إن الباحث في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) والمتطلع لها حينما يتصفح الكتب والأبحاث التي ألفت في هذا المجال يجد الكثير من الأحاديث والروايات الشريفة تذكر (قريش) تلك القبيلة العربية التي انحدر منها أفضل الخلق أجمعين ألا وهو الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وانحدر منها أمير المؤمنين والأئمة من ولده (عليهم السلام).
فيشعر الفرد المسلم عند ذلك بالامتنان والعرفان لتلك القبيلة، إلا أن الأمر لا يبقى على حاله، فسرعان ما يتذكر أبا سفيان وأبا جهل وأبا لهب وعتبة وشيبة والوليد ومعاوية ويزيد.
فيتبادر إلى ذهنه ما لاقاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأصحابه الأوائل من السابقين إلى الإسلام من ظلم وبطش وخبث هؤلاء الجبابرة والطغاة فيتبدد ذلك الشعور الجميل ويحل محله الألم والحزن ولو توقف الأمر عند هذا الحد لكان هيناً فإننا حينما نطالع الأحاديث النبوية والروايات المعصومية التي تؤكد أن للمهدي (عليه السلام) دعوة كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وإنه سيلاقي أشد مما لاقى جده رسول الله من مشركي قريش، يصاب الإنسان بالدهشة والذهول والحيرة فتعصف به الظنون عما سيؤول إليه أمر الإمام المهدي (عليه السلام)، وعما يلاقيه من أهل آخر الزمان .
فيزداد المؤمن والمحب للإمام (عليه السلام) رغبة في معرفة أهل قريش في آخر الزمان وما هي علاقتهم بالمهدي ؟ وأين يسكنون ؟ وماذا يفعلون ؟ حتى وصفت الروايات فعلهم بالأشد على المهدي من فعل أسلافهم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
الباب الأول
قريش الكوفة قبيل قيام المهدي(ع)
المبحث الأول:
وجود قريش في الكوفة في آخر الزمان
إن قريش قبيلة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكبراءها هم سادة العرب وكبرائهم في عصر الجاهلية والإسلام، وقد اشتهر ذكرها وعلا صيتها لاسيما بعد بعثة سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بين قبائل العرب قاطبة .
حيث أصبحت قوة يحسب لها ألف حساب سواء داخل الجزيرة العربية أو الممالك المحيطة بها، كممالك الفرس والروم والحبشة.
ومن المعلوم أن قريش كانت تحتل موقعاً دينياً وجغرافياً قبل الإسلام وبعده لسكنها في مكة، التي تضم الكعبة بيت الله الحرام، الذين كانوا هم سدنته والقائمين بأمره وبأمر الزائرين والوافدين إليه من مختلف مناطق الجزيرة العربية.
وقد زادت هذه المكانة بطبيعة الحال بعد البعثة النبوية الشريفة لأن النبي المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان منهم فضلاً عن وجود بيت الله الحرام بين ظهرانيهم، والذي يقصده المسلمون كافة بقصد الحج والزيارة، ولما كانت دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) تشبه دعوة جده رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كما جاء في الرواية الواردة عن أبي بصير قال: سألت الإمام الصادق (عليه السلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما كان فطوبى للغرباء، فقال: يا أبا محمد يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ....)( ) .
فلابد إذن أن تكون دعوة القائم (عليه السلام) وماهيتها وبكل تفاصيلها تشبه دعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بما فيها الدعوة السرية ثم العلنية ثم الهجرة والفتح .
ويعلم الجميع أن دعوة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بدأت في مكة وبين أبناء عمومته من قريش، فعليه يجب أن تنطلق دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) من أبناء عمومته من قريش .
وقد أثبتنا فيما سبق أن الكوفة هي مكة الإمام المهدي حسب التأويل، إذن لابد من وجود قريش سادة مكة في الكوفة في آخر الزمان، وهم سيقومون بمحاربة دعوته (عليه السلام) عن طريق محاربة صاحبها.
المبحث الثاني: الدليل القرآني
لقد ورد ذكر قريش آخر الزمان في القرآن بطريقة غير مباشرة وذلك عن طريق تأويل بعض الآيات فيهم.
فقد جاء في تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}( ) .
عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ( كادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكادوا علياً (عليه السلام) وكادوا فاطمة (عليها السلام) ، فقال الله يا محمد إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين يا محمد أمهلهم رويداً لو قد بعث القائم (عليه السلام)، فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس)( ).
كما جاء نفس المعنى في تفسير قوله تعالى : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}( )، عن عبد الله بن عمر عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ....)( ) .
المبحث الثالث: الأدلة الروائية
أما بالنسبة للروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي تصرح بوجود قريش في آخر الزمان، وإنهم سيحاربون دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) فهي كثيرة، منها ما ورد في خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( فليفرجن الله الفتنة برجل من أهل البيت بابي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجا موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ....)( ) .
وجاء في رواية عن الأعور الهمداني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً أنه قال: ( بأبي ابن خيرة الإماء يعني القائم من ولده (عليه السلام) يسومهم خسفاً ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم إلا السيف هرجاً فعند ذلك تتمنى فجرة من قريش لو أن لها مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها لا نكف عنهم حتى يرضى الله )( ).
كما ورد في رواية أخرى تذكر قريش في عصر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) أو عند قيامه ما جاء عن شريك عن بشر بن غالب الأسدي عن الإمام الحسين أنه قال: ( يا بشر ما بقاء قريش إذا قدّم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم صبراً ثم قدّم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً ثم قدّم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً .
قال: قلت له: أصلحك الله أيبلغون ذلك ؟
فقال الحسين بن علي (عليه السلام) إن مولى القوم منهم .
قال: فقال لي: يا بشر بن غالب أشهد أن الحسين بن علي (عليه السلام) عدّ عليّ ست عدات )( ).
وكذلك ورد عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ما يأخذ منها إلا السيف ...)( ) .
وغيرها من الروايات التي تثبت لدينا تواجد قريش في آخر الزمان قبيل قيام القائم .
فيشعر الفرد المسلم عند ذلك بالامتنان والعرفان لتلك القبيلة، إلا أن الأمر لا يبقى على حاله، فسرعان ما يتذكر أبا سفيان وأبا جهل وأبا لهب وعتبة وشيبة والوليد ومعاوية ويزيد.
فيتبادر إلى ذهنه ما لاقاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأصحابه الأوائل من السابقين إلى الإسلام من ظلم وبطش وخبث هؤلاء الجبابرة والطغاة فيتبدد ذلك الشعور الجميل ويحل محله الألم والحزن ولو توقف الأمر عند هذا الحد لكان هيناً فإننا حينما نطالع الأحاديث النبوية والروايات المعصومية التي تؤكد أن للمهدي (عليه السلام) دعوة كدعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وإنه سيلاقي أشد مما لاقى جده رسول الله من مشركي قريش، يصاب الإنسان بالدهشة والذهول والحيرة فتعصف به الظنون عما سيؤول إليه أمر الإمام المهدي (عليه السلام)، وعما يلاقيه من أهل آخر الزمان .
فيزداد المؤمن والمحب للإمام (عليه السلام) رغبة في معرفة أهل قريش في آخر الزمان وما هي علاقتهم بالمهدي ؟ وأين يسكنون ؟ وماذا يفعلون ؟ حتى وصفت الروايات فعلهم بالأشد على المهدي من فعل أسلافهم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
الباب الأول
قريش الكوفة قبيل قيام المهدي(ع)
المبحث الأول:
وجود قريش في الكوفة في آخر الزمان
إن قريش قبيلة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكبراءها هم سادة العرب وكبرائهم في عصر الجاهلية والإسلام، وقد اشتهر ذكرها وعلا صيتها لاسيما بعد بعثة سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بين قبائل العرب قاطبة .
حيث أصبحت قوة يحسب لها ألف حساب سواء داخل الجزيرة العربية أو الممالك المحيطة بها، كممالك الفرس والروم والحبشة.
ومن المعلوم أن قريش كانت تحتل موقعاً دينياً وجغرافياً قبل الإسلام وبعده لسكنها في مكة، التي تضم الكعبة بيت الله الحرام، الذين كانوا هم سدنته والقائمين بأمره وبأمر الزائرين والوافدين إليه من مختلف مناطق الجزيرة العربية.
وقد زادت هذه المكانة بطبيعة الحال بعد البعثة النبوية الشريفة لأن النبي المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان منهم فضلاً عن وجود بيت الله الحرام بين ظهرانيهم، والذي يقصده المسلمون كافة بقصد الحج والزيارة، ولما كانت دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) تشبه دعوة جده رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كما جاء في الرواية الواردة عن أبي بصير قال: سألت الإمام الصادق (عليه السلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما كان فطوبى للغرباء، فقال: يا أبا محمد يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ....)( ) .
فلابد إذن أن تكون دعوة القائم (عليه السلام) وماهيتها وبكل تفاصيلها تشبه دعوة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بما فيها الدعوة السرية ثم العلنية ثم الهجرة والفتح .
ويعلم الجميع أن دعوة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بدأت في مكة وبين أبناء عمومته من قريش، فعليه يجب أن تنطلق دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) من أبناء عمومته من قريش .
وقد أثبتنا فيما سبق أن الكوفة هي مكة الإمام المهدي حسب التأويل، إذن لابد من وجود قريش سادة مكة في الكوفة في آخر الزمان، وهم سيقومون بمحاربة دعوته (عليه السلام) عن طريق محاربة صاحبها.
المبحث الثاني: الدليل القرآني
لقد ورد ذكر قريش آخر الزمان في القرآن بطريقة غير مباشرة وذلك عن طريق تأويل بعض الآيات فيهم.
فقد جاء في تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}( ) .
عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ( كادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكادوا علياً (عليه السلام) وكادوا فاطمة (عليها السلام) ، فقال الله يا محمد إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين يا محمد أمهلهم رويداً لو قد بعث القائم (عليه السلام)، فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس)( ).
كما جاء نفس المعنى في تفسير قوله تعالى : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}( )، عن عبد الله بن عمر عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ....)( ) .
المبحث الثالث: الأدلة الروائية
أما بالنسبة للروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي تصرح بوجود قريش في آخر الزمان، وإنهم سيحاربون دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) فهي كثيرة، منها ما ورد في خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( فليفرجن الله الفتنة برجل من أهل البيت بابي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجا موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ....)( ) .
وجاء في رواية عن الأعور الهمداني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً أنه قال: ( بأبي ابن خيرة الإماء يعني القائم من ولده (عليه السلام) يسومهم خسفاً ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم إلا السيف هرجاً فعند ذلك تتمنى فجرة من قريش لو أن لها مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها لا نكف عنهم حتى يرضى الله )( ).
كما ورد في رواية أخرى تذكر قريش في عصر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) أو عند قيامه ما جاء عن شريك عن بشر بن غالب الأسدي عن الإمام الحسين أنه قال: ( يا بشر ما بقاء قريش إذا قدّم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم صبراً ثم قدّم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً ثم قدّم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً .
قال: قلت له: أصلحك الله أيبلغون ذلك ؟
فقال الحسين بن علي (عليه السلام) إن مولى القوم منهم .
قال: فقال لي: يا بشر بن غالب أشهد أن الحسين بن علي (عليه السلام) عدّ عليّ ست عدات )( ).
وكذلك ورد عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ما يأخذ منها إلا السيف ...)( ) .
وغيرها من الروايات التي تثبت لدينا تواجد قريش في آخر الزمان قبيل قيام القائم .
تعليق