إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المهدي والإسلام الجديد/بني العباس وموقفهم من المهدي (عليه السلام) ح3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المهدي والإسلام الجديد/بني العباس وموقفهم من المهدي (عليه السلام) ح3

    بني العباس وموقفهم من المهدي (عليه السلام)
    إن المتتبع للتاريخ يجد أن هناك عدة شرائح وفئات من قريش وقفت بوجه الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، فهناك عبد الدار ومخزوم وسليم وغيرهم هذا فضلاً عن العدو الرئيسي والذي أخذ قيادة الحرب على عاتقه والممثل بخط أبو سفيان وبنو أمية.
    وهذه الحالة كلها ستنطبق على دعوة الإمام (عليه السلام) من حيث معاداة قريش آخر الزمان لها، فإن العدو الرئيسي للإمام المهدي (عليه السلام) وأنصاره هم من بني فاطمة الزهراء (عليها السلام).
    ولكن يوجد إلى جانبهم أعداء آخرين للدعوة المهدوية ومتمثلين ببني العباس هذه المرة الذين ينتسبون إلى العباس بن عبد المطلب بن هاشم والذين يرجعون نسباً إلى قريش أيضاً، حيث أكدت جملة من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) والتي تؤكد على وجودهم في الكوفة في آخر الزمان وبأنهم سوف يحكمون العراق قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) وسيقومون بمحاربة دعوة الإمام (عليه السلام) والمتمثلة بوزيره السيد اليماني بعد إعلان دعوته وكما سيأتينا ذلك لاحقاً وبشكل مفصل، إلا أن دولتهم وحكومتهم سوف تهلك وتنتهي على يد اليماني (أيده الله) والسفياني (لعنه الله).
    أما الدليل على وجودهم في آخر الزمان وفي الكوفة تحديداً، فهو قول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عنهم: (إذا رأيتم الرايات السود فألزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ثم يظهر قوم صغار لا يؤبه لهم قلوب كزبر الحديد أصحاب دولة لا يفون بعهد ولا ميثاق يدعون إلى الحق وليسوا من أهله أسمائهم الكنى ونسبهم الغري ...)( ) .
    ومن الواضح أن المراد بالرايات السود هنا هي رايات بني العباس التي تدخل العراق من خراسان وكما فعل أجدادهم من بني العباس من قبل، وهي بطبيعة الحال تختلف عن الرايات السود التابعة لوزير الإمام المهدي (عليه السلام) السيد اليماني الحسني، لأن الأولى لعنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وحثّ على عدم نصرتها، أما الثانية فندب أهل البيت (عليهم السلام) الناس إلى نصرتها.
    كما نجد أن النص يشير هنا بصراحة إلى وجود أصول بني العباس من قريش وسكنهم الكوفة والتي تبدأ منها النواة الأولى لحكمهم قبل انتقالهم إلى بغداد، وكما هو الحال مع أجدادهم من بني العباس الذين كان مبدأ حكمهم في الهاشمية قرب الكوفة ثم بعد ذلك انتقلوا إلى بغداد.
    والدليل على ذلك هو تخصيص الإمام علي (عليه السلام) للغري وبأنه المكان الذي منه أصولهم، وهذا يعني أنهم سيحكمون من الناحية الفعلية في مدينة أخرى، سيما وإنه ذكر في البدء أنهم أصحاب دولة وحكومة ولكنه لم يحدد مكانها بالاسم، لكنه أشار إليه بالرمز من حيث التشابه بين دولتي بني العباس في أول الزمان وآخره في الشكل والمضمون والمكان( ).
    ويتبين لنا بشكل جلي من خلال الرواية الآنفة الذكر أن نسب بني العباس ومسقط رؤوسهم في آخر الزمان هو الغري (النجف الأشرف) والذي يعني الكوفة بطبيعة الحال لأننا قلنا أن الجزء عادة يطلق على الكل، وهذا أمر طبيعي لأننا سبق وأن ذكرنا أن جل سادة بني هاشم من قريش هم ممن يسكنون الكوفة التي تشمل النجف الأشرف أيضاً.
    بيد أن مكان حكم بني العباس قبيل قيام القائم من الناحية السياسية سيكون في بغداد لأمرين: الأول أنه يجب أن تكون بغداد هي عاصمة لهم وذلك من باب التقابل بينهم وبين بني العباس الذين حكموا في سنة 132 هـ .
    والأمر الثاني: أن بغداد وحسب مقتضى الحال ستكون عاصمة لبني العباس قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) لأنها هي عاصمة العراق حينئذ.
    لكن هذا كله لا يعني أن نغفل دور الكوفة التي هي مكة آخر الزمان حسب التأويل، بل العكس هو الصحيح، حيث أن حكم بني العباس القرشيين من الناحية الدينية سيكون مرتكزاً عل الكوفة التي هي مهد الشيعة كما قلنا على اعتبار أنهم يعودون لها نسباً، ولهم مكانة دينية وعلمية متميزة فيها كما هو الحال مع سادة الكوفة اليوم.
    فقد جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي يوضح فيها حال زوار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) بعد انقضاء مدة ملك بني مروان وذلك في أيام دولة بني العباس التي تتبعها مباشرة من الناحية التاريخية أنه قال: (كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين، وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيام حتى يسار إليه من الآفاق عند انقطاع ملك بني مروان )( ).
    وهذا بالفعل ما يحصل اليوم من حيث توافد ملايين الزائرين من شتى بقاع العالم المختلفة لزيارة قبر سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.
    ثم إنه ورد ما يؤكد أن حكم قريش في آخر الزمان والممثلين بحكم العباسيين يكون قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام)، وهذا بدوره مما يؤدي ويؤكد على تواجد القريشيون في آخر الزمان في الكوفة من العباسيين.
    حيث روي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) إن أحد أصحابه سأله:
    ( حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك فلان على رأس فلان وفلان، ليس لبني فلان سلطان بعدهما، قال: قلت ذلك لك، فقلت أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر؟ قال: لا، قلت: يكون ماذا؟ قال: يكون الذي تقول أنت وأصحابك، قلت: تعني خروج السفياني، فقال: لا، فقلت: فقيام القائم، قال: يفعل الله ما يشاء )( ) .
    ولعل الرواية واضحة ولا تحتاج إلى التعليق من حيث حكم بني العباس المذكورين باسم آل فلان والذين لا يحكم أحد بعدهم من قريش حتى قيام القائم (عليه السلام) التي تكون دعوته إبان حكمهم قد ظهرت بواسطة وزيره السيد اليماني الذي سيسقط حكمهم ويقضي عليهم هو والسفياني معاً .
    فلهذا نجد أن الإمام الرضا (عليه السلام) عندما سأله السائل هل يحكم بعد بني فلان أي بني العباس من قريش أحد فأجابه بـ (لا) وحينما سأله هل يكون بعدهم خروج السفياني أجابه بالنفي أيضاً، وذلك لأن السفياني كان ظاهراً أيام حكمهم أيضاً ثم إنه بعد خروجه سيعمل على القضاء عليهم وذلك عند دخوله العراق وسيطرته على الكوفة (مكة حسب التأويل) والتي هي أحد مراكز ومعاقل حكمهم.
    وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود، فعند ذلك زوال ملك بني فلان، أما أن هادمه لا يبنيه )( ).
    وسيكون ذلك علامة على زوال ملكهم ، بدليل قول الرواية زوال ملك بني فلان، وقد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) إن لفظة بني فلان تعني بني العباس، حيث أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يستخدمون ذلك اللفظ للتنويه عنهم أي بني العباس وذلك بسبب التقية كما هو معلوم.
    فيتضح لنا من كل ما تقدم أنه يوجد هناك في الكوفة قريش آخر الزمان وهم هذه المرة من بني العباس وسيقومون بمعاداة وتكذيب ومحاربة دعوة الإمام المهدي سواءً كان هؤلاء ممن ينتسبون فعلاً لبني العباس أو أن أفعالهم تشبه أفعال أولئك، وذلك من خلال السياسة التي يتبعونها والتي تدعو بالظاهر إلى الحق والدين وموالاة أهل البيت (عليهم السلام)، إلا فإنهم في الحقيقة براء من كل ذلك وكما صرح بذلك الإمام علي (عليه السلام) :
    ( إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ... ثم يظهر قوم ... أصحاب دولة لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله ...)( ).
    إذن يجب علينا وعلى كل جماعة من المؤمنين بقضية الإمام المهدي (روحي له الفداء) المنتظرين لأمره أن ينتبهوا إلى أعداء المهدي المنتظر الذي يتزيون بزي الدين ويخدعون الناس به، ولكنهم في حقيقة الأمر لا يخدعون إلا أنفسهم التي تسير بهم إلى حافة الهلاك بقيام القائم (عليه السلام) .
    فيجب علينا أن نميز ونفرق بين الرايات السود الحقة والمتملثة بدعوة الإمام (عليه السلام) وبين رايات الضلالة المتملثة برايات بني العباس السود أيضاً ومن لف لفيفهم من أعداء الله والرسول والأئمة المعصومين (عليهم السلام) قريش آخر الزمان ومن عامة الناس الذين سيزين لهم الشيطان الخروج عن طاعة إمام عصرهم ومحاربته .
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

  • #2
    المبحث السابع :
    موقف عامة قريش من المهدي (عليه السلام)
    بقي لدينا الطبقة والفئة الثالثة من قريش آخر الزمان في الكوفة وهم عامة الناس من قريش ممن هم دون الفئتين والطبقتين الرئيسيتين المتمثلتين بالعلويين والعباسيين .
    والدليل على وجود مثل هؤلاء هو نزول بعض القبائل القريشية أول تمصيرها واستمرارهم في السكن فيها( ) .
    ولابد أن لهؤلاء ذرية موجودة حتى وإن كانت غير معروفة بشكل واضح بسبب اندماجها وعلى مرور الزمن مع غيرها من القبائل خاصة إذا كانت تلك القبائل والبيوتات صغيرة وليست ذات مكانة مرموقة كالعلويين والعباسيين، أو أنها موجودة ولكن بمسميات جديدة نتيجة لتطورها واتساعها مما يجعل الناس يعزفون عن ذكرها بأنها قريشية، أو بمعنى آخر فإنه لا يقال لشخص ما قرشي بل يقال عنه أنه من البيت الفلاني أو الأسرة والقبيلة الفلانية والتي تعود بأصولها إلى قريش.
    أما الدليل الثاني فنستشفه من واقعة الطف، فلو عدنا إلى الناحية التاريخية نجد أن هناك العديد من القبائل القريشية اشتركت في واقعة الطف مع الأمويين ضد الإمام الحسين (عليه السلام).
    ويكفي دليلاً على ذلك هو أن قيادة تلك الجيوش المؤلفة التي خرجت لحرب سيد الشهداء (عليه السلام) يوم عاشوراء، كانت قريشية أمثال عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد بن أبي وقاص وغيرهم.
    ولابد أن لهؤلاء ذرية متواجدة في الكوفة، بدليل أنه عندما يقوم الإمام المهدي (عليه السلام) سيأخذ بثأر الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره (عليهم السلام) فيقتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) الذين يقع في مقدمتهم القرشيون، مضاف إلى بقية أبناء القبائل المشتركة بتلك الفاجعة، هذا إلى جانب بني أمية والممثلين بالسفياني الملعون .
    فقد جاء في تفسير قوله تعالى : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}( ) عن أبي مسكان عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن العامة يقولون نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لما أخرجته قريش من مكة وإنما هي للقائم إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليه السلام) وهو قوله نحن أولياء الدم وطلاب الديه )( ) .
    ويوجد في الرواية شيء مهم وملفت للنظر هو إقران عمل قريش الذين أخرجوا الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من مكة كما يشير إلى ذلك ظاهر الآية الشريفة مع من يتواجدون في آخر الزمان والذين يقوم الإمام (عليه السلام) بأخذ ثأر جده الإمام الحسين (عليه السلام) منهم، لأنهم ذراري قتلة الحسين والذين هم متواجدون في الكوفة (مكة حسب التأويل) فضلاً عن الشام كون الكوفة هي مكان سكنى بعض هؤلاء من جهة ومكان انطلاق القوات العسكرية التي تسببت بتلك الفاجعة يوم عاشوراء .
    من جهة أخرى، لأنه لابد من وجود ترابط وتقابل بين ظاهر الآيات القرآنية وبين تأويلها الباطني .
    كما توجد العديد من الروايات الصريحة الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تفيد انه عند قيام القائم سيقوم بقتل ذراري قتلة جده الإمام الحسين (عليه السلام) .
    فروي عن الهروي أنه سأل الإمام الرضا (عليه السلام): ( يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائهم، فقال (عليه السلام): هو كذلك، فقلت: وقول الله عز وجل {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ما معناه ؟ قال : صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي بشيء كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل من المغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل ، وإنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج لرضاهم بفعال آبائهم ...)( ) .
    ونجد الرواية تصرح بوجود ذرية لقتلة الإمام الحسين (عليه السلام) في آخر الزمان.
    بيد أنه قد يرد إشكال للوهلة الأولى عند قراءة النص المتقدم من حيث أن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، فرب سائل يسأل هل من المعقول أن يوجد في الكوفة في الوقت الحاضر وهي المدينة الشيعية المعروفة من يرضى بذلك ؟
    وللإجابة على تلك الإشكالية نقول : هناك مجموعة احتمالات نذكر ثلاث منها :
    الأول: بما أن هناك ذرية للقبائل القريشية من غير بني هاشم في الكوفة في آخر الزمان كما قلنا سابقاً فهؤلاء قد يظهرون التشيع ظاهراً لكنهم في حقيقة الواقع يبطنون غير ذلك فهم يرضون بفعال آبائهم بقتلهم الإمام الحسين (عليه السلام) في الخفاء بينهم وبين أنفسهم، ولا يظهرونه أمام الناس، لكنهم في حقيقة الأمر لا يستطيعون إخفاءه على الله عز وجل وعلى حجته الإمام المهدي (عليه السلام) .
    وهذا أمر غير مستغرب ولا يمكن إنكاره فنحن نعلم أنه كان يوجد في المدينة المنورة في صدر الإسلام ورغم وجود شخص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) مثل هذه الحالة والمتمثلة بوجود المنافقين الذين نزلت فيهم الآية بهذا المعنى من حيث أن هناك منافقين بالمدينة ولا يعرفهم إلا الله عز وجل والذي لابد أنه عز وجل أخبر نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عنهم وذلك بقوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}( ) .
    فإذا كان هناك منافقين في المدينة يعملون بكل حرية في ذلك الزمان مع وجود شخص الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فما بالك بالمنافقين الآن وهم يظهرون شيء ويبطنون غيره في أنفسهم من حيث رضاهم بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) بسيوف آبائهم في زمان يغيب عنهم فيه شخص الإمام المهدي (عليه السلام) فهم يتصرفون بكل حرية، متناسين أن الله سبحانه وتعالى والإمام المهدي (عليه السلام) مطلعين على ما في أنفسهم وسيأتي اليوم الذي يجدون فيه نكال أعمالهم الباطنة والظاهرة.
    أما الاحتمال الثاني أن هؤلاء ذراري قتلة الحسين والقريشيين من بينهم يمكن أن يكون أنهم انتقلوا من الكوفة أصلهم واصل آبائهم وأجدادهم إلى مناطق أخرى بالعراق حيث يستطيعون المجاهرة بالرضى بأفعال آبائهم بقتلهم سيد الشهداء وسبي عياله والافتخار بذلك علناً لا مجرد الرضى القلبي بذلك .
    أما الاحتمال الثالث فيبتني على ما هو معلوم لدى المؤمنين من أن الحسين (عليه السلام) لا يمثل نفسه إنما هو يمثل خط الحق والعدالة والإباء وطاعة الله ورفض عصيانه فهو الخط الإسلامي المحمدي الصحيح والوحيد في عصره وعليه عندما تعود المسألة بالدعوة إلى المحمدية البيضاء يكون المتصدون والمعارضون لها بحال ومقام مماثل ومشابه لأولئك الآباء الفجرة الذين كانوا في الكوفة، وعندما يقوم الإمام المهدي (عليه السلام) سينتقم منهم شرّ انتقام .
    ونحن نعلم أن الجزء يمكن أن يطلق على الكل فعندما نقول الكوفة فلا يكون بالضرورة أن نعني الكوفة بعينها بل ممكن أن ينطبق على العراق الذي يعني الكوفة وما هو أعم منها وهؤلاء يرضون بأفعال آبائهم ويسيرون عليها.
    وهذا ما أكده القرآن من خلال تعرضه لقصص الأمم السالفة لتكون عبرة لأولي الألباب، وما أكدته الأحاديث النبوية الشريفة من أن المسلمين يتبعون أفعال وأقوال الأمم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ( ) .
    فعليه يتبين لنا أن هناك فئة وطبقة ثالثة من قريش في آخر الزمان من غير المنتمين لبني هاشم في الكوفة، سيقفون بوجه دعوة الإمام (عليه السلام) ويكذبونها كما أنهم سيحاربون الإمام عند قيامه المقدس، هذا إلى جانب الطبقتين الأخيرتين من قريش وكل بحسب ما تمليه عليه مصالحه وأسبابه للوقوف بوجه دعوة الحق الدعوة المهدوية الإلهية.
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

    تعليق


    • #3
      شكرآ على المشاركات المفيدة
      السلام على بقية الله في ارضه

      تعليق


      • #4
        اشكر مرورك ومشاركاتك الفاعلة
        ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

        تعليق


        • #5
          إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

          تعليق

          يعمل...
          X