ان لكل حرب جانبان مادي ومعنوي فالجانب المادي الذي تستخدم فيه الة الحرب بمختلف انواعها والتي تسبب القتل الجسدي والدمار الظاهري واما الجانب المعنوي فهو الذي يركز على النفس حيث يكون للدعاية والاعلام اثر واضح في ذلك وهذا لعمري اشر تاثيرا في الناس من القتل المادي الذي يهلك فيه الجسد فانه سبب سريع للفشل وانتصار صاحب هذه الحرب المعنوية حيث انه يقتل اعداءه ويشل حركتهم من خلال بثه للدعايات المناهضة لهم والتي تسبب هزيمة معنوية داخل النفس الانسانية وقد كان هذا الاسلوب في المواجهة قديما ولم يكن حديثا كما يتصور البعض بل ان الشعوب كانت تعول عليه في حروبها مع بعضها وقد استخدم هذا الاسلوب وهو الحرب المعنوية او قل القتل المعنوي وهو قتل الشخصيات والرموز القيادية في مجتمع حارب ضد الانبياء والرسل فهذا القران يحدثنا كيف ان اقوام الانبياء واجهوهم بهذا النوع من القتل حيث كانوا عاجزين عن القتل المادي او قل بذلك ان هناك اتباع الانبياء لاينفع معهم قتل النبي ماديا فهم يزدادون بذلك اصرارا في عقيدتهم لذا فانهم لجاوا الى القتل المعنوي حيث نسبو للانبياء والرسل سلام الله عليهم اجمعين التهم والاباطيل ووصفوهم باوصاف غير لائقة بشخصياتهم ونسبوا لهم اخلاقا ذميمة بعيده كل البعد عن اخلاقهم الحميدة فقد وصفوهم واتهموهم بالكذب والسفاهة والسحر والجنون والجنة وما الى ذلك من الاباطيل فنجحوا بقتل الشخصية فاذا ما استطاعوا ان يقنعوا احدا ما باباطيلهم نجحوا في قتل شخصية النبي الفلاني . فلقد نسبوا الى نوح (ع) الكذب واتهموه به حاشاه من ذلك ووصفوه بالضلالة قال تعالى حكاية عنهم ( قال الملاء من قومه انا لنراك في ضلال مبين ) الاعراف60 .
وقالوا عن هود (ع) انه سفيه حاشاه من ذلك ولعنهم الله واخزاهم فقد قال تعالى حكاية عن قوم هود ( انا لنراك في سفاهه وانا لنظنك من الكاذبين ) الاعراف66 ، وقالوا عن موسى (ع) انه ساحر عليم قال تعالى ( قال الملاء من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم ) الاعراف109 كما انهم اتهموا عيسى (ع) بشتى الاتهامات التي لايقوى الالسان على التلفظ بها وقالوا كيف نصدق انك ولدت من غير اب وما الى ذلك من الاباطيل والتهم والتي حاولوا بها قتل شخصيات الانبياء وتسقيطهم في نظر الناس معنويا (حاشاهم من ذلك ) وقد اتهم رسول الله (ص) وخاتم النبيين بشتى الاتهامات فبعد ان كان يعرف في قريش بالصادق الامين اطلقوا عليه ظلما وتعسفا وسموه كذاب اشر وقد قالوا عنه مجنون وشاعر وساحر وبه جنه لقد حاولوا بذلك قتل شخصية رسول الله (ص) والحط منه في نظر الناس واتباعه لكي لايؤمنوا به وهذا من اشد ما لاقاه الانبياء من اقوامهم لكنهم صبروا وتحملوا في سبيل الله وهذا مما سوف يحصل مع حامل مواريث الانبياء والرسل والذي تجري عليه سننهم فلا يكون شيئا جرى على الانبياء الا ويجري على الامام (ع) فانهم سوف يحاولون قتل شخصيته سيحاولون قتله معنويا لانهم لايستطيعوا ان ينالوا منه ماديا نعم فانهم سوف يتهمونه بالكذب وانه ليس الامام المهدي (ع) بل هو مدعي كذبا وهم يعلمون انه حق وسوف يقومون بلعن رايته كما ورد في الرواية عن الامام الباقر (ع) ( اذا رفعها لم يبقى احد في المشرق والمغرب الاولعنها ) .
بل الانكى من ذلك انهم سيتهمونه بما اتهم به عيسى بن مريم (ع) فقد جاء في رواية عن الامام الباقر (ع) ( له .......يقال فيه ما قيل في عيسى ) ويتعدى الامر الى اكثر من ذلك حيث انهم يقتلون ممهديه وانصاره قتلا معنويا باتهامهم ورميهم لهم بالاباطيل . وما يؤكد هذا المعنى ماورد في الرواي الشريفة عن ابي سعيد الخراساني قال : قلت لابي عبد الله (ع) المهدي والقائم واحد ؟ فقال نعم .. فقلت لاي شيء مي المهدي ؟ قال : لانه يهدي الى كل او خفي وسمي القائم انه يقو بعد ما يموت انه يقوم بامر عظيم ) وليس المراد هنا موت الامام ماديا لان الامام كما عليه عقيدتنا حي غائب ثم يقوم بامر الله العظيم وانما المرادالموت المعنوي الذي هو مايصيبه سلام الله عليه من اقاويل والادعياء واباطيلهم حتى يموت ذكره بينهم كما ورد في الرواية الشريفة عن امامنا الجواد (ع) حيث قال في رواية طويلة ( ....ان من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له : يابن رسول الله ولم سمي القائم ؟ قال : لانه يقوم بعد موت ذكره وارتداد اكثر القائلين بامامته فقلت له : ولم سمي المنتظر ؟ قال : لان له غيبه يكثر اياتها ويطول امدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه لمسلمون ) .
فانظر عزيزي القارئ كيف ينكر امامنا القائم ويستهزئ به ويكذب اليس هذا قل الشخصية .
وورد في تفسير قوله ( واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا اساطير الاولين ) في البحار يعني تكذيبه بقائم آل محمد ، اذ يقول له : لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة كما قال المشركون لمحمد (ص).
وقد ورد ايضا عن اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ( ان القائم يلقى في حربه اشد مما لقى رسول الله (ص) ) ومعلوم لدى الجميع ما لقي محمد (ص) من قريش وتكذيبهم له واتهاماتهم له بشتى الاتهامات .
تعليق