليه السلام) : ( نحن والله الأسماء الحسنى ) .
كما ان هذه الأسماء الحسنى التي انطوى كل اسم منها في إمام واحد كما بينا موجودة ومنطوية جميعها في كل إمام من الأئمة (عليهم السلام) .
ولكن يبرز أحداها أكثر من الأسماء الأخرى بحسب دور الإمام وما يتلائم مع سيرته والمهم من هذه الأسماء عند الظهور المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) هو اسم الله ((الهادي)) فعلى قدر انطواء هذا الاسم في الشخص تكون الهداية لولاية الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته .
ولقد سمي المهدي (عليه السلام) بالمهدي لانطواء ذلك الاسم به (عليه السلام) وكذلك وزير الإمام (عليه السلام) سمي أيضاًَ بالمهدي لانطواء الاسم فيه ولكن أقل من الإمام (عليه السلام) وكذلك النقباء وباقي الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر فعلى قدر انطواء هذا الاسم فيهم تكون هدايتهم ونصرتهم .
فقد ورد في الأخبار والروايات عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) ان بعد المهدي يكون اثنا عشر مهدياًَ .
وفي الإكمال قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( يكون بعد القائم اثنا عشر إماماًً فقال : انما قال اثنى عشر مهدياً ولم يقل اثنى عشر إماماًَ ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا ) .
من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني
منقول من (الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني)
قد ذكرنا سابقاً ان الخلق يمرون بعدة عوالم حتى يصلون إلى عالمنا هذا عالم الملك والشهادة حيث ان كل المخلوقات منطوية فيها أسماء الله ولكن تلك الأسماء تقوى في بعض المخلوقات وتضمحل في غيرها .
بل ان نفس الفرد الواحد تجد ان قسماً من أسماء الله تقوى فيه وتضمحل أخرى أو بالعكس ومما يؤكد هذا المعنى ما جاء في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
( نحن والله الأسماء الحسنى ) .
وقد قال تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَان اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
فـ((الرحمن)) وهو صيغة مبالغة في الرحمة وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث وسع الكافر والمؤمن .
و ((الرحيم)) فاطمة الزهراء وهو من الرحمة الخاصة بالمؤمنين من الشيعة حيث ورد ان من أذى فاطمة (عليها السلام) فقد أذى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومن أحبها فقد أحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وانها (عليها السلام) تلتقط شيعتها من النار كما يلتقط الطير الحب الجيد من الرديء كما جاء في الأخبار والروايات .
و((الملك)) الإمام الحسن (عليه السلام) حيث ان الملك سيكون في ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) فان من ذرية الحسن يخرج في آخر الزمان ملك وهو السيد اليماني.
و((القدوس)) هو الإمام الحسين (عليه السلام) ومعناه الطاهر المنزه الذي وصل بشهادته (عليه السلام) أعلى مراتب القدس .
و((السلام)) هو الإمام زين العابدين (عليه السلام) حيث اختلف دوره عن دور أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) فقد سلك مسلك التقية وعدم مناهضة القوى الظالمة عسكرياًَ بل إستخدم أسلوب الدعاء في نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) وإظهار مظلوميتهم حتى ظن الناس انه مسالم لا يريد القتال وهو غير صحيح ويمكن الرجوع إلى تأويل آية (لا تدخلوا من باب واحد) للإحاطة بهذا الموضوع والذي ينطبق على باقي الأئمة (عليهم السلام) .
و((المؤمن)) هو الباقر حيث انه سمي بالباقر لكثرة علمه وخاصة علوم القران والحديث ، حيث كان يظهر باطن الأحاديث وتأويل الآيات .
فالباقر (عليه السلام) من البقر وهو شق الباطن وإظهاره وهذا لا يتأتى إلا من حباه الله درجة عالية من الأيمان والتقوى ، للوصول إلى باطن القران وتأويله ومعرفة الأحاديث لذلك فقد كان اسم الله المؤمن منطوياًَََ فيه بوضوح تام وكبير.
و(( المهيمن)) الصادق (عليه السلام) فقد هيمن بعلمه على جميع العلوم وبشخصه على جميع العلماء حتى كان (عليه السلام) معلم جميع العلماء فعرف المذهب باسمه ((المذهب الجعفري)) ولا يستطيع شخص الوصول إلى ما وصل إليه الإمام الصادق (عليه السلام) إلا ان يكون له صفة الهيمنة على جميع العلوم .
و(( العزيز)) وهو الكاظم (عليه السلام) وذلك للشبه بينه وبين يوسف النبي (عليه السلام) من ناحية السجن حيث ان المولى تبارك وتعالى جعل يوسف (عليه السلام) عزيزاًَ على مصر وملكاًََ قال تعالى : { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ان اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ }( ) .
وانما كان له هذه الصفة وهي صفة العزة لانه تعرض للسجن حيث ان في السجن غالباًَ توجد الذلة ويأبى الله لوليه الذلة فان الله حباه وألبسه ثوب العزة فهو العزيز (عليه السلام) .
و((الجبار)) وهو الرضا (عليه السلام) ومعناها السلطان فان الإمام الرضا (عليه السلام) هو الوحيد من الأئمة (عليهم السلام) الذي كان سلطاناً حيث جعله المأمون لعنه الله ولياًَ للعهد .
و((المتكبر)) وهو الجواد وانما خصه الله بهذا الاسم لانه كان صغيراًَ جداًَ حينما آلَ أمر الإمامة إليه فلا بد ان ينزل عليه الله رداء الهيبة ليكون كبيراًَ في نظر الآخرين .
و((الخالق)) وهو الهادي (عليه السلام) لانه هو الذي قام بخلق الهداية المهدوية حيث هو من بدأ بالتمهيد لغيبة المهدي (عليه السلام) حيث بدأ الهادي (عليه السلام) بالاستتار عن الشيعة شيئاًَ فشيئاًَ فجعل له سفراء بينه وبين الشيعة فهو من خلق هذا الأمر وأوجده .
و((الباري)) وهو العسكري (عليه السلام) الذي أولد المهدي وبرأه .
و((المصور)) وهو الإمام المهدي (عليه السلام) الذي تعرض عليه أعمال العباد فيصورها .
وان الناس عند ظهوره ينقسمون إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فهو من يقوم بتصويرهم وختمهم ، فمن نصره فطوبى له ومن عاداه وخذله فجهنم له وساءت مصيرا .
واعلم ان هذه الأسماء هي الأسماء الحسنى إضافة إلى لفظ الجلالة وهو((الله)) الذي ينطبق على ((محمد)) (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وذلك كما جاء في نهاية الآية المتقدمة قال تعالى : { يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } وما دلت عليه الأخبار والروايات الكثيرة كالرواية التي ذكرناها عن الصادق (عليه السلام) : ( نحن والله الأسماء الحسنى ) .
كما ان هذه الأسماء الحسنى التي انطوى كل اسم منها في إمام واحد كما بينا موجودة ومنطوية جميعها في كل إمام من الأئمة (عليهم السلام) .
ولكن يبرز أحداها أكثر من الأسماء الأخرى بحسب دور الإمام وما يتلائم مع سيرته والمهم من هذه الأسماء عند الظهور المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) هو اسم الله ((الهادي)) فعلى قدر انطواء هذا الاسم في الشخص تكون الهداية لولاية الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته .
ولقد سمي المهدي (عليه السلام) بالمهدي لانطواء ذلك الاسم به (عليه السلام) وكذلك وزير الإمام (عليه السلام) سمي أيضاًَ بالمهدي لانطواء الاسم فيه ولكن أقل من الإمام (عليه السلام) وكذلك النقباء وباقي الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر فعلى قدر انطواء هذا الاسم فيهم تكون هدايتهم ونصرتهم .
فقد ورد في الأخبار والروايات عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) ان بعد المهدي يكون اثنا عشر مهدياًَ .
وفي الإكمال قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( يكون بعد القائم اثنا عشر إماماًً فقال : انما قال اثنى عشر مهدياً ولم يقل اثنى عشر إماماًَ ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا ) .
من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني
تعليق