موسوعة القائم من فكر السيد القحطاني
قريش الكوفة يحاربون المهدي (عليه السلام)
رُب سائل يسأل كيف أن بني هاشم (قريش حسب التأويل) المتواجدين في الكوفة سوف يحاربون دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وهم شيعة وموالون له ومن أبناء عمومته ؟
ومن أجل معرفة حقيقة هذا الأمر نقول: إن دعوة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) التي ظهرت في قريش وحاربها أبناء عمومته من قريش وهم بني أمية وغيرهم من سادة مكة وزعمائها .
وبما أن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) لها شبه بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهذا يعني أن أبناء عمومة الإمام المهدي (عليه السلام) من بني هاشم سيقومون بمحاربة دعوته، فإنه من المعلوم أن سادة الكوفة (مكة حسب التأويل) والذين يمثلون قريش حسب التأويل في آخر الزمان هم من ولد فاطمة (عليها السلام) ممن يدعون التشيع والموالاة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إلا أنهم في الحقيقة سينقلبون ضدهم وسيحاربون إمامهم الثاني عشر المهدي المنتظر (عليه السلام) .
لأن الله عز وجل يعلم أنهم وغيرهم من الشيعة في الظاهر يوالون أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، لكنهم في الحقيقة يقفون ضدهم وذلك لأنهم منذ عالم الذر قد نقضوا تلك الولاية ولم يقروا بها، فهم سيعودون إلى سابق عهدهم وفعلهم في عالم الذر، حيث ورد عن بكير عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم أخذوا الميثاق على الذر بالإقرار بالربوبية ولمحمد بالنبوة، وفرض على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أمته في الظل وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ولده (عليهم السلام) بالولاية.
فقد أخذ الله الميثاق على بني آدم من الإقرار بالأئمة واحداً بعد واحد، فمنهم من أقر بهم جميعاً واكتملت لديه الولاية، ومنهم من لم يقر بالأئمة فليس لديه ولاية، ومنهم من توقف على بعض الأئمة فولايته ناقصة. ومنهم من أقر بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين وتوقف بالإقرار بإمامة الحجة بن الحسن (عليه السلام) وهؤلاء هم من يخرجون على الإمام ولا ينصرونه بل ينصبون له العداء )( ).
ومما يؤكد هذا المعنى المتقدم بأن هناك من الشيعة الذين يدعون التشيع سواء من السادة من ولد الزهراء (عليها السلام) أو غيرهم سوف يتحركون ضد إمامهم المهدي (روحي له الفداء) وضد صاحب دعوته السيد اليماني ، وذلك وفقاً لما انطوت عليه سرائرهم منذ عالم الذر والأظلة، هو قول الإمام الصادق (عليه السلام): ( إذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر )( ) .
وكذلك جاء في هذا السياق في رواية عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( والله لتمحصن يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد كمحيص الكحل في العين، لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها)( ) .
ويبدو جلياً هنا أن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته سيخرج منها أناس كانوا يظنون أنهم سيقومون بها، وسيدخل فيها من كان يظن غير ذلك، وذلك لأن كلا الطرفين سيتصرفون وفقاً لما أقروا به منذ عالم الذر والأظلة بالنسبة لولاية الإمام (عليه السلام) .
وقد أكدت العديد من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) إن أبناء عمومة الإمام المهدي (عليه السلام) من ولد سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن بني هاشم سيقفون بوجهه (سلام الله عليه) وبوجه دعوته المباركة، بل أكثر من ذلك أنهم سوف يدعون الإمامة لأنفسهم كذباً وبهتاناً وزوراً .
ونحن نعلم أن الكوفة بصورة خاصة والعراق عموماً يسكنه السادة من بني هاشم ممن ينتسبون للإمام علي (عليه السلام) وبالتالي لقريش ، إذن هم من سيقوم بذلك .
حيث ورد عن أبي خالد الكابلي أنه سأل الإمام الباقر (عليه السلام): ( أن يسمي القائم حتى يعرفه باسمه، فقال: يا أبا خالد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة )( ) .
وعن خديجة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه )( ). وفي رواية أخرى (اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعي الإمامة لنفسه)( ).
ونرى هنا أن الذين يتجرؤون ويدعون الإمامة لأنفسهم ، يتجرأون على مقاتلة الإمام (عليه السلام) والوقوف بوجهه سواء بشخصه سلام الله عليه، أو بوجه صاحب دعوته .
فهم بأفعالهم تلك سوف يقومون بنفس ما قامت به قريش بالنسبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ودعوته، والحافز في كلا الموقفين هو الحسد لمحمد وآل محمد ولكل صوت حق متأتي منهم، كما سيأتينا مفصلاً .
ويجب أن لا نستغرب من فعل سادة الكوفة ومن وقوفهم بوجه الإمام المهدي (عليه السلام) لأن هناك روايات عديدة تشير أنه (عليه السلام) سيلاقي من جهل الناس أشد مما لقي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في دعوته من قريش سادة مكة، بل إن موقف سادة الكوفة (قريش حسب التأويل) سيكون أسوء وأشد من موقف قريش مكة ، لأن هؤلاء هم من المتشيعين ظاهراً بيد أنهم سوف يخرجون على الإمام المهدي (عليه السلام) ويتأولون عليه القرآن ويقاتلونه عليه فيضِلّون ويُضِلّون من تبعهم عن الإمام وعن دعوته .
فعن عبد الله بن زرارة عن محمد بن مروان عن الفضيل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
( إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من جهال الجاهلية، فقلت: وكيف ذلك ؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به، قال: أما والله ليدخلن عدله جوف بيوتهم كما يدخل عليكم الحر والقر )( ) .
كما ورد عن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إن القائم (عليه السلام) يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه )( ).
وقد جاءت الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) تشير إلى حقيقة ما يفعله سادة بني هاشم في الكوفة في آخر الزمان بالإمام المهدي (عليه السلام) وبدعوته حتى إنهم يقفون بوجهه ويقاتلونه علانية عند قيامه المقدس.
فعن أبي بصير عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال :
( إذا ظهر القائم على نجف الكوفة يخرج قراء أهل الكوفة قد علقوا المصاحف في أعناقهم وأطراف رماحهم شعارهم ... فيقولون لا حاجة لنا فيك يا ابن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم مخبر )( ) .
وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة يتحدث فيها عن أهل البيت (عليهم السلام) وما يلاقونه من قريش آخر الزمان حيث أشار في معرضها إلى الموقف الذي يتبناه أهل الكوفة وبما فيهم سادتها تجاه إمامهم الثاني عشر بين مؤيد وناصر له وبين معاند ومكذب به وبدعوته، بل أكثر من ذلك، فالمقاتل له خارج عن ولايته التي هي ولاية الله عز وجل ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، حيث قال (عليه السلام): ( فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم ليفرجن الله عز وجل برجل منا أهل البيت بابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجا موضوع على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ...)( ) .
وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) في نفس هذا المعنى ولكن بألفاظ أخرى حثّ فيها أهل الكوفة على نصرة أهل بيت نبيهم الذين آخرهم بطبيعة الحال الإمام المهدي (عليه السلام) ويحذرهم من مغبة التخاذل عنه وعنهم (عليهم السلام أجمعين) لأن ذلك سيقودهم إلى الهلاك بسيفه (عليه السلام) فيخسرون الدنيا والآخرة، وذلك بعد أن سألوه (عليه السلام) عما سيفعلوه في آخر الزمان ، فقال لهم :
( انظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم تنصروا وتندروا فإنهم لن يخرجوكم من هدى – إلى أن قال- قال : فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟
يتبع لطفا
قريش الكوفة يحاربون المهدي (عليه السلام)
رُب سائل يسأل كيف أن بني هاشم (قريش حسب التأويل) المتواجدين في الكوفة سوف يحاربون دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وهم شيعة وموالون له ومن أبناء عمومته ؟
ومن أجل معرفة حقيقة هذا الأمر نقول: إن دعوة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) التي ظهرت في قريش وحاربها أبناء عمومته من قريش وهم بني أمية وغيرهم من سادة مكة وزعمائها .
وبما أن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) لها شبه بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهذا يعني أن أبناء عمومة الإمام المهدي (عليه السلام) من بني هاشم سيقومون بمحاربة دعوته، فإنه من المعلوم أن سادة الكوفة (مكة حسب التأويل) والذين يمثلون قريش حسب التأويل في آخر الزمان هم من ولد فاطمة (عليها السلام) ممن يدعون التشيع والموالاة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إلا أنهم في الحقيقة سينقلبون ضدهم وسيحاربون إمامهم الثاني عشر المهدي المنتظر (عليه السلام) .
لأن الله عز وجل يعلم أنهم وغيرهم من الشيعة في الظاهر يوالون أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، لكنهم في الحقيقة يقفون ضدهم وذلك لأنهم منذ عالم الذر قد نقضوا تلك الولاية ولم يقروا بها، فهم سيعودون إلى سابق عهدهم وفعلهم في عالم الذر، حيث ورد عن بكير عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم أخذوا الميثاق على الذر بالإقرار بالربوبية ولمحمد بالنبوة، وفرض على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أمته في الظل وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ولده (عليهم السلام) بالولاية.
فقد أخذ الله الميثاق على بني آدم من الإقرار بالأئمة واحداً بعد واحد، فمنهم من أقر بهم جميعاً واكتملت لديه الولاية، ومنهم من لم يقر بالأئمة فليس لديه ولاية، ومنهم من توقف على بعض الأئمة فولايته ناقصة. ومنهم من أقر بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين وتوقف بالإقرار بإمامة الحجة بن الحسن (عليه السلام) وهؤلاء هم من يخرجون على الإمام ولا ينصرونه بل ينصبون له العداء )( ).
ومما يؤكد هذا المعنى المتقدم بأن هناك من الشيعة الذين يدعون التشيع سواء من السادة من ولد الزهراء (عليها السلام) أو غيرهم سوف يتحركون ضد إمامهم المهدي (روحي له الفداء) وضد صاحب دعوته السيد اليماني ، وذلك وفقاً لما انطوت عليه سرائرهم منذ عالم الذر والأظلة، هو قول الإمام الصادق (عليه السلام): ( إذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر )( ) .
وكذلك جاء في هذا السياق في رواية عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( والله لتمحصن يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد كمحيص الكحل في العين، لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها)( ) .
ويبدو جلياً هنا أن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) ونصرته سيخرج منها أناس كانوا يظنون أنهم سيقومون بها، وسيدخل فيها من كان يظن غير ذلك، وذلك لأن كلا الطرفين سيتصرفون وفقاً لما أقروا به منذ عالم الذر والأظلة بالنسبة لولاية الإمام (عليه السلام) .
وقد أكدت العديد من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) إن أبناء عمومة الإمام المهدي (عليه السلام) من ولد سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومن بني هاشم سيقفون بوجهه (سلام الله عليه) وبوجه دعوته المباركة، بل أكثر من ذلك أنهم سوف يدعون الإمامة لأنفسهم كذباً وبهتاناً وزوراً .
ونحن نعلم أن الكوفة بصورة خاصة والعراق عموماً يسكنه السادة من بني هاشم ممن ينتسبون للإمام علي (عليه السلام) وبالتالي لقريش ، إذن هم من سيقوم بذلك .
حيث ورد عن أبي خالد الكابلي أنه سأل الإمام الباقر (عليه السلام): ( أن يسمي القائم حتى يعرفه باسمه، فقال: يا أبا خالد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة )( ) .
وعن خديجة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه )( ). وفي رواية أخرى (اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعي الإمامة لنفسه)( ).
ونرى هنا أن الذين يتجرؤون ويدعون الإمامة لأنفسهم ، يتجرأون على مقاتلة الإمام (عليه السلام) والوقوف بوجهه سواء بشخصه سلام الله عليه، أو بوجه صاحب دعوته .
فهم بأفعالهم تلك سوف يقومون بنفس ما قامت به قريش بالنسبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ودعوته، والحافز في كلا الموقفين هو الحسد لمحمد وآل محمد ولكل صوت حق متأتي منهم، كما سيأتينا مفصلاً .
ويجب أن لا نستغرب من فعل سادة الكوفة ومن وقوفهم بوجه الإمام المهدي (عليه السلام) لأن هناك روايات عديدة تشير أنه (عليه السلام) سيلاقي من جهل الناس أشد مما لقي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في دعوته من قريش سادة مكة، بل إن موقف سادة الكوفة (قريش حسب التأويل) سيكون أسوء وأشد من موقف قريش مكة ، لأن هؤلاء هم من المتشيعين ظاهراً بيد أنهم سوف يخرجون على الإمام المهدي (عليه السلام) ويتأولون عليه القرآن ويقاتلونه عليه فيضِلّون ويُضِلّون من تبعهم عن الإمام وعن دعوته .
فعن عبد الله بن زرارة عن محمد بن مروان عن الفضيل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:
( إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من جهال الجاهلية، فقلت: وكيف ذلك ؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به، قال: أما والله ليدخلن عدله جوف بيوتهم كما يدخل عليكم الحر والقر )( ) .
كما ورد عن أبي حمزة عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إن القائم (عليه السلام) يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه )( ).
وقد جاءت الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) تشير إلى حقيقة ما يفعله سادة بني هاشم في الكوفة في آخر الزمان بالإمام المهدي (عليه السلام) وبدعوته حتى إنهم يقفون بوجهه ويقاتلونه علانية عند قيامه المقدس.
فعن أبي بصير عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال :
( إذا ظهر القائم على نجف الكوفة يخرج قراء أهل الكوفة قد علقوا المصاحف في أعناقهم وأطراف رماحهم شعارهم ... فيقولون لا حاجة لنا فيك يا ابن فاطمة قد جربناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم مخبر )( ) .
وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة يتحدث فيها عن أهل البيت (عليهم السلام) وما يلاقونه من قريش آخر الزمان حيث أشار في معرضها إلى الموقف الذي يتبناه أهل الكوفة وبما فيهم سادتها تجاه إمامهم الثاني عشر بين مؤيد وناصر له وبين معاند ومكذب به وبدعوته، بل أكثر من ذلك، فالمقاتل له خارج عن ولايته التي هي ولاية الله عز وجل ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، حيث قال (عليه السلام): ( فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم ليفرجن الله عز وجل برجل منا أهل البيت بابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجا موضوع على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ...)( ) .
وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) في نفس هذا المعنى ولكن بألفاظ أخرى حثّ فيها أهل الكوفة على نصرة أهل بيت نبيهم الذين آخرهم بطبيعة الحال الإمام المهدي (عليه السلام) ويحذرهم من مغبة التخاذل عنه وعنهم (عليهم السلام أجمعين) لأن ذلك سيقودهم إلى الهلاك بسيفه (عليه السلام) فيخسرون الدنيا والآخرة، وذلك بعد أن سألوه (عليه السلام) عما سيفعلوه في آخر الزمان ، فقال لهم :
( انظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم تنصروا وتندروا فإنهم لن يخرجوكم من هدى – إلى أن قال- قال : فما يكون بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟
يتبع لطفا
تعليق