المعقول واللامعقول في سيرة المهدي المنتظر (عليه السلام )
من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
لقد تناول الكثير من العلماء والباحثين سيرة الامام المهدي( عليه السلام )في كتبهم وابحاثهم التي كتبوها حول الامام( عليه السلام )وسيرته عند قيامه المقدس وقد ذكروا عدة اطروحات لذلك فمنهم من قال انه يسير بسيرة ابائه( عليه السلام )ومنهم من قال بخلاف ذلك ومنهم من قال ان قسم من سيرته تكون بسيرة ابائه ( عليه السلام )وقسم اخر يختلف عنها وما الى ذلك من الاقوال . لكن الصحيح والفيصل والحكم في ذلك كله ، ان نرجع في تحديد سيرة الامام المهدي ( عليه السلام ) الى الاحاديث المروية عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )والاخبار والروايات الواردة عن ابائه الائمة الطاهرين (ص)لذا فاني اعتمدت ذلك وهو الرجوع الى احاديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )وروايات الائمة الاطهار ( عليه السلام )في بيان سيرة الامام( عليه السلام )سائلا المولى سبحانه وتعالى بيان الحقيقة .
1- فعن زراره عن ابي جعفر( عليه السلام )قالقلت له:صالح من الصالحين سمه لي -اريد القائم ( عليه السلام ) - فقال اسمه اسمي . قلت: ايسير بسيرة محمد( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )قال:هيهات هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته قلت جعلت فداك لم ؟ قال:ان رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )سار في امته بالمن كان يتالف الناس ، والقائم يسير بالقتل بذلك امر في الكتاب الذي معه ان يسير بالقتل ولا يستتيب احدا ،ويل لمن ناواه)غيبة النعماني / بحار الانوار ج5 .
2- وعن الحسن بن هارون بياع الانماط قالكنت عند ابي عبد الله( عليه السلام )جالسا ، فساله المعلى بن خنيس ايسير القائم اذا قام بخلاف سيرة علي ( عليه السلام ) ؟ فقال: نعم وذاك ان عليا سار بالمن والكف ، لانه علم ان شيعته سيظهر عليهم من بعده ، وان القائم اذا قام سار فيهم بالسيف والسبي ، وذلك انه يعلم ان شيعته لم يظهر عليهم من بعده ابدا )غيبة النعماني/بحار الانوار ج52.
3- عن ابي بصير قالقال ابو جعفر ( عليه السلام ) : يقوم القائم بامر جديد، وكتاب جديد ، وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه الا السيف ولا يستتيب احدا ولا تاخذه في الله لومة لائم) غيبة النعماني / اثبات الهداة ج3/ بحار الانوار ج52.
4- وعن محمد بن مسلم قال: (سمعت ابا جعفر( عليه السلام )يقول: لو يعلم الناس مايصنع القائم اذا خرج لاحب اكثرهم ان لايروه مما يقتل من الناس، اما انه لايبدا الابقريش فلا ياخذ منها الا السيف ،ولا يعطيها الا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم )غيبة النعماني/ بحار الانوار ج52/ بشارة الاسلام .
5- وعن ابي بصير ،عن ابي عبد الله( عليه السلام )انه قال: ( اذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش الا السيف، ما ياخذ منها الا السيف ، وما يستعجلون بخروج القائم؟ والله ما لباسه الا الغليظ وما طعامه الا الشعير الجشب ، وما هو الا السيف ، والموت تحت ظل السيف ) غيبة النعماني
6- وعن ابي حمزة الثمالي قال:سمعت ابا جعفر محمد بن علي( عليه السلام )يقوللو قد خرج قائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )- الى ان قال - يقوم بامر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد ليس شانه الا القتل ولا يستتيب احدا ولا تاخذه في الله لومة لائم) غيبة النعماني/ اثبات الهداة ج3 ، بحار الانوار ج52.
7- وعن بشر بن غالب الاسدي قال : ( قال لي الحسين بن علي ( عليه السلام ) : يا بشر ، ما بقاء قريش اذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب اعناقهم صبرا ،ثم قدم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا ، ثم خمسمائة فضرب اعناقهم صبرا ، قال: قلت له اصلحك الله، ايبلغون ذلك ؟ فقال الحسين بن علي( عليه السلام ) : ان مولى القوم منهم . قال : فقال لي بشير بن غالب اخو بشر بن غالب : اشهد ان الحسين بن علي( عليه السلام )عد على اخي ست عدات ) غيبة النعماني/ اثبات الهداة ج3/ البحار ج52.
8- وعن ابي عبد الله( عليه السلام )(ما بقي بيننا وبين العرب الا الذبح واومأ بيده الى حلقه )غيبة النعماني /بحار الانوار ج52. وعن الحارث الاعور الهمداني قال: ( قال امير المؤمنين( عليه السلام )بابي ابن خيرة الاماء - يعني القائم ( عليه السلام )من ولده ( عليه السلام )- يسومهم خسفا ، ويسقيهم بكأس مصبره ، ولا يعطيهم الا السيف هرجا ، فعند ذلك تتمنى فجرة قريش لو ان لها مفاداة من الدنيا وما فيها ليغفر لها لا نكف عنهم حتى يرضى الله) غيبة النعماني / اثبات الهداة ج3/ الملاحم والفتن.
9- وعن مالك بن ضمرة قالقال امير المؤمنين( عليه السلام ) : يامالك بن ضمرة ، كيف انت اذا اختلف الشيعة هكذا - وشبك اصابعه وادخل بعضها في بعض -؟ فقلت : يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال الخير كله عند ذلك يامالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على امرا واحد) غيبة النعماني / بحار الانوار ج52 / اثبات الهداة ج3.
10- عن المفضل بن عمر قالسمعت ابا عبد الله ( عليه السلام ) يقول: ان لصاحب هذا الامر بيتا يقال له بيت الحمد فيه سراج يزهر منذ يوم ولد الى يوم يقوم بالسيف لايطفئ ) غيبة النعماني / بحار الانوار ج52.
11- عن ابي بصير قال سمعت ابا جعفر الباقر( عليه السلام ) يقول في صاحب الامر سنة من اربعة انبياء : سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )- الى ان قال - قلت وما سنة محمد( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )؟ قال : اذا قام سار بسيرة رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )الا انه يبين اثار محمد ويضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر هرجا مرجا حتى يرضى الله ...)غيبة النعماني / غيبة الطوسي / كمال الدين ج16.
12- وعن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله( عليه السلام )قال : (اذا تمنى احدكم القائم فليتمنه في عافية فان الله بعث محمد( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )رحمة ويبعث القائم نقمة) روضة الكافي .
ومن هذه الروايات الشريفة الكثيرة وغيرها التي تركنا ذكرها رعاية للاختصار تتبين لنا سيرة الامام المهدي( عليه السلام )واضحة جلية وذلك عند قيامه المقدس فانه ( عليه السلام )يقوم كما قام جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )بالسيف يعلن الثورة على الظلم والظالمين وانه ( عليه السلام )سيتخذ من القتل اسلوبا ومنهجا يسير عليه كما انه اذا خرج لايقبل توبة احد ولا يقبل عذرا من احد ومن الرواية الاولى يظهر لنا ان للامام( عليه السلام )كتابا من جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )يبين له ماهية دوره اذا افضت اليه الامامة واسلوبه ومنهجه في العمل وقد ورد عنهم ( عليه السلام ) ( في الكتاب الذي معه وهو العهد المعهود اليه من رسول الله باملائه( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )وخط عليا ( عليه السلام )وفيه مما اورد اقتل ثم اقتل ولا تستتيب احدا) ويظهر من الرواية الثانية ان المهدي( عليه السلام )يسير بالقتل والسبي فانه ( عليه السلام )سوف يسبي نساء اعدائه ومناوئيه كما انه يظهر من الرواية الثالثة ان الامام( عليه السلام )ياتي باحكام وتعاليم اسلامية وقضايا جديدة لايقبل بها العرب المسلمون ولا يستسيغونها . ومن الرواية الرابعة يتبين لنا ان الامام ( عليه السلام )في اول قيامه يبدا بقتل السادة من بني هاشم الذين تعبر عنهم الرواية بقريش وليس يعني ذلك عامة السادة انما هم قادة المجتمع وكبرائهم الذين يكذبون دعوة الامام ( عليه السلام )ويقفون بوجهه . كما يظهر من الرواية ذاتها ان الناس سوف تتهم الامام( عليه السلام )نتيجة ذلك الفعل ويقولون عنه انه ليس من آل محمد( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )لانهم يعتقدون ان آل محمد لايفعلون ذلك انما هم رحمة وهذا يعني انهم سوف يعتقدون انه ليس الامام المهدي( عليه السلام )بل هو مدعي كذبا (حاشاه من ذلك) ولعنهم الله واخزاهم . كما يتضح من الرواية الخامسة ان الامام يكون شديدا جدا مع العرب وقريش ومن الرواية السابعة يتبين لنا ان المقتولين من قريش هم ممن يحاربون الامام ( عليه السلام )وهم كبراء ورؤساء المجتمع لان قريش في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما )كانوا سادة العرب وكبرائهم . كما يتضح من الروايات الاخرى ان الامام ( عليه السلام ) يقتل سبعين عالما من علماء الشيعة المظلين الذين يتسببون في فرقة الشيعة ومذهب اهل البيت ( عليه السلام ) كما يظهر من الرواية الثانية عشر ان الامام سيكون نقمة وليس رحمة لانه لابد له ان ينهي الظلم ويقضي على الظالمين والمنافقين ويملئ الارض قسطا وعدلا ولايكون ذلك الا بالسيف والقتل حتى لايبقى على وجه الارض سوى الصالحين .
تعليق