إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خروج اليماني الموعود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خروج اليماني الموعود

    خروج اليماني الموعود

    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

    الباب الأول
    مكان خروج اليماني

    اتصفت الأحاديث والروايات الواردة عن النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل بيته الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) في شخص اليماني وحركته ودعوته بالندرة والرمزية مما جعل شخصية صاحب هذه الحركة والدعوة غامضة على أكثر الباحثين فضلاً عن الناس وذلك لأسباب وحكم لسنا في صدد ذكرها الآن .
    وأدى ذلك لاختلاف الآراء في صاحب هذه الشخصية والتي تعد أهم الشخصيات في عصر الظهور المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) حيث تأتي شخصية اليماني من حيث الأهمية بعد شخصية الإمام المهدي (عليه السلام) لأن اليماني كما لا يخفى وزير المهدي (عليه السلام) ونائبه الخاص والممهد الرئيسي له وصاحب دعوته وهو الداعي إلى الإسلام الجديد الذي يأتي به الإمام (عليه السلام) في آخر الزمان .
    ولكن اختلفت آراء الباحثين في معرفة اليماني والاحاطة بحركته ودعوته ومن إي البلاد يكون خروجه وكل ذلك كما قلنا بسبب ندرة الروايات أو رمزيتها وفي هذه الكلمات سنقوم بعونه تبارك وتعالى بالإجابة عن تساؤل كثر تداوله .
    والسؤال يقول : من أين سيخرج اليماني ، من اليمن أم من العراق ؟ وإما لماذا هذين البلدين بالتحديد ؟ فذلك راجع إلى عدة أسباب منها :
    إن لقب اليماني كما ذكرنا ذلك سابقاً( الباب الأول ، الفصل الأول في موضوع أسماء اليماني وألقابه ) يرجع إلى كونه من اليمن .
    أما بالنسبة للعراق فكما نعلم أن الكوفة موطن الأنبياء والرسل (عليهم السلام) ، وفيها كان بدء الدعوات الإلهية ومنطلقها وظهورها ولكونها عاصمة الإمام المهدي (عليه السلام) عند قيامه ، ولكون العراق مهوى قلوب الشيعة وتقع فيه مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ، وهما محط رحال الشيعة من كل أنحاء العالم وما إلى ذلك من الأسباب التي سنأتي على بيانها لاحقاً .
    وقبل الإجابة على هذا التساؤل لابد من ذكر مقدمتين مهمتين .
    المقدمة الأولى :
    لابد من معرفة الفرق بين الظهور والخروج فان هناك فرق واضح بين هاتين الكلمتين وهذين المعنيين فإن معنى الظهور هو ظهور الحركة والدعوة إي ظهور الأمر وليس ظهور الشخص فهو معنى عام وليس معناً خاصاً .
    أما الخروج فإنه على معنيين :
    الخروج العسكري : وهو خروج صاحب الحركة أو الدعوة مع أنصاره لإعلان الحرب والمواجهة المسلحة ضد أعدائه ومناوئيه في مكان معين .
    الخروج الشخصي : وهو خروج شخص الداعي من مكان معين بعد غيبة أو انقطاع عن أنصاره ومنتظريه كخروج الإمام المهدي (عليه السلام) في الحرم المكي في العاشر من المحرم بعد طول الأمد والغيبة .

    المقدمة الثانية :
    إن السبب في إطلاق لقب اليماني على وزير المهدي (عليه السلام) وصاحب دعوته لا يعود بالضرورة كونه من اليمن بل لربما يكون السبب في إطلاق ذلك اللقب يعود إلى الشبه بين الداعي إلى الإسلام وهو الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الداعي إلى الإسلام الجديد في آخر الزمان والداعي إلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وهو اليماني الموعود كما في الأطروحة الرابعة( الباب الأول ، الفصل الأول في موضوع أسماء اليماني وألقابه .) .
    حيث بينت الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم) ذلك الشبه فقد جاء في الرواية الواردة عن كامل عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال :
    ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وان الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )( بحار الأنوار ج13 ص 194 ) .
    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال : ( الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء .
    فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله .
    فقال : يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) )( المصدر نفسه ج13 ص194) .
    فمن هذه الروايات وغيرها يتبين لنا الشبه بين دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعوة المهدي (عليه السلام) والشبه بين الداعي الأول وهو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين الداعي في آخر الزمان وهو اليماني الموعود .
    لذا وجب أن تظهر دعوة المهدي (عليه السلام) في نفس المكان الذي خرجت فيه دعوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مكة المكرمة ، إلا أننا لو لاحظنا ما عليه مكة المكرمة في هذا الزمان وما سبقه لوجدنا أنها خاضعة تحت سيطرة النواصب من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وأعداء الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) .
    ولربما يبقى الحال على ما هو عليه إلى قيامه (عليه السلام) كما يظهر من القرائن الكثيرة .
    ولما كانت دعوة اليماني الموعود التي هي دعوة المهدي (عليه السلام) تظهر في الوسط الشيعي واليماني يوالي علياً (عليه السلام) ، فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن هشام عن أبي الله (عليه السلام) قال : ( لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) : ترجو أن يكون هذا اليماني ؟
    فقال : لا ، اليماني يوالي علياً وهذا يبرأ منه )( بحار الأنوار ج52 ص275 ) .
    وبما أن الشيعة هم الذين ينتظرونه وجب أن يكون خروجه في مكان غير مكة المكرمة إلا أنه شبيه بها .
    واليمن ليس هو البلد الشبيه بمكة فلا يقصده الكثير من المسلمين على نحو التردد والزيارات المتكاثرة كما في مكة المكرمة ، والصحيح عندنا والذي ثبت لدينا من تتبع الروايات المعصومية الشريفة أن لليماني خروج من اليمن والخروج غير الظهور كما بيناه في المقدمة الأولى ومعنى هذا أن ظهور اليماني من اليمن بشخصه لا ظهور حركته ودعوته .
    والخروج المراد منه هنا خروج اليماني بشخصه بعد غيبة له في اليمن كما هو محتمل .
    ثم إننا نعتقد أن اليماني له أصلاً ونسباً في اليمن ولكنه من العراق وتظهر دعوته في العراق وبالتحديد في الكوفة والنجف عاصمة الإمام المهدي (عليه السلام) ومركز التشيع والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) فإن الكوفة هي مكة الشيعة كما لا يخفى على ذي لب حيث يقصدها ملايين الشيعة سنوياً .
    ولا يخفى على احد أن دعوة المهدي(عليه السلام) لابد أن تظهر في مواطن الشيعة وبينهم وبالأخص في (أم القرى) أم الشيعة وهي النجف الأشرف وذلك للشبه بين مكة التي كان يقصدها العرب من كل مكان للحج والتجارة ، وبين الكوفة المقدسة التي يقصدها الناس من كل مكان للزيارة وطلب العلم .
    وكذلك فإن الكوفة مشابهه لمكة من حيث وجود قريش فيها (وهم السادة من بني هاشم علماء المذهب الشيعي والذين يكونون في قبالة كبار سادة مكة في الماضي ، حيث يتبع القليل منهم دعوة الحق التي تظهر في آخر الزمان بينما يقف أكثرهم بوجهها ولا يقبلونها بل يعادونها ) .
    فإن الدعوة لا بد أن تظهر وسط كبار القوم وخاصتهم لا عامة الناس وضعفائهم ، ولا توجد هذه الخصائص إلا في النجف والكوفة .
    فإن اليمن ليست هي أم المدن الشيعية كما هو واضح ولا يوجد كبار القوم سواء أكانوا من المسلمين عامة أو من الشيعة خاصة في اليمن بل إن كبار القوم في الواقع هم في النجف وهم أبناء عمومة الإمام المهدي (عليه السلام) من السادة وهم علماء الأمة كما كانوا قريش هم أبناء عمومة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أعلم العرب وأكثرهم فصاحة وهم سادة العرب آنذاك كما لا يخفى .
    ثم أن هناك تساؤل مهم وهو هل عجز أكثر الشيعة في العراق أو إيران أو لبنان أو أبناء المذهب الشيعي عن حمل راية المهدي (عليه السلام) حتى يحملها أهل اليمن أو الزيدية فإن من المعلوم أن أكثر الشيعة في اليمن هم زيديون وليسوا على مذهبنا (الاثني عشري) وان وجد اثني عشرية فهم قلة .
    فيا ترى هل عجز أكثر الشيعة والذين يسكنون قرب منبع العلم والتشيع حتى حملها رجل من القلة في اليمن وهو بعيد عن موطن العلم والتشيع ؟!
    والواقع والحق أن خروج دعوة اليماني وحركته في النجف بالتحديد فيه حكمة مهمة جدا وهي :
    إن كل داعي لا بد أن يكون قريباً من الناس ليتسنى لهم معرفته والسؤال عنه ليتحققوا من وثاقته وأمانته وصدقه وحسن أخلاقه وعلمه ولو كان خروجه من مكان بعيد نسبياً كاليمن مثلاً فمن أين يتسنى لهم معرفته والسؤال عنه بخلاف لو كان في النجف فإن عامة الشيعة على اتصال مستمر معها .
    ثم إن جميع الرسل والدعاة ظهروا في وسط أقوامهم ولم يأتوا من مكان بعيد كما دلت على ذلك الكثير من الآيات القرآنية .
    قال تعالى : {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}( الأعراف (59) ) .
    فإن الهاء هاء النسبة والآية واضحة البيان في أن نوح بُعث إلى قومه فهو معروف عندهم .
    وقوله تعالى : {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}( الأعراف (65) ) .
    وقال تعالى : {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}( الأعراف (73) ) .
    ويظهر من هذه الآيات الشريفة من قوله (( أخاهم )) إن الأنبياء كانوا من أقوامهم نسباً وسكناً .
    وهو المعروف عن موسى (عليه السلام) فهو من بني إسرائيل وبعث فيهم وكذلك بالنسبة لعيسى (عليه السلام) ومحمد (صلوات الله عليه وآله وسلم) فهو من قريش وبعث في قريش وفي مكة موطن قريش .
    وكان معروفاً لديهم بالصادق الأمين إذن فلا بد أن يظهر الداعي في مكة الشيعة وبين قومه ولا بد يكون معروفاً لديهم بالصدق والإيمان أي لا بد أن يكون موثقاً عندهم ليكون حجة عليهم فإذا لم يكن كذلك لم يصح أن يكون حجة على الناس وعليه فلا يصح أن يكون الملتوي عليه من أهل النار كما في الرواية التي وردت عن الباقر (عليه السلام) .
    أما بالنسبة لمن يقول أن خروج اليماني من اليمن أي ظهور حركة اليماني ودعوته في اليمن ثم يتجه بأنصاره إلى العراق والكوفة فهو غير صحيح وهو خلاف ما عليه واقعنا اليوم فمن غير الممكن أن يتجه اليماني بجيشه من اليمن إلى العراق واليمن غير مرتبطة بحدود مشتركة مع العراق .
    وبناءً على هذا لابد أن يمر اليماني وقواته في عدة بلدان لكي يصل إلى العراق ، وهذا مخالف للقوانين المتعارفة بين الدول اليوم ، فإن قيل أن اليماني وقواته يدخلون تلك البلدان بعد الاتفاق مع حكوماتها .
    أقول إن ذلك لا يمكن تصوره لعدة أمور :

    الأمر الأول :
    لا يمكن لأي دولة اليوم أن تسمح لقوات تأتي من دولة أخرى تريد مهاجمة دولة ثانية أن تمر من خلال أراضيها فلربما كانت خدعة يراد منها مهاجمة نفس تلك الدولة التي ادعت تلك القوات أنها تريد أن تمر عبر أراضيها فقط ، ثم إن ذلك مخالف للاتفاقيات المبرمة بين الدول .
    الأمر الثاني :
    إننا لا يمكن أن نتصور أن مجموعة من الثوار وهم أنصار اليماني يقطعون كل هذه المسافات ولا يمتلكون أدنى ما يمتلكه الجيش النظامي من أسلحة ، دون أن يتعرضوا لهجوم من بعض الدول أو من الدول التي يرومون دخولها أو من القوى الكبرى المهيمنة على المنطقة آنذاك .
    الأمر الثالث :
    من المعلوم لدى الجميع إن حكومات الدول التي تقع بين اليمن والعراق هي حكومات ناصبة العداء لأهل البيت (عليهم السلام) فكيف يسمحون لليماني وقواته المعروفين بتشيعهم المرور عبر أراضيهم فهذا خلاف العقل والمنطق .
    وعليه فإنه لا بد أن يكون ظهور حركة اليماني ودعوته في العراق لا في اليمن ولكن من المحتمل أن يكون لليماني خروجاً من اليمن بعد أن يغيب هناك فترة من الزمن يكون مطلوباً من قبل حكومة بني العباس التي تحاول قتله والقضاء عليه وهذا المعنى ليس ببعيد .
    كما إن خروج الإمام المهدي (عليه السلام) بعد الغيبة يكون من مكة علماً انه ليس من أهل مكة ولم يسكن في مكة ولم يولد فيها كما جاء في الأحاديث والروايات .
    التعديل الأخير تم بواسطة القزويني; الساعة 11-09-13, 03:42 PM.
    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد

  • #2
    رائع ما سطر هنا سلمت اناملك لما نقلت دمت بكل خير وود ..

    تعليق


    • #3

      تعليق

      يعمل...
      X