إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابن الله وابن الإنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن الله وابن الإنسان


    من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني

    أما بالنسبة لما جاء في الأحاديث والروايات التي ذكرت نزوله في أخر الزمان من السماء في وقت خروج الإمام المهدي (عليه السلام) فانه سيكون بحسب الرجعة الروحية أي نزول روح عيسى بن مريم (عليه السلام) ورجوعها إلى هذه الحياة الدنيا لتسدد شخصاً مؤمناً له شبه كبير بعيسى بن مريم من حيث الخَلق والخُلق، وسوف يكون ذلك الشخص مولود من أم و أب آدميين لذلك فانه يدعى (ابن الإنسان).
    وبذلك نفهم السر في إطلاق الإنجيل لهذا اللقب بكثرة حينما يتحدث عن قيامة عيسى (عليه السلام) في أخر الزمان بينما كان يطلق ابن الله على عيسى (عليه السلام) في ذلك الزمان وقد وقع خلاف كبير ولا يزال مستمراً إلى يومنا هذا حول هذا اللقب فالكثير من المسيحيين يعتقدون إن عيسى (عليه السلام) هو ابن الله لأنه لم يولد من أب .
    بينما يرفض المسلمون ذلك بشدة إيمانا منهم بان الله سبحانه وتعالى واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له صاحبة أو ولداً، كما ذكرت ذلك الآيات القرآنية الكثيرة.
    والحقيقة هناك شبهة قد وقع بها المسيحيون، فالحق إن عيسى (عليه السلام) ابن الله بالتبني وليس بالمعنى المعهود في الأبوة والبنوة أي بالمعنى المادي لأنه (عليه السلام) لم يكن له أب يرعاه فكان المربي له والمتكفل به بصورة مباشرة هو المولى تبارك وتعالى وذلك من خلال تأييده بالروح القدس منذ صغره.
    قال تعالى: { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالانجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إن هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }( ).
    وبناءاً على هذا فيكون الكلام مقبولاً ولا إشكال فيه فإن الخلق كلهم أبناء الله أو على الأقل إن الأنبياء هم أبناء الله إلا إن هذا اللقب أشتهر به عيسى (عليه السلام) لهذا المعنى المذكور آنفاً.
    أما مسألة ابن الإنسان فإننا لو تتبعنا الأناجيل لوجدنا أكثر الآيات التي ذكرت ابن الإنسان تتحدث عن مجيئه في آخر الزمان وهذا اللقب لا يكون منطبقاً انطباقاً تاماً وكاملاً إلا أن يكون الشخص مولود من أب وأم عندها يمكن أن نطلق عليه ابن الإنسان ويكون الإطلاق حينها مناسباً تماماً، نعم يصح أن يطلق هذا اللقب على مولود من أم فقط كما حصل مع عيسى (عليه السلام) إلا أن إطلاقه كاملاً وتاماً لا يستقيم لو كان المولود لام فقط .
    وبهذا يتبين إن ابن الإنسان الذي هو عيسى آخر الزمان يكون مولود من أب وأم ويكون مسدداً من قبل روح عيسى (عليه السلام) ومؤيداً بها، والواقع إن إطلاق ابن الله على ابن الإنسان ليس مقبولاً تماماً بل إن ابن الله غير ابن الإنسان كما تبين، ولا ادري كيف يعتقد المسيحيون وفيهم المثقفون والعلماء والباحثون بان النبي عيسى هو ابن الله بالمعنى المتعارف عندهم فكيف قبلوا أن يكون لله ولداً ، كما كان من شان خلقه الذين جعلهم يتزاوجون ويولدون .
    ومما يؤكد إن ابن الإنسان الذي يأتي في أخر الزمان هو شخص آخر شبيه لعيسى في الخلق والخلق ويكون مسدداً بروح عيسى (عليه السلام) وليس هو عيسى (عليه السلام) نفسه ما جاء في رؤيا دانيال حيث جاء فيها :
    ( كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام ، فقربه قدامه )( ).
    فانه رأى مثل ابن الإنسان ولم ير ابن الإنسان نفسه على فرض إن ابن الإنسان هو عيسى فلو كان ابن الإنسان عيسى (عليه السلام) فمن هو الذي رآه دانيال وقال عنه مثل ابن إنسان.
    وهذا النص الموجود في التوراة يثبت عدم صحة من أعتقد من المسلمين إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) لأنه جاء فيه مثل ابن إنسان جاء إلى القديم الأيام )
    فلو كان ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) فمن هو قديم الأيام يا ترى ؟!.
    وإذا فرضنا إن قديم الأيام شخصاً آخر فكيف يستقيم المعنى إن الإمام المهدي (عليه السلام) على فرض هو ابن الإنسان يأتي ويسلم إلى شخص آخر علماً إن عقيدتنا في الإمام المهدي (عليه السلام) انه هو القائد والمنقذ في آخر الزمان وليس هناك ثمة شخص آخر أعلى مقاماً منه .
    وللأسف فقد أخطأ الكثير من المسلمين وخاصة العلماء منهم حينما اعتقدوا إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام)، حيث تسالم عليه عندهم وفي دراساتهم للإنجيل إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) .
    وإن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد على إن ابن الإنسان غير الإمام المهدي (عليه السلام) حيث وردت الكثير من النصوص في الإنجيل بلفظ ابن الإنسان وكان فيها دلالة واضحة وأكيدة على انه عيسى (عليه السلام) ولا يمكن أن نحمل ألفاظ تلك النصوص على غيره فقد ورد :
    (وابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يُسلَّمُ ابن الإنسان أكان خيراً له أن لا يولد)( ).
    فهذا النص لا يمكن حمله على غير النبي عيسى (عليه السلام) .
    وقد ورد أيضا:
    ( فقالوا له من أنت ؟ فقال يسوع: أخبرتكم من البدء. عندي أشياء كثيرة أقولها فيكم، وأشياء كثيرة احكم بها عليكم. لكن الذي أرسلني صادق، وما سمعته أقوله للعالم. فما فهموا انه يحدثهم عن الأب، فقال لهم: متى عرفتم ابن الإنسان عرفتم إني أنا هو )( ) .
    فمن هذا النص يتبين لنا واضحاً وبما لا يقبل الشك إن ابن الإنسان هو نفسه عيسى بن مريم (عليه السلام) ، فلماذا يقول الباحثون والعلماء حينما يذكرون إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي خاصة إذا ما سألهم المسيحيون عن ذلك ؟.
    وقد ورد أيضا:
    ( سيسلم ابن الإنسان إلى أيدي الناس فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم من بين الأموات )( ).
    وهناك الكثير من النصوص التي تؤكد وتدل على إن لفظ ابن الإنسان لا يصح حمله على غير عيسى (عليه السلام)، نعم فقد وردت بعض النصوص التي لا يصح حملها على عيسى (عليه السلام) الذي عاش في ذلك الزمان إلا أن ذلك لا يعني إن ابن الإنسان هنا هو الإمام المهدي (عليه السلام)، بل هناك أدلة كثيرة تؤكد إن ابن الإنسان هو أحد ممهدي الإمام (عليه السلام) وهو اليماني الموعود أشبه الناس بعيسى بن مريم (عليه السلام).
    فقد ورد في التوراة هذا النص:
    ( وبينما كنت أرى، نصبت عروش، فجلس شيخ طاعن في السن وكان لباسه ابيض كالثلج، وشعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار، وتخدمه ألوف ألوف، وتقف بين يديه ربوات ربوات فجلس أهل القضاء وفتحت الأسفار- إلى إن قال- ورأيت في منامي ذلك الليل فإذا بمثل ابن إنسان آتيا على سحاب السماء، فأسرع إلى الشيخ الطاعن في السن فقرب إلى أمامه وأعطي سلطاناً ومجداً وملكاً حتى تعبده الشعوب من كل امة ولسان ويكون سلطانه سلطاناً أبدياً لا يزول وملكه لا يتعداه الزمن )( ).
    وفي ترجمة أخرى للإنجيل ورد بدلاً من الشيخ الطاعن في السن (قديم الأيام) فإذا كان ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) فمن هذا الشيخ الطاعن في السن أو القديم الأيام الذي ينصب له عرش يا ترى ؟ .
    أليس في هذا الكلام (الشيخ الطاعن) أو(قديم الأيام) إشارة ودلالة واضحة على الإمام المهدي (عليه السلام)، وان المقصود من الشيخ الطاعن أو القديم الأيام هو طول عمره الشريف (عليه السلام) .
    ومن المعلوم ان الإمام (عليه السلام) ليس فوقه أحد حتى إن المسيح يكون تابعاً له، فإذا تنزلنا جدلاً وقلنا إن ابن الإنسان هو الإمام (عليه السلام) فكيف يسلم ويأتي ويقدم أمام الشيخ الطاعن؟ ومن يكون ذلك الشيخ يا ترى حتى يسلم له ابن الإنسان؟.
    ثم إننا لو تابعنا النص التوراتي المتقدم الذكر لوجدنا له انطباقاً في القران فقد قال تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }( ).
    وقد ورد أن الإمام يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل القرآن بقرآنهم .
    فيتضح من ذلك إن هذه الآية هي عين ذلك النص الوارد في رؤيا دانيال وبذلك يتبين إن الشيخ الطاعن الذي يجلس على العرش فجلس أهل القضاء وتفتح الأسفار هو الإمام المهدي (عليه السلام) كما اخبر بذلك الإمام الصادق (عليه السلام) في تأويل الآية المتقدمة .
    ثم انه ورد: (فَقَالَ يَسُوعُ أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْن الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ) ( ).
    وهذا النص لا يدل على إن ابن الإنسان هو الإمام المهدي (عليه السلام) نعم فهو لا ينطبق على عيسى (عليه السلام) إلا إننا لو عرضنا هذا النص على أحاديث وروايات النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأهل بيته (عليه السلام) لوجدناه مطابقاً لتلك الأحاديث والروايات .
    فقد جاء في الرواية الواردة عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
    ( إذا أذن الإمام (عليه السلام) دعا الله باسمه العبراني فإنتخب له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الألوية منهم من يفقد عن فراشهم ليلاً ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه ...)( ).
    فهذه الرواية وغيرها كثير من الروايات تؤكد إن أصحاب الإمام (عليه السلام) ينتقلون بوسائل نقل متعددة وحديثة ومتطورة .


    يتبع يتبع

  • #2
    وأما من يقول بان ذلك معجزة ولا تكون المعجزة في آخر الزمان إلا للإمام (عليه السلام) فأقول جاء في الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
    ( يركب المهدي الهواء لا بسحر ولا بفتنة عين، بل بعلم يعرفه من سبقوه .... )( ).
    وبهذا يتبين إن المسير في السحاب يكون عن طريق العلم الحديث والذي يتضح من هذه الروايات التي تتحدث عن كيفية انتقال أصحاب الإمام المهدي ووصولهم إلى مكة بغاية من السرعة .
    أقول يتضح إن منهم شخصاً واحداً يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه وان هذا الشخص كما أشارت الروايات هو أفضلهم أي أفضل الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، إذن فهو وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وهو صاحب دعوته لذلك يكون معروفاً باسمه واسم أبيه ومعروف الأوصاف والنسب من قبل الناس.
    ومعنى هذا إن الشخص المذكور في النص الإنجيلي المتقدم هو نفسه هذا الشخص لأن الاثنين يسيران في السحاب، فدل هذا على أنهما شخص واحد لا شخصان، ولم تخبرنا الروايات إن الإمام المهدي حينما يخرج في مكة المكرمة يأتي محمولاً على السحاب بل إن الروايات دلت وأشارت إلى وزيره والذي هو أحد أصحابه والذي يأتي محمولاً على السحاب .
    (وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْن الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ)
    إن ابن الإنسان وهو وزير المهدي (عليه السلام) يأتي في السحاب بقوة وتسديد من الإمام (عليه السلام)، ودلت على ذلك رواية صريحة في هذا المعنى فقد وردت عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) حيث قال:
    ( ما كان قول لوط (عليه السلام) لقومه { لو كان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} إلا تمنياً لقوة القائم المهدي وشدة أصحابه وهم الركن الشديد ......)( ) .
    فالقوة التي تمناها لوط (عليه السلام) والتي ذكرها المولى في كتابه والتي بينها الصادق (عليه السلام) ،هي قوة القائم المهدي (عليه السلام)، إذن فالقوة في النص الإنجيلي المذكور هي قوة القائم المهدي أي إن ابن الإنسان حينما يأتي على السحاب يكون مؤيداً ومسدداً بقوة القائم المهدي (عليه السلام) .
    وبهذا يتأكد إن ابن الإنسان غير الإمام المهدي (عليه السلام) ولمزيد من البيان نقول إن ابن الإنسان هو عيسى بن مريم (عليه السلام) في زمان بعثته والنصوص التي ذكرناها في بداية الجواب ، والتي قلنا انه لا يمكن حملها على غيره تتحدث عنه أما النصوص التي تحكي عن المستقبل ، والتي تبشر بمجيء ابن الإنسان في آخر الزمان فهي تتحدث عن اليماني الموعود والذي يخرج مسدداً ومؤيداً بروح عيسى (عليه السلام) وهو من يسير على السحاب كما بينا، وبحسب الروايات الشريفة فهو شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام)، فكما كان للمسيح شبيه في زمانه قال تعالى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ }( ) .
    وقد دلت الروايات على انه ألقى الشبه على أحد أصحابه ورفع إلى السماء وكذلك سيكون له شبيه في آخر الزمان، فإن مسألة الشبه ليست مستعصية أو صعبة بل هي حقيقة مؤكدة أثبتتها الكثير من الأحاديث والروايات والأخبار والقصص، بل إن واقعنا لا يكاد يخلو منها، ففي الكثير من الأحيان نلتقي أو نرى أناس متشابهون إلى درجة بحيث يصعب التفريق أو التمييز بينهم وهذا ما أثبته العلم الحديث( ).
    فقد اكتشف علم الوراثة والجينات بان هناك أطلس كامل للجينات البشرية تحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية بحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأ البشري وهو آدم (عليه السلام)، فالجينات الموجودة في الناس اليوم هي مجموعة الجينات الوراثية الواصلة إليهم من إبائهم وأجدادهم في القرون الأولى ولو نضدت هذه الجينات في مولود في زماننا هذا بنفس التنضيد لأحد أبائه في القرون الأولى لكان المولود شبيه لذلك الشخص الذي وجد قبل آلاف السنين مثلاً بل انه يصعب على الآخرين التمييز بينها لو أمكن وشوهد الاثنين معاً. وبناءً على هذا أمكن ظهور شخص في آخر الزمان يشبه عيسى بن مريم (عليهما السلام) .
    فقد جاء في الرواية الشريفة التي أوردها الحر العاملي في الجزء الثالث من كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها :
    ( إن القائم المهدي من ولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسُمتاً وهيبة ...)( ).
    والمقصود بالقائم المهدي في هذه الرواية اليماني الموعود كما سيأتي.
    فإن من المعلوم إن الإمام المهدي (عليه السلام) شبيه نبي الله موسى (عليه السلام).
    ومعنى هذا إن هذا الممهد الذي يسير في السحاب يكون من ولد علي (عليه السلام) وهو شبيه عيسى (عليه السلام) لذلك فهو من يطلق عليه عيسى آخر الزمان ويسدد بروحه (عليه السلام) ، ومما يؤكد ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
    ( هناك ينادي مناد من السماء أظهر يا ولي الله إلى الإحياء وسمعه أهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتاب المستبين ثم مواريث النبيين والشهداء والصالحين يقدمهم عيسى بن مريم فيبايعونه في البيت الحرام ...)( ) .
    فمن هذه الرواية يتبين لنا إن عيسى (عليه السلام) يبايع الإمام في مكة المكرمة والمعلوم عندنا والذي دلت عليه الروايات إن الذين يبايعون الإمام في مكة هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، ومعنى هذا إن عيسى (عليه السلام) أحدهم وهو أفضلهم، وان خروجه قد سبق قيام الإمام في مكة مما يعني انه أحد الممهدين للأمام بل هو أفضل الممهدين على الإطلاق والمعلوم إن أفضل ممهدي الإمام هو وزيره اليماني، إذن فعيسى في آخر الزمان هو اليماني الموعود.
    ونختم الكلام في هذه الفقرة حول ما جاء في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد قال:
    ( … بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ...)( ) .
    فمن هذه الرواية يتبين إن الذي يلي تجهيز المهدي عند وفاته هو عيسى بن مريم (عليه السلام) إلا إن هناك روايات تؤكد إن الحسين (عليه السلام) هو من يتولى تجهيز المهدي (عليه السلام) ، فقد جاء عن أبي عبد الله :
    ( ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع قوم موسى بن عمران فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم فيكون الحسين (عليه السلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته)( ).
    بينما تؤكد روايات أخرى إن الذي يخلف المهدي (عليه السلام) هو السيد القحطاني فقد جاء في الرواية الشريفة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه قال: ( سيكون من أهل بيتي رجل يملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( ).
    وجاء عنه ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أيضا :
    ( القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه )( ) . فكما يتضح من هذين الحديثين إن القحطاني هو من يلي المهدي ويخلفه ، والقحطاني كما دلت عليه الأخبار هو اليماني ، فإن القحطاني لقب من ألقابه .
    وهنا لابد من القول بان عيسى هو نفسه الحسين وهما نفسهما اليماني وزير المهدي (عليه السلام) الذي يكون مسدداً بروحيهما

    تعليق

    يعمل...
    X