إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المهدي دابة الأرض على حسب التأويل

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المهدي دابة الأرض على حسب التأويل

    منقول عن موسوعة القائم ( من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
    المهدي دابة الأرض على حسب التأويل
    بعد أن أثبتنا أن دابة الأرض المذكورة في القرآن هي دابة من جنس البشر وهي إنسان معين يخرجه الله عز وجل كآية في آخر الزمان فيسم المؤمن بعصى موسى فيعرف انه مؤمن، ويسم الكافر بخاتم سليمان فيعرف انه كافر.
    وهذا الإنسان هو المهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان وهذا الأمر لا يتناقض مع ما أوردناه آنفاً حول إن الإمام علي (عليه السلام) هو دابة الأرض على حسب التنزيل الظاهري للقرآن في عصر صدر الإسلام، والذي سترجع روحه في آخر الزمان لتسدد دابة الأرض في آخر الزمان وهو المهدي (عليه السلام).
    والدليل على ذلك وجود أخبار وروايات تفيد هذا المعنى، منها ما يؤكد اقتران خروج دابة الأرض زماناً مع خروج المهدي (عليه السلام)، فعليه يكون هو دابة الأرض في آخر الزمان والمسدد بروح الإمام علي (عليه السلام) كما ذكرنا سالفاً.
    لأنه لا يمكن أن نتصور أن الإمام علي (عليه السلام) يخرج في الوقت الذي يخرج فيه المهدي (عليه السلام)، وهذا ما لم تدل عليه الروايات من جهة، وكما هو معلوم إن قيادة الأمة وإمامتها في آخر الزمان تكون للمهدي (عليه السلام) لأنه خاتم الأئمة الاثنا عشر المعصومين كما دلت على ذلك الكثير من الروايات الواردة عن طرقهم (عليهم السلام).
    حيث ورد عن سلمان المحمدي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( الأئمة بعدي اثنا عشر ثم قال كلهم من قريش ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين )(بحار الأنوار ج36 ص303 .
    وجاء في رواية أخرى عن الصقر بن دلف بأنه سمع الإمام الهادي (عليه السلام) يقول: ( الإمام بعدي الحسن وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلما )( - بحار الأنوار ج50 ص239 ).
    وغيرها من الروايات التي تؤكد على ذلك( - بحار الأنوار ج50 ص239 وما بعدها ، وسائل الشيعة ج16 ص246 .).
    وبناء عليه فلا يعقل ولا يصح القول أن الإمام علي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان، على اعتبار رجعته مادياً، وذلك لأنه لا يمكن أن يكون (عليه السلام) مأمور وتابعاً للمهدي (عليه السلام) الذي سيخرج في آخر الزمان أيضاً، لأنه افضل منه وهذا مما لا نقاش فيه.
    وعلى هذا الأساس تكون رجعة الإمام علي (عليه السلام) الذي هو دابة الأرض بحسب التنزيل رجعة روحية لتسدد دابة الأرض الفعلية في آخر الزمان وبحسب التأويل وهو المهدي (عليه السلام).
    ومع قليل من التدبر في الروايات نجد أنها تشير إلى الترابط بين الإمام علي (عليه السلام) وبين المهدي (عليه السلام) وعلاقة كل منهما بدابة الأرض سواء الظاهرية في صدر الرسالة أو الباطنية في آخر الزمان.
    حيث ورد عن جابر بن يزيد عن أبي عبد الله الجدلي قال:
    ( دخلت على علي بن أبى طالب (عليه السلام) فقال: ألا أحدثك ثلاثاً قبل أن يدخل علي وعليك داخل؟
    قلت: بلى.
    فقال: أنا عبد الله وأنا دابة الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيها، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه ؟
    قال: قلت بلى.
    قال: فضرب بيده إلى صدره وقال أنا )(بحار الأنوار ج39 ص243 ، تأويل الآيات ج400 . ).
    وهنا نجد إن الإمام علي (عليه السلام) بدأ حديثه عن دابة الأرض، وأنه هو بحسب الظاهر، ثم أتم حديثه عن المهدي (عليه السلام)، مما يشير إلى وجود ترابط بين المهدي وبين دابة الأرض، لأنه هو (عليه السلام) دابة الأرض بحسب الباطن والذي يكون مسدد بروح دابة الأرض الظاهري، وذلك على اعتبار أن دابة الأرض ستخرج في آخر الزمان كما هو حال المهدي (عليه السلام) وهذا مما لا ينطبق على الإمام علي (عليه السلام) لأن رجعته تكون روحية فقط.
    ولو تمعنا قليلاً في الرواية الآنفة الذكر نجد أنها تشير إلى رجعة روح الإمام علي (عليه السلام) وتسديدها للمهدي (عليه السلام) وذلك لقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه انف المهدي وعينه، ولا يمكن حمل ذلك على الظاهر وإنما لا بد من تأويله وفق المعاني الباطنية.
    فعليه يكون التأويل بهذه الصورة بأن انف المهدي فيه إشارة إلى الروح ، أي أن روح المهدي (عليه السلام) هي روح جده أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنها تكون مسددة له. وذلك لوجود علاقة وثيقة بين الأنف والروح من حيث أن آخر موضع تستل منه الروح هو الأنف.
    أما العين فالمقصود بها هنا البصيرة والدين والعقيدة من ذلك قوله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}( )، وقوله تعالى {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ}( ).
    والمراد هنا إن دين المهدي (عليه السلام) وعقيدته هو عينه دين وعقيدة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي هي التوحيد الخالص لله عز وجل الذي لا يشوبه شرك مطلقاً .
    ومن ذلك فقد عدّ حب الإمام علي (عليه السلام) وولايته هي العلامة الفارقة بين المؤمنين وبين المنافقين والكفار، حيث ورد عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال للإمام علي (عليه السلام) :
    ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق )(نهج البلاغة ج4 ص13 ).
    ومن ذلك نستدل بأن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض بعينها في آخر الزمان لأنه سيقوم بالتفريق بين المؤمنين والكافرين بشكل صريح وواضح للعيان عن طريق وسم كل منهما بسمة تدل عليه وفقاً لما تنطوي عليه سرائر وبواطن كل منهم.
    وذلك كما كان جده الإمام علي (عليه السلام) الذي يمثل دابة الأرض في عصره، من حيث الظاهر علماً إنه يميز به المؤمن من الكافر بحسب ظاهر كل منهما بدلالة المحبة والمولاة.
    فضلاً عن ذلك توجد أدلة تؤكد على أن دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان هي المهدي (عليه السلام) خاصة دون غيره منها إشارة العديد من الروايات الواردة عن طريق آهل البيت (عليهم السلام) والتي تشير إلى أن المهدي يخرج ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، وهذا بعينه ما مذكور بالنسبة لدابة الأرض من أنها تخرج ومعها خاتم سليمان وعصا موسى.
    جاء عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( خروج دابة من الأرض من عند الصفا ومعها خاتم سليمان وعصا موسى...)(بحار الأنوار ج52 ص194 ، منتخب الأنوار ص85 .
    .
    وهذا بعينه ما سيقوم به المهدي (عليه السلام) عند خروجه في آخر الزمان فقد جاء في الرواية عن أبى الجارود عن الإمام أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: ( إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ...)(- بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص238 .
    ) ).
    كما ورد أيضاً عن عبد بن سنان انه سمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: ( عصا موسى قضيب آس من ورد الجنة أتاه بها جبرائيل لما توجه تلقاء مدين وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم (عليه السلام) إذا قام )( - بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص218 ).
    ويتبين لنا من خلال هاتين الروايتين إن خاتم سليمان وعصا موسى يكونان عند المهدي (عليه السلام) ويخرجهما معه، ولا تكونان مع غيره، وهذا دليل قاطع على أنه هو دابة الأرض التي أشرنا إلى أنها تخرج ومعها نفس الخاتم والعصا.
    ولو اننا اعتبرنا إن دابة الأرض شيء أو شخص آخر غير المهدي، فهذا يعتبر تضارباً في كلام المعصومين (عليهم السلام) ورواياتهم بالظاهر، حاشاهم من ذلك، وذلك على اعتبار أن هناك روايات تصرح بأن خاتم سليمان وعصا موسى يخرجها المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان تارة، وفي روايات تخرجها دابة الأرض تارة أخرى.
    فمن الممكن الجمع بين هذه الروايات وذلك إذا قلنا أن المهدي (عليه السلام) ودابة الأرض هما شيء واحد، وبمعنى آخر إن دابة الأرض هي المهدي نفسه والذي سيخرج في آخر الزمان ومعه خاتم سليمان وعصا موسى، وبذلك يزول التناقض.
    ومن الأدلة الأخرى التي تثبت أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض هو إشارة الروايات أن كل منها يسم ويتوسم بالمؤمنين والكافرين.
    حيث ورد عن دابة الأرض أنها تسم المؤمن بعصا موسى وتسم الكافر بخاتم سليمان، وذلك في الحديث المروي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال :
    ( تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان تجلو وجه المؤمن بعصى موسى (عليه السلام) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان (عليه السلام) )( بحار الأنوار ج53 ص111 ) .
    وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أيضاً واصفاً الدابة بقوله: ( دابة الأرض ... لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو المؤمن وتحطم أنف الكافر بالخاتم، حتى يقال يا مؤمن ويا كافر )(بحار الأنوار ج6 ص300 ، مجمع البيان ج7 ص234 .

    كما جاء في رواية ثالثة عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( خروج دابة من الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصا موسى تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقاً، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقاً، حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر، وان الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أني اليوم مثلك فأفوز...)(- بحار الأنوار ج52 ص194 ، الخرائج ج3 ص136 ).
    ومن ذلك يتبين لنا أن دابة الأرض تسم المؤمن والكافر بخاتم سليمان وعصى موسى، وهذا بدوره ما يؤكد ان دابة الأرض والمهدي (عليه السلام) شيء واحد بدليلين:
    الأول: انه (عليه السلام) معه الخاتم والعصا كما مر بنا آنفاً.
    والدليل الثاني: هو أن الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين (عليه السلام) أن المهدي (عليه السلام) وبشكل عام يعرف الموالين المؤمنين من الأعداء الكافرين بالتوسم.
    فجاء عن إبان بن تغلب عن الإمام أبى عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا قام القائم (عليه السلام) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن، إلا عرفه صالح هو أم طالح، إلا - بحار الأنوار ج52 ص325.
    وفيه آية للمتوسمين وهي السبيل المقيم )( ).

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة المدير العام; الساعة 29-11-13, 03:39 PM.

  • #2
    وورد في رواية أخرى عن عبد الله بن عجلان عن الإمام الصادق (عليه السلام) كذلك أنه قال: ( إذا قام قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ...)(بحار الأنوار ج52 ص339 ، أعلام الورى ص464 ، الإرشاد ج2 ص386 . ).
    في حين نجد أن هناك روايات أخرى تشير بوضوح إلى وسم الكفار في آخر الزمان فضلاً عن المؤمنين بطبيعة الحال، وذلك يتم على يدي المهدي (عليه السلام) لأنه إمام آخر الزمان، والذي يعرف وليه من عدوه بالتوسم فيسمه.
    حيث جاء في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( انه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة فهذا حين ينزل، أما "قضي الأمر"، فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر )( - تفسير العياشي ج1 ص103 .
    ).
    وهنا نجد الرواية تشير إلى أن وسم الكافرين يتم بعد نزول المهدي (عليه السلام) بظهر الكوفة، وبطبيعة الحال إن هذا سيتم على يدي المهدي لأنه الوحيد القادر أن يعرف الكفارين من المؤمنين بالتوسم فيستطيع أن يسمهم.
    وهذا بدوره يدل على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان لأنه هو من يسم الكافر والمؤمن بخاتم سليمان وعصا موسى كما سبق أن ذكرنا.
    ويمكن إضافة دليل آخر على كون المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض، وذلك من خلال الإشارات التي تفيد أن دابة الأرض لها سيماء وعلامة من سيماء الأمم السابقة، وذلك بحسب الرواية الواردة عن ابن عباس الآنفة الذكر والتي جاء فيها:
    ( الدابة مؤلفة ... وفيها من كل أمة سيماء وسيماها من هذه الأمة ...)( - الدر المنثور ج5 ص117 .).
    وهذا بعينه ما ينطبق على المهدي (عليه السلام) حيث تشير انه له سنن وعلامات من سنن عدد من أنبياء الأمم السابقة.
    حيث ورد عن أبى بصير عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( في صاحب هذا الأمر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد ...)( - بحار الأنوار ج51 ص218 ).
    وفي هذا دلالة واضحة على أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض في آخر الزمان، والتي ذكرها الله عز وجل في القرآن بأنها آية من آياته، وهذه الآية سيكذبها الكثير من الناس حال خروجها بشهادة القرآن في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}
    وقد أشارت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) إلى تكذيب دابة الأرض من قبل الناس، والى تحذير الأئمة (عليهم السلام) لمن يقوم بذلك، ولأن الله عز وجل سيهلك من يظلمها.
    فقد ورد ذلك عن أبي عبد الله الجدلي بأنه دخل على الإمام علي (عليه السلام) فقال له: ( أحدثك بسبعة أحاديث إلا أن يدخل علينا داخل.
    قال: فقلت أفعل جعلت فداك.
    قال: أتعرف أنف المهدي وعينه، قال: قلت أنت يا أمير المؤمنين، قال: وحاجبا الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان.
    قال: قلت أظن والله يا أمير المؤمنين انهما فلان وفلان، فقال: الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك من ظلمها ...)( - بحار الأنوار ج53 ص11 .).
    وفي هذه الرواية دلالة واضحة على الترابط ووحدة الجنس بين دابة الأرض والمهدي (عليه السلام) من حيث انهما شيء واحد بدلالة ذكر الإمام علي (عليه السلام) بأنه أنف المهدي وعينه في بداية الكلام، وذكره دابة الأرض في نهاية الكلام، وسبق أن بيان هذا الترابط آنفاً.

    دابة الأرض المهدي (ع)
    هنالك العديد من الأدلة التي تثبت أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض التي ستخرج في آخر الزمان وتقوم هذه الأدلة على أساس المقابلة بين خروج المهدي(عليه السلام) وخروج دابة الأرض، اللذان هما من أشراط الساعة ويوم القيامة، وترادف خروج كل منهما مع الآخر ومكان وطبيعة هذا الخروج.
    لقد سبقت الإشارة إلى القول بأن العذاب الأدنى هو الدابة والدجال، ومن المعلوم أن العذاب الأكبر هو يوم القيامة، إلا إننا نجد بعض الروايات التي تدل على أن خروج المهدي (عليه السلام) هو العذاب وهو الساعة الصغرى التي تكون في قبال الساعة الكبرى التي هي القيامة.
    فقد ورد في الرواية الشريفة الواردة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ} انه قال: ( العذاب خروج القائم والأمة المعدودة عدة أهل بدر وأصحابه )( بحار الأنوار ج51 ص58 ، تأويل الآيات ص230 ، غيبة النعماني ص241 .
    كما ورد عن زرارة بن أعين أنه سأل الإمام الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}( )، فقال (عليه السلام): هي ساعة القائم تأتيهم بغتة )( ) .
    وهنالك رواية ثالثة عن الإمام الباقر (عليه السلام) وقد سأله الكميت فقال :
    ( متى يقوم الحق فيكم متى يقوم مهديكم، قال (عليه السلام): لقد سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة ).
    وكان الإمام الحسن (عليه السلام) قد سئل جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( فمتى يخرج قائمنا أهل البيت، قال: يا حسن إنما مثله كمثل الساعة ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة )(تأويل الآيات ص552 ).
    وهذا يبين أن المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض، لأنه هو العذاب والساعة التي تأتي بغتة أي أن زمان نزول العذاب هو نفسه زمان خروج الدابة التي هي المهدي (عليه السلام) والمتزامنة معه.
    وقد جاء في الروايات أيضاً: ( إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة، فسمي المقول قولاً {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ} تخرج ... فتنجر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر، وعند ذلك يرتفع التكليف ولا تقبل التوبة وهو علم من أعلام الساعة ...)( كفاية الأثر ص168 .).
    وهنا يتبين لنا أيضاً أن خروج المهدي (عليه السلام) هو الساعة وهو العذاب، ومن المعلوم أن الساعة ساعتين صغرى وهي خروج المهدي (عليه السلام) وكبرى هي ساعة القيامة ، وبهذا يكون العذاب الأدنى الذي جاء في تفسيره انه الدابة والدجال هو أيضاً خروج المهدي (عليه السلام).
    فتكون النتيجة إذن أن خروج الدابة هو خروج المهدي (عليه السلام)، أي أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام)، فيكون العذاب الأدنى خروج المهدي والدجال، والذي هو علم من أعلام الساعة، أي من أشراطها والتي تدلل على أن الدابة هي المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان.
    وهنالك أمر مهم لا بد الإشارة إليه وهو أن الرواية الآنفة الذكر أشارت إلى أن التوبة لا تقبل إذا نزل العذاب وخرجت دابة الأرض، التي قلنا إنها تعني المهدي (عليه السلام) وهنالك روايات تشير إلى أن التوبة لا تقبل عند طلوع الشمس من مغربها بل أن باب التوبة يغلق حينها.
    والمتتبع للروايات الشريفة يجد أن المقصود بالشمس الطالعة من مغربها هو المهدي (عليه السلام)، وما في التأويل المعاصر لهذه الرواية دليل على ذلك، فقد ورد عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة في خطبة طويلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال فيها:
    ( بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع {لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} ثم قال (عليه السلام) لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فإنه عهد إلي حبيبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا أخبر به أحد غير عترتي، فقال النزال بن سبرة لصعصعة ما عني أمير المؤمنين بهذا القول؟ فقال صعصعة يا ابن سبرة أن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم، هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام يطهر الأرض ويضع ميزان العدل ...)( - بحار الأنوار ج52 ص194 . ).
    ولما كانت التوبة لا تقبل عند نزول العذاب وخروج دابة الأرض، كما ورد في الرواية المذكورة سابقاً، فالنتيجة تكون دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) لأنه سلام الله عليه هو الشمس الطالعة من مغربها.
    وقد ورد عن عبد الله بن زياد بن سليمان مسنداً إلى حذيفة أنه قال: ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بين يدي الساعة آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم وفتح يأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وذلك حين لا ينفع نفس إيمانها )( - كنز العمال ج14 ص260 ، مجمع الزوائد ج7 ص238 ، تهذيب ابن عساكر ج7 ص278.

    الرواية الثانية وردت عن حذيفة بن اسيد أنه قال: ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول عشر آيات بين يدي الساعة خمس بالمشرق وخمس بالمغرب فذكر الدابة وطلوع الشمس من مغربها وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج ...)( - بحار الأنوار ج6 ص303 ، منتخب الأثر ص444 .).).

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة المدير العام; الساعة 29-11-13, 03:46 PM.

    تعليق


    • #3
      ورواية ثالثة تقول: ( أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة على الناس ضحى فآيتها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها تقريباً )( - تفسير الطبري ج8 ص72 ، مجمع الزوائد ج8 ص8 ، سنن أبي داود ج4 ص114 ، سنن ابن ماجة ج2 ص1353 .).
      وجاء في رواية رابعة عن ابن عمر جاء فيها : ( يبيت الناس يسيرون إلى جمع وتبيت دابة الأرض تسايرهم فيصبحون وقد خطتهم من رأسها وذنبها فما من مؤمن إلا مسحته ولا من كافر ولا منافق إلا تحبطه )( مجمع البيان ج20 ص10.).
      ومن الأدلة الأخرى على كون المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض هو ما عبرت عنه الروايات بالوقت المعلوم وهو وقت خروج المهدي (عليه السلام) ، فقد ورد في الروايات:
      ( إذا طلعت الشمس من مغربها يخر إبليس ساجداً ينادي إلهي مرني أن اسجد لمن شئت فتجتمع إليه زبانيته فيقولون ... ما هذا التضرع فيقول إنما سألت ربي ينظرني إلى الوقت المعلوم وهذا الوقت المعلوم ثم تخرج دابة الأرض من صدع الصفا فأول خطوة تضعها في إنطاكية ثم تأتي إبليس فتلطمه)( - مجمع الزوائد ج8 ص8 ، المعجم الأوسط للطبراني ج1 ص98 ، تفسير ابن كثير ج2 ص202.
      ومن الجدير بالذكر أن إبليس عليه اللعنة كان قد أمهله الله عز وجل إلى يوم الوقت المعلوم الذي هو يوم خروج المهدي (عليه السلام) وأشارت الروايات إلى أن المهدي (عليه السلام) يقضي عليه وفي رواية أن يقوم بذلك في مسجد الكوفة( - بحار الأنوار ج52 ص276 ).
      في حين أن الرواية المتقدمة تشير إلى أن دابة الأرض هي من يقوم بذلك ويمكن التوفيق بين المعنى الأول والثاني عن طريق دمج ما ورد فيهما من معنى ، والخروج بنتيجة مفادها أن الذي يقضي على إبليس لعنه الله هو دابة الأرض والذي هو المهدي (عليه السلام) وذلك عند خروجه في آخر الزمان.
      والرواية الأخرى التي تؤكد هذا المعنى الواردة عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحرث عن عبد الله انه قال: ( خروج الدابة بعد طلوع الشمس فإذا خرجت قتلت الدابة إبليس...)(الملاحم والفتن لابن حماد ص186 ،.

      أما من حيث مكان خروج كل من الدابة والمهدي (عليه السلام) فالروايات تشير إلى أن خروج الدابة مقترن مكاناً بخروج المهدي (عليه السلام) مما يقف دليلاً على أن المقصود بدابة الأرض هو المهدي (عليه السلام) وقد وردت اكثر من رواية أشارت إلى هذا المعنى.
      فقد ورد عن وكيع بن إسرائيل عن سماك بن إبراهيم: ( دابة الأرض تخرج من مكة ).
      وفي رواية أخرى:
      ( إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة فسمي المقول قولاً {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ} تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر ...)( ابن أبى شيبة ج15 ص181- .
      ) .
      وفي رواية ثالثة: ( تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر )( بحار الأنوار ج96 ص29).
      وقد أشار الإمام المهدي (عليه السلام) أنه قال: ( وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان تسوق الناس إلى المحشر ...)( مجمع البيان ج7 ص233.

      ومن هنا يتضح أن دابة الأرض المقصود به المهدي (عليه السلام) ودليل ذلك تأكيد الروايات على أن خروج الدابة من بين الصفا والمروة وهي المكان ذاته الذي تخرج منه دعوة المهدي (عليه السلام) وخروجه يكون منها .
      وفي كلام الإمام المهدي (عليه السلام) دليل على أن دابة الأرض هو المهدي (عليه السلام) بلحاظ أن الدابة تخرج من بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، وكما سبقت الإشارة فإن الروايات تشير إلى أن المهدي (عليه السلام) يخرج في آخر الزمان معه عصا موسى وخاتم سليمان ومن عند الصفا والمروة .
      وقد أكدت الروايات الشريفة أن خروج دابة الأرض تحديداً من بيت الله الحرام من بين الركن والمقام.
      ففي رواية عن خيثمة الجعفي انه قال: ( دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال لي يا خيثمة ابلغ موالينا منا السلام ... والله إن الدابة لتخرج فتكلم الناس مؤمن وكافر وإنها تخرج من بيت الله الحرام فليس يمر بها أحد من الخلق إلا قال مؤمن أو كافر وإنما كفروا بولايتنا لا يوقنون )(- بحار الأنوار ج52 ص12 ، غيبة النعماني ص266 .
      - بحار الأنوار ج65 ص58 . ).
      وفي رواية أخرى: ( ثم تظهر الدابة بن الركن والمقام فتكتب في وجه المؤمن مؤمن وفي وجه الكافر كافر ...)( - بحار الأنوار ج52 ص12 ، غيبة النعماني ص266 ).
      وكما هو معلوم فان المهدي (عليه السلام) يخرج من بيت الله الحرام وتحديداً من بين الركن والمقام، وعليه فيكون المقصود بدابة الأرض هنا هو المهدي (عليه السلام).
      ومن جملة الأدلة على أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) وإنها تخرج في آخر الزمان ومن باب الشبه بين خروجهما وطبيعته ، ووردت رواية عن الإمام علي (عليه السلام) في معرض حديثه عن دابة الأرض انه قال:
      ( ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا وما ذلك يا أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصا موسى ... ثم ترفع دابة الأرض رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً )( بحار الأنوار ج52 ص194، منتخب الأنوار ص85، الخرائج ج3 ص1136 .
      وقد ورد هذا المعنى بالنسبة للمهدي (عليه السلام) أيضاً فقد جاء في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : (كأني بالقائم على نجف الكوفة ..يركب فرساً أدهم بين عينيه شمراخ فينتفض انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرونه انه معهم في بلادهم ...)( - بحار الأنوار ج52 ص328، منتخب الأنوار ص198،غيبة النعماني ص310 ).
      وهذا دليل على أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) والتي ستخرج في آخر الزمان بدليل رؤيا الناس جميعاً لها، علماً أن المكان الذي يرى الناس به المهدي (عليه السلام) هو النجف والتي تقع في ظهر الكوفة وهذا ما يتطابق مع كون الدابة يراها الناس من عند الصفا لأن الكوفة هي مكة حسب التأويل المعاصر(راجع الجزء الثالث من هذه الموسوعة كتاب مكة المهدي وكتاب مدينة المهدي ) ومرقد الإمام علي (عليه السلام) الذي يقع بظهر وادي السلام هو الصفا على حسب التأويل المعاصر.
      ومن الأدلة الأخرى على أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) هو أن خروجهما يكون في وقت ملئت الأرض ظلماً وجوراً وابتعد الناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
      فقد ورد عن عطية العوفي عن أبى عمر، في قوله تعالى {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ} قال: ( ذاك إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )( - جامع البيان ج10 ص10.
      وهذا ما ينطبق تماماً على علامات آخر الزمان التي تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال :
      ( كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ...)( - بحار الأنوار ج52 ص181 ).
      ونختم الحديث عن الأدلة التي تثبت أن دابة الأرض هي المهدي (عليه السلام) بالروايات التي تشير إلى خروج دابة الأرض في آخر الزمان وان لها ثلاث خرجات وما ورد في كتب الشيعة والسنة معاً.
      فقد جاء عن طرق أهل البيت (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( تكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجاً بأقصى المدينة فيفشو ذكرها بالبادية ولا يدخل ذكر القرية يعني مكة ثم تمكث زماناً طويلاً ثم تخرج خرجة قريباً من مكة فيفشو ذكرها في البادية .
      ويدخل ذكرها القرية ... ثم صار الناس يوماً في اعظم المساجد على الله حرمة أكرمها على الله عز وجل .. لم ترعهم إلا وهي في ناحية المسجد تدنو وتدنو كذا ما بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج من وسط من ذلك فيرفض الناس عنها وتثبت لها عصابة عرفوا انهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجعلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب ...)( بحار الأنوار ج6 ص300 .).
      واخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( تخرج دابة الأرض ولها ثلاث خرجات فأول خرجة منها بأرض البادية والثانية في اعظم المساجد أشرفها أكرمها ولها عنق مشرق يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب ...)( ).

      وهذا ما يدل على أن دابة الأرض المقصود بها المهدي (عليه السلام) بقرينة خروج الدابة في البادية ومن ثم في مكة وهو ما يكون عليه الحال مع المهدي (عليه السلام) وظهور دعوته في البادية ومن ثم مكة وهي الكوفة على حسب التأويل المعاصر( - الدر المنثور ج5 ص116).
      علماً أن المتتبع للرواية الأولى الواردة آنفاً يجد أن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في حديثه عن كيفية خروج دابة الأرض فإنه يعكس لنا مراحل ظهور دعوة المهدي (عليه السلام) من حيث كونها دعوة سرية تنتشر اكثر ما تنتشر بين الناس في خارج مكة وهي الكوفة على حسب التأويل، ومن ثم تتحول إلى دعوة علنية يفشو على أثرها ذكر المهدي (عليه السلام) ودعوته داخل مكة وهي الكوفة على حسب التأويل ومن ثم المرحلة الأخيرة المتمثلة بالفتح والقيام بين الركن والمقام.
      وهذا ما يؤكد أن المقصود بدابة الأرض هنا هو المهدي (عليه السلام) الذي يخرج في آخر الزمان ويطلق دعوته حتى تبلغ ما قدره الله عز وجل لها من اظهار الدين الإسلامي، وهو دين الله على الدين كله ولو كره المشركون.
      خلاصة القول:
      يظهر للباحث والمحقق أن هناك روايات تنص على وجود مهدي وإمام مهدي، مثلاً ما ورد في الحديث منهما مهدي هذه الأمة أي من الحسن والحسين، ويخرج المهدي من خراسان، أو يخرج من كرعة من اليمن ، أو كأني بالحسني والحسيني قد قاداها، أو إذا ظهر السفياني اختفى المهدي ، وغيرها من الروايات المتكاثرة التي تؤكد وجود مهدي آخر وليس إماماً معصوماً إنما هو دال على الإمام المهدي وممهدا له وسمي مهدي لأنه يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم وإلى صاحب العصر والزمان.
      فهنا تساؤل ونترك الإجابة عليه للقارئ اللبيب.
      هل المقصود من دابة الأرض هي المهدي (اليماني) أو الإمام المهدي (عليه السلام) ؟
      قال تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
      التعديل الأخير تم بواسطة المدير العام; الساعة 29-11-13, 03:53 PM.

      تعليق


      • #4
        دابة الارض ستخرج بأمر الله تعالى وسيرتاب المبطلون بقضية الامام المنتظر (عج)
        عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

        ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
        .

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا اخي ابو زيد لجهودك المباركه ونقل هذا الفيض الالهي من علم السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

          وفقك الله تعالى

          تعليق


          • #6
            ندعو من الله ان يوفقك ويوفق الجميع
            اللهم عجل بعلامات الظهور وابعث فينا رسول الإمام برحمتك يا ارحم الراحمين

            تعليق


            • #7
              السلام على صاحب العلم الجديد السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني شكرا للأخ ناقل الموضوع ابو زيد جعلكم الله تحت ضل دولة العدل الالهي
              يابن الحسن روحي فداك فمتى ترانا ونراك

              تعليق


              • #8
                اخى العزيز ساقول لك شيئا سيعرف المؤمن من الكافر من الانف لان الانف تشم الريح الطيبة والريح الخبيثه وما اكثر من يصلى وفى وجهه علامه الصلاة ولم يعمل بها الا من رحم اللهولذلك

                تعليق

                يعمل...
                X