حقيقة وادوار الداعي للإمام المهدي اليماني الموعود
أن الامام المهدي (ع) سيبني دولة العدل الالهي المنتظرة وبهذا سيمثل جانب الحق والإيمان كله قبال الباطل والكفر كله ولا يخفى ان الباطل في هذا الزمان منتشر في كل مكان وان الارض أمتلات منه والمؤمنين في هذا الزمان بالامام المهدي(ع) هم مؤمنين في الغيب اي في الواقع يؤمنون به في المفهوم اما المصداق او من هو الامام؟ ومن هي الشخصيات المرتبطة به حقيقة؟فهذا مما يحتاج الى مزيد من الايضاح والبيان وهذا يسر ي على كل الشخصيات المرتبطة بدعوة المهدي(ع) واهمها شخصية اليماني وهذه حاجة اولى في المجتمع اما الحاجة الثانية فهي المحافظة على هذه الشخصيات وعدم كشفها امام الباطل واهله الذي سيكون قد سيطر على الارض في زمان الظهور وهذا تضاد فنحن في نفس الوقت نحتاج الى ايضاح لهذه الشخصيات ونحتاج ايضا اخفاءا لها الامر الذي استدعى ان يستعمل اهل البيت(ع) نفس اسلوب القرآن فكانت النصوص الواردة عنهم (ع) بهذا الخصوص ظاهرها انيق وباطنها عميق وبعبارة اخرى يفهمها بعض الناس ولايفهمها اكثرهم حيث لا يفهم تفاصيل هذه القضية الا الداعي الحقيقي للامام (ع) فهو الذي يحمل رموزها ويكشف اسرارها في الزمان والمكان المناسبين وذلك لانه مرتبط بالمعصوم ارتباطا مباشرا فيفيض عليه من علومه الربانية بما يجعله يبقر الحديث بقراً ويخرج اسراره كما ورد في معجم الملاحم والفتن ج1ص386 نقلا عن غيبة النعماني بإسناده عن جابر عن أمير المؤمنين (ع) وهو يصف حال جيش الغضب وأميرهم اليماني وأسمه الى ان قال جابر ثم نهض الامام علي (ع) وهو يقول باقرأً باقراً باقراً ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً .
التعريف بشخصية اليماني:
هو أهم وأقرب شخص للامام المهدي(ع) وهو الداعي الرئيسي والذي يحمل على عاتقه اعباء التمهيد واعداد الانصار الموحدين المستعدين لنصره الحق واهله ولاهمية هذه الشخصية ولتعدد ادوارها وصفت وسميت بأوصاف وأسماء متعددة وذلك مرتبط بالدور والمرحلة التي يمثلها اليماني وايضا لاجل المحافظة على شخصيته وعدم كشفها للاعداء تركت من غير ترابط في الظاهر بل تدل على شخصيات متعددة في الوهلة الاولى مما يؤدي الى حيرة الخصم في هذه الشخصيات وتشتتهه بينها ومن هذه الاسماء التي جاءت في الروايات .
1-المنصور,2-الحسني,3-القحطاني,4-المهدي,5-القائم,6-وزير الامام,7-صاحب هذا الامر,8-حسن أو حسين.وغير ذلك من الاسماء والاوصاف التي يشترك في بعضها مع الامام المهدي سنحاول ان شاء الله في هذا البحث ايضاح كل من هذه الاسماء وحسب المقام فقد ورد عن الباقر(ع) {وليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فأنهض اليه فأن رايته راية هدى ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم} وهذه الرواية تؤكد صحة ما قلناه بأن اليماني هو اهم واقرب شخص للامام (ع) وهو الداعي الرئيسي له وكذلك توضح هذه الرواية ان الذي يلتوي على اليماني هو من اهل النار لانه يهدي الى الحق والحق هو الامام المهدي(ع)كما ورد في تفسير قوله تعالى{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81. قال الامام الصادق(ع) {الحق هو المهدي(ع)} وهذا يثبت ايضا دحض اكاذيب واختراعات بعض اهل الباطل الذين يدعون الناس الى انفسهم في حين ان اليماني يدعو الى الامام كما تقدم اما اطلاق اسم المهدي على اليماني فقد ورد في معنى المهدي عن الباقر(ع) { انما سمي المهدي مهديا لانه يهدي الى امر خفي} دلائل الامامة ومثل هذه الرواية كثير ولا حاجة لاعادة ذكرها والمهم ان نفس هذا المعنى متحقق في اليماني فأنه يهدي الى امر خفي وهو الامام المهدي(ع) والحق ايضا فقد جاء في روايات اهل البيت في وصفهم لليماني بأنه يهدي الى الحق ويهدي الى صراط مستقيم كما ذكرنا في البداية وهذا هو نفس المعنى المذكور اعلاه وعلى هذا فينحل التناقض الظاهر بين الروايات والذي يوقع بعض الباحثين في دائرة الوهم والاشتباه عندما يجدون ان المهدي يخرج من كرعة في حين ان الثابت عند الجميع ان الامام (ع) يخرج من مكة .
وبنفس الاسلوب والمعنى وصفوا اليماني بأنه صاحب الامر (أي امر الامام(ع)) كما جاء في رواية سدير الصيرفي عن ابي عبد الله الصادق (ع) ان في صاحب هذا الامر لشبها من يوسف الى ان قال , وان يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الامر يتردد بينهم ويعيش في اسواقهم ويطأ فرشهم ولا يعرفونه حتى يأذن الله له ان يعرفهم نفسه كما اذن ليوسف......) كذلك عن ابي بصير قال سمعت ابا جعفر (ع) في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء الى ان قال -فما سنة يوسف؟ قال السجن والغيبة ) ان الغيبة غير السجن ومن منطوق الرواية يثبت ان صاحب الامر سيتعرض للسجن وقطعا لايمكن لاي جهة ان تتمكن من الامام (ع) وتسجنه لانه يقوم من مكة وهو صاحب قوة يمكنه الله بها على الخلق ولا يمكن لاحد من اعداءه التمكن منه ابدا اما باقي الاسماء والاوصاف فيمكن للقارىء اللبيب ان يفهمها على نفس المستوى من هذا الطرح
حقيقة دعوة اليماني ومراحلها:-
كما اثبتنا سابقا ان اليماني هو حامل دعوة الامام المهدي(ع) فهو الذي يقوم باعداد الجيش له وتنبيه الناس وتوجيههم نحو الامام(ع) وتهيئتهم لمرحلة قيام الامام وكل هذا يقوم به اليماني والثابت ان الامام يقوم من مكة محاربا بجيشه ولا يخفى الفرق بين من يقوم بالاعداد والارشاد والتمهيد وبين من يقوم محاربا ومحاسبا اما كيفية دعوته فهي تكون على مراحل كمراحل دعوة النبي(ص) ولكن بفوارق بسيطة ومما يدل على ان دعوتة مشابه لدعوة جده محمد(ص) وهو مجموعة من الروايات الواردة عن المعصومين (ع):{يستأنف الداعي منا دعاءا كدعاء جده رسول الله} {أن له سنة من اربعة انبياء-حتى قال ومن محمد السيف} وعليه لابد لمن اراد ان يفهم مراحل دعوة اليماني ان يفهم مراحل دعوة الرسول(ص) فالمعلوم انه بدأ بالدعوة السرية ثم اعلنها بعد ان قويت شوكة اصحابه وجرى عليه ما جرى من تكذيب واتهام بالباطل ثم هجرته مرتين وغير ذلك مما هو معلوم لدى عامة المسلمين وكذا في دعوةاليماني فأنها تمر في هذه المرحلة ولكن طبقا للتأويل الموافق للغيب وهو الامام المهدي(ع) فقد اثبتنا سابقا ان مكة الامام المهدي هي الكوفة ومدينته هي خراسان اذ يبدا اليماني دعوته من الكوفة (مكة التأويل) ثم يهاجر الى خراسان وما بين هذا وذاك تجري مجموعة السنن ونتيجة للتفاوت بين عصر الرسول(ص) وعصر الامام المهدي فأن دعوة اليماني مضغوطة في الوقت ,فتجري عليه مجموعة من سنن الانبياء في نفس مرحلة دعوته فكما ورد ان له سنن من الانبياء { عن ابي بصير سمعت ابا جعفر الباقر(ع) يقول في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد الى ان قال-قلت فما سنة يوسف قال السجن والغيبة } ومن هذا نفهم ان اليماني يتعرض للسجن بدل الامام المهدي(ع)وتكون له هجرتين كما كانت لرسول الله(ص) هجرتين ونتيجة للتداخل في تحقق السنن تحقق سنته من موسى(ع) في هذه المرحلة انه يخرج خائفا يترقب كما جاء في الرواية ومن المشابهة بينه وموسى (ع) ان موسى تربى في الجهاز السلطوي الحاكم في ذلك الزمان فكذلك ينشأ اليماني ويعيش فترة من الزمن بين الاوساط العلمية من زعماء الناس من سادة قريش في اخر الزمان في مكة المهدي (ع) وهي الكوفة او النجف .ثم ينقلب عليهم ويثبت بطلان علومهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب . واما الصفة الثالثة المشابه لسنة موسى (ع) ان لصاحب الامر (اليماني) غيبتين حيث جاء عن ابا عبدالله(ع) يقول ان لصاحب هذا الامر غيبتين يرجع في احدهما الى اهله والاخرى يقال :هلك في اي واد سلك...) وهذا ما يؤكد ما ذهبنا اليه من حيث ان الامام المهدي(ع) له غيبتين (الصغرى والكبرى) ولكنه لم يرجع في الاولى الى اهله ولذلك فهذه الرواية تنطبق على السيد اليماني.
أدواره ومهامه:-
نتيجة للمهام الملقاة على عاتق اليماني تعددت ادواره ومواقفه وهذا يقتضي تعدد اماكن خروجه وظهوره فيكون له ظهور في الكوفة للدعوة ويكون له ظهور في خراسان وظهور في اليمن وغير ذلك وكذلك له قيام في خراسان وفي أماكن اخرى يأتي عليه الكلام تباعا اما ظهوره في مكة فقد ذكرناه سابقا ان بداية دعوته تبدأ في الكوفة (مكة التأويل) اما ظهوره في خراسان فهو من ضمن مرحلة الهجرة الى مدينة التاويل خراسان وبعد عودته الى الكوفة وقيامه فيها بالدعوة العلنية تبدأ حكومة بني العباس في مطاردته فتبدأ غيبته حيث جاء في الرواية عن ابي جعفر (ع) قال:{قال لي يا ابا الجارود اذا دار الفلك وقالوا مات او هلك وباي واد سلك وقال الطالب له:آنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فأرتجوه واذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج} وبعد الغيبة والاختفاء لابد له من ظهور وجاء في الرواية {المهدي يخرج من قرية تسمى كرعة} كما جاء في عصر الظهور للشيخ الكوراني .وبعد الظهور لابد من القيام فيكون خروج اليماني من خراسان بجيش لفتح الكوفة وطرد السفياني منها فجاء في الرواية {اذا رايتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فأن فيها خليفة الله المهدي } وكما ذكرنا في سابق البحث ان اليماني في الرواية عند اهل البيت(ع) هو المهدي حيث جاء عن امير المؤمنين(ع) {بايعوا فلانا بأسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني} وبهذا سمي اليماني في الروايات{ حسن او حسين} وهو بهذه الاسماء تجري عليه سيرة الامامين الحسن والحسين(ع) على اختلاف الادوار للسيد اليماني حيث جاء في الرواية {ويظهر ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين او حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن}
المقارنة بين صفات الامام المهدي (ع) ومهدي الامام (اليماني):-
قدمنا سابقا ان الروايات التي تصف المهدي(ع) فيها تعارض ظاهري لاينحل الا بأنطباقها على شخصين وهما المهدي الحسيني (الامام المعصوم المفترض الطاعة) والمهدي الحسني ( اليماني) ومن هذه الروايات ما جاء عن رسول الله(ص) انه قال (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي -اي اسمر- وجسمه جسم اسرائيلي ) وفي البحارج51عن الباقر(ع) قال:{المهدي من ولد فاطمة وهو رجل ادم } وهذا ما جاء في صفة الامام(ع) من حيث لون البشرة وطول القامة وفي نفس الوقت نجد في البحار ج51 عن امير المؤمنين (يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض مشرب بحمرة .....) وفي النجم الثاقب واكمال الدين (واضح الجبينين ابيض الوجه دري المقلتين) وهذا الوصف هو للسيد اليماني وكذلك جاء في وصفه (هو شاب مربوع اي ليس بالطويل ولا بالقصير وهذا خلاف ما جاء في وصف طول القامة ولون البشرة للامام(ع) .وفي الملاحم عن رسول الله(ص) {ان رجلا من ولدي كأنه من رجال بني أسرائيل عند جهد من امتي وبلاء عربي اللون ابن اربعين سنة} ومثل هذه الرواية كثير تؤكد ان وقت خروجه يكون في سن اربعين سنة مما جعل هذا المفهوم شائعا ومتواترا بين الشيعة الامامية من ان عمر الامام وقت خروجه اربعين عام. في حين نجد ان خط اخر من الروايات يصف المهدي بأنه ابن ثلاثين سنة وقد اخترنا هذه الرواية الواردة في غيبة الشيخ الطوسي عن الصادق (ع) { ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة وهنا نعود ونقول ان انطباقها هنا على المهدي الذي يخرج ابن ثلاثين اي المهدي اليماني ومن هذا يتبين ان هناك شخصين تتوزع بينهم الصفات المذكورة في الروايات فيكون بعضها خاصا بالامام المهدي(ع) فهو اسمر اللون طويل القامة ابن اربعين عام. والبعض الاخر من الصفات ينطبق على القائم بأمر الامام (اليماني)فهو ابيض اللون مربوع القامة(اي لا طويل ولا قصير وابن ثلاثين سنة) علما ان هناك صفات اخرى تميزه عن الامام وهناك صفات تنطبق عليهما معا .
من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني
أن الامام المهدي (ع) سيبني دولة العدل الالهي المنتظرة وبهذا سيمثل جانب الحق والإيمان كله قبال الباطل والكفر كله ولا يخفى ان الباطل في هذا الزمان منتشر في كل مكان وان الارض أمتلات منه والمؤمنين في هذا الزمان بالامام المهدي(ع) هم مؤمنين في الغيب اي في الواقع يؤمنون به في المفهوم اما المصداق او من هو الامام؟ ومن هي الشخصيات المرتبطة به حقيقة؟فهذا مما يحتاج الى مزيد من الايضاح والبيان وهذا يسر ي على كل الشخصيات المرتبطة بدعوة المهدي(ع) واهمها شخصية اليماني وهذه حاجة اولى في المجتمع اما الحاجة الثانية فهي المحافظة على هذه الشخصيات وعدم كشفها امام الباطل واهله الذي سيكون قد سيطر على الارض في زمان الظهور وهذا تضاد فنحن في نفس الوقت نحتاج الى ايضاح لهذه الشخصيات ونحتاج ايضا اخفاءا لها الامر الذي استدعى ان يستعمل اهل البيت(ع) نفس اسلوب القرآن فكانت النصوص الواردة عنهم (ع) بهذا الخصوص ظاهرها انيق وباطنها عميق وبعبارة اخرى يفهمها بعض الناس ولايفهمها اكثرهم حيث لا يفهم تفاصيل هذه القضية الا الداعي الحقيقي للامام (ع) فهو الذي يحمل رموزها ويكشف اسرارها في الزمان والمكان المناسبين وذلك لانه مرتبط بالمعصوم ارتباطا مباشرا فيفيض عليه من علومه الربانية بما يجعله يبقر الحديث بقراً ويخرج اسراره كما ورد في معجم الملاحم والفتن ج1ص386 نقلا عن غيبة النعماني بإسناده عن جابر عن أمير المؤمنين (ع) وهو يصف حال جيش الغضب وأميرهم اليماني وأسمه الى ان قال جابر ثم نهض الامام علي (ع) وهو يقول باقرأً باقراً باقراً ثم قال ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراً .
التعريف بشخصية اليماني:
هو أهم وأقرب شخص للامام المهدي(ع) وهو الداعي الرئيسي والذي يحمل على عاتقه اعباء التمهيد واعداد الانصار الموحدين المستعدين لنصره الحق واهله ولاهمية هذه الشخصية ولتعدد ادوارها وصفت وسميت بأوصاف وأسماء متعددة وذلك مرتبط بالدور والمرحلة التي يمثلها اليماني وايضا لاجل المحافظة على شخصيته وعدم كشفها للاعداء تركت من غير ترابط في الظاهر بل تدل على شخصيات متعددة في الوهلة الاولى مما يؤدي الى حيرة الخصم في هذه الشخصيات وتشتتهه بينها ومن هذه الاسماء التي جاءت في الروايات .
1-المنصور,2-الحسني,3-القحطاني,4-المهدي,5-القائم,6-وزير الامام,7-صاحب هذا الامر,8-حسن أو حسين.وغير ذلك من الاسماء والاوصاف التي يشترك في بعضها مع الامام المهدي سنحاول ان شاء الله في هذا البحث ايضاح كل من هذه الاسماء وحسب المقام فقد ورد عن الباقر(ع) {وليس في الرايات اهدى من راية اليماني هي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم فاذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج اليماني فأنهض اليه فأن رايته راية هدى ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم} وهذه الرواية تؤكد صحة ما قلناه بأن اليماني هو اهم واقرب شخص للامام (ع) وهو الداعي الرئيسي له وكذلك توضح هذه الرواية ان الذي يلتوي على اليماني هو من اهل النار لانه يهدي الى الحق والحق هو الامام المهدي(ع)كما ورد في تفسير قوله تعالى{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81. قال الامام الصادق(ع) {الحق هو المهدي(ع)} وهذا يثبت ايضا دحض اكاذيب واختراعات بعض اهل الباطل الذين يدعون الناس الى انفسهم في حين ان اليماني يدعو الى الامام كما تقدم اما اطلاق اسم المهدي على اليماني فقد ورد في معنى المهدي عن الباقر(ع) { انما سمي المهدي مهديا لانه يهدي الى امر خفي} دلائل الامامة ومثل هذه الرواية كثير ولا حاجة لاعادة ذكرها والمهم ان نفس هذا المعنى متحقق في اليماني فأنه يهدي الى امر خفي وهو الامام المهدي(ع) والحق ايضا فقد جاء في روايات اهل البيت في وصفهم لليماني بأنه يهدي الى الحق ويهدي الى صراط مستقيم كما ذكرنا في البداية وهذا هو نفس المعنى المذكور اعلاه وعلى هذا فينحل التناقض الظاهر بين الروايات والذي يوقع بعض الباحثين في دائرة الوهم والاشتباه عندما يجدون ان المهدي يخرج من كرعة في حين ان الثابت عند الجميع ان الامام (ع) يخرج من مكة .
وبنفس الاسلوب والمعنى وصفوا اليماني بأنه صاحب الامر (أي امر الامام(ع)) كما جاء في رواية سدير الصيرفي عن ابي عبد الله الصادق (ع) ان في صاحب هذا الامر لشبها من يوسف الى ان قال , وان يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الامر يتردد بينهم ويعيش في اسواقهم ويطأ فرشهم ولا يعرفونه حتى يأذن الله له ان يعرفهم نفسه كما اذن ليوسف......) كذلك عن ابي بصير قال سمعت ابا جعفر (ع) في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء الى ان قال -فما سنة يوسف؟ قال السجن والغيبة ) ان الغيبة غير السجن ومن منطوق الرواية يثبت ان صاحب الامر سيتعرض للسجن وقطعا لايمكن لاي جهة ان تتمكن من الامام (ع) وتسجنه لانه يقوم من مكة وهو صاحب قوة يمكنه الله بها على الخلق ولا يمكن لاحد من اعداءه التمكن منه ابدا اما باقي الاسماء والاوصاف فيمكن للقارىء اللبيب ان يفهمها على نفس المستوى من هذا الطرح
حقيقة دعوة اليماني ومراحلها:-
كما اثبتنا سابقا ان اليماني هو حامل دعوة الامام المهدي(ع) فهو الذي يقوم باعداد الجيش له وتنبيه الناس وتوجيههم نحو الامام(ع) وتهيئتهم لمرحلة قيام الامام وكل هذا يقوم به اليماني والثابت ان الامام يقوم من مكة محاربا بجيشه ولا يخفى الفرق بين من يقوم بالاعداد والارشاد والتمهيد وبين من يقوم محاربا ومحاسبا اما كيفية دعوته فهي تكون على مراحل كمراحل دعوة النبي(ص) ولكن بفوارق بسيطة ومما يدل على ان دعوتة مشابه لدعوة جده محمد(ص) وهو مجموعة من الروايات الواردة عن المعصومين (ع):{يستأنف الداعي منا دعاءا كدعاء جده رسول الله} {أن له سنة من اربعة انبياء-حتى قال ومن محمد السيف} وعليه لابد لمن اراد ان يفهم مراحل دعوة اليماني ان يفهم مراحل دعوة الرسول(ص) فالمعلوم انه بدأ بالدعوة السرية ثم اعلنها بعد ان قويت شوكة اصحابه وجرى عليه ما جرى من تكذيب واتهام بالباطل ثم هجرته مرتين وغير ذلك مما هو معلوم لدى عامة المسلمين وكذا في دعوةاليماني فأنها تمر في هذه المرحلة ولكن طبقا للتأويل الموافق للغيب وهو الامام المهدي(ع) فقد اثبتنا سابقا ان مكة الامام المهدي هي الكوفة ومدينته هي خراسان اذ يبدا اليماني دعوته من الكوفة (مكة التأويل) ثم يهاجر الى خراسان وما بين هذا وذاك تجري مجموعة السنن ونتيجة للتفاوت بين عصر الرسول(ص) وعصر الامام المهدي فأن دعوة اليماني مضغوطة في الوقت ,فتجري عليه مجموعة من سنن الانبياء في نفس مرحلة دعوته فكما ورد ان له سنن من الانبياء { عن ابي بصير سمعت ابا جعفر الباقر(ع) يقول في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد الى ان قال-قلت فما سنة يوسف قال السجن والغيبة } ومن هذا نفهم ان اليماني يتعرض للسجن بدل الامام المهدي(ع)وتكون له هجرتين كما كانت لرسول الله(ص) هجرتين ونتيجة للتداخل في تحقق السنن تحقق سنته من موسى(ع) في هذه المرحلة انه يخرج خائفا يترقب كما جاء في الرواية ومن المشابهة بينه وموسى (ع) ان موسى تربى في الجهاز السلطوي الحاكم في ذلك الزمان فكذلك ينشأ اليماني ويعيش فترة من الزمن بين الاوساط العلمية من زعماء الناس من سادة قريش في اخر الزمان في مكة المهدي (ع) وهي الكوفة او النجف .ثم ينقلب عليهم ويثبت بطلان علومهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب . واما الصفة الثالثة المشابه لسنة موسى (ع) ان لصاحب الامر (اليماني) غيبتين حيث جاء عن ابا عبدالله(ع) يقول ان لصاحب هذا الامر غيبتين يرجع في احدهما الى اهله والاخرى يقال :هلك في اي واد سلك...) وهذا ما يؤكد ما ذهبنا اليه من حيث ان الامام المهدي(ع) له غيبتين (الصغرى والكبرى) ولكنه لم يرجع في الاولى الى اهله ولذلك فهذه الرواية تنطبق على السيد اليماني.
أدواره ومهامه:-
نتيجة للمهام الملقاة على عاتق اليماني تعددت ادواره ومواقفه وهذا يقتضي تعدد اماكن خروجه وظهوره فيكون له ظهور في الكوفة للدعوة ويكون له ظهور في خراسان وظهور في اليمن وغير ذلك وكذلك له قيام في خراسان وفي أماكن اخرى يأتي عليه الكلام تباعا اما ظهوره في مكة فقد ذكرناه سابقا ان بداية دعوته تبدأ في الكوفة (مكة التأويل) اما ظهوره في خراسان فهو من ضمن مرحلة الهجرة الى مدينة التاويل خراسان وبعد عودته الى الكوفة وقيامه فيها بالدعوة العلنية تبدأ حكومة بني العباس في مطاردته فتبدأ غيبته حيث جاء في الرواية عن ابي جعفر (ع) قال:{قال لي يا ابا الجارود اذا دار الفلك وقالوا مات او هلك وباي واد سلك وقال الطالب له:آنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فأرتجوه واذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج} وبعد الغيبة والاختفاء لابد له من ظهور وجاء في الرواية {المهدي يخرج من قرية تسمى كرعة} كما جاء في عصر الظهور للشيخ الكوراني .وبعد الظهور لابد من القيام فيكون خروج اليماني من خراسان بجيش لفتح الكوفة وطرد السفياني منها فجاء في الرواية {اذا رايتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فأن فيها خليفة الله المهدي } وكما ذكرنا في سابق البحث ان اليماني في الرواية عند اهل البيت(ع) هو المهدي حيث جاء عن امير المؤمنين(ع) {بايعوا فلانا بأسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني} وبهذا سمي اليماني في الروايات{ حسن او حسين} وهو بهذه الاسماء تجري عليه سيرة الامامين الحسن والحسين(ع) على اختلاف الادوار للسيد اليماني حيث جاء في الرواية {ويظهر ملك من صنعاء اليمن ابيض كالقطن اسمه حسين او حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن}
المقارنة بين صفات الامام المهدي (ع) ومهدي الامام (اليماني):-
قدمنا سابقا ان الروايات التي تصف المهدي(ع) فيها تعارض ظاهري لاينحل الا بأنطباقها على شخصين وهما المهدي الحسيني (الامام المعصوم المفترض الطاعة) والمهدي الحسني ( اليماني) ومن هذه الروايات ما جاء عن رسول الله(ص) انه قال (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي -اي اسمر- وجسمه جسم اسرائيلي ) وفي البحارج51عن الباقر(ع) قال:{المهدي من ولد فاطمة وهو رجل ادم } وهذا ما جاء في صفة الامام(ع) من حيث لون البشرة وطول القامة وفي نفس الوقت نجد في البحار ج51 عن امير المؤمنين (يخرج رجل من ولدي في اخر الزمان ابيض مشرب بحمرة .....) وفي النجم الثاقب واكمال الدين (واضح الجبينين ابيض الوجه دري المقلتين) وهذا الوصف هو للسيد اليماني وكذلك جاء في وصفه (هو شاب مربوع اي ليس بالطويل ولا بالقصير وهذا خلاف ما جاء في وصف طول القامة ولون البشرة للامام(ع) .وفي الملاحم عن رسول الله(ص) {ان رجلا من ولدي كأنه من رجال بني أسرائيل عند جهد من امتي وبلاء عربي اللون ابن اربعين سنة} ومثل هذه الرواية كثير تؤكد ان وقت خروجه يكون في سن اربعين سنة مما جعل هذا المفهوم شائعا ومتواترا بين الشيعة الامامية من ان عمر الامام وقت خروجه اربعين عام. في حين نجد ان خط اخر من الروايات يصف المهدي بأنه ابن ثلاثين سنة وقد اخترنا هذه الرواية الواردة في غيبة الشيخ الطوسي عن الصادق (ع) { ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة وهنا نعود ونقول ان انطباقها هنا على المهدي الذي يخرج ابن ثلاثين اي المهدي اليماني ومن هذا يتبين ان هناك شخصين تتوزع بينهم الصفات المذكورة في الروايات فيكون بعضها خاصا بالامام المهدي(ع) فهو اسمر اللون طويل القامة ابن اربعين عام. والبعض الاخر من الصفات ينطبق على القائم بأمر الامام (اليماني)فهو ابيض اللون مربوع القامة(اي لا طويل ولا قصير وابن ثلاثين سنة) علما ان هناك صفات اخرى تميزه عن الامام وهناك صفات تنطبق عليهما معا .
من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني
تعليق