إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقيقة عالم الجن وارتباطه في قضية المنقذ(ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة عالم الجن وارتباطه في قضية المنقذ(ع)

    حقيقة عالم الجن وارتباطه في قضية المنقذ(ع)
    خلق الله سبحانه وتعالى الخلق فمنهم من نعلمهم ومنهم من لا نعلمهم ولكن المولى تبارك وتعالى ذكر لنا في القران الكريم بعض من ذلك الخلق حيث اكد الباري سبحانه وتعالى على العالمين عالم الانس وعالم الجن وبحكم كوننا من بني البشر فقد عرفنا الكثير عن عالم الانس ومواصفاتهم والكثير مما يتعلق بهم وبعالمهم ، ولكننا في نفس الوقت نجهل الشيء الكثير عن العالم الاخر (عالم الجن) والحقيقة لم يذكر لنا احد من الباحثين بحثا مفصلا ، وذلك لانه لا يمكن لأي باحث عن حقيقة عالم الجن ان يعثر على بحثاً مفصلاً او دقيقاً عن هذا النوع من الخلق وعالمه في الكتب والتصاميم المعتبرة سواء ابحاث او مطالب مبسطة تذكر عرضا هنا او هناك ,نعم توجد بعض الكتب المخصصة لهذا الغرض لكنها ليست من كتبنا المعتبرة ولاهي مغتنية على ادلة حقيقة من الكتاب والسنة.اننا نعتقد ان هنالك ارتباطا بين الجن وعالمهم في قضية الامام(ع).

    الجن .. من اين اتت هذه التسمية؟
    اتت هذه التسمية من الظلام فقد قال تعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ}الأنعام76. فهم يحبون الظلام ويخرجون في الليل ويلجأون الى الاستتار ولذلك تجدهم يتكاثرون في الكهوف الدامسة الظلام وفي بواطن الارض والوديان ، وقبل الخوض في اصل البحث وتسليط الضوء على الارتباط المذكور لابد من ذكر مجموعة من النقاط .
    النقطة الاولى :-كما ان للبشر ابا تنحدر منه كل السلالات وهو ادم (ع) كذلك للجن ابا تنحدر منه كل انواع الجن وهو(الجان) وهو المعني تحديداً في بعض الايات دونا عن ذريته اي الجن.
    النقطة الثانية:-ان كل نوع من المخلوقات له سلوكيات وطبائع وخصاص تعود الى اهل خلقته سواء كانت سلبية او ايجابية.
    النقطة الثالثة:-
    {الجن واصل خلقته}
    قال تعالى {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ }الرحمن15. وقال {وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ }الحجر27. بعد النظر لهاتين الايتين الشريفتين تتكون صورة عن طبيعة الخلقة وبعد اضافة الروايات الواردة عن النبي واله(ص) في تفسير الايات الخاصة بالجن او في مناسبات معينة ثم تتطرق الى الجن تتضح الصورة اكثر فاكثر.عموما عندنا مادتين رئيسيتين لأصل الخلقة وردتا في الايتين هما (مارج من نار),(نار السموم) اما مارج النار فهو اللهب الازرق للنار هو اشدها حرارة واكثرها حرقا للاجسام وكما لا يخفى ان النار وحدها لا تشتعل من دون الهواء فلاحظ الاشارة الى الهواء في الاية الاخرى حيث قال (نار السموم) والسموم هو اللهب الناتج عن النار والهواء اذا جاء التعبير عن بعض انواع العذاب في مثل هذا المعنى بـ(ريح السموم) .على أية حال هناك عنصرين رئيسيين في اصل خلقة الجن هما النار والهواء في حين نجد عناصر خلقة الانسان الرئيسية هي التراب والماء والنار والهواء ومن جانب اخر يضاف لهما اي الانسان والجان وحتى باقي المخلوقات عنصراً مهما وهو النور مع ملاحظة التفاوت في مقداره بين مخلوق وآخر.

    {الخصائص}.
    هناك مجموعة من الخصائص والصفات التي يتصف بها الجن نابعا من اصل خلقته منها .
    1-القابيلة على النفوذ في الاجسام المادية:-المعروف عنه انه ينفذ من خلال اي جسم مادي الا ما ندر وتأتي هذه الخاصية من طبيعته النارية كون طبيعة خلقته من نار السموم وهو اللهب الازرق الذي يحوي اعلى درجات الحرارة والتي تنصهر فيها كل المواد الاخرى ، ولو توفر فرضا عنصر من عناصر المادة لاينصهر في درجات الحرارة العالية هذه فان الجن لايستطيع خرقه ابدا .
    2-عدم الخضوع لاغلب القوانين الطبيعية كالجاذبية وما شاكلها وذلك لانه طبيعة ابدانهم هي طبيعة مجردة عن المادية .
    3-قابيلة التلاشي البدني ثم الظهور في مكان اخر وهذا يكسبه سرعة التنقل.
    4-التمثل والتشكل بالهيئات:-وهذه الخاصية مشتركة بينهم وبين الملائكة فكلاهما يتمثل بهيئات اخرى قال تعالى{فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }مريم17. وهناك العديد من الروايات والقصص عن افعال الملائكة عندما يأتون بمهمة في الارض وكيف أنهم يتمثلون بهيئة انسان ومنها المرسلون الى قوم لوط(ع) وكيف انه لم يعرفهم وظن انهم بشراً ، وقد جاء في الحديث عن رسول الله (ص)يصف الدجال يبعث الله الشياطين من مشارق الارض ومغاربها فيقولون له : استعن لنا بنا على ما شئت فيقول لهم : انطلقوا فاخبروا الناس اني ربهم واني قد جئتهم بجنتي وناري ، فينطلق الشياطين فيدخل على الرجل اكثر من مائة شيطان فيتمثلوا له بصورة والده وولده واخوته ومواليه ورفيقه.....) وما الى ذلك من الحوادث الكثيرة المتواترة .
    5-الاهتزاز:-فأن حركة الجن وسيره يكون بالاهتزاز كالموجات والذبذبات الراديوية .وهم بهذا يشابهون الافاعي في حركتها وسيرها. قال تعالى{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ }النمل10.
    6- من طبيعتهم النارية يكونون سريعي الغضب ومندفعين قليلي الحلم والصبر .
    7-أكثرهم مفسدين محبين للافساد وكل اشكاله الا من اتقى الله منهم وهذا تظهر عليه النورانية فيكون قريبا من الملائكة.
    8- من الناحية الغريزية والجنسية يكونون نشيطين جدا حيث انهم مخلوقين من النار مما يجعلهم ناريين في غرائزهم الجنسية ، ومن هنا يتبين السبب في نصيحة المصاب بالضعف الجنسي باكل البصل لكونه يسبب نشاط جنسي عالي بسبب طبيعة حرارته والتي هي من مواصفات النار .
    9- أكثر انجابهم الذكور لذا ينتشر بينهم الفساد والشذوذ حتى انهم كثيرا ما يتداخلون مع نساء البشر ويحاولون تفريغ حالتهم الجنسية .
    10- مستواهم العقلي ادنى من مستوى البشر وقد قال تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179. نلاحظ في هذه الاية الكريمة ان الله تبارك وتعالى قدم الجن على الانس في دخول جهنم وذلك لانهم اكثر اهل النار كونهم اصحاب عقول متدنية وقادتهم عقولهم هذه الى دخول نار جهنم وقد ورد في الحديث القدسي :{ عندما خلق الله العقل قال له : اقبل فاقبل … ادبر فادبر ، فقال وعزتي وجلالي بك اثيب وبك اعاقب واكملك بمن احببت} ومن هذا الحديث نستنج ان جميع اهل النار هم ذوي عقول متدنية وان كانت متفاوتة بين الجن والانس والتي قادتهم الى دخول جهنم والعياذ بالله ، وورد في الرواية عن ابي عبد الله (ع) ان اول من قاس ابليس فقال خلقتني من نار وخلقته من طين ولو علم ابليس ما خلق الله في ادم لم يفتخر عليه ثم قال ان الله عزوجل خلق الملائكة من نور خلق الجان من النار -الى ان قال- وخلق ادم من صفحة الطين ثم اجرى في ادم النور والنار والريح والماء فبالنور ابصر وعقل وفهم ). ولما كان الجن قد خلقوا من النار وليس من النور وان العقل والفهم ناتج عن الطبيعة النورانية للخلق وليست الطبيعة النارية تبين ان عقولهم متدنية وادراكاتهم قاصرة .
    11-أشكالهم وأعضائهم طولانية بما فيها عيونهم وبطونهم ورؤسهم وكل اجزاء اجسامهم وذلك نابع من اصل خلقتهم النار والتي تكون بشكل عمودي دائما .
    12-التكبر والتجبر وهذه الصفات الذميمة هي ناتجة من اصل خلقتهم وطبيعة تكوينهم النارية وهي من صفات النار.
    13- الحسد: وهو ناتج من شعورهم بالنقص وأشكالهم القبيحة مقارنة بالانس الذي خلقه الله في احسن تقويم فقد ورد عن ابي جعفر(ع)قالان الله تبارك وتعالى انزل على ادم حوراء من الجنة فزوجها احد ابنيه وتزوج الاخر ابنة الجان فما كان في الناس من جمال كثير او حسن خلق فهو من الحوراء وما كان من سوء خلق فهو من ابنة الجان .
    وهناك صفات وخصائص أخرى سنذكر بعضها اثناء البحث حسب الحاجة ومدى ارتباطها بالموضوع.ومنذ ان بدأ ابليس(لع) حركته في التمرد على الله والعصيان انقسموا الى جن عادي وشياطين فأصبحت الشياطين تختلف بسلوكها ومساكنها عن باقي الجن وان كان اصلهم من الجان وابوهم واحد.
    وهناك أوصافاً واسماء تطلق على الجن منها المارد والعفريت,أما المارد:فأنه يطلق على الشياطين ولا يمكن ان نجد نصاً في الكتاب او السنة الشريفة يطلق هذا الوصف على غير الشياطين قال تعالى{وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ }الصافات7.
    أما العفريت: فتطلق على بعض المميزين من الجن والذين يحملون اسراراً خاصة. تميزهم عن الباقين مما يجعلهم يتسلطون عليهم ويأمرون وينهون :قال تعالى في قصة سليمان (ع{قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }النمل39.

    مساكنهم واشكالهم:-
    تختلف اشكالهم باختلاف البيئة التي يعيشون فيها ويمكن تقسيم مساكنهم من حيث سطح الارض وباطنها الى جن علوي وسفلي .فبعضهم يعيش على سطح الارض باختلاف تضاريسها والبعض الاخر يعيش في باطن الارض .اما الذين على السطح فمنهم من سكن المسطحات المائية فتكون اشكالهم كثيفة الشعر ولهم ذيول طويلة كذيول التماسيح ويطلق عليهم اسم (السعالي) .وهناك صنف اخر يعيش في المغارات والكهوف يطلق عليه الغول وجمعه غيلان.وهناك اصناف اخرى تطلق عليها اسماء نابعة من الالوان كالجن الاحمر والاصفر والازرق والابيض والاسود . ومن يتتبع الادعية والاحراز والرقيات الواردة عن النبي واله (ص) تجد انهم (ع) يتعوذون بالله من هذه الاصناف وغيرها كأم الصبيان وام الغيلان ومما يخرج من الحمامات والمغائط والكنائس والاودية والخرائب وغيرها.
    مأكلهم :
    لقد ورد في الحديث الشريف ان وفد الجان جاؤا الى رسول الله(ص) فقالوا يارسول الله متعنا ، فاعطاهم الروث والعظم) .
    وهم بشكل عام لايحتاجون من الطعام الا القليل وذلك عائد الى طبيعة ابدانهم المجردة وفي نفس الوقت يميلون الى اكل اللحوم اكثر من غيرها وذلك لتوليد قوة وطاقة بصر لديهم حيث ان نترات الحديد التي تتركز في القلب تجعل لديهم حزمة ضوئية كثيفة وقد قال تعالى{ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22. وهم مكشوف عنهم الغطاء فبصرهم حديد .
    لغتهم:
    أن مسألة التفاهم والتواصل في المعلومات والتي نعرفها باللغة لها حقيقة اخرى غير الحقيقة التي نعرفها في هذا العالم والتي تكون بأستعمال الالفاظ المكونة من الحروف والاصوات وذلك في كل اللغات التي نعرفها في الارض,نعم توصل علماء ما وراء الطبيعة (الباراسايكولوجي) الى لغة التخاطر الفكري لكنها لم تشيع وتنتشر بين الناس ,والواقع ان هذه اللغة هي لغة الجن ولكن بصورة اوسع وادق فهم يبثون المعاني التي يريدونها ويستلمون المعاني من الطرف الاخر بواسطة التخاطر ونتيجة لقابلياتهم على النفوذ في الاجسام كما قدمنا فأنهم يتداخلون في اذهان الناس ويتطفلون عليهم فيبثوا لهم ما يريدون من حيث لا يشعرون حتى ان الناس لا يميزون ذلك بل يظنون انه من حديث الناس.وهذه الخاصية جعلتهم يمتازون بقابليتهم على استراق السمع والتقاط موجات الكلام سواء كانت الفاظ او تخاطر.وايضا اضفت هذه الصفة عليهم طابع التداخل وقرأة افكار الاخرين ,وتمتاز هذه اللغة بعموميتها وشموليتها حيث انها تستلم المعاني والمفاهيم القائمة في النفس قبل ظهورها على الالسن فتراهم يفهمون المتكلم بالعربية او الانكليزية او غيرها من لغات اهل الارض.
    ديانتهم:
    ان اكثر الجنة من اليهود فدينهم اليهودية ومنهم مسلمون وليس فيهم نصارى وذلك بدليل قوله تعالى {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ }الأحقاف30. فان المولى سبحانه وتعالى بين لنا في هذه الاية حكاية عن هؤلاء النفر من الجن انهم لم يعرفوا ولم يسمعوا بدين عيسى المسيح(ع) بل انهم على دين موسى(ع) وهذا مايدل على ان شريعة عيسى كانت مختصة بالانس فقط لانها جاءت مكملة ومتتمة ومعدلة للانحراف الذي طرا على شريعة النبي موسى(ع) وقد قام هؤلاء النفر من الجن باعلام قومهم فجاؤا جميعا الى رسول الله(ص) وامنوا به واعتنقوا الدين الاسلامي .
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

  • #2
    شكرا لهذا التوضيح فقد التبس امر الجن على الكثير واسيء استخدام اسمه وموضوعه واستغله الكثيرين من الدجالين اسوء استغلال لمصالح شخصية وخاصة السنوات الأخيرة
    أين الطالب بدم المقتول بكربلاء

    تعليق


    • #3
      تفسير واقعي للجن

      الجان : جن عليه الليل يجن جنا وجنونا : ستره وأظلم عليه . جن الليل : أظلم واختلطت ظلمته . وجن الجنين في الرحم : استتر . و الجآن :اسم فاعل , و اسم و اسم جمع للجن ؛ وحية بيضاء كحلاء العين لا تؤذي (الأقرب ) . و الجآن أبو الجن (التاج) .

      الجن يعني لغة : كل شيء يغطي الشيء الآخر ويستر عليه أو يُظلم عليه ؛ أو كل شيء مظلم أو مستتر عن الأعين .

      وتعني الجن عرفا : كائن يظل مستتر عن أعين البشر إلا أن يظهر بنفسه على أحد .
      ويعتقد المسلمون عموما أن الأرواح غير المرئية ثلاثة أنواع :
      الأول : الملائكة
      والتي هي أرواح خيرة كلها , وهناك من يرى أن الملائكة تصبح شريرة مثل هاروت وماروت , ومثل إبليس الذي كان في أول الأمر ملكا .

      الثاني : الشياطين وهي كلها شريرة .
      والثالث : الجن
      التي بعضها خير وبعضها شر , وأنها تستحوذ على الناس , وأنه باستخدام بعض الحيل يمكن القبض عليها وتسخيرها في بعض الأعمال (معالم التنزيل للقرطبي ) .

      والحقيقة أن كلمة الجن وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف بمدلولات عديدة , تدور كلها بمعنى الساتر أو المستتر . فالجن : كل شيء أو روح أو إنسان يستر غيره أو يبقى هو بنفسه خفيا عن الأعين عموما. ولما كان هذا الفعل يصدر عن أشياء وكائنات كثيرة فلذلك أطلقت هذه التسمية في المصطلح الإسلامي على أكثر من شيء أو كائن

      فالجن الذي ورد في القرآن كانو من البشر حيث كان العرب يسمون الغرباء أو الأجانب أو كبراء القوم بالجن والقرآن نزل بلغة العرب ,كماورد في سورة الجن حيث أنها تتحدث عن (وفد من نصيبين) الذين أتوا الى مكة تحت جنح الظلام خوفا من مشركي مكة وقد عسكروا خارجها وهناك قابلهم النبي (عليه الصلاة والسلام) .وسمعوا القرآن ثم ذهبوا الى قومهم منذرين.وتقول الرواية بأن النبي أرى أصحابه مكان إقامتهم وآثار نيرانهم ...
      فهل للجن آثار يمكن رؤيتها بالعين ألمجردة ؟

      وكذلك ورد في القرآن ,قوله تعالى (ولمى رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا) أي أن موسى رأى عصاه تهتز كالثعبان
      حيث كانت العرب تسمي (الثعبان جاناً ) , لأنه يستتر في الجحور ,
      يقول سيبويه : والجانُّ ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة لا يؤذي وهو كثير في بيوت الناس(لسان العرب)..
      وقد فسرت آية أخرى هذا المعنى ( فإذا هي ثعبان مبين ) وكذلك (فألقاها فإذا هي حية تسعى ) ....


      وكذلك وردت أحاديث كثيرة تحث على النظافة وتصف مالا يمكن رؤيته لصغر حجمه (بالشيطان ) , والشيطان في لغة العرب تطلق على كل مهلك لنفسه أو لغيره , أو كان مخادعا أو حاذقا في صنعته ....
      وهناك بعض الشياطين تكثر في القاذورات والروث والمواد المتفسخة والمتعفنة , وهي الجراثيم بتعبيرنا المعاصر ...

      وقد ورد أيضاً معنى عاما للجن وهو (الاستتار) أو الاستكبار ,وذلك ورد في وصف الشيطان (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه) يعني كان مستكبرا ومن المستترين الذين لا يمكن رؤيتهم , وقد كان العرب يسمون الملائكة (جنا) أيضا فالآية الكريمة تتحدث بلغة العرب وبالمفاهيم المتداولة ....ولذلك فعندما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود كان إبليس مأمورا أيضا لإنه يدخل في معنى (الاستتار) الذي يشمل الملائكة والعلل والقوى الكونية المسخرة لخدمة الإنسان ..
      ...

      وأما معنى الآية (ماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فهي تتحدث عن نوعين من الناس (القادة والرعية ) أو (السادة والعبيد ) أو (الكبراء والتابعين لهم ) ,وكلها تشترك بمعنى واحد هو (الإنسان )
      أو الناس , وهذا يعني بان هذه الكلمة جامعة لمعنى (الإنس والجن ) , كما أن (القوم والنساء ) هم من الناس , قال تعالى (يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ) ...

      فما معنى (يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم )؟
      هذه الآية الكريمة وردت لتحذر الإنسان من الشيطان وأعوانه والذين يراقبون الناس ويتجسسون عليهم بحيث لا يمكن رؤيتهم , وذلك لأنهم يعرفون كيف يكمنون أو كيف يستخدمون الإمكانيات التي تتيح لهم الرصد والمراقبة ,إما عن بعد أو في أماكن خفية ..
      وبما أن القرآن لكل العصور ,فإنه أخبر عن كل شيء, فإننا نرى التطور الهائل في المراقبة بواسطة المنظار والكاميرات المركبة في الأقمار الصناعية وكذلك الأجهزة التي ترسل أشعة خاصة لتكشف ما تحت الملابس و هذا من التقنيات الحديثة التي أخبر عنها القرآن قبل أكثر من 1400 سنة

      فما معنى وخلق الجان من مارج من نار ؟
      هذه الآية الكريمة تتحدث عن الطبائع وليس عن المادة التي خلق منها كبراء القوم
      فكيف تفسر الايات التالية , قال ألله تعالى ( خلق الإنسان من عجل سأريكم اياتي فلا تستعجلون [الأنبياء : 37]
      هل تدل على (مادة ) إسمها العجل أم طبيعة في الإنسان جبل عليها ؟
      وخذ هذه الآية أيضا , قال الله تعالى (الله الذي خلقكم من ضعف)
      هل هناك مادة تسمى الضعف أم هي طبيعة في الإنسان ؟
      إذن النار ليست مادة وإنما طبيعة ...

      فما معنى (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )؟
      هذه الآية تعني بأن إبليس كان من المستكبرين , وأقرأ هذه الآية الكريمة توضح لك الأمر
      قال الله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين [البقرة : 34]
      فهذه الاية تفسر معنى (كان من الجن ) اي كان مستكبرا من الكافرين ....

      لاحظ بان كلمة جن يندرج تحتها الكثير من المعاني , فكيف عرف الناس بأن هناك (مخلوقات شبحية ) وأعطوها كل هذه الأبعاد والمعاني ؟
      ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني بأن لبسا قد حصل وأن الأمر يتطلب إعادة النظر في آيات القرآن الكريم لوضع النقاط على الحروف ...

      وهنا يتبين بأن الجن الشبحي مجرد تصور وهمي ليس إلا ...
      إن الاعتقاد بعالم الجن ذو منشأه ديني في الأساس , حيث انه يجب الاعتقاد بوجود الملائكة والقوى الكونية غير المرئية , والشياطين والأبالسة , حيث يُعتقد بان الإنسان تتصارع في داخله قوتان , قوة الخير التي تأمر الإنسان بالصالح من الأعمال وقوة الشر التي تامر الإنسان بالفساد .

      ثم تطور الأمر الى الاعتقاد بوجود كائن وسطي مثيل للإنسان يمكن أن يكون شريرا أو مسالما بحسب رغبته , ويمكن أن يتدخل في شؤون الإنسان كذلك , ولم يتوقف الأمر الى هذا الحد ,بل أضيفت إليه كثير من القوى الخارقة والغيبيات التي أخرجت الموضوع الى الامتهان من قبل الدجالين والكذبة , ثم اصبحت له سوق رائجة ومدارس وعلوم .

      تعليق

      يعمل...
      X