هجر القران
لقد انزل الله تعالى الأديان على هذه الأرض المباركة من خلال رسله وانبياءه الذين كانوا يحكون عنه تعالى أوامره ونواهيه ليستقيم الخلق ويبلغوا ما اراد الله تعالى منهم من خلال طاعته ومن بين اسباب وجود البشرية على الأرض هو العبادة حيث قال تعالى { ماخلقت الجن والإنس إلا لعبدون } وإن الله تعالى وضع لعباده منهاج خاص ليعبدوه من خلاله فلا يقبل سبحانه ان يتعبد الإنسان على الطريقة التي تروقه والتي يراها مناسبة له وإلا لأصبح الأمر فوضى وبلا نظام وقد ورد ( إن الله يعبد من حيث يريد لا من حيث تريد انت).
وما جاء في بحار الأنوار ج1 ص207 عن الرضا (ع) قال : لا قول إلا بعمل ولا عمل إلا بنية ولانية الا بإصابة السنة .
أي حتى لو كانت النية خالصة لوجه الله تعالى فلا يقبل العمل إلا ان يكون مطابقاً لسنة الرسول واهل بيته ( عليهم الصلاة والتسليم) .
فقد اوضح سبحانه منهاج عبادته من خلال الكتب التي انزلها على انبياءه ونحن الآن بصدد القرآن الكريم الكتاب الخاتم الذي جعله الله تعالى مهيمناً على باقي الكتب وأعطاه اعظم خلقه محمد (ص) وجعل سبحانه من هذا الكتاب (القرآن) منهاجاً للمسلمين ليهتدوا به من الضلال ويعرفوا خالقهم من خلاله وقد اوضح الله في هذا القرآن كل شيء يحتاج إليه الناس لكي { لا يكون للناس حجة ) يحتجون بها على الله اذا ضلوا الطريف وانحرفوا عنه { فلله الحجة البالغة } وقد اكد الأئمة المعصومون على ان القرآن حاوي على كل ما يحتاج إليه الناس فقد جاء في رياض السالكين ج5 عن أمير المؤمنين (ع) ( إن في القرآن علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة أو حكم ما بينكم وبيان ما اصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم .
وكما إن القرأن هو الهادي من الضلال كذلك أهل بيت الرسول الأئمة (ع) يشاطرونه في ذلك فقد ورد عن الرسول الأعظم الحديث المتواتر الذي يذكره السنة والشيعة قوله (ع) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابداً ) وهنا انقسم المسلمون في تعاملهم مع الثقلين إلى قسمين , فقسم تمسكوا بالقرآن ظاهراً وتركوا العترة وقالوا حسبنا كتاب الله وهم السنة وقسم تمسكوا بالعترة ظاهراً وهجروا القرآن باطناً وهم الشيعة .
وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت إن الشيعة هجروا القران فقد جاء في كنز الدقائق ج1 ص21 عن الأصبغ بن نباتة قال علي بن أبي طالب (ع) : القرآن اربعة أرباع فربع فينا وربع في أعدائنا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن .
أي إن ربعه يخص الحلال والحرام والأحكام وبما إن القران يحتوي على 6232 آية أي إن ربعه هو 1558 اية فإذا جئنا الى المدارس الأصولية والحوزوية التي تدرس الأحكام نجد أنهم اعتمدوا تقريبا 523 آية فقط في استنباط الأحكام الشرعية ومن اكمل هذه الآيات دراسة اصبح مجتهد في احكام القران فنرى ان الشيعة قد تركوا اكثرمن الف اية لم يتوصلوا إلى استنباط الأحكام منها اذن كم من الاحكام قد اندثر وضاع بسبب ذلك وكم من السنن ماتت وكم من البدع ظهرت .
فالقرآن هو المسدد واذا تركنا هذا الكم الهائل منه لعدم معرفتنا به فنحن على حافة الهاوية .
وبطبيعة الحال إن ترك هذه الآيات دون معرفة بها تولد لدينا عجز كبير في الأحكام مما أدى إلى اللجوء إلى حلول اخرى لتعويض النقص الذي حصل ومن هذه الحلول لجوء العلماء في عصر الغيبة الكبرى إلى علم الاصول الذي يقوموا من خلاله باستخراج احكام شرعية لتعويض الخلل والنقص الحاصل في الأحكام وبالطبع فإن علم الأصول يتعامل مع الأحكام التي لم يرد فيها نص بالحكم عليها باستخدام العقل لأن علم الأصول توجد فيه قاعدة رئيسية هي انه ما يستحسنه الشرع يستحسنه العقل وبالتالي يتم تعويض النقص الحاصل بهذه الطريقة .
وعلى العكس فلم تفلح هذه الطريقة في حل الإشكال فظهرت داخل المذهب الأختلافات والخلافات وذلك بسبب تفاوت عقول الفقهاء بطبيعة الحال فنرى الكثير من التناقضات بين مجتهد وآخر فواحد يوجب كذا والآخر يحرم نفس الشيء فأصبح المذهب متشتت , فلو ذهبت إلى الحوزة وسألت عن مسألة معينة فإنهم سوف يقولون لك إذا كان مرجعك فلان فالحكم كذا واذا كان مرجعك فلان فالحكم كذا فالحكم يختلف من مجتهد لآخر .
وقد وصف أمير المؤمنين (ع) هذا الشيء في نهج البلاغة من خطبه عليه السلام في ذم اختلاف الفقهاء في الفتيا ( ترد المسألة على أحدهم في حكم فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آرائهم جميعاً وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد أفأمرهم الله تعالى بالأختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه أم انزل الله ديناً ناقصاً فستعان بهم على اتمامه أم كانوا شركاء له فلهم ان يقولوا وعليه أن يرضى أم انزل سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول عن تبليغه واداءه والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء , وذكر إن الكتاب يصدق بعضه بعضاً وإنه لا اختلاف فيه ....)
.لاحظ قوله (ع) فيفتي فيها برأيه بينما اكد اهل البيت (ع) على إن دين الله لا يصاب بالعقول .
وسوف نتطرق إلى امكان استعمال العقل في استنباط الأحكام في الحلقة الثانية
فقد ورد في جامع المقاصد للكركي عن الصادق (ع) ( دين الله لا يصاب بالعقول )
وكذلك قول علي (ع) لو كان دين الله يقاس بالعقول لكان مسح باطن القدم أولى من ظاهرها.
وما ورد في البحارج101 ص505 عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد الله (ع) رجل قطع اصبع أمرأة فقال فيها عشرة من الأبل قلت قطع اثنين فقال فيها عشرون من ألابل قلت قطع ثلاثة اصابع فقال فيها ثلاثون من الأبل قلت قطع أربعاً قال فيهن عشرون من الأبل قلت ايقطع ثلاثاً وفيها ثلاثون من الأبل ويقطع أربعا وفيها عشرون من الأبل قال نعم إن المرأة إذا بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل إن السنة لا تقاس ألا ترى إنها تؤمر بالقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلاتها , يا أبان اخذتني بالقياس وإن السنة إذا قيست محق الدين.
وقد يقول شخص هل نجمد عقولنا التي قد مدحها الله تعالى في القرآن نقول إن العقل شيء مهم وهو احب ما خلق الله تعالى وبه نتفكر في خلق الله وقدرته ولكن هل إن للعقل الأفق المطلق للتصرف ام إنه محجم وعليه قيود .
إن دور العقل هو فهم الشريعة والتفكر بها وليس وضع التشريعات وصياغتها ليكون هو من يحدد ما يحل وما يحرم وكيف يعبد الله فهذا ليس من حق العقل ولا أي انسان ان يقوم بهذا فالروايات حددت ان العقل لا يجوز استخدامه في استخراج الحكم الشرعي ولم نقول ان استخدامه ممنوع في التفكر في خلق الله او تدبير الحياة او غيرها من الأمور الممدوحة للعقل ولو كان الرأي واستخدام العقل جائز لجاز لمحمد وآله فقد كان الرسول (ص) إذا سئل عن شيء لم يكن عنده جوابه فإنه يطرق إلى الأرض حتى يأتيه الجواب فلماذا لم يستخدم عقله في الجواب .
فإذا كان أهل البيت لا يجوز لهم استخدام العقل فكيف يجوز لمن هو دونهم من الناس بينما نرى إن القرآن لو استثرناه لوجدنا فيه كل شيء فقد جاء في رياض السالكين ج5 عن أمير المؤمنين (ع) ( إن في القرآن علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة أو حكم ما بينكم وبيان ما اصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم .
عن سماعة عن أبي الحسن موسى (ع) قال قلت له أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه (ص) أو تقولون فيه ؟ قال بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه .
ولدينا الكثير مما ورد حول استخراج الأحكام من القرآن ففي يوم نذر رجل إنه ينفق مال كثير واختلفوا في كمية المال الكثير وعندما رجعوا فيه إلى علي (ع) قال المال الكثير هو 83 دينار بدليل قوله تعالى { لقد نصركم الله في مواطن كثير} فعددتها فوجدتها 83 موطنا ) .
وعندما جاءوا بلص كي يقيموا عليه الحد اختلفوا حول الموضع الذي تقطع منه يده فلجئوا إلى علي (ع) فقال تقطع اطراف اصابعه واستشهد بقوله تعالى { الذين يكتبون الكتاب بأيديهم } وكذلك الثقل الأكبر وهم اهل البيت (ع) واقوالهم فقد أوضحوا كل الأحكام ولم يتركوا شيء لنحكم عليه بعقولنا الناقصة .
لقد انزل الله تعالى الأديان على هذه الأرض المباركة من خلال رسله وانبياءه الذين كانوا يحكون عنه تعالى أوامره ونواهيه ليستقيم الخلق ويبلغوا ما اراد الله تعالى منهم من خلال طاعته ومن بين اسباب وجود البشرية على الأرض هو العبادة حيث قال تعالى { ماخلقت الجن والإنس إلا لعبدون } وإن الله تعالى وضع لعباده منهاج خاص ليعبدوه من خلاله فلا يقبل سبحانه ان يتعبد الإنسان على الطريقة التي تروقه والتي يراها مناسبة له وإلا لأصبح الأمر فوضى وبلا نظام وقد ورد ( إن الله يعبد من حيث يريد لا من حيث تريد انت).
وما جاء في بحار الأنوار ج1 ص207 عن الرضا (ع) قال : لا قول إلا بعمل ولا عمل إلا بنية ولانية الا بإصابة السنة .
أي حتى لو كانت النية خالصة لوجه الله تعالى فلا يقبل العمل إلا ان يكون مطابقاً لسنة الرسول واهل بيته ( عليهم الصلاة والتسليم) .
فقد اوضح سبحانه منهاج عبادته من خلال الكتب التي انزلها على انبياءه ونحن الآن بصدد القرآن الكريم الكتاب الخاتم الذي جعله الله تعالى مهيمناً على باقي الكتب وأعطاه اعظم خلقه محمد (ص) وجعل سبحانه من هذا الكتاب (القرآن) منهاجاً للمسلمين ليهتدوا به من الضلال ويعرفوا خالقهم من خلاله وقد اوضح الله في هذا القرآن كل شيء يحتاج إليه الناس لكي { لا يكون للناس حجة ) يحتجون بها على الله اذا ضلوا الطريف وانحرفوا عنه { فلله الحجة البالغة } وقد اكد الأئمة المعصومون على ان القرآن حاوي على كل ما يحتاج إليه الناس فقد جاء في رياض السالكين ج5 عن أمير المؤمنين (ع) ( إن في القرآن علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة أو حكم ما بينكم وبيان ما اصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم .
وكما إن القرأن هو الهادي من الضلال كذلك أهل بيت الرسول الأئمة (ع) يشاطرونه في ذلك فقد ورد عن الرسول الأعظم الحديث المتواتر الذي يذكره السنة والشيعة قوله (ع) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابداً ) وهنا انقسم المسلمون في تعاملهم مع الثقلين إلى قسمين , فقسم تمسكوا بالقرآن ظاهراً وتركوا العترة وقالوا حسبنا كتاب الله وهم السنة وقسم تمسكوا بالعترة ظاهراً وهجروا القرآن باطناً وهم الشيعة .
وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت إن الشيعة هجروا القران فقد جاء في كنز الدقائق ج1 ص21 عن الأصبغ بن نباتة قال علي بن أبي طالب (ع) : القرآن اربعة أرباع فربع فينا وربع في أعدائنا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن .
أي إن ربعه يخص الحلال والحرام والأحكام وبما إن القران يحتوي على 6232 آية أي إن ربعه هو 1558 اية فإذا جئنا الى المدارس الأصولية والحوزوية التي تدرس الأحكام نجد أنهم اعتمدوا تقريبا 523 آية فقط في استنباط الأحكام الشرعية ومن اكمل هذه الآيات دراسة اصبح مجتهد في احكام القران فنرى ان الشيعة قد تركوا اكثرمن الف اية لم يتوصلوا إلى استنباط الأحكام منها اذن كم من الاحكام قد اندثر وضاع بسبب ذلك وكم من السنن ماتت وكم من البدع ظهرت .
فالقرآن هو المسدد واذا تركنا هذا الكم الهائل منه لعدم معرفتنا به فنحن على حافة الهاوية .
وبطبيعة الحال إن ترك هذه الآيات دون معرفة بها تولد لدينا عجز كبير في الأحكام مما أدى إلى اللجوء إلى حلول اخرى لتعويض النقص الذي حصل ومن هذه الحلول لجوء العلماء في عصر الغيبة الكبرى إلى علم الاصول الذي يقوموا من خلاله باستخراج احكام شرعية لتعويض الخلل والنقص الحاصل في الأحكام وبالطبع فإن علم الأصول يتعامل مع الأحكام التي لم يرد فيها نص بالحكم عليها باستخدام العقل لأن علم الأصول توجد فيه قاعدة رئيسية هي انه ما يستحسنه الشرع يستحسنه العقل وبالتالي يتم تعويض النقص الحاصل بهذه الطريقة .
وعلى العكس فلم تفلح هذه الطريقة في حل الإشكال فظهرت داخل المذهب الأختلافات والخلافات وذلك بسبب تفاوت عقول الفقهاء بطبيعة الحال فنرى الكثير من التناقضات بين مجتهد وآخر فواحد يوجب كذا والآخر يحرم نفس الشيء فأصبح المذهب متشتت , فلو ذهبت إلى الحوزة وسألت عن مسألة معينة فإنهم سوف يقولون لك إذا كان مرجعك فلان فالحكم كذا واذا كان مرجعك فلان فالحكم كذا فالحكم يختلف من مجتهد لآخر .
وقد وصف أمير المؤمنين (ع) هذا الشيء في نهج البلاغة من خطبه عليه السلام في ذم اختلاف الفقهاء في الفتيا ( ترد المسألة على أحدهم في حكم فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آرائهم جميعاً وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد أفأمرهم الله تعالى بالأختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه أم انزل الله ديناً ناقصاً فستعان بهم على اتمامه أم كانوا شركاء له فلهم ان يقولوا وعليه أن يرضى أم انزل سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول عن تبليغه واداءه والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء , وذكر إن الكتاب يصدق بعضه بعضاً وإنه لا اختلاف فيه ....)
.لاحظ قوله (ع) فيفتي فيها برأيه بينما اكد اهل البيت (ع) على إن دين الله لا يصاب بالعقول .
وسوف نتطرق إلى امكان استعمال العقل في استنباط الأحكام في الحلقة الثانية
فقد ورد في جامع المقاصد للكركي عن الصادق (ع) ( دين الله لا يصاب بالعقول )
وكذلك قول علي (ع) لو كان دين الله يقاس بالعقول لكان مسح باطن القدم أولى من ظاهرها.
وما ورد في البحارج101 ص505 عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد الله (ع) رجل قطع اصبع أمرأة فقال فيها عشرة من الأبل قلت قطع اثنين فقال فيها عشرون من ألابل قلت قطع ثلاثة اصابع فقال فيها ثلاثون من الأبل قلت قطع أربعاً قال فيهن عشرون من الأبل قلت ايقطع ثلاثاً وفيها ثلاثون من الأبل ويقطع أربعا وفيها عشرون من الأبل قال نعم إن المرأة إذا بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل إن السنة لا تقاس ألا ترى إنها تؤمر بالقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلاتها , يا أبان اخذتني بالقياس وإن السنة إذا قيست محق الدين.
وقد يقول شخص هل نجمد عقولنا التي قد مدحها الله تعالى في القرآن نقول إن العقل شيء مهم وهو احب ما خلق الله تعالى وبه نتفكر في خلق الله وقدرته ولكن هل إن للعقل الأفق المطلق للتصرف ام إنه محجم وعليه قيود .
إن دور العقل هو فهم الشريعة والتفكر بها وليس وضع التشريعات وصياغتها ليكون هو من يحدد ما يحل وما يحرم وكيف يعبد الله فهذا ليس من حق العقل ولا أي انسان ان يقوم بهذا فالروايات حددت ان العقل لا يجوز استخدامه في استخراج الحكم الشرعي ولم نقول ان استخدامه ممنوع في التفكر في خلق الله او تدبير الحياة او غيرها من الأمور الممدوحة للعقل ولو كان الرأي واستخدام العقل جائز لجاز لمحمد وآله فقد كان الرسول (ص) إذا سئل عن شيء لم يكن عنده جوابه فإنه يطرق إلى الأرض حتى يأتيه الجواب فلماذا لم يستخدم عقله في الجواب .
فإذا كان أهل البيت لا يجوز لهم استخدام العقل فكيف يجوز لمن هو دونهم من الناس بينما نرى إن القرآن لو استثرناه لوجدنا فيه كل شيء فقد جاء في رياض السالكين ج5 عن أمير المؤمنين (ع) ( إن في القرآن علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة أو حكم ما بينكم وبيان ما اصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم .
عن سماعة عن أبي الحسن موسى (ع) قال قلت له أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه (ص) أو تقولون فيه ؟ قال بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه .
ولدينا الكثير مما ورد حول استخراج الأحكام من القرآن ففي يوم نذر رجل إنه ينفق مال كثير واختلفوا في كمية المال الكثير وعندما رجعوا فيه إلى علي (ع) قال المال الكثير هو 83 دينار بدليل قوله تعالى { لقد نصركم الله في مواطن كثير} فعددتها فوجدتها 83 موطنا ) .
وعندما جاءوا بلص كي يقيموا عليه الحد اختلفوا حول الموضع الذي تقطع منه يده فلجئوا إلى علي (ع) فقال تقطع اطراف اصابعه واستشهد بقوله تعالى { الذين يكتبون الكتاب بأيديهم } وكذلك الثقل الأكبر وهم اهل البيت (ع) واقوالهم فقد أوضحوا كل الأحكام ولم يتركوا شيء لنحكم عليه بعقولنا الناقصة .
تعليق