علم الأصول سني أم شيعي
إن معنى علم الأصول هو ذلك العلم الذي له مدخليه باستنباط الحكم الشرعي حيث يعتمد عليه الفقهاء الأصوليين اعتمادا كبيرا باستنباط الأحكام الشرعية ويعتمد علم الأصول على الأدلة العقلية المنطقية والفلسفية والمباحث اللفظية ومباحث الحجة والظهور واختلف العلماء فيما بينهم الى أصل ذلك العلم هل يرجع أصله إلى الإمام لكي يكون شيعي الأصل أم يرجع إلى السنة ويكون سني الأصل فذهب بعضهم إلى إن أصل علم الأصول شيعي واستندوا في كلامهم إلى عدة أدلة منها –إن هناك شواهد في التاريخ تثبت لنا إن هشام ابن الحكم من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام ) روي انه ألف رسالة في مباحث الألفاظ وينقل عن غيره من أصحاب الإمام أنه ألف رسالة في التعادل والتراجيح وغيره ذكر كتاب خبر الواحد وحجيته وهكذا ....لكن المتتبع والمتفكر في مثل هذه الأمور التي ذكرت لا تثبت لنا إن علم الأصول أصله شيعي وصادر عن الإمام وذلك لان الرسالة التي ألفها هشام بن الحكم هي في مباحث الألفاظ ونحن نعرف أن مباحث الألفاظ من مباحث علم اللغة سواء كان بالبلاغة أم الصرف ودخولها على علم الأصول من باب اعتبارها مقدمة له فلا يثبت لنا ان رسالة الالفاظ هي رسالة أصولية وأما مباحث التعادل والتراجيح فهي أيضا من المباحث العامة التي يستعملها الاخباري والاصولي في مرحلة التعارض بين الخبرين وترجيح احدهما على الأخر أو خدش ببعض الرواة أو توثيق غيره فهي ليست مختصة بالأصولي فقط وكذلك خبر الواحد ومدى صحته وعدمها فأنها أيضا مشتركة بين الاخباري والاصولي الذي يثبت المقام ويدل على أصل العلم هي المباحث العقلية التي هي زبدة المخاض ونقطة الاختلاف بين الاخباري والأصولي وألان أتحدى أي أحد من العلماء أن يجد في التاريخ رسالة عن أهل البيت (عليهم السلام ) أو نسبت إليهم عن طريق أصحابهم بالاستنباط بالأدلة العقلية ومباحث الدليل العقلي وإلا لو كانت موجودة في ذلك فلماذا نقلت رسالات ووصلت لنا في مباحث الألفاظ والتعادل والتراجيح ولم تنقل في المباحث العقلية وهذه حجة على الأصولي بأن علم الأصول أصله سني وليس شيعيا والدليل عليه : -
1- ما ذكره السيد الشهيد محمد باقر الصدر (فان التاريخ يشير إلى إن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الأمامي وذلك لان المذهب السني كان يزعم انتهاء عصر النصوص بوفاة النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فحين اجتاز الفكر الفقهي السني القرن الثاني الهجري كان قد ابتعد عن عصر النصوص بمسافة زمنية كبيرة تخلق بطبيعتها الثغرات والفجوات وإما الأمامية فقد كانوا يعيشون عصر النص الشرعي لأن الإمام امتداد لوجود النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فكانت المشاكل التي يعانيها فقهاء الأمامية في الاستنباط أقل بكثير إلى الدرجة التي لا تفسح المجال للإحساس بالحاجة الشديدة إلى وضع علم الأصول وهذا يثبت إن علم الأصول بدأ عند السنة قبل الشيعة .
2- مما يدل على إن علم الأصول ليس من علوم أهل البيت (عليهم السلام ) هو وجود الخلافات والاختلافات الكثيرة ونحن نعلم إن علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) من الله جل جلاله لا اختلاف فيها قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )فإذن علم الأصول ليس من عند الله لأنه فيه اختلافات كثيرة وهذا شاهد كتبهم حيث نجدهم في مسألة واحدة يقولون عدة أقوال و روايات أهل البيت تدل على عدم اختلافهم وخصوصا في الحلال والحرام .
3- إن علم الأصول علم اضطراري ووجوده نتيجة عدم وجود نص معصومي وخصوصا مباحث العقل والأصول العملية وذلك لأنها تأتي في مرحلة متأخرة وهو بعد فقدان النص ولذلك هو قائم حتى قيام الإمام المهدي ( عليه السلام ) فكيف يأتي علم بعد مرحلة متأخرة عن المعصوم أو بعد مرحلة النص يكون صادرا من النص مما يثبت انه ليس منهم وإلا لماذا ألغاه الإمام المهدي ( عليه السلام )
4- إن هذا العلم ظني قائم على أسس منطقية ومبادئ لغوية ومباني فلسفية وله نتائج ظنية وأحكام ظاهرية وكلنا يعرف إن علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) بعيدة عن هذه الأمور بل ورد النهي عن الخوض بمثل هذه الأمور والأكثر من ذلك إن الأصوليين يتفقون على إن نتائج علوم أهل البيت أحكام واقعية وليست ظاهرية مما يؤكد بان علم الأصول ليس من علومهم
5- إن علوم الأئمة كلها لها أصل وتاريخ وشخصيات نقلت عنها مثل الفقه عن زرارة ابن أعين وعلم الكلام عن هشام ابن سالم وعلم الكيمياء والطب عن جابر ابن حيان الكوفي وعلم النحو عن أبي الأسود الدؤلي فيا ترى لمن ينسب هذا العلم ولماذا لا يذكر له ولو شاهد واحد في روايات أهل البيت .
6- ان علوم أهل البيت اكثرها علوم حقيقية قائمة على أسس قرآنية فإذا ظاهرية فلابد من أصول وقواعد بل بالأحرى يكشف لها موضوع وتعريف وهكذا ، وإذا كانت باطنية تأويلية فهذه وان كانت لايمكن الاحاطة بها وكشف موضوعها إلا إن علم الأصول ليس منها إنما هو من العلوم الظاهرية وإذا كان كذلك لماذا لم يكن له موضوع أو أصول يتفق بها أكثر الأصوليين
7- مما يثبت إن هذا العلم ليس من علوم أهل البيت (عليهم السلام ) هو إن هذا العلم لو سلمنا صحيح وقائم على أسس شرعية إلهية صادرة من جهة ربانية سوف يكون نحو كشف طرق الاستنباط للعدو والصديق بل للمخالف والمؤلف مع العلم إن مثل هذه العلوم وهذه الأمور تعتبر من الإسرار وذلك لان كشفها يؤدي الى استغلالها من قبل المخالفين مما يؤدي الى خلق جهات مضلة بأسم الحق بمعنى ( مبطنة بالباطل ) بل وردت روايات كثيرة تدل على عدم جواز تعليم المخالفين لعلوم أهل البيت ( عليهم السلام ) .
من فكر السيد ابو عبدالله الحسين القحطاني
إن معنى علم الأصول هو ذلك العلم الذي له مدخليه باستنباط الحكم الشرعي حيث يعتمد عليه الفقهاء الأصوليين اعتمادا كبيرا باستنباط الأحكام الشرعية ويعتمد علم الأصول على الأدلة العقلية المنطقية والفلسفية والمباحث اللفظية ومباحث الحجة والظهور واختلف العلماء فيما بينهم الى أصل ذلك العلم هل يرجع أصله إلى الإمام لكي يكون شيعي الأصل أم يرجع إلى السنة ويكون سني الأصل فذهب بعضهم إلى إن أصل علم الأصول شيعي واستندوا في كلامهم إلى عدة أدلة منها –إن هناك شواهد في التاريخ تثبت لنا إن هشام ابن الحكم من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام ) روي انه ألف رسالة في مباحث الألفاظ وينقل عن غيره من أصحاب الإمام أنه ألف رسالة في التعادل والتراجيح وغيره ذكر كتاب خبر الواحد وحجيته وهكذا ....لكن المتتبع والمتفكر في مثل هذه الأمور التي ذكرت لا تثبت لنا إن علم الأصول أصله شيعي وصادر عن الإمام وذلك لان الرسالة التي ألفها هشام بن الحكم هي في مباحث الألفاظ ونحن نعرف أن مباحث الألفاظ من مباحث علم اللغة سواء كان بالبلاغة أم الصرف ودخولها على علم الأصول من باب اعتبارها مقدمة له فلا يثبت لنا ان رسالة الالفاظ هي رسالة أصولية وأما مباحث التعادل والتراجيح فهي أيضا من المباحث العامة التي يستعملها الاخباري والاصولي في مرحلة التعارض بين الخبرين وترجيح احدهما على الأخر أو خدش ببعض الرواة أو توثيق غيره فهي ليست مختصة بالأصولي فقط وكذلك خبر الواحد ومدى صحته وعدمها فأنها أيضا مشتركة بين الاخباري والاصولي الذي يثبت المقام ويدل على أصل العلم هي المباحث العقلية التي هي زبدة المخاض ونقطة الاختلاف بين الاخباري والأصولي وألان أتحدى أي أحد من العلماء أن يجد في التاريخ رسالة عن أهل البيت (عليهم السلام ) أو نسبت إليهم عن طريق أصحابهم بالاستنباط بالأدلة العقلية ومباحث الدليل العقلي وإلا لو كانت موجودة في ذلك فلماذا نقلت رسالات ووصلت لنا في مباحث الألفاظ والتعادل والتراجيح ولم تنقل في المباحث العقلية وهذه حجة على الأصولي بأن علم الأصول أصله سني وليس شيعيا والدليل عليه : -
1- ما ذكره السيد الشهيد محمد باقر الصدر (فان التاريخ يشير إلى إن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الأمامي وذلك لان المذهب السني كان يزعم انتهاء عصر النصوص بوفاة النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فحين اجتاز الفكر الفقهي السني القرن الثاني الهجري كان قد ابتعد عن عصر النصوص بمسافة زمنية كبيرة تخلق بطبيعتها الثغرات والفجوات وإما الأمامية فقد كانوا يعيشون عصر النص الشرعي لأن الإمام امتداد لوجود النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) فكانت المشاكل التي يعانيها فقهاء الأمامية في الاستنباط أقل بكثير إلى الدرجة التي لا تفسح المجال للإحساس بالحاجة الشديدة إلى وضع علم الأصول وهذا يثبت إن علم الأصول بدأ عند السنة قبل الشيعة .
2- مما يدل على إن علم الأصول ليس من علوم أهل البيت (عليهم السلام ) هو وجود الخلافات والاختلافات الكثيرة ونحن نعلم إن علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) من الله جل جلاله لا اختلاف فيها قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )فإذن علم الأصول ليس من عند الله لأنه فيه اختلافات كثيرة وهذا شاهد كتبهم حيث نجدهم في مسألة واحدة يقولون عدة أقوال و روايات أهل البيت تدل على عدم اختلافهم وخصوصا في الحلال والحرام .
3- إن علم الأصول علم اضطراري ووجوده نتيجة عدم وجود نص معصومي وخصوصا مباحث العقل والأصول العملية وذلك لأنها تأتي في مرحلة متأخرة وهو بعد فقدان النص ولذلك هو قائم حتى قيام الإمام المهدي ( عليه السلام ) فكيف يأتي علم بعد مرحلة متأخرة عن المعصوم أو بعد مرحلة النص يكون صادرا من النص مما يثبت انه ليس منهم وإلا لماذا ألغاه الإمام المهدي ( عليه السلام )
4- إن هذا العلم ظني قائم على أسس منطقية ومبادئ لغوية ومباني فلسفية وله نتائج ظنية وأحكام ظاهرية وكلنا يعرف إن علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) بعيدة عن هذه الأمور بل ورد النهي عن الخوض بمثل هذه الأمور والأكثر من ذلك إن الأصوليين يتفقون على إن نتائج علوم أهل البيت أحكام واقعية وليست ظاهرية مما يؤكد بان علم الأصول ليس من علومهم
5- إن علوم الأئمة كلها لها أصل وتاريخ وشخصيات نقلت عنها مثل الفقه عن زرارة ابن أعين وعلم الكلام عن هشام ابن سالم وعلم الكيمياء والطب عن جابر ابن حيان الكوفي وعلم النحو عن أبي الأسود الدؤلي فيا ترى لمن ينسب هذا العلم ولماذا لا يذكر له ولو شاهد واحد في روايات أهل البيت .
6- ان علوم أهل البيت اكثرها علوم حقيقية قائمة على أسس قرآنية فإذا ظاهرية فلابد من أصول وقواعد بل بالأحرى يكشف لها موضوع وتعريف وهكذا ، وإذا كانت باطنية تأويلية فهذه وان كانت لايمكن الاحاطة بها وكشف موضوعها إلا إن علم الأصول ليس منها إنما هو من العلوم الظاهرية وإذا كان كذلك لماذا لم يكن له موضوع أو أصول يتفق بها أكثر الأصوليين
7- مما يثبت إن هذا العلم ليس من علوم أهل البيت (عليهم السلام ) هو إن هذا العلم لو سلمنا صحيح وقائم على أسس شرعية إلهية صادرة من جهة ربانية سوف يكون نحو كشف طرق الاستنباط للعدو والصديق بل للمخالف والمؤلف مع العلم إن مثل هذه العلوم وهذه الأمور تعتبر من الإسرار وذلك لان كشفها يؤدي الى استغلالها من قبل المخالفين مما يؤدي الى خلق جهات مضلة بأسم الحق بمعنى ( مبطنة بالباطل ) بل وردت روايات كثيرة تدل على عدم جواز تعليم المخالفين لعلوم أهل البيت ( عليهم السلام ) .
من فكر السيد ابو عبدالله الحسين القحطاني
تعليق