عن الامام الصادق (ع) انه قال ( ان ابليس اللعين هو اول من صور صورة على مثال ادم عليه السلام ليفتن بها الناس ويضلهم عن عبادة الله تعالى ، وكان ود في ولد قابيل ، وكان خليفة قابيل على ولده وعلى من بحضرتهم في سفح الجبل يعظمونه ويسودونه فلما ان مات ود جزع عليه اخوته وخلف عليهم ابناً يقال له سواع فلم يغن غنا ابيه منهم فأتاهم ابليس في صورة شيخ فقال قد بلغني ما اصبتم به من موت ود وعظيمكم ،فهل لكم في ان اصور لكم على مثال ود صورة تستريحون اليها وتستأنسون بها ؟ قالواافعل ،فعمد الخبيث الى الانك فاذابه حتى صار مثل الماء .
ثم صور لهم مثال ود في بيته فتدافعوا على الصورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها ، واحب سواع ان يكون التعظيم والسجود له ، فوثب على صورة ود ، فحكها حتى لم يدع منها شيئاً وهموا بقتل سواع ، فوعظهم وقال انا اقوم لكم بما كان يقوم به ود وانا ابنه ، فان قتلتموني لم يكن لكم رئيس ، فمالوا الى سواع بالطاعة والتعظيم . فلم يلبث سواع ان مات وخلف ابناً يقال له يغوث فجزعوا على سواع فاتاهم ابليس وقالانا الذي صورت لكم صورة ود ، فهل لكم ان اجعل لكم مثال سواع ؟ على وجه لا يستطيع احد ان يغيره قالوا فافعل ، فعمد الى عود فنجره ونصبه لهم في منزل سواع ، وانما سمي ذلك العود خلافاً ، لان ابليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود قال فسجدوا له وعظموه وقالوا ليغوث ما نأمنك على هذا الصنم ان تكيده كما كاد ابوك مثال ود، فوضعوا على البيت حراساً وحجاباًثم كانوا يأتون الصنم في يوم واحد ويعظمونه اشد ما كانوا يعظمون سواعاً ، فلما رأى ذلك يغوث قتل الحرس والحجاب ليلاً وجعل الصنم رميماً ، فلما بلغهم ذلك اقبلوا ليقتلوه فتوارى منهم الى ان طلبوه ورأسوه وعظموه .
ثم مات وخلف ابناً يقال له يعوق فاتاه ابليس فقال قد بلغني موت يغوث وانا جاعل لكم مثاله في شيء لا يقدر احد ان يغيره قالوا فافعل ، فعمد الخبيث الى حجر جرع ابيض فنقره بالحديد حتى صور لهم مثال يغوث، فعظموه اشد ما مضى وبنوا عليه بيتاً من حجر وتبايعوا انه لا يفتحوا باب ذلك البيت الا في راس كل سنة وسميت البيعة يومئذ ، بانهم تبايعوا وتعاقدوا عليه فاشتد ذلك على يعوق ، فعمد الى ربطة وسحبه فالقاها في الحاير ثم رماها بالنار ليلاً فاصبح القوم وقد احترق البيت والصنم والحرس ورأوا الصنم ملقى فجزعوا وهموا بقتل يعوق ، فقال لهم ان قتلتم رئيسكم فسدت اموركم فكفوا فلم يلبث ان مات يعوق وخلف ابناً يقال له نسراً ، فاتاهم ابليس فقال : بلغني موت عظيمكم فانا جاعل لكم يعوق في شيء لا يبلى فقالوا افعل فعمد الى الذهب واوقد عليه النار حتى صار كالماء وعمل مثالاً من الطين على صورة يعوق ثم افرغ الذهب فيه ثم نصبه لهم في ديرهم ، واشتد ذلك على نسر ولم يقدر على دخول تلك الدير فان جاز عنهم في فرقة قليلة من اخوته يعبدون نسرا والاخرون يعبدون الصنم . حتى مات نسر وظهرت نبؤة ادريس فبلغه حال القوم وانهم يعبدون جسماً على مثال يعوق وان نسراً كان يعبد من دون الله فصار اليهم بمن معه حتى نزل مدينة نسر وهم فيها فهزمهم وقتل من قتل وهرب من هرب فتفرقوا في البلاد وامروا بالصنم فحمل والقي في البحر فاتخذت كل فرقة منهم صنماً وسموها بأسمائهم فلم يزالوا بعد ذلك قرناً بعد قرن لا يعرفون الا تلك الاسماء . ثم ظهرت نبوة نوح (ع) فدعاهم الى عبادة الله وحده وترك ماكانوا يعبدون من الاصنام فقال بعضهم لا تذرن الهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا ). بحار الانوارج3- ومن هنا يتبين لنا بوضوح كيف بدأت عبادة الاصنام الحجرية وكيف ستكون عبادة الاصنام البشرية فان لتعليق الصور دخلاً في حصول تلك العبادة فقد عبد الناس جيلاً بعد جيل الاصنام الحجرية لا لشيء ولا لأعتقاد منهم بصحة هذه العبادة ولكنهم وجدوا ابائهم قد وضعوا تماثيل لسادتهم وزعمائهم في بيوتهم وراحوا يسجدون لصوراً معلقة في بيوتهم لشخصيات معروفة في المجتمع كالشخصيات السياسية والقيادية فتجد صوراً لرؤساء او حكماء او علماء او شيوخ وقد كبر هذا الجيل وتربى على احترام كل اصحاب الصور من دون النظر الى المصلح منهم او المفسد والصحيح من السقيم ومن هنا بدأت عبادة الاصنام البشرية والحقيقة فقد اساء الناس حتى العلماء الصالحين الذين لا يرتضي لهم المولى تبارك وتعالى ان يعاملوا كمعاملة الاصنام فان العالم العامل ليس الاقتداء به من خلال صورته المعلقة على الجدار انما في فكره وما قام به من اصلاح وهداية وقيادة للمجتمع كما ان الناس وللاسف الشديد بدأت تطيع اصحاب هذه الصور في كل شيء وهذا غير صحيح تماماً فالطاعة اما ان تكون للمعصوم التي هي طاعة لله واما ان تكون لغيره وغير المعصوم يخطأ حتماً اذن فلا يطاع غير معصوم في كل شيء لان طاعة لغير المعصوم في كل شيء طاعة للشيطان لان الخطأ يكون من الشيطان . وهذه الطاعة قد وصفها الله وذمها في كتابه الكريم ووصفها بانها عبادة لأشخاص من دون الله . قال تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ }التوبة31.
فقد جاء في تفسير هذه الاية عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال: قلت له {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} فقال : اما والله ما دعوهم الى عبادة انفسهم ولو دعوهم الى عبادة انفسهم ما اجابوهم ولكنهم احلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) الميزان ج9 - وعن ابي جعفر في قوله (احبارهم ورهبانهم) فانهم اطاعوا واخذوا بقولهم واتبعوا ما امروهم به ودانوا بما دعوهم اليه فأتخذوهم ارباباً بطاعتهم لهم وتركهم امر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم ) تفسير القمي ج1- وقال صاحب الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي (رحمه الله ) (( واتخاذهم الاحبار والرهبان ارباباً من دون الله هو اصغاؤهم لهم واطاعتهم من غير قيد وشرط ولا يطاع كذلك الا الله )) الميزان ج1- وللاسف الشديد فان هذا ما نعيشه اليوم فاننا اصبحنا ناخذ ونقبل بكلام كل من يدعي انه عالم مع ان كلام العلماء وفتاويهم تعارض بعضها البعض وهذا مما لا يخفى فهل ان جميع تلك الاراء والفتاوي من الله يا ترى اما ماذا؟ كما انه قد ورد عن المعصوم (ع) ( اياكم وتنصيب غير الحجة فتقبلوا منه كل ما يقول ) . واما بالنسبة لهذه العبودية فانها تكون عبر عدة مراحل
1- اطلاق الفاظ ما انزل الله بها من سلطان وتسمية هؤلاء الناس باسماء والقاب بعيدة كل البعد عن دعاة الحق واهله الذين يرفضون ان تطلق عليهم مثل هذه الالقاب فان العلماء والاولياء الصالحين لا يرون انفسهم ولا يعرفون الا الله مولاهم الحق .
2- ظهور عدة اشخاص بين الناس كأرباباً متفرقون وتسبب ذلك في فرقة الامة وتشتتهم وراح بعضهم يكذب بعضاً ويتهم بعضهم البعض الاخر كما جاء عن الامام الحسين (ع) انه قال ( لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويتفل بعضكم في وجوه بعض ويشهد بعضهم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضاً . فقلت له ما في ذلك الزمان من خير ؟ فقال الحسين (ع) الخير كله في ذلك الزمان ، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله ) غيبة النعماني . فقد جاءت الاحاديث والروايات الشريفة عن ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم التي تحكي عن الامام المهدي وما يواجهه من التكذيب والتهم من علماء السوء الذين يخرجون في اخر الزمان وتتخذهم الناس ارباباً من دون الله ان يطيعونهم ويصدقون بكلامهم وفتاويهم المضلة التي يوجهونها الى الامام (ع) ودعوته وانصاره وممهديه فعن مالك بن ضمرة قال : قال امير المؤمنين (ع) ( يا مالك يابن ضمرة كيف انت اذا اختلفت الشيعة هكذا؟ وشبك بين اصابعه وادخل بعضها في بعض فقلت يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال :الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على امر واحد ) غيبة النعماني . هؤلاء السبعين رجل هم من علماء السوء المضلين كما ذكر ذلك الكثير من العلماء والكتاب في كتبهم وابحاثهم ،واما اثبات عبادة الاصنام البشرية في اخر الزمان ما جاء في الروايات التي عدت كعلامات المهدي (ع) فمن تلك الروايات ما ورد عن المعصوم (ع)( … والاصلع المقتول صبراً في بيعة الاصنام ) والحقيقة انه لا وجود للاصنام الحجرية في عصر ظهور الامام (ع) لكن المقصود في الرواية هي الاصنام البشرية وبقرينة قول الامام (ع) في الرواية ( في بيعة الاصنام ) فان البيعة لا تكون الا للبشر ولا تكون البيعة للحجارة حتماً. كما انه قد صرحت الروايات بان امة محمد يتبع اخرها اولها كما ان ما يجري في الامم السابقة يجري في امة محمد (ص) فعن الامام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى (( لتركبن طبقاً عن طبق )) فقال الامام (ع) واي من كان قبلكم -بحار الانوار ج52- وعن رسول الله (ص) قال (لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطئون طريقهم : شبراً بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه...) تفسير القمي ج2- وقد كانت عبادة الاصنام منتشرة كما لا يخفى في بداية الدعوة الاسلامية ولما كانت دعوة المهدي (ع)لها شبه بدعوة جده المصطفى (ص) كما جاء في الرواية عن ابي جعفر (ع) انه قال: ( ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى امر جديد كما دعا اليه رسول الله وان الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) بحار الانوار ج13- وعن ابي عبد الله (ع) انه قال( الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت: اشرح لي هذا اصلحك الله فقال: يستأنف الداعي منا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله (ص) بحار الانوار ج13- اقول بعد ان تأكد شبه دعوة المهدي (ع) بدعوة الرسول الكريم (ص) فلا بد ان يسبق دعوة المهدي (ع) ظهور عبادة للاصنام ولكن هذه المرة تكون اصناما بشرية كما ان الواضح من الروايات والاخبار ان ما جرى في الامم السابقة يجري في امة محمد(ص) وقد كان سائداً في الامم السابقة عبادة الاصنام وهذا مما لا يختلف عليه اثنين فان عبادة الاصنام ستظهر في زمن ظهور الامام المهدي (ع) .
ثم صور لهم مثال ود في بيته فتدافعوا على الصورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها ، واحب سواع ان يكون التعظيم والسجود له ، فوثب على صورة ود ، فحكها حتى لم يدع منها شيئاً وهموا بقتل سواع ، فوعظهم وقال انا اقوم لكم بما كان يقوم به ود وانا ابنه ، فان قتلتموني لم يكن لكم رئيس ، فمالوا الى سواع بالطاعة والتعظيم . فلم يلبث سواع ان مات وخلف ابناً يقال له يغوث فجزعوا على سواع فاتاهم ابليس وقالانا الذي صورت لكم صورة ود ، فهل لكم ان اجعل لكم مثال سواع ؟ على وجه لا يستطيع احد ان يغيره قالوا فافعل ، فعمد الى عود فنجره ونصبه لهم في منزل سواع ، وانما سمي ذلك العود خلافاً ، لان ابليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود قال فسجدوا له وعظموه وقالوا ليغوث ما نأمنك على هذا الصنم ان تكيده كما كاد ابوك مثال ود، فوضعوا على البيت حراساً وحجاباًثم كانوا يأتون الصنم في يوم واحد ويعظمونه اشد ما كانوا يعظمون سواعاً ، فلما رأى ذلك يغوث قتل الحرس والحجاب ليلاً وجعل الصنم رميماً ، فلما بلغهم ذلك اقبلوا ليقتلوه فتوارى منهم الى ان طلبوه ورأسوه وعظموه .
ثم مات وخلف ابناً يقال له يعوق فاتاه ابليس فقال قد بلغني موت يغوث وانا جاعل لكم مثاله في شيء لا يقدر احد ان يغيره قالوا فافعل ، فعمد الخبيث الى حجر جرع ابيض فنقره بالحديد حتى صور لهم مثال يغوث، فعظموه اشد ما مضى وبنوا عليه بيتاً من حجر وتبايعوا انه لا يفتحوا باب ذلك البيت الا في راس كل سنة وسميت البيعة يومئذ ، بانهم تبايعوا وتعاقدوا عليه فاشتد ذلك على يعوق ، فعمد الى ربطة وسحبه فالقاها في الحاير ثم رماها بالنار ليلاً فاصبح القوم وقد احترق البيت والصنم والحرس ورأوا الصنم ملقى فجزعوا وهموا بقتل يعوق ، فقال لهم ان قتلتم رئيسكم فسدت اموركم فكفوا فلم يلبث ان مات يعوق وخلف ابناً يقال له نسراً ، فاتاهم ابليس فقال : بلغني موت عظيمكم فانا جاعل لكم يعوق في شيء لا يبلى فقالوا افعل فعمد الى الذهب واوقد عليه النار حتى صار كالماء وعمل مثالاً من الطين على صورة يعوق ثم افرغ الذهب فيه ثم نصبه لهم في ديرهم ، واشتد ذلك على نسر ولم يقدر على دخول تلك الدير فان جاز عنهم في فرقة قليلة من اخوته يعبدون نسرا والاخرون يعبدون الصنم . حتى مات نسر وظهرت نبؤة ادريس فبلغه حال القوم وانهم يعبدون جسماً على مثال يعوق وان نسراً كان يعبد من دون الله فصار اليهم بمن معه حتى نزل مدينة نسر وهم فيها فهزمهم وقتل من قتل وهرب من هرب فتفرقوا في البلاد وامروا بالصنم فحمل والقي في البحر فاتخذت كل فرقة منهم صنماً وسموها بأسمائهم فلم يزالوا بعد ذلك قرناً بعد قرن لا يعرفون الا تلك الاسماء . ثم ظهرت نبوة نوح (ع) فدعاهم الى عبادة الله وحده وترك ماكانوا يعبدون من الاصنام فقال بعضهم لا تذرن الهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا ). بحار الانوارج3- ومن هنا يتبين لنا بوضوح كيف بدأت عبادة الاصنام الحجرية وكيف ستكون عبادة الاصنام البشرية فان لتعليق الصور دخلاً في حصول تلك العبادة فقد عبد الناس جيلاً بعد جيل الاصنام الحجرية لا لشيء ولا لأعتقاد منهم بصحة هذه العبادة ولكنهم وجدوا ابائهم قد وضعوا تماثيل لسادتهم وزعمائهم في بيوتهم وراحوا يسجدون لصوراً معلقة في بيوتهم لشخصيات معروفة في المجتمع كالشخصيات السياسية والقيادية فتجد صوراً لرؤساء او حكماء او علماء او شيوخ وقد كبر هذا الجيل وتربى على احترام كل اصحاب الصور من دون النظر الى المصلح منهم او المفسد والصحيح من السقيم ومن هنا بدأت عبادة الاصنام البشرية والحقيقة فقد اساء الناس حتى العلماء الصالحين الذين لا يرتضي لهم المولى تبارك وتعالى ان يعاملوا كمعاملة الاصنام فان العالم العامل ليس الاقتداء به من خلال صورته المعلقة على الجدار انما في فكره وما قام به من اصلاح وهداية وقيادة للمجتمع كما ان الناس وللاسف الشديد بدأت تطيع اصحاب هذه الصور في كل شيء وهذا غير صحيح تماماً فالطاعة اما ان تكون للمعصوم التي هي طاعة لله واما ان تكون لغيره وغير المعصوم يخطأ حتماً اذن فلا يطاع غير معصوم في كل شيء لان طاعة لغير المعصوم في كل شيء طاعة للشيطان لان الخطأ يكون من الشيطان . وهذه الطاعة قد وصفها الله وذمها في كتابه الكريم ووصفها بانها عبادة لأشخاص من دون الله . قال تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ }التوبة31.
فقد جاء في تفسير هذه الاية عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال: قلت له {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} فقال : اما والله ما دعوهم الى عبادة انفسهم ولو دعوهم الى عبادة انفسهم ما اجابوهم ولكنهم احلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ) الميزان ج9 - وعن ابي جعفر في قوله (احبارهم ورهبانهم) فانهم اطاعوا واخذوا بقولهم واتبعوا ما امروهم به ودانوا بما دعوهم اليه فأتخذوهم ارباباً بطاعتهم لهم وتركهم امر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم ) تفسير القمي ج1- وقال صاحب الميزان السيد محمد حسين الطباطبائي (رحمه الله ) (( واتخاذهم الاحبار والرهبان ارباباً من دون الله هو اصغاؤهم لهم واطاعتهم من غير قيد وشرط ولا يطاع كذلك الا الله )) الميزان ج1- وللاسف الشديد فان هذا ما نعيشه اليوم فاننا اصبحنا ناخذ ونقبل بكلام كل من يدعي انه عالم مع ان كلام العلماء وفتاويهم تعارض بعضها البعض وهذا مما لا يخفى فهل ان جميع تلك الاراء والفتاوي من الله يا ترى اما ماذا؟ كما انه قد ورد عن المعصوم (ع) ( اياكم وتنصيب غير الحجة فتقبلوا منه كل ما يقول ) . واما بالنسبة لهذه العبودية فانها تكون عبر عدة مراحل
1- اطلاق الفاظ ما انزل الله بها من سلطان وتسمية هؤلاء الناس باسماء والقاب بعيدة كل البعد عن دعاة الحق واهله الذين يرفضون ان تطلق عليهم مثل هذه الالقاب فان العلماء والاولياء الصالحين لا يرون انفسهم ولا يعرفون الا الله مولاهم الحق .
2- ظهور عدة اشخاص بين الناس كأرباباً متفرقون وتسبب ذلك في فرقة الامة وتشتتهم وراح بعضهم يكذب بعضاً ويتهم بعضهم البعض الاخر كما جاء عن الامام الحسين (ع) انه قال ( لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويتفل بعضكم في وجوه بعض ويشهد بعضهم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضاً . فقلت له ما في ذلك الزمان من خير ؟ فقال الحسين (ع) الخير كله في ذلك الزمان ، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله ) غيبة النعماني . فقد جاءت الاحاديث والروايات الشريفة عن ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم التي تحكي عن الامام المهدي وما يواجهه من التكذيب والتهم من علماء السوء الذين يخرجون في اخر الزمان وتتخذهم الناس ارباباً من دون الله ان يطيعونهم ويصدقون بكلامهم وفتاويهم المضلة التي يوجهونها الى الامام (ع) ودعوته وانصاره وممهديه فعن مالك بن ضمرة قال : قال امير المؤمنين (ع) ( يا مالك يابن ضمرة كيف انت اذا اختلفت الشيعة هكذا؟ وشبك بين اصابعه وادخل بعضها في بعض فقلت يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال :الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على امر واحد ) غيبة النعماني . هؤلاء السبعين رجل هم من علماء السوء المضلين كما ذكر ذلك الكثير من العلماء والكتاب في كتبهم وابحاثهم ،واما اثبات عبادة الاصنام البشرية في اخر الزمان ما جاء في الروايات التي عدت كعلامات المهدي (ع) فمن تلك الروايات ما ورد عن المعصوم (ع)( … والاصلع المقتول صبراً في بيعة الاصنام ) والحقيقة انه لا وجود للاصنام الحجرية في عصر ظهور الامام (ع) لكن المقصود في الرواية هي الاصنام البشرية وبقرينة قول الامام (ع) في الرواية ( في بيعة الاصنام ) فان البيعة لا تكون الا للبشر ولا تكون البيعة للحجارة حتماً. كما انه قد صرحت الروايات بان امة محمد يتبع اخرها اولها كما ان ما يجري في الامم السابقة يجري في امة محمد (ص) فعن الامام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى (( لتركبن طبقاً عن طبق )) فقال الامام (ع) واي من كان قبلكم -بحار الانوار ج52- وعن رسول الله (ص) قال (لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطئون طريقهم : شبراً بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه...) تفسير القمي ج2- وقد كانت عبادة الاصنام منتشرة كما لا يخفى في بداية الدعوة الاسلامية ولما كانت دعوة المهدي (ع)لها شبه بدعوة جده المصطفى (ص) كما جاء في الرواية عن ابي جعفر (ع) انه قال: ( ان قائمنا اذا قام دعا الناس الى امر جديد كما دعا اليه رسول الله وان الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) بحار الانوار ج13- وعن ابي عبد الله (ع) انه قال( الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت: اشرح لي هذا اصلحك الله فقال: يستأنف الداعي منا دعاءاً جديداً كما دعا رسول الله (ص) بحار الانوار ج13- اقول بعد ان تأكد شبه دعوة المهدي (ع) بدعوة الرسول الكريم (ص) فلا بد ان يسبق دعوة المهدي (ع) ظهور عبادة للاصنام ولكن هذه المرة تكون اصناما بشرية كما ان الواضح من الروايات والاخبار ان ما جرى في الامم السابقة يجري في امة محمد(ص) وقد كان سائداً في الامم السابقة عبادة الاصنام وهذا مما لا يختلف عليه اثنين فان عبادة الاصنام ستظهر في زمن ظهور الامام المهدي (ع) .