فلسفة الخفاء
(من فكر السيد القحطاني)
ان القضايا والمهام الصعبة وخاصة الالهية منها وفي الكثير من الاوقات والازمان تحاط بشيء من السرية والكتمان وذلك كله للحفاظ على الامر وصاحب الامر كالانبياء والاوصياء احيطوا بنوع من تلك السرية فهذا نبي الله ابراهيم (ع) لما اخبر النمرود بان نهاية ملكه تكون على يد مولود يولد هذا العام امر بقتل كل من يولد في تلك السنة وكانت ام ابراهيم (ع) قد حملت به فلما ولدته اخذته ووضعته في غار في احد الجبال ، وكذلك حصل نفس الشيء مع نبي الله موسى(ع) حيث امر فرعون بقتل كل من يولد وشق بطون الحبالى فما كان من ام موسى الا ان وضعته في تابوت والقته في البحر وهذا ما جرى ايضاً على الامام المهدي(ع) حيث كانت الحكومة المتمثلة بالخليفة العباسي وحاشيته تطلب الامام وتريد القضاء عليه وكانت الحكومة بين الحين والاخر تكبس دار الامام الحسن العسكري (ع) بحثاً عن اي مولد جديد للامام(ع) وكانت تضع الحكومة انذاك العيون من النساء على زوجات الامام الحسن العسكري(ع) وجواريه ولكن الله بمشيئته اخفى حمل امه السيدة الجليلة نرجس كما اخفى ولادته (ع) فلما وضعته امه اخفاه الامام العسكري(ع) ولم يطلع عليه الا خاصة ابيه من خلص الشيعة حتى وقعت الغيبه وكان الخفاء حيث اختلفت ماهية الخفاء هذه المرة فقد صار من الثابت الذي لا يقبل الشك بحسب اعتقاد الشيعة الامامية ان الامام (ع) مولود وهو ابن الامام الحسن العسكري(ع) ولكن التساؤل عن كيفية الخفاء وما هيته وفلسفته وكان من المعروف لدى جميع العلماء والباحثين وبحسب ما صرحت به الاخبار والروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله عليهم اجمعين ان خفاء الامام (ع) في زمن الغيبة بخفاء شخصه عن الناس فهو يرى الناس ولا يرونه وهذا ما جاءت به اغلب الروايات عن الريان بن صلت ، قال : سمعته يقول سئل ابو الحسن الرضا (ع) عن القائم (ع) فقال لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه ) واكمال الدين للشيخ الصدوق . واخرج ايضا باسناده عن جعفر بن محمد الصادق (ع) في حديث قال: ( الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته) . واخرج ايضا باسناده عن عبيد بن زرارة قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول يفقد الناس امامهم فيشهد المواسم ويراهم ولا يرونه) . وهذه الروايات استدل منها الفقهاء والباحثين على خفاء الشخص وانه سلام الله عليه يرى الناس ولا يرونه. ويغيب عن الناس شخصه وهذا مما لا نقاش فيه لدى الشيعة الامامية ولكن ظهرت في السنوات الاخيرة اطروحة جديدة في مسئلة خفاء الامام المهدي(ع) وهي اطروح خفاء العنوان حيث ان اول من قال بها هو السيد الشهيد الصدر( قدس سره الشريف) ومعناه ان الناس ترى الامام (ع) بشخصه لكنها غير ملتفته الى حقيقته اي انهم يرون شخصاً ويحسبونه كباقي الناس ولكنه في الحقيقة هو الامام (ع) وهم لا يعرفونه وقد استدل السيد على هذه المسألة في عدة روايات فقد اخرج الشيخ الطوسي في الغيبة عن السفير الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري انه قال: ( والله ان صاحب هذا الامر ليحضر المواسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه وفي الرواية دلالة واضحة على عدم اختفاء الشخص . وهذا الكلام هو عين الحقيقة ونحن نعتقد بهذا الامر . ولكن لنا انطباع خاص بنا وهو ان الاطروحتين خفاء الشخص وخفاء العنوان يمارسها الامام (ع) في كل وقت من الاوقات ونحن نقول ان الاطروحتين صحيحتين وواقعيتين ولكن الامام(ع) يعيش في كل وقت باطروحة معينة ، واما حال الامام المهدي(ع) الان وكيف يعيش وباي اطروحة من الاطروحتين خفاء الشخص ام العنوان فان هذا من الاسرار التي لا نستطيع الكشف عنها حفاظا على سر الامام (ع) وخوفاً على شخصه من الاعداء .
(من فكر السيد القحطاني)
ان القضايا والمهام الصعبة وخاصة الالهية منها وفي الكثير من الاوقات والازمان تحاط بشيء من السرية والكتمان وذلك كله للحفاظ على الامر وصاحب الامر كالانبياء والاوصياء احيطوا بنوع من تلك السرية فهذا نبي الله ابراهيم (ع) لما اخبر النمرود بان نهاية ملكه تكون على يد مولود يولد هذا العام امر بقتل كل من يولد في تلك السنة وكانت ام ابراهيم (ع) قد حملت به فلما ولدته اخذته ووضعته في غار في احد الجبال ، وكذلك حصل نفس الشيء مع نبي الله موسى(ع) حيث امر فرعون بقتل كل من يولد وشق بطون الحبالى فما كان من ام موسى الا ان وضعته في تابوت والقته في البحر وهذا ما جرى ايضاً على الامام المهدي(ع) حيث كانت الحكومة المتمثلة بالخليفة العباسي وحاشيته تطلب الامام وتريد القضاء عليه وكانت الحكومة بين الحين والاخر تكبس دار الامام الحسن العسكري (ع) بحثاً عن اي مولد جديد للامام(ع) وكانت تضع الحكومة انذاك العيون من النساء على زوجات الامام الحسن العسكري(ع) وجواريه ولكن الله بمشيئته اخفى حمل امه السيدة الجليلة نرجس كما اخفى ولادته (ع) فلما وضعته امه اخفاه الامام العسكري(ع) ولم يطلع عليه الا خاصة ابيه من خلص الشيعة حتى وقعت الغيبه وكان الخفاء حيث اختلفت ماهية الخفاء هذه المرة فقد صار من الثابت الذي لا يقبل الشك بحسب اعتقاد الشيعة الامامية ان الامام (ع) مولود وهو ابن الامام الحسن العسكري(ع) ولكن التساؤل عن كيفية الخفاء وما هيته وفلسفته وكان من المعروف لدى جميع العلماء والباحثين وبحسب ما صرحت به الاخبار والروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله عليهم اجمعين ان خفاء الامام (ع) في زمن الغيبة بخفاء شخصه عن الناس فهو يرى الناس ولا يرونه وهذا ما جاءت به اغلب الروايات عن الريان بن صلت ، قال : سمعته يقول سئل ابو الحسن الرضا (ع) عن القائم (ع) فقال لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه ) واكمال الدين للشيخ الصدوق . واخرج ايضا باسناده عن جعفر بن محمد الصادق (ع) في حديث قال: ( الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته) . واخرج ايضا باسناده عن عبيد بن زرارة قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول يفقد الناس امامهم فيشهد المواسم ويراهم ولا يرونه) . وهذه الروايات استدل منها الفقهاء والباحثين على خفاء الشخص وانه سلام الله عليه يرى الناس ولا يرونه. ويغيب عن الناس شخصه وهذا مما لا نقاش فيه لدى الشيعة الامامية ولكن ظهرت في السنوات الاخيرة اطروحة جديدة في مسئلة خفاء الامام المهدي(ع) وهي اطروح خفاء العنوان حيث ان اول من قال بها هو السيد الشهيد الصدر( قدس سره الشريف) ومعناه ان الناس ترى الامام (ع) بشخصه لكنها غير ملتفته الى حقيقته اي انهم يرون شخصاً ويحسبونه كباقي الناس ولكنه في الحقيقة هو الامام (ع) وهم لا يعرفونه وقد استدل السيد على هذه المسألة في عدة روايات فقد اخرج الشيخ الطوسي في الغيبة عن السفير الثاني الشيخ محمد بن عثمان العمري انه قال: ( والله ان صاحب هذا الامر ليحضر المواسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه وفي الرواية دلالة واضحة على عدم اختفاء الشخص . وهذا الكلام هو عين الحقيقة ونحن نعتقد بهذا الامر . ولكن لنا انطباع خاص بنا وهو ان الاطروحتين خفاء الشخص وخفاء العنوان يمارسها الامام (ع) في كل وقت من الاوقات ونحن نقول ان الاطروحتين صحيحتين وواقعيتين ولكن الامام(ع) يعيش في كل وقت باطروحة معينة ، واما حال الامام المهدي(ع) الان وكيف يعيش وباي اطروحة من الاطروحتين خفاء الشخص ام العنوان فان هذا من الاسرار التي لا نستطيع الكشف عنها حفاظا على سر الامام (ع) وخوفاً على شخصه من الاعداء .
تعليق