إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القتل المعنوي للمهدي(ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القتل المعنوي للمهدي(ع)

    القتل المعنوي للمهدي(ع)((( منقول من موسوعة القائم من فكر السيد القحطاني)))
    إن لكل حرب جانبان مادي ومعنوي، فالجانب المادي الذي تُستخدم فيه آلة الحرب بمختلف أنواعها والتي تسبب القتل الجسدي والدمار الظاهري، أما الجانب المعنوي فهو الذي يركز على النفس حيث يكون للدعاية والأعلام أثر واضح في ذلك وهذا لعمري أشد تأثيراً في الناس من القتل المادي الذي يهلك فيه الجسد فإنه سبب سريع للفشل وانتصار صاحب هذه الحرب (المعنوية) حيث انه يقتل أعداءه ويشل حركتهم من خلال بثه للدعايات المناهضة لهم والتي تسبب هزيمة معنوية داخل النفس الإنسانية، وقد كان هذا الأسلوب في المواجهة قديما.
    بل إن الشعوب كانت تُعول عليه في حروبها مع بعضها وقد استخدم هذا الأسلوب وهو الحرب المعنوية أو قل القتل المعنوي وهو قتل الشخصيات والرموز القيادية في مجتمع حارب ضد الأنبياء والرسل.
    فهذا القرآن يحدثنا كيف إن أقوام الأنبياء واجهوهم بهذا النوع من القتل حيث كانوا عاجزين عن القتل المادي، وإن كثير من الأقوام والأمم لا ينفع لهم قتل النبي مادياً لذا فإنهم لجئوا إلى القتل المعنوي حيث نَسبوا للأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين التهم والأباطيل ووصفوهم بأوصاف غير لائقة بشخصياتهم ونَسبوا لهم أخلاقاً ذميمة بعيدة كل البعد عن أخلاقهم الحميدة.
    فقد وصفوهم واتهموهم بالكذب والسفاهة والسحر والجنون والجنة وما إلى ذلك من الأباطيل، فإذا استطاعوا إن يقنعوا أحدا ما بأباطيلهم فقد نجحوا في قتل تلك الشخصية.
    فنَسبوا إلى نوح (عليه السلام) الكذب واتهموه به حاشاه من ذلك ووصفوه بالضلالة، فقال تعالى حكاية عنهم {قال الملأ من قومه إنا لَنراك في ضلال مبين) وقالوا عن هود (عليه السلام) {إنا لَنراك في سفاهة وإنا لَنظنك من الكاذبين} وقالوا عن موسى (عليه السلام) انه ساحر عظيم، قال تعالى {قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لَساحر عليم}.
    وقد اٌتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتم النبيين بشتى الاتهامات، فبعد أن كان يُعرف في قريش بالصادق الأمين أطلقوا عليه ظلماً وتعسفا وسَموه كذاب أشر، وقد قالوا عنه شاعر ومجنون وساحر وبه جُنه.
    لقد حاولوا بذلك قتل شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والحط منه في نظر الناس وأتباعه لكي لا يؤمنوا به وهذا من اشد ما لاقاه الأنبياء من أقوامهم لكنهم صبروا وتحملوا في سبيل الله وهذا مما سوف يحصل مع حامل مواريث الأنبياء والرسل والذي تجري عليه سننهم فلا يكون شيئا جرى على الأنبياء إلا ويجري على المهدي (عليه السلام).
    فإنهم سوف يحاولون قتل شخصيته لأنهم لا يستطيعون أن ينالوا منه ماديا. وسوف يتهمونه بالكذب وانه ليس الأمام المهدي(عليه السلام) بل هو مُدعي كذبا وهم يعلمون انه الحق والأنكى من ذلك أنهم سيتهمونه بما أُتهم به عيسى بن مريم (عليه السلام) فقد جاء في الرواية عن الأمام الباقر (عليه السلام): (له سنة من عيسى، سيقال فيه ما قيل في عيسى)( ) .
    ويتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك حيث إنهم يقتلون ممهديه وأنصاره قتلا معنويا باتهامهم ورميهم لهم بالأباطيل بالإضافة إلى القتل المادي.
    وقد ورد أيضا عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين (إن القائم يلقى في حربه اشد مما لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)( ).
    ومعلوم لدى الجميع ما لقي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من قريش وتكذيبهم له واتهامهم له بشتى الاتهامات.
يعمل...
X