إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قضية الإمام المهدي (ع) وعلم التوسم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قضية الإمام المهدي (ع) وعلم التوسم.

    منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني (الجزء الثالث)


    الفصل الرابع
    قضية الإمام المهدي (ع) وعلم التوسم.

    إن قضية الإمام المهدي (عليه السلام) هي أهم قضية في هذا العالم لأنها مرتبطة بإقامة الخلافة الحقة التي أرادها لله عز وجل على هذه الأرض في قوله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} .
    وهذه القضية لها ارتباط وثيق بعلم التوسم لأن هذا العلم له مدخلية كبيرة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) .
    فهو (عليه السلام) سيقضي على أعدائه ويتبعهم واحداً واحداً بما أعطاه الله من علم التوسم هو وأصحابه – كما سيمر علينا لاحقاً – ويقوم بقتل هؤلاء الأعداء سواءاً من منافقي الشيعة الذين يظهرون التشيع وهم بعيدون عنه أو من أعدائه الظاهرين أمثال السفيانيين واليهود وغيرهم .
    وبما إن هذا الأمر هو من الأمور الحتمية الوقوع والتي ليس فيها بداء لذا وجب على المنتظرين الموالين للإمام المهدي (عليه السلام) وحتى غير الموالين معرفة مدخلية علم التوسم في قضية الإمام (عليه السلام) واستيعابها أولاً ليقوموا بتهيئة أنفسهم وتنقيتها من الشوائب ، وأن تكون سرائرهم موافقة لما عليه ظاهرهم لكي لا يكونوا عرضه لسيف الإمام (عليه السلام) وسطوته .
    ثم إن الإمام (عليه السلام) سيضع السيف في رقاب كل الكفار والمنافقين والمعاندين وذلك بمرأى ومسمع من الناس ، ومن لم يدرك إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو إمام معصوم ولا يقوم بما يقوم به إلا بإذن الله وبعهد معهود من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    وإنه لا يأخذ إلا الكافر والمنافق والمعاند والمخالف لله ولرسوله ولأهل البيت (عليهم السلام) بما أعطي من علم التوسم فإن (الكافر) سيقع في مفارقة عظيمة سيرى وبالها وينزلق وراء وساوس إبليس وحبائله فيرديه ويودي به إلى الهاوية.
    ومن هنا جاءت أهمية معرفة علم التوسم وارتباطه بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) ، ثم إن هذا العلم سيظهره الإمام المهدي (عليه السلام) ويطوره شانه في ذلك شأن العلوم الأخرى .
    والروايات الشريفة تدل على إن العلم الموجود الآن من لدن آدم إلى زماننا هذا لم يصلنا منه إلا حرفان ، فإذا قام القائم فإنه سيضيف إليها خمسة وعشرين حرفاً لتكتمل سبعاً وعشرين حرفاً .
    والآن سنأتي إلى بيان علم التوسم وإنه من مختصات الإمام المهدي (عليه السلام) والذي خصه الله عز وجل به ، وقد ورد في القرآن أكثرمن آية تدل على إن التوسم من مختصات الإمام (عليه السلام) وإنه يعرف وليه وعدوه عن طريق التوسم .
    ومن هذه الآيات هي قوله تعالى : {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} الرحمن41، والتي سبقت الإشارة إليها ، وأشارت الروايات الشريفة إلى ان هذه الآية نزلت في الإمام المهدي (عليه السلام) ، فقد روي عن معاوية الدهني عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية المتقدمة ، قال : ( يا معاوية ما يقولون في هذا ؟ قلت : يزعمون إن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار . فقال لي : وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم ؟ فقلت : جعلت فداك وما ذلك ؟ قال : ذلك لو قد قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافرين فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبطهم بالسيف خبطاً) بحار الأنوار ج52 ص320- 321 ، الاختصاص ص304 ، بصائر الدرجات ج7 ص356.
    وفي رواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً في قوله تعالى { يعرف المجرمون ......} قال : ( الله سبحانه وتعالى يعرفهم ولكن هذه نزلت في القائم (عليه السلام) هو يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاًَ ما يعرف به سيماهم أي علاماتهم بأنهم مجرمون ) بحار الأنوار ج51 ص58 ، غيبة النعماني ص242 ، تأويل الآيات ص617.
    وفي هذه الروايات دليل واضح على إن علم التوسم هو من مختصات الإمام المهدي (عليه السلام) والذي به يعرف المجرمين فيأخذهم ويقتص منهم .
    ومن المعلوم إن الله سبحانه وتعالى سيكون في أشد تجلياته في الإمام (عليه السلام) وعليه فإن الإمام (عليه السلام) يكون على معرفة بالعلامات وتكون حاضره عنده بما أعطاه الله من السيماء أي من علامات هؤلاء.
    وعليه فهو سلام الله عليه المقصود بالآية السابقة ، وأشار إليه الأئمة (عليهم السلام) في ادعيتهم ومناجاتهم .
    فقد ورد عنهم (عليهم السلام) : ( ...أسألك الأمان يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والإقدام ) البلد الأمين ص319.
    فإذا كان المقصود بهذا اليوم القيامة فهو يوم الحساب الأكبر الذي ليس فيه أمان إلا للمؤمنين فإنهم يأمنون من الفزع الأكبر لا أن يأمنون من أخذ الله سبحانه وتعالى لهم وسوقهم إلى النار ، لأن في هذا اليوم كل يأتي مرهون بعمله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } وطلب الأمان لا ينفع هنا بالنسبة لأصحاب السيئات لأنهم مأخوذون إلى النار .
    أما إذا كان المقصود بهذا اليوم هو يوم قيام القائم (عليه السلام) وأخذه للمجرمين بسيماهم فهنا يصدق طلب الإمان لأن الإنسان لا بد وأن يكون لديه ذنب لأنه غير معصوم ، خلا الأنبياء والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وعليه فكل إنسان يخشى سيف الإمام (عليه السلام) وعقابه ويسألون الله العافية والأمان من ذلك العقاب ولا سيما إن باب التوبة يغلق بقيام الإمام المهدي (عليه السلام) وعليه فالإنسان يتوسل إلى الله عز وجل وأن يكون على استعداد لذلك اليوم وأن يخلص نفسه من الذنوب .
    وهنا لا بد من الإشارة إلى شيء مهم جداً هو الرجعة إن الرجعة في التأويل المعاصر هي ليست رجعة مادية أي رجعة أشخاص معينين بأجسادهم كما يفهمون عامة الناس ولكن الرجعة ستكون رجعة روحية ، أي إن أرواح الأئمة والأولياء والمؤمنين والصالحين سترجع لتسديد أصحاب الإمام (عليه السلام).
    وعليه فإن روح الإمام علي (عليه السلام) ستعود لتسدد القائم (عليه السلام) ، فيصدق القول عندها إن قوله تعالى {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ } المتعلقة برجعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ووسمه لأعداء الله على خراطيمهم إنما المقصود به هنا هو المهدي (عليه السلام) الذي يكون مسدداً بروح جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أي ستضع لهم علامة وسيماء يعرفون بها .
    فقد جاء في الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إنه قال : ( تخرج دابة الأرض ومعها عصى موسى (عليه السلام) وخاتم سليمان (عليه السلام) تجلو وجه المؤمن بعصا موسى (عليه السلام) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان (عليه السلام) ) بحار الأنوار ج53 ص111.
    وقد ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إنه قال وهو يصف دابة الأرض : ( ولا يدركها طالب ولا يفوتها هارب تسم المؤمن بين عينيه فتكتب بين عينيه ( مؤمن ) وتسم وجه الكافر وتكتب بين عينيه ( كافر) ومعها عصا موسى وخاتم سليمان (عليه السلام) فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال له يا مؤمن ويا كافر ) بحار الأنوار ج53 ص125..
    إن الروايات الشريفة تدل على اقتران خروج دابة الأرض زماناً بالإمام المهدي (عليه السلام) وعليه تكون دابة الأرض الواردة في الآية الشريفة هو القائم المهدي (عليه السلام) المسدد بروح جده أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وإنه (عليه السلام) صاحب العصا والميسم وهو الذي سيسم المؤمنين والكافرين بما أعطاه الله عز وجل من علم التوسم والسيماء .

    يتبع يتبع

    .

  • #2

    والدليل على ذلك هو ما جاء في روايات أهل البيت (عليهم السلام) والتي أكدت على هذا المعنى .
    فقد ورد عن أبي عبد الله الجدلي قال : ( دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) : فقال : ألا أحدثك ثلاثاً قبل أن يدخل عليّ وعليك داخل ؟ قلت : بلى ، فقال : أنا عبد الله أنا دابة الأرض صدقها وعدلها وأخو نبيها وأنا عبد الله ، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه ؟ قال : نعم ، فضرب بيده على صدره ، فقال : أنا ) بحار الأنوار ج39 ص243.
    وهذا ما يدل على وجود ارتباط بين المهدي (عليه السلام) ودابة الأرض بدليل قول الإمام (عليه السلام) (ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه ؟ قال : قلت نعم ، فضرب بيده على صدره ، فقال : أنا ) أي إن أنف المهدي (عليه السلام) وعينه هو أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذا لا يمكن حمله على الظاهر بل لا بد من تأويله ، والظاهر من تأويله يكون هكذا :
    فإنف المهدي (عليه السلام) فيه إشارة إلى الروح أي إن روح المهدي (عليه السلام) هي روح جده المرتضى (عليه السلام) أي أن يكون مسدداً بروح الإمام علي (عليه السلام) لأن هناك علاقة وثيقة بين الأنف والروح والوارد إن آخر موضع تستل منه الروح هو الأنف ، كما إن المقصود (بعينه) بصيرته ودينه وعقيدته أي إن دين المهدي وعقيدته هو دين جده أمير المؤمنين (عليه السلام) وعقيدته وهي التوحيد الحقيقي الذي لا شرك فيه مطلقاً .
    الدليل الآخر هو خروج دابة الأرض ومعها عصا موسى (عليه السلام) وخاتم سليمان (عليه السلام) ، إلا إننا لو رجعنا إلى بعض الروايات الواردة من طرق أهل البيت (عليهم السلام) لوجدنا إن عصا موسى وخاتم سليمان (عليهما والسلام) يكونان مع الإمام المهدي (عليه السلام) إذا خرج .
    وإليك هذه الرواية الشريفة الواردة عن أبي جعفر بن علي الباقر (عليهم السلام) : ( إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه (عليهما السلام) ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحمل رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً فيقول أصحابه : إنه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسير ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف فيأكلون ويشربون ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة ) بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص238 ، إثبات الهداة ج3.
    وعن عبد الله بن سنان إنه قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (كانت عصا موسى قضيب من آس من غرس الجنة أتاه بها جبرائيل (عليه السلام) لما توجه تلقاء مدين وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم (عليه السلام) إذا قام ) بحار الأنوار ج52 ص351 ، غيبة النعماني ص238.
    وهذا ما يدل على إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو دابة الأرض وهو الذي يسم المؤمن والكافر بما أعطاه الله من علم التوسم والسيماء التي يعرفهم بها .
    ومن الآيات الأخرى الدالة على توسم الإمام المهدي (عليه السلام) ومعرفة أعدائه ومعاقبتهم هو قوله تعالى : { يَقُولُ الإنسان يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الإنسان يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الإنسان عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } القيامة 10-15.
    فقد ورد في التأويل المعاصر إن هذه السورة (سورة القيامة) يقصد بها القيامة الصغرى المتمثلة بقيام الإمام المهدي (عليه السلام) وعندما قال تعالى {يَقُولُ الإنسان يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ } أي أين المفر من سطوة الإمام المهدي (عليه السلام) فلا مهرب للظالمين المتجبرين الطغاة ، { كَلَّا لَا وَزَرَ } وليس هناك مؤازرة للهاربين من عدل الإمام (عليه السلام) : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } أي يكون المستقر للإمام المهدي (عليه السلام) وفي هذا المعنى هو رب ذلك اليوم وليس رب الأرباب .
    والمهم في هذه السورة والذي يهمنا هنا هو قوله تعالى : { يُنَبَّأُ الإنسان يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } حيث إن الإمام المهدي (عليه السلام) سيخبرهم بكل صغيرة وكبيرة قد اقترفوها وإنه يحكم فيهم دون أن يحتاج إلى بينة - كما بينا في الصفحات اللاحقة – وهذا يدلل على إن الإمام المهدي (عليه السلام) سيخبرهم بما اقترفوه ، بما لديه من علم التوسم ومعرفته بما يظهرون ويخفون ، وعلى هذا الأساس سيحكم بينهم دون الحاجة إلى بينة لأنه سيعلم سرائرهم وما تخفي صدورهم ويحكم وفقاً لذلك .
    وحينما لا ينفع الإنسان عذره في ذلك اليوم لأنه أعرف بنفسه وما إقترفه من ذنوب وسيئات ، وكما إن القرآن أشار إلى توسم الإمام المهدي (عليه السلام) وإنه سيعاقب المجرمين في آخر الزمان وذلك بمعرفته لهم عن طريق سيماهم وما يخفون في أنفسهم .
    فإن الروايات والأحاديث الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) جاءت تؤكد هذا المعنى من حيث إن أهل البيت (عليهم السلام) هم المتوسمون وبالأخص الإمام المهدي (عليه السلام) .
    وإنه سلام الله عليه يعرف الناس من سيماهم صالحون هم أم طالحون .
    فقد ورد عن إبان بن تغلب إنه قال : ( قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا قام القائم (عليه السلام) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح ألا وفيه آية للمتوسمين وهي السبيل المقيم ) بحار الأنوار ج52 ص325 ؛ كمال الدين ج2 ص671.
    ومما يجدر الإشارة إليه إن الأئمة الأطهار من آباء وأجداد الإمام (عليه السلام) لهم القدرة على التعرف على الشخص الذي يقف بين أيديهم صالح أم طالح ، إلا ان التأكيد صار على الإمام المهدي (عليه السلام) لعظم وخطورة المهمة الإلهية العالمية المنوطة به والتي تختلف عما كانت عليه في عهد من سبقه من أهل البيت (عليهم السلام) .
    فمن المعلوم إن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو سيد أهل الدنيا وآخرهم وأعظمهم على الإطلاق كان إذا جاء إليه شخص يعلن إسلامه يقبل منه ذلك ويقول له : ( وكلتك إلى ظاهر إسلامك ) وهو يعلم جيداً ما في قلوب هؤلاء وما يضمرون في أنفسهم وذلك لأن الإسلام كان في بدايته وكان (صلوات الله وسلامه عليه) يأتلف الناس للدخول في الإسلام وجرى هذا الحال مع من جاء بعده من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لأنهم كانوا يخشون على شيعتهم أن يُظهر عليهم .
    أما القائم (عليه السلام) وبما إنه أنيطت به مهمة إقامة دولة العدل الإلهي وإظهار الدين الإسلامي على الدين كله ولو كره الكافرون لذا سيكون استعماله لعلم التوسم بشكل أكبر أو إنه ربما سيقوم بتفعيل العمل بقانون علم التوسم لأنه بحاجة إلى ذلك .
    فهو (عليه السلام) يطهر الأرض من الكافرين والمنافقين والظالمين والمعاندين ولا يمكن أن يتعامل مع هؤلاء على أساس (وكلتك إلى ظاهر إسلامك) لأن قيامه (عليه السلام) يمثل القيامة الصغرى والتي يحاسب فيها الخلق ولا يستتاب فيها أحد أو يترك ليعطي بيّنة أو يلفقها ويمررها كما كان في السابق لأنه لا مجال إلى ذلك .
    بل إنه سلام الله عليه وبعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عليه أن يقتل هؤلاء ولا يستتب أحداً حتى يستطيع تطبيق إرادت السماء في إقامة الخلافة الإلهية الحقة في الأرض وفقاً للعدل الإلهي والقضاء على الشرك والكفر والنفاق .
    فالإمام المهدي (عليه السلام) مع ما ألهم من جوامع العلم لديه القدرة على التوسم ليس فقط في الناس بل يتعداه إلى التوسم في كل حركة كونية أو أرضية وكل سكنة أو حركة سواء كانت للإنسان أو الحيوان أو الجماد أو باقي الموجودات التي خلقها الله فوليه يعلمها لأنه هو من ينزل عليه تأويلها في كل عام في ليلة القدر
    ومن هنا نفهم أهمية علم التوسم في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) وارتباطه بمراحل قيام الإمام (عليه السلام) وإقامته لدولة العدل الإلهي .
    وقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة وثلاثة عشر (يعني مسجد مكة) يعلم أهل مكة ان لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة فيبعث الله تبارك وتعالى ريحا فتنادي بكل واد هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان لا يسأل عليه بينة ) بحار الأنوار ج52 ص286 ؛ كمال الدين ج22 ص671..
    وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام) انه قال : ( لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود لا يسأل عن بينة يعطي كل نفس بحكمها ) بحار الأنوار ج52 ص320.
    وذلك لتطبيق الحق والعدل والتعامل بحزم مع كل المخالفين لإرادة السماء لأن الإنسان لن يترك سدى وقد أعطي المجال الكافي من لدن آدم (عليه السلام) إلى قيام القائم (عليه السلام) وإذا لم يستطع في تلك الفترة الزمنية الكبيرة من تغير نفسه نحو الأفضل فلابد من تدخل السماء في ذلك على سبيل إقامة خلافة الإنسان الحقيقية على وجه الأرض وفرض إرادة السماء والتي هي الأجدى لحل كل المشكلات ولتحقيق الأمل المنشود .
    مما يجعل كل إنسان يخشاه ويهابه ، فقد ورد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه قال : ( بينما الرجل على رأس القائم يأمر وينهي إذ أمر بضرب عنقه فلا يبقى بين الخافقين شيء إلا خافه ) غيبة النعماني ص329.
    وهذا إنما يدل على ما أعطي الإمام المهدي (عليه السلام) من علم التوسم بحيث يتوسم ما في نفوس الناس وما في قلوبهم وينظر إلى باطن الإنسان وليس إلى ظاهره فقط ويعامله على أساس ذلك حتى ولو كان من أصحابه فإنه ينزل به القصاص العادل

    تعليق


    • #3
      اخي الكريم

      1- تفسير اية ((يعرف المجرمون بسيماهم ....)) زاضحة جدا وجزاك الله كل خير

      2- فرأت مرة تفسيرا لا اذكر لمن يقول ان الدابة هي فصيل (ابن) ناقة صالح وآخر يقول انه المخلوق المجهول في بحريرة لوغنيس Lochness في اوربا اضافة الى وصف الامام بالدابة اظنه لا يليق

      3- تفسير سورة القيامة الذي اوردته مقبول بانطباقه على القيامة الصغرى لكن لا يلغي انطباقه على القيامة الكبرى

      ولك مني الشكر والعرفان
      مات التصبر بانتظارك ايها المحيي الشريعة

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم
        لا يقاس الكلام الملائم من جهة نظر العرف فقط بل يجب ملاحظته من جانب الخاب الإلهي والأولى الأخذ بإعتبارات الخطاب الإلهي والإعتداد بها فما قاله الكتاب نقوله ولو رأينا فيه عدم القبول فالقرآن على سبيل المثال خاطب نبي الله موسى (ع) بأنه ولى بقوله ( ولى مدبرا ولم يعقب) وهي كلمة غير مقبولة عرفا فهل نسقها بسبب ذلك من القرآن فكلمة دابة تثير بصورة عامة إلى كل شيء يدب على الأرض وقد قال الباري في كتابه ( وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) وهل أخذ الله بنواصي المؤمنين وعلى رأسهم النبي وأهل البيت أم لا ؟
        أما انطباف سورة القيامة على القيامة الكبرى فقد يكون ممكنا ولا اجزم أو أؤيد لأن الإمام (ع) هو العالم ببطون السورة ومعانيها

        تعليق


        • #5
          شكرا على التوضيح
          مات التصبر بانتظارك ايها المحيي الشريعة

          تعليق


          • #6
            هل يوجد فرق بين علم التوسم والتأويل ام كلاهما نفس المعنى ارجو التوضيح

            تعليق


            • #7
              سؤال مهم الفرق بين التوسم والتأويل هو :
              التوسم : هو ارجاع الشيء من الملك إلى الملكوت . مثال توسم الإمام علي (ع) بالأوزات عندما صحن في وجهه فهذا أمر في عالم الملك ومعناه في عالم الملكوت أن النساء سوف يصرخن على مصاب الإمام عند قتله .
              التأويل : هو اعطاء معنى الشيء الحاصل في عالم الملكوت إلى عالم الملك .مثال لو راى شخص أنه يصلي في الرؤيا والرؤيا بطبيعة الحال في عالم الملكوت وهنا يتم إرجاع هذا المعنى إلى عالم الملك ومعناه أن هذا الشخص سوف ينصر الإمام
              ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

              تعليق


              • #8
                هل هذا يعني انهما متعاكسان الاول عكس الثاني
                قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

                تعليق


                • #9
                  نعم أخي العزيز هو كذلك
                  ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ،،

                    متابعين لمواضيعكم المفيدة .

                    بوركتم.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X