منقول من موسوعة القائم للسيد القحطاني ج1
وهنا سؤال ما معنى كلمة المهدي ولما سمي المهدي مهدياً ؟ ثم هل يجوز إطلاق تسمية المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)؟ لا سيما إن هذه التسمية هي من التسميات التي عرف وأشتهر بها الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) بين الناس ماضياً وحاضراً.
وللإجابة نقول إن المهدي في اللغة مأخوذ من الفعل هدى يهدي هدياً وهدية وهداية يقال هداه أي أرشده وهو ضد الضلالة، أي إن كلمة المهدي مأخوذة من الهداية، يقال هداه الله إلى الإيمان أرشده إليه. والمهدي الذي قد هداه الله إلى الحق( ).
أما أهل البيت (عليهم السلام) فإنهم أجابوا على تسمية المهدي وما المقصود منها، فقد ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس )( ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا قام القائم دعى الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وظل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق )( ).
من هذه الأخبار نستشف السبب الذي أدى إلى إطلاق لقب المهدي، فالروايات هذه تشير إلى أن سبب تسميته بالمهدي لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه أي إن الشخص الذي يطلق عليه هذا اللقب يقوم بهداية الناس إلى أمر قد ضل عنه الناس فكل من يفعل ذلك يسمى مهدياً.
وهذا هو جواب الشق الأول من السؤال.
أما الشق الثاني من السؤال حول أمكانية إطلاق لقب المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)، نقول إن بالإمكان إطلاق مثل هذه التسمية على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأن كل من يهدي إلى الله عز وجل ويهدي الناس إلى أمر قد خفي ومضلول عنه يسمى مهدياً هذا أولاً.
وثانياً إن الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) توضح لنا إطلاق لقب المهدي على أكثر من شخص أو صنف من الناس اتصفوا بصفة الهداية والصلاح والدعوة إلى الله عز وجل وهداية الناس.
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أطلق عليه هذا اللقب كما ورد في زيارته التي جاء فيها: ( وختمت به النبوة وفتحت به باب الخيرات وأظهرت مظهراً وبعثته نبياً وهادياً وأميناً مهدياً وداعياً إليك..)( ).
وكذلك الإمام علي (عليه السلام) أطلق عليه تسمية المهدي.
كما ورد عن أبي حمزة عن أبي بصير أنه قال: ( قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يابن رسول الله سمعت من أبيك (عليه السلام) أنه قال يكون بعد القائم إثنا عشر إماماً فقال: إنما قال إثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى مودتنا ومعرفة حقنا )( ).
يفهم من هذا البيان وهو واضح لا يحتاج إلى تكلف، إن هناك اثنا عشر مهدياً من الشيعة الذين يدعون الناس إلى موالات أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة حقهم، وهؤلاء الإثنا عشر يظهرون بعد الإمام (عليه السلام) وكذلك يوجد مهديين قبله فمن الممكن أن يكون هناك مهديين يقومون بهداية الناس إلى طريق الحق وموالات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ومعرفتهم ومعرفة حقهم.
كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لولا حيائي من عبدي المؤمن لما جعلت له خرقة يواري بها جسده وإني إذا أكملت إيمانه ابتليته بقصر في ماله ومرض في بدنه، فإن هو خرج أضعفت عليه وإن هو صبر باهيت به ملائكتي، وإني جعلت علياً علماً للإيمان فمن أحبه واتبعه كان هادياً مهدياً ومن أبغضه وتركه كان ضالاًَ مضلاً )( ).
وبذلك يتضح انه من الممكن أن تطلق لفظة (المهدي) على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وإنها -أي كلمة المهدي - مفهوم لعدة مصاديق، أي أن هناك أكثر من مهدي.
والآن نأتي إلى الأدلة التي تخص إطلاق لقب المهدي على اليماني الموعود كما يطلق على الإمام المهدي وإن الروايات التي تتحدث عن المهدي إنما تتحدث عنهما معاً وليس عن شخص واحد والأدلة كما يأتي:
الدليل الأول: مكان خروج المهدي
فالروايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من اليمن وأخرى تشير إلى خروجه من مكة.
حيث جاء عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله: ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة )( ).
وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة..)( ).
بينما هناك روايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من مكة وقيامه بالسيف من هناك، فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام): ( ذكر المهدي من ولده يرضى به كل مؤمن يحكم بالعدل ويأمر به يظهر من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات..)( ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( ويظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقميصه وسيفه وعلامات ونور )( ).
الدليل الثاني: قائد الرايات السود
ما ورد عن ثوبان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي )( ).
وهذا ما يدل على إن المهدي هنا هو اليماني حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) يكون خروجه من مكة حسب المتواتر من الأخبار، والذي يأتي بالرايات السود هو اليماني وأصحابه الذين يبعثون بالبيعة للإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتل لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي )( ).
وكما هو واضح من الرواية الأولى إن الرايات السود قائدها اليماني ويكون فيها، وعبرت عنه الرواية بـ ( فيها خليفة الله المهدي ).
أما الرواية الثانية فتشير إلى مجيء المهدي (عليه السلام) بعد مجيء الرايات السود وتعبر عنه الرواية بـ ( ثم يجيء خليفة الله المهدي ).
وعليه فالمهدي اليماني هو صاحب الرايات السود وقائدها وأما الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الذي يبايعه صاحب الرايات السود ( اليماني ) وأصحابه.
الدليل الثالث:
هو ما ورد عن حذلم بن بشر قال: ( قلت لعلي بن الحسين صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته قال يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي.. ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني أختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )( ).
إن الإمام المهدي (عليه السلام) غائب ولن يقوم إلا في مكة المكرمة في العاشر من محرم الحرام ( يوم عاشوراء ) بينما الرواية تقول إن المهدي (عليه السلام) يختفي بعدما يخرج السفياني وهذا يقتضي إن المهدي (عليه السلام) يكون حاضراً موجوداً قبل خروج السفياني لأنه يختفي بعد خروج السفياني وهذا غير ممكن لأن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يقوم إلا في العاشر من محرم وإن خروج السفياني يسبق خروج المهدي (عليه السلام).
وعليه فالذي يختفي بعد خروج السفياني ثم يخرج مرة أخرى هو ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل هو السيد اليماني.
الدليل الرابع:
وهي الرواية التي نختم بها الحديث عن لقب المهدي جاء فيها: ( ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد ويقتل رجلاً من مسميهم ثم يخرج المهدي، فإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرهم على أبن أبي سفيان، التحقوا بمكة فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي منادي من السماء أيها الناس إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( ).
وهذه الرواية كما يتضح تتحدث عن دخول السفياني إلى الكوفة، وتحرك المهدي باتجاهها بعد معرفته باجتماع أهل الشام على السفياني وهذا أيضاً ما لا يمكن حمله على أن المقصود بذلك هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه يكون في هذه الفترة غائباً.
أما الذي يقوم بقتال السفياني قبل ذلك فهو اليماني والذي عبر عنه في هذه الرواية بالمهدي، بدليل انه بعد الصدام الحاصل بين ( المهدي اليماني حسب الرواية ) وبين السفياني ينادي مناد من السماء باسم الإمام المهدي (عليه السلام) وهو ( المهدي الحجة بن الحسن حسب الرواية ).
فيتضح مما تقدم إن هناك شخصيتين رئيسيتين تظهران في آخر الزمان كما جاء ذكرهما في الأحاديث النبوية الشريفة، وإن هاتين الشخصيتان هما من تكون على عاتقهما مهمة القيام وقيادة القضية المهدوية والتمهيد لها وإقامة دولة العدل الإلهي وهما السيد اليماني والإمام المهدي (عليه السلام) الإمام الثاني عشر.
وإن السيد اليماني هو من سيقوم بإعداد الأنصار ويمهد الطريق ويعد الأنصار والتمهيد للإمام ومن ثم يسلم الراية إلى أخيه وابن عمه الإمام المهدي (عليه السلام).
وهنا سؤال ما معنى كلمة المهدي ولما سمي المهدي مهدياً ؟ ثم هل يجوز إطلاق تسمية المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)؟ لا سيما إن هذه التسمية هي من التسميات التي عرف وأشتهر بها الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) بين الناس ماضياً وحاضراً.
وللإجابة نقول إن المهدي في اللغة مأخوذ من الفعل هدى يهدي هدياً وهدية وهداية يقال هداه أي أرشده وهو ضد الضلالة، أي إن كلمة المهدي مأخوذة من الهداية، يقال هداه الله إلى الإيمان أرشده إليه. والمهدي الذي قد هداه الله إلى الحق( ).
أما أهل البيت (عليهم السلام) فإنهم أجابوا على تسمية المهدي وما المقصود منها، فقد ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي لأمر خفي يهدي ما في صدور الناس )( ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( إذا قام القائم دعى الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وظل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق )( ).
من هذه الأخبار نستشف السبب الذي أدى إلى إطلاق لقب المهدي، فالروايات هذه تشير إلى أن سبب تسميته بالمهدي لأنه يهدي إلى أمر مظلول عنه أي إن الشخص الذي يطلق عليه هذا اللقب يقوم بهداية الناس إلى أمر قد ضل عنه الناس فكل من يفعل ذلك يسمى مهدياً.
وهذا هو جواب الشق الأول من السؤال.
أما الشق الثاني من السؤال حول أمكانية إطلاق لقب المهدي على غير الإمام المهدي (عليه السلام)، نقول إن بالإمكان إطلاق مثل هذه التسمية على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك لأن كل من يهدي إلى الله عز وجل ويهدي الناس إلى أمر قد خفي ومضلول عنه يسمى مهدياً هذا أولاً.
وثانياً إن الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) توضح لنا إطلاق لقب المهدي على أكثر من شخص أو صنف من الناس اتصفوا بصفة الهداية والصلاح والدعوة إلى الله عز وجل وهداية الناس.
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أطلق عليه هذا اللقب كما ورد في زيارته التي جاء فيها: ( وختمت به النبوة وفتحت به باب الخيرات وأظهرت مظهراً وبعثته نبياً وهادياً وأميناً مهدياً وداعياً إليك..)( ).
وكذلك الإمام علي (عليه السلام) أطلق عليه تسمية المهدي.
كما ورد عن أبي حمزة عن أبي بصير أنه قال: ( قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يابن رسول الله سمعت من أبيك (عليه السلام) أنه قال يكون بعد القائم إثنا عشر إماماً فقال: إنما قال إثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى مودتنا ومعرفة حقنا )( ).
يفهم من هذا البيان وهو واضح لا يحتاج إلى تكلف، إن هناك اثنا عشر مهدياً من الشيعة الذين يدعون الناس إلى موالات أهل البيت (عليهم السلام) ومعرفة حقهم، وهؤلاء الإثنا عشر يظهرون بعد الإمام (عليه السلام) وكذلك يوجد مهديين قبله فمن الممكن أن يكون هناك مهديين يقومون بهداية الناس إلى طريق الحق وموالات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ومعرفتهم ومعرفة حقهم.
كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لولا حيائي من عبدي المؤمن لما جعلت له خرقة يواري بها جسده وإني إذا أكملت إيمانه ابتليته بقصر في ماله ومرض في بدنه، فإن هو خرج أضعفت عليه وإن هو صبر باهيت به ملائكتي، وإني جعلت علياً علماً للإيمان فمن أحبه واتبعه كان هادياً مهدياً ومن أبغضه وتركه كان ضالاًَ مضلاً )( ).
وبذلك يتضح انه من الممكن أن تطلق لفظة (المهدي) على غير الإمام المهدي (عليه السلام) وإنها -أي كلمة المهدي - مفهوم لعدة مصاديق، أي أن هناك أكثر من مهدي.
والآن نأتي إلى الأدلة التي تخص إطلاق لقب المهدي على اليماني الموعود كما يطلق على الإمام المهدي وإن الروايات التي تتحدث عن المهدي إنما تتحدث عنهما معاً وليس عن شخص واحد والأدلة كما يأتي:
الدليل الأول: مكان خروج المهدي
فالروايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من اليمن وأخرى تشير إلى خروجه من مكة.
حيث جاء عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله: ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة )( ).
وفي رواية ثانية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة..)( ).
بينما هناك روايات تشير إلى خروجه (عليه السلام) من مكة وقيامه بالسيف من هناك، فقد ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام): ( ذكر المهدي من ولده يرضى به كل مؤمن يحكم بالعدل ويأمر به يظهر من تهامة حتى تظهر الدلائل والعلامات..)( ).
وفي رواية ثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( ويظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقميصه وسيفه وعلامات ونور )( ).
الدليل الثاني: قائد الرايات السود
ما ورد عن ثوبان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي )( ).
وهذا ما يدل على إن المهدي هنا هو اليماني حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) يكون خروجه من مكة حسب المتواتر من الأخبار، والذي يأتي بالرايات السود هو اليماني وأصحابه الذين يبعثون بالبيعة للإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتل لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي )( ).
وكما هو واضح من الرواية الأولى إن الرايات السود قائدها اليماني ويكون فيها، وعبرت عنه الرواية بـ ( فيها خليفة الله المهدي ).
أما الرواية الثانية فتشير إلى مجيء المهدي (عليه السلام) بعد مجيء الرايات السود وتعبر عنه الرواية بـ ( ثم يجيء خليفة الله المهدي ).
وعليه فالمهدي اليماني هو صاحب الرايات السود وقائدها وأما الإمام المهدي (عليه السلام) فهو الذي يبايعه صاحب الرايات السود ( اليماني ) وأصحابه.
الدليل الثالث:
هو ما ورد عن حذلم بن بشر قال: ( قلت لعلي بن الحسين صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته قال يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي.. ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني أختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )( ).
إن الإمام المهدي (عليه السلام) غائب ولن يقوم إلا في مكة المكرمة في العاشر من محرم الحرام ( يوم عاشوراء ) بينما الرواية تقول إن المهدي (عليه السلام) يختفي بعدما يخرج السفياني وهذا يقتضي إن المهدي (عليه السلام) يكون حاضراً موجوداً قبل خروج السفياني لأنه يختفي بعد خروج السفياني وهذا غير ممكن لأن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يقوم إلا في العاشر من محرم وإن خروج السفياني يسبق خروج المهدي (عليه السلام).
وعليه فالذي يختفي بعد خروج السفياني ثم يخرج مرة أخرى هو ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل هو السيد اليماني.
الدليل الرابع:
وهي الرواية التي نختم بها الحديث عن لقب المهدي جاء فيها: ( ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد ويقتل رجلاً من مسميهم ثم يخرج المهدي، فإذا رأى أهل الشام قد اجتمع أمرهم على أبن أبي سفيان، التحقوا بمكة فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي منادي من السماء أيها الناس إن أميركم فلان وذلك هو المهدي الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )( ).
وهذه الرواية كما يتضح تتحدث عن دخول السفياني إلى الكوفة، وتحرك المهدي باتجاهها بعد معرفته باجتماع أهل الشام على السفياني وهذا أيضاً ما لا يمكن حمله على أن المقصود بذلك هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه يكون في هذه الفترة غائباً.
أما الذي يقوم بقتال السفياني قبل ذلك فهو اليماني والذي عبر عنه في هذه الرواية بالمهدي، بدليل انه بعد الصدام الحاصل بين ( المهدي اليماني حسب الرواية ) وبين السفياني ينادي مناد من السماء باسم الإمام المهدي (عليه السلام) وهو ( المهدي الحجة بن الحسن حسب الرواية ).
فيتضح مما تقدم إن هناك شخصيتين رئيسيتين تظهران في آخر الزمان كما جاء ذكرهما في الأحاديث النبوية الشريفة، وإن هاتين الشخصيتان هما من تكون على عاتقهما مهمة القيام وقيادة القضية المهدوية والتمهيد لها وإقامة دولة العدل الإلهي وهما السيد اليماني والإمام المهدي (عليه السلام) الإمام الثاني عشر.
وإن السيد اليماني هو من سيقوم بإعداد الأنصار ويمهد الطريق ويعد الأنصار والتمهيد للإمام ومن ثم يسلم الراية إلى أخيه وابن عمه الإمام المهدي (عليه السلام).
تعليق