منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني )ج1
الأسماء والألقاب الخاصة بالسيد اليماني.
1-اليماني
وهذا اللقب مما جاء ذكره في الأحاديث والروايات الشريفة المعتبرة، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: ( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا ؟ )( إثبات الهداة ج3 ص735 ؛ بحار الأنوار ج52 ص233).
وفي رواية أخرى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم...)( غيبة النعماني ص262).
وأيضاً عن أبي بصير عن محمد بن علي (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأن يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم)( غيبة النعماني ص264).
إلا ان جميع هذه الروايات وغيرها من التي لم نذكرها لم تتحدث كثيراً عن اليماني فقد تكلمت مجموعة منها عن اليماني كعلامة من العلامات الحتمية التي يسبق تحققها القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والتي تكون دالة على قرب قيامه.
كما ان البعض من تلك الروايات وصفت اليماني كونه صاحب دعوة وان دعوته أهدى الدعوات ولا يصح مخالفته أو القعود عن نصرته أو عدم الالتحاق بدعوته إلا إننا نجد تلك الروايات قد سكتت عن ماهية دعوة اليماني وكيفية ظهورها وما تؤول إليه ومن أين تبدأ وتنطلق ؟.
كما إن الروايات التي جاءت بلفظ اليماني لم تحدثنا عن شخص اليماني ونسبه وصفته وما إلى ذلك ونحن في هذا البحث سنحاول الكشف عن هذه الشخصية المهمة لأن الإحاطة بها ومعرفتها ومعرفة ماهيتها كل هذه الأمور سوف تقودنا حتماً لمعرفة إمامنا المهدي (صلوات الله وسلامه عليه).
فما هي العلة يا ترى في إطلاق هذا اللقب عليه ؟ والحقيقة إن هناك عدة أطروحات:
الأطروحة الأولى:
لقب باليماني نسبة إلى بلاد اليمن فإن الذي ينتسب إلى تلك البلاد يسمى يمانياً أي انه ولد وعاش فيها، وهناك الكثير من الأشخاص من أطلق عليهم هذا اللقب لأنهم كانوا من بلاد اليمن، ومنهم أصحاباً للأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كصافي الصفا اليماني( ) أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإبراهيم بن عمر اليماني( ) أحد أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
وقد لقبوا بهذا اللقب لأنهم من اليمن وقد تعارف وشاع واشتهر بين المجتمعات الإنسانية تسمية الشخص نسبة إلى بلده كفلان العراقي مثلاً أو الكوفي وكفلان المصري نسبة إلى مصر أو كفلان الشامي نسبة إلى بلاد الشام أو المغربي نسبة إلى بلاد المغرب أو الخراساني نسبة إلى خراسان وهكذا.
وقد عرفت الكثير من الشخصيات التاريخية والإسلامية بأسماء بلدانهم وتاريخنا الإسلامي حافل بهذا المعنى.
وهذه الأطروحة لها ما يؤيدها من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وروايات الأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، قال: قوم رقيقة قلوبهم راسخة إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك)( غيبة النعماني ص46).
والمنصور هو اليماني ومن هذا الحديث نفهم أن اليماني من أهل اليمن .
وفي بشارة الإسلام وردت هذه الرواية: ( يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً وهادياً مهدياً وسيداً علوياً ).
وجاء أيضاً في الرواية الواردة عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال بعد أن ذكر عنده السفياني:
( أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء )( بحار الأنوار ج52 ص245).
وكل هذه الأحاديث لم تنص صريحاً على اليماني وإن كان الحديث الأول يتحدث عنه ولكن بصفة ولقب آخر، إلا انه لا يثبت كون اليماني مولود في اليمن وقضى عمره فيها، فإن غاية ما يفيده ان اليماني الذي سمي في الحديث بالمنصور هو من أهل اليمن.
وكون الشخص من أهل هذا البلد أو ذاك فيه عدة اعتبارات كأن يكون ولد وعاش في اليمن أو انه يرجع نسبه إلى أهل اليمن أو أنه سكن لفترة من الزمن في اليمن فنسب لها وبهذا فإن هذه الأطروحة غير كافية للإثبات.
الأطروحة الثانية :
إن اليماني يرجع نسبه إلى القبائل اليمنية وليس بالضرورة أن يكون مولود في اليمن أو انه قضى عمره فيها، وهذا المعنى له وجه من الصحة والقبول، فإن الكثير من القبائل اليمنية قد هجرت موطنها الأصلي واتجهت شمالاً نحو العراق وبلاد الشام وغيرها من الدول.
وهذا ما يؤكده علماء الأنساب، فالكثير من القبائل العراقية والشامية يرجع أصلها ونسبها إلى القبائل اليمنية والى اليمن وبناء على هذا فمن المحتمل أن يكون اليماني قد ولد وعاش وسكن في بلد آخر غير اليمن إلا إن نسبه يعود إلى إحدى القبائل اليمانية.
الأطروحة الثالثة :
أن يكون اليماني من بلد آخر وليس من اليمن كما يتصور البعض، إلا أنه قضى فترة من الزمن فيها أو يكون سافر من بلده إليها وأقام فيها، ثم عاد منها إلى بلده أو أي بلد آخر وذلك أما نتيجة قيامه بالدعوة لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ، أو هرباً واختفاء من بعض أعدائه من الحكومات الجائرة كحكومة بني العباس أو غيرها فسمي ولقب باليماني لذلك السبب.
وهذا المعنى ليس غريباً فقد سمي النبي عيسى (عليه السلام) بالناصري نسبة إلى مدينة الناصرة علماً انه لم يولد فيها ولم يعيش فيها إلا انه قد سكن فيها مع أمه مريم (عليها السلام) لفترة من الزمن ثم عاد منها فسمي بالناصري فقد جاء في الإنجيل:
( ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم، وهو في مصر وقال له: قم، خذ الطفل وأمه وارجع إلى ارض إسرائيل، لأن الذين أرادوا أن يقتلوه ماتوا فقام واخذ الطفل وأمه ورجع إلى ارض إسرائيل، لكنه سمع أن ارخيلاس يملك على اليهودية خلفاً لأبيه هيرودس، فخاف أن يذهب إليها. فأنذره الله في الحلم، فلجأ إلى الجليل .. وجاء إلى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها، ليتم ما قال الأنبياء يدعى ناصرياً (متى 2:3).
فإن هذا النص يحكي لنا كيف أن يوسف النجار هرب بها وبولدها عيسى (عليه السلام) من الحاكم الروماني إلى مصر ثم انه رأى في المنام إن الحاكم الروماني قد مات وقد أمره احد الملائكة بالرجوع إلا انه لم يرجع إلى بلدتهما اليهودية بل أخذهما إلى الجليل ومنها إلى مدينة الناصرة وذلك كله لحكمة من الله عز وجل ولتتم وتتحقق نبوءة أنبياء بني إسرائيل الذين أخبروا قومهم بأنه سيظهر لهم نبي من الناصرة فيدعى ذلك النبي ( بالناصري ).
الأطروحة الرابعة:
لقب اليماني بهذا اللقب لشبهه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولشبه دعوته بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فإن النبي محمد كان يلقب باليماني علماً انه من مكة وليس من اليمن كما في الحديث الوارد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما):
( إن خير الرجال أهل اليمن والإيمان يمان وأنا يماني )( بحار الأنوار ج57 ص232).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( الإيمان يماني والحكمة يمانية )( الكافي ج8 ص70).
وبهذا يتبين لنا واضحاً السبب في إطلاق هذا اللقب وهو (اليماني) على وزير المهدي (عليه السلام) وهذا السبب وجيه وصحيح.
حيث أن الرجل الذي يخرج قبل القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والذي يواجه دعوة المهدي (عليه السلام) ويحاربها، هو السفياني الملعون إنما لقب بهذا اللقب لشبهه بأبي سفيان فهو كما لا يخفى امتداد لبني أمية وأبي سفيان العدو الأول والأكبر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
فكما لقب السفياني بهذا اللقب نسبة إلى أبي سفيان لقب اليماني بهذا اللقب نسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان يلقب باليماني وبهذا يتبين لنا إن كلمة اليماني لا يراد منها اليمن بل الإيمان أو الحكمة كما في الروايتين الشريفتين الآنفتي الذكر.
وممكن انطباق أكثر من أطروحة في شخص اليماني والله أعلم بحقيقة الحال.
يتبع
الأسماء والألقاب الخاصة بالسيد اليماني.
1-اليماني
وهذا اللقب مما جاء ذكره في الأحاديث والروايات الشريفة المعتبرة، فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: ( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا ؟ )( إثبات الهداة ج3 ص735 ؛ بحار الأنوار ج52 ص233).
وفي رواية أخرى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ( النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم واليماني من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم...)( غيبة النعماني ص262).
وأيضاً عن أبي بصير عن محمد بن علي (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأن يدعو إلى الحق والى طريق مستقيم)( غيبة النعماني ص264).
إلا ان جميع هذه الروايات وغيرها من التي لم نذكرها لم تتحدث كثيراً عن اليماني فقد تكلمت مجموعة منها عن اليماني كعلامة من العلامات الحتمية التي يسبق تحققها القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والتي تكون دالة على قرب قيامه.
كما ان البعض من تلك الروايات وصفت اليماني كونه صاحب دعوة وان دعوته أهدى الدعوات ولا يصح مخالفته أو القعود عن نصرته أو عدم الالتحاق بدعوته إلا إننا نجد تلك الروايات قد سكتت عن ماهية دعوة اليماني وكيفية ظهورها وما تؤول إليه ومن أين تبدأ وتنطلق ؟.
كما إن الروايات التي جاءت بلفظ اليماني لم تحدثنا عن شخص اليماني ونسبه وصفته وما إلى ذلك ونحن في هذا البحث سنحاول الكشف عن هذه الشخصية المهمة لأن الإحاطة بها ومعرفتها ومعرفة ماهيتها كل هذه الأمور سوف تقودنا حتماً لمعرفة إمامنا المهدي (صلوات الله وسلامه عليه).
فما هي العلة يا ترى في إطلاق هذا اللقب عليه ؟ والحقيقة إن هناك عدة أطروحات:
الأطروحة الأولى:
لقب باليماني نسبة إلى بلاد اليمن فإن الذي ينتسب إلى تلك البلاد يسمى يمانياً أي انه ولد وعاش فيها، وهناك الكثير من الأشخاص من أطلق عليهم هذا اللقب لأنهم كانوا من بلاد اليمن، ومنهم أصحاباً للأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) كصافي الصفا اليماني( ) أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإبراهيم بن عمر اليماني( ) أحد أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
وقد لقبوا بهذا اللقب لأنهم من اليمن وقد تعارف وشاع واشتهر بين المجتمعات الإنسانية تسمية الشخص نسبة إلى بلده كفلان العراقي مثلاً أو الكوفي وكفلان المصري نسبة إلى مصر أو كفلان الشامي نسبة إلى بلاد الشام أو المغربي نسبة إلى بلاد المغرب أو الخراساني نسبة إلى خراسان وهكذا.
وقد عرفت الكثير من الشخصيات التاريخية والإسلامية بأسماء بلدانهم وتاريخنا الإسلامي حافل بهذا المعنى.
وهذه الأطروحة لها ما يؤيدها من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وروايات الأئمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، قال: قوم رقيقة قلوبهم راسخة إيمانهم ومنهم المنصور يخرج في سبعين ألفاً ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك)( غيبة النعماني ص46).
والمنصور هو اليماني ومن هذا الحديث نفهم أن اليماني من أهل اليمن .
وفي بشارة الإسلام وردت هذه الرواية: ( يخرج ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطن اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه غمر الفتن فهناك يظهر مباركاً زكياً وهادياً مهدياً وسيداً علوياً ).
وجاء أيضاً في الرواية الواردة عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال بعد أن ذكر عنده السفياني:
( أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء )( بحار الأنوار ج52 ص245).
وكل هذه الأحاديث لم تنص صريحاً على اليماني وإن كان الحديث الأول يتحدث عنه ولكن بصفة ولقب آخر، إلا انه لا يثبت كون اليماني مولود في اليمن وقضى عمره فيها، فإن غاية ما يفيده ان اليماني الذي سمي في الحديث بالمنصور هو من أهل اليمن.
وكون الشخص من أهل هذا البلد أو ذاك فيه عدة اعتبارات كأن يكون ولد وعاش في اليمن أو انه يرجع نسبه إلى أهل اليمن أو أنه سكن لفترة من الزمن في اليمن فنسب لها وبهذا فإن هذه الأطروحة غير كافية للإثبات.
الأطروحة الثانية :
إن اليماني يرجع نسبه إلى القبائل اليمنية وليس بالضرورة أن يكون مولود في اليمن أو انه قضى عمره فيها، وهذا المعنى له وجه من الصحة والقبول، فإن الكثير من القبائل اليمنية قد هجرت موطنها الأصلي واتجهت شمالاً نحو العراق وبلاد الشام وغيرها من الدول.
وهذا ما يؤكده علماء الأنساب، فالكثير من القبائل العراقية والشامية يرجع أصلها ونسبها إلى القبائل اليمنية والى اليمن وبناء على هذا فمن المحتمل أن يكون اليماني قد ولد وعاش وسكن في بلد آخر غير اليمن إلا إن نسبه يعود إلى إحدى القبائل اليمانية.
الأطروحة الثالثة :
أن يكون اليماني من بلد آخر وليس من اليمن كما يتصور البعض، إلا أنه قضى فترة من الزمن فيها أو يكون سافر من بلده إليها وأقام فيها، ثم عاد منها إلى بلده أو أي بلد آخر وذلك أما نتيجة قيامه بالدعوة لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ، أو هرباً واختفاء من بعض أعدائه من الحكومات الجائرة كحكومة بني العباس أو غيرها فسمي ولقب باليماني لذلك السبب.
وهذا المعنى ليس غريباً فقد سمي النبي عيسى (عليه السلام) بالناصري نسبة إلى مدينة الناصرة علماً انه لم يولد فيها ولم يعيش فيها إلا انه قد سكن فيها مع أمه مريم (عليها السلام) لفترة من الزمن ثم عاد منها فسمي بالناصري فقد جاء في الإنجيل:
( ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم، وهو في مصر وقال له: قم، خذ الطفل وأمه وارجع إلى ارض إسرائيل، لأن الذين أرادوا أن يقتلوه ماتوا فقام واخذ الطفل وأمه ورجع إلى ارض إسرائيل، لكنه سمع أن ارخيلاس يملك على اليهودية خلفاً لأبيه هيرودس، فخاف أن يذهب إليها. فأنذره الله في الحلم، فلجأ إلى الجليل .. وجاء إلى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها، ليتم ما قال الأنبياء يدعى ناصرياً (متى 2:3).
فإن هذا النص يحكي لنا كيف أن يوسف النجار هرب بها وبولدها عيسى (عليه السلام) من الحاكم الروماني إلى مصر ثم انه رأى في المنام إن الحاكم الروماني قد مات وقد أمره احد الملائكة بالرجوع إلا انه لم يرجع إلى بلدتهما اليهودية بل أخذهما إلى الجليل ومنها إلى مدينة الناصرة وذلك كله لحكمة من الله عز وجل ولتتم وتتحقق نبوءة أنبياء بني إسرائيل الذين أخبروا قومهم بأنه سيظهر لهم نبي من الناصرة فيدعى ذلك النبي ( بالناصري ).
الأطروحة الرابعة:
لقب اليماني بهذا اللقب لشبهه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولشبه دعوته بدعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فإن النبي محمد كان يلقب باليماني علماً انه من مكة وليس من اليمن كما في الحديث الوارد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما):
( إن خير الرجال أهل اليمن والإيمان يمان وأنا يماني )( بحار الأنوار ج57 ص232).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( الإيمان يماني والحكمة يمانية )( الكافي ج8 ص70).
وبهذا يتبين لنا واضحاً السبب في إطلاق هذا اللقب وهو (اليماني) على وزير المهدي (عليه السلام) وهذا السبب وجيه وصحيح.
حيث أن الرجل الذي يخرج قبل القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) والذي يواجه دعوة المهدي (عليه السلام) ويحاربها، هو السفياني الملعون إنما لقب بهذا اللقب لشبهه بأبي سفيان فهو كما لا يخفى امتداد لبني أمية وأبي سفيان العدو الأول والأكبر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
فكما لقب السفياني بهذا اللقب نسبة إلى أبي سفيان لقب اليماني بهذا اللقب نسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي كان يلقب باليماني وبهذا يتبين لنا إن كلمة اليماني لا يراد منها اليمن بل الإيمان أو الحكمة كما في الروايتين الشريفتين الآنفتي الذكر.
وممكن انطباق أكثر من أطروحة في شخص اليماني والله أعلم بحقيقة الحال.
يتبع
تعليق