في محافظة صعدة التي تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء 240كيلومتراً الى الشمال منها ولد حسين بدر الدين الحوثي ويعد والده بدر الدين الحوثي احد ابرز المراجع العلمية للمذهب الزيدي وبالاخص من الفرقة (الجارودية) القريبة في ارائها من الامامية من حيث انكار خلافة من تقدم على امير المؤمنين(عليه السلام). ويعرف عن العلامة بدر الدين الحوثي مخالفته لكثير من مراجع الزيدية في اليمن بالنسبة للموقف من الامامية الاثناعشرية ، وهو يعتقد بالتقارب بين الزيدية والامامية الجعفرية بل يرى الاتفاق بينهما في الاصول المهمة كما انه الف عدة كتيبات في التقارب بين الزيدية والامامية ومنها كتيبه (الزيدية في اليمن)كما قام بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي بالتعليق على الدكتور ناجي حسن الذي قام بتحقيق كتاب(الدعامة في تثبيت الامامة لمؤلفه يحيى بن الحسين الهاروني حيث علق بدر الدين الحوثي على الكتاب بخط يده فقد تناول الدكتور ناجي حسن بذكر الكثير من الامور المنسوبة كذبا الى الزيدية في محاولة منه لتوسيع نقاط الاختلاف بين الزيدية والامامية ولكن العلامة بدر الدين الحوثي قام بالرد عليه وكشف عن نقاط الالتقاء الكثيرة بين الزيدية والامامية واثبت كذب تلك الادعائات . وكان حسين الحوثي متاثرا جدا باراء وافكار واجتهادات والده بل ذهب ابعد منه الى التاثر بالمذهب الجعفري واعتناقه وهذا مادلت عليه امور كثيرة ففي عام1990 قام مع مجموعة من زملائه بتاسيس(حزب الحق) وقد نجح في اول انتخابات نيابية عام 1993 باسم هذا الحزب عن محافظة صعده ولكن سرعان مادب الخلاف داخل حزب الحق في العام الذي اعقب انتهاء حرب صيف 1994 وذلك اثر خلافات داخل حزب الحق بشان مركزية المرجع مجد الدين المؤيدي الذي تجاوز العقد الثامن من عمره والذي يمكث في محافظة صعده متفرغا للبحث وكتابة الدراسات العلمية لخدمة اتباع مذهبه الزيدي . مما حدا بحسين الحوثي الى ترك الحزب وانشاء حركة(الشباب المؤمن)حيث قام بانشاء مراكز دينية في مديرية حيدان محافظة صعده اطلق عليها اسم الحوزة ثم امتد نشاطه بانشاء مراكز مماثلة في بعض المحافظات والمديريات وقام بتوسيع نشاطه من خلال تلك المراكز ونتيجة لذلك فقد انتشر المذهب الامامي الجعفري بشدة في تلك المناطق ، وقام هؤلاء الشباب الذين استبسلوا حقيقة في نشرهؤلاء اخلاق وعلوم اهل البيت(عليه السلام) بعد ان تعرفوا عليها وامنوا بها فشكلوا ارضيه كبيرة للانطلاق والنشاط التوعوي والتبليغي وكان من برامج هؤلاء الشباب المؤمن اقامة مجالس العزاء الحسيني، وطبع النشرات الثقافية والمجلات المهتمة بفكر وعقيدة الامامية ، وقام هؤلاء الشباب بفتح مكتبات ومساجد ومدارس دينية واصدار الصحف والمجلات . كما ان من ضمن الامور التي تؤكد اعتناق حسين الحوثي للمذهب الجعفري الامامي ماحدث عندما عارض بشدة ودخل في خلاف شديد مع العلماء الزيدية المناهضين لخط الامامة الاثنا عشرية وعارض الكثير من فتاواهم الامر الذي سبب له متاعب جمة ادت الى هجرته الى قم المقدسة حيث اتم دراسته الحوزوية هناك ثم عاد الى بلده ومحافظة صعده . وقد قام حسين الحوثي ومن ضمن نشاطه في نشر الفكر الشيعي الامامي وتعريف الناس بامر الامام المهدي(عليه السلام) بطبع وتوزيع كتاب عصر الظهور لمؤلفه الشيخ علي الكوراني الذي افرد فيه المؤلف فصلا كاملا يتحدث عن اليمن ودورها في عصر الظهور وذكر فيه اليماني ورايته التي هي اهدى الرايات والذي اشار فيه ايضا الى شخص اليماني الممهد الرئيسي للامام المهدي(عليه السلام)وقد تسبب توزيع ذلك الكتاب في رفع حماس الشباب الشيعي المؤمن وسعيهم المتواصل والدؤوب في التمهيد لقضية الامام المهدي(عليه السلام)عسى ان يكونوا مصداقا لذلك الامر . ومما حملهم على ذلك انهم كانوا على اعتقاد ان قائدهم حسين الحوثي هو اليماني الموعود حيث ذكر في الكتاب ان اليماني اسمه حسن او حسين وانه يخرج من قرية يقال لها كرعة وكرعة قرية موجودة في منطقة بني خولان قرب صعدة . ومن هنا نشا الاعتقاد بان حسين بدر الدين الحوثي هو اليماني الموعود الممهد الرئيسي للامام المهدي(عليه السلام)والداعي اليه. وقد كان انصار الحوثي كما اكدت ذلك الكثير من الوثائق يقومون باداء البيعة للامام المهدي(عليه السلام) على يدي حسين الحوثي الذي كانوا يبايعونه على انه اليماني الممهد للامام (عليه السلام). وقد قامت الحكومة اليمنية بتلفيق الاتهامات ونشر الاكاذيب ضد الحوثي وانصاره حيث قالوا عنه انه يدعي انه نبي وانه امام وانه المهدي المنتظر وان انصاره يبايعونه على انه الامام المهدي وهذا غير صحيح ولا واقعية له بل هو كذب وافتراء يراد منه تشويه شخص الحوثي وحركته وانصاره . وقد اعتقد الكثير من الناس في العراق وايران ولبنان ان حسين الحوثي هو اليماني وهذا كما قلنا هو اعتقاد انصاره به وذلك نتيجة لعدة امور منها خروجه من اليمن واسمه المطابق لما جاء في الرواية من ان اليماني اسمه حسين او حسن وتوزيعه لكتاب عصر الظهور الذي يتحدث عن امر الامام المهدي(عليه السلام) وعن خروج اليماني ، واليمن ودورها في عصر الظهور كما انه قام بتاسيس حزب الحق وقد ورد ان اليماني يدعو الى الحق كما ان الحوثي قام بهداية الكثير من الناس وتحويلهم من الزيدية الى المذهب الامامي الجعفري وقد ورد ان اليماني يهدي الى طريق مستقيم . وهكذا فقد تفاعل الناس مع قضية الحوثي كثيرا واخذوا يسمعون لاخباره واخبار حركته ويتابعونها بشغف ولهفة . وقام الحوثي وانصاره بالتنديد بامريكا واسرائيل واعلان البرائه منهم والتنديد بحكومة علي عبد الله صالح وبيان انحرافه وانحراف حكومته وعمالته الواضحة لاسياده في امريكا واسرائيل ولما انتشر خبر الحوثي واعتقاد انصاره والكثير من لناس به انه هو اليماني وزير الامام المهدي والممهد له تحركت امريكا بقوة نتيجة لسعيها المتواصل في البحث عن الامام المهدي(عليه السلام)ومحاولة القضاء عليه وعلى انصاره قبل ان يقوى امره ، واقول تحركت امريكا من اجل القضاء على حسين الحوثي الذي توقعت هي ايضا ان يكون هو وزير الامام والذي يهيئ للامام انصاره وجيشه فقد قامت امريكا بدعوة الرئيس اليمني الى واشنطن وامرته يقمع حركة الحوثي والقضاء عليها قبل ان ينتشر خبره ويقوى امره وفعلا قام الرئيس اليمني بعد عودته من امريكا مباشرة ببدا العملية العسكرية ضد الحوثي وانصاره ونتيجة لهذا وما سبقه من قيام انصار الحوثي في اطلاق الهتافات في المساجد داخل صلوات الجمع التي كان يتواجد فيها اغلب افراد الحكومة وقد قام بعضهم بالتنديد بالرئيس اليمني وهو في صلاة الجمعة والتنديد بامريكا واسرائيل مما اثار غضب واستياء الرئيس اليمني الذي اعلن بعد ذلك الحرب ضدهم فقد حرك ضد الحوثي وانصاره القوات المسلحة اليمنية التي قامت باعتقال الكثير من انصاره وزجهم في السجون والمعتقلات ثم تحصن الحوثي وانصاره بعد ذلك في جبال حران قرب الحدود السعودية واخذ هو وانصاره بمقاومة القوات اليمنية التي كانت قد استعانت بمختلف الاليات العسكرية من مدافع ودبابات وطائرات ولم يكن لدى الحوثي وانصاره سوى الاسلحة الخفيفة واستمرت المعارك قرابة الثلاثة اشهر وكان انصار الحوثي قد ابدوا فيها مقاومة ليس لها مثيل في القتال ومحاربة الباطل والدفاع عن انفسهم وعدم استسلامهم حتى الفوز بالشهادة او بلوغ النصر وذلك نابع من اعتقادهم بقضيتهم وقائدهم الذي كان يقاتل بينهم كانه واحد منهم وقد كبدوا فيها الجيش اليمني خسائر فادحة ولم تستطع الحكومة حسم الامر الابعد ان زودتها امريكا باسلحة جديدة ومتطورة وذلك بعد زيارة الجنرال جون ابي زيد حيث تم تصفية الحوثي وانصاره بعد زيارته لليمن باسبوعين . ولكن الامر لم ينتهي فقد قام والد حسين الحوثي وهو العلامة بدر الدين الحوثي ومعه مساعدي ولده حسين الحوثي بمواصلة القتال وإعلان التمرد ضد الدولة وفي اثناء المعارك مع الحوثي وانصاره التقى السفير اليمني بعض المسؤولين في الحكومة الايرانية وحملهم مسؤولية ماجرى في بلاده من تمرد الحوثي وانصاره كما التقى بالشيخ علي الكوراني صاحب كتاب عصر الظهور الذي قام بتوزيعه حسين الحوثي على انصاره وحمله ايضا مسؤولية ذلك وطلب منه اعلان بطلان حركة الحوثي فقال له الشيخ الكوراني اما اليماني ياتي بالمعجزة فطالبوا الحوثي ان ياتيكم بمعجزة . ولا ادري من اين اتى الشيخ الكوراني بهذا الكلام الذي لايمت الى الحق والواقع بصلة فبدلا من ان ينصر اخاه المؤمن الذي قام بكل ذلك من اجل النهي عن المنكر واصلاح ما افسدته الحكومة والتمهيد للمهدي(عليه السلام)وبدلا من مداهنة ومجادلة ذلك السفير على حساب دعاة الحق بذكر اشياء لم يقم اي دليل شرعي ولاعقلي عليها فلم تذكرلنا ولو رواية واحدة ان اليماني يكون مؤيدا بالمعجزات واتحدى جميع من يقول بذلك وليس الشيخ الكوراني فقط ان ياتوا برواية واحدة لا اكثر ثم ان العقل لايقضي بذلك ايضا فهذا السيد الخوئي في كتابه البيان يذكر لنا ان المعجزة ليست حجة حيث قال(ان الاعلمية لا تثبت بالمعجزة فان المعجزة ليست حجة في معرفة الاعلم ) فاذا كانت المعجزة ليست حجة في معرفة الاعلم فهل هي حجة في معرفة اليماني وزير الامام المهدي والممهد الرئيس له ياترى ؟!!! وبعد ان اوضحنا الكثير من الجوانب الخافية في مسالة الحوثي وانصاره ربما يتصور البعض ومن خلال الكلام الذي تقدم اننا نعتقد ان حسين بدر الدين الحوثي هو اليماني الموعود فاقول: هذا التصور غير صحيح لاننا لانعتقد بذلك فان هناك من الادلة ماينفي كونه اليماني واليك الادلة على ذلك:-
نكمل الموضوع في الحلقة الثانية
نكمل الموضوع في الحلقة الثانية
تعليق