معالم حكومة بني العباس
جاء في الاحاديث الواردة عن النبي واهل بيته الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في ما يكون عليه حال الامة وما يجري عليها ( ان اخر الامة يتبع اولها ) فكل ما وقع من الامة في صدر الاسلام يقع في اخر الزمان وقد دلت الاخبار ايضاً على ظهور حكم بني امية وحكم بني العباس قبل قيام الامام المهدي عليه السلام بل ان الروايات دلت على ان حكم بني العباس من العلامات اللابدية الوقوع التي تشير الى قرب القيام المقدس له سلام الله تعالى عليه .
فعن الامام الباقر (ع) انه قال : (لابد ان يملك بنو العباس فاذا ملكوا اختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان هذا من ها هنا وهذا من ها هنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما ، اما انهما لايبقون منهم احدا ابدا) غيبة النعماني .
وعن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) قال : ( يقوم القائم (ع) في وترمن السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال اذا اختلفت بنو امية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فأذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف اهل الشرق واهل الغرب هم واهل قبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمرجديد وكتاب جديد ) غيبة النعماني .
وفي هذه الرواية اشارة واضحة الى تجدد وقيام دولة بني امية وبني العباس في اخر الزمان . وقد تمثلت دولة بني امية بحكم الطاغية صدام فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام الرضا (ع) عن ابائه عن امير المؤمنين (ع) انه قال : ( كأني بالقبور قد شيدت حول قبر الحسين وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة الى قبر الحسين ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار اليه من الافاق عند انقطاع ملك بني مروان ) بحار الانوار ج9 .
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا ان حكم صدام يمثل بني مروان الذين هم من بني امية.
ولما تبين ذلك فلا بد اذن من ان يأتي حكم بني العباس الذي وعدت به الروايات المعصومية الشريفة فكما ان لبني امية دولتين وحكومتين فكذلك لبني العباس دولتين فالدولة الاولى التي قامت سنة 132هـ وقضى عليها هولاكو سنة 656هـ اما الدولة الثانية فهي تقوم في اخر الزمان والتي يكون قيامها علامة من العلامات اللابدية الوقوع الدالة على قرب قيام الامام المهدي والتي تكون نهايتها على يد الخراساني والسفياني .
وقد وردت الكثير من الاخبار التي تؤكد ان لبني العباس دولتين ، فقد جاء في الرواية عن عبد الله بن ابي الاشعث قال : ( تخرج لبني العباس رايتان احداهما : اولها نصر وآخرها وزر لا تنصروها لا نصرها الله والاخرى اولها وزر وآخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله ) الملاحم والفتن ص35.
وعن البطائني قال : ( زاملت ابا الحسن موسى بن جعفر (ع)من مكة الى المدينة فقال يوماً لي لو ان اهل السموات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني ) بحار الانوار ج52 ص250 - وفي هذه الروايتين دليل واضح على تجدد حكومة بني العباس لان من الواضح ان السفياني هو من يخرج على بني العباس ويقضي على حكومتهم والسفياني كما هو معلوم من العلامات الحتمية التي تتحقق وتظهر قبل قيام الامام المهدي (ع) بفترة قليلة وهذا يدل على ما قلناه ومما يؤكد ما ذهبنا اليه هو ما جاء في الرواية الواردة عن الحسن بن ابراهيم قال قلت للرضا (ع) اصلحك الله انهم يتحدثون ان السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال كذبوا انه ليقوم وان سلطانهم لقائم ) غيبة النعماني - .
اما فيما يخص معالم تلك الدولة وهل يعني ان حكام دولة بني العباس الثانية ينتسبون الى العباس بن عبد المطلب أي انهم من احفاد من ملكوا الدولة الاولى للعباسيين وفي هذه المسألة اقوال فيحتمل انهم يرجعون نسباً الى العباس بن عبد المطلب أي انهم سادة من بني هاشم ويحتمل ان المراد بتسميتهم بني العباس لأن افعالهم واعمالهم وسيرتهم مشابهة لافعال واعمال وسيرة ملوك بني العباس الاوائل وربما اريد المعنيين معاً والله العالم اضف الى ذلك ان قيام دولة بني العباس الثانية يكون مشابه الى حد كبير قيام الدولة الاولى لبني العباس حيث ان العباسيين الاوائل بدأ تحركهم للأطاحة بالامويين من خراسان فقد رفعوا الشعار : ( الرضا من ال محمد ) والثأر للأمام الحسين وارجاع الحق الى اهله ( أي الائمة ) فاستطاعوا بذلك خدع عوام الشيعة واشراف السادة تحت هذا الشعار فقادوا الشيعة لاعلان الثورة ضد الامويين حيث اتجهوا من خراسان الى العراق والشام ونجحوا في اسقاط الحكم الاموي فكذلك ياتي بني العباس في اخر الزمان ويرفعوا شعارات انسانية من قبل اعادة الحق الى اهله ونصرة الشيعة المظلومين من قبل الحكم الاموي ويأتون ايضاً من خارج العراق ليقيموا دولتهم فقد جاء في الرواية الشريفة عن رسول الله (ص) قال : ( اذا اقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان جاؤوا بنعي الاسلام فمن سار تحت لوائهم لم تنلهم شفاعتي يوم القيامة ) الملاحم والفتن ص32 - وعن رسول الله (ص) قال : ( اذا خرجت الرايات السود فأن اولها فتنة واوسطها ضلالة واخرها كفر ) الملاحم والفتن ص34 - والراية المقصودة هنا كما هو واضح هي نفسها الراية الثانية التي جاء وصفها في الرواية الواردة عن عبد الله بن ابي الاشعث والتي ذكرناها في بداية الموضوع.
وبهذا يتبين لنا واضحاً ان ملوك دولة بني العباس الثانية يأتون من خارج العراق ليقيموا حكومتهم فيه كما انهم يدعون التشيع والولاء لاهل البيت (ع) وهم براء من ذلك اما مواصفات تلك الحكومة فانها حكومة عسر لا يسر فيها فقد جاء في الرواية الواردة عن محمد بن الفضيل عن ابيه عن ابي جعفر (ع) قلت له جعلت فداك بلغنا ان لال العباس رايتين فهل انتهى اليك من علم ذلك شيء قال اما ال جعفر فليس بشيء ولا الى شيء واما ال العباس فان لهم ملكاً مبطئاً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسير ليس فيه يسير ) بحار الانوار ج52 ص184 - وعن محمد بن بشير الهمداني ، قال : ( قلنا لمحمد بن الحنفية : جعلنا فداك ، بلغنا ان لأل فلان راية ، ولأل فلان راية ولأل جعفر راية ، فهل عندكم في ذلك شيء ؟ قال : اما راية بني جعفرفليست بشيء . واما راية بني فلان ، فأن لهم ملكاً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب عسر ليس فيهم يسر ...)بحار الانوار ج52 ص270 - والذي يظهر من هاتين الروايتين ان بني العباس في حكومتهم الثانية يقربون من هو بعيد عن الحق او عن مكان دولتهم ويبعدون من هو قريب من الحق او من مكان دولتهم والله العالم كما ن حكمهم يرافقه عسر ليس فيه يسير أي تكون هناك صعوبة من ناحية المعيشة او غلاء الاسعار او ما شابه ذلك كما انه تسبق قيام دولتهم حكومة لأل جعفر وان تلك الحكومة ليست في شيء وليست الى شيء أي انها لا تنفع ولا تضر لا تقدم شيئاً ولا تؤخر أي انه ليس لها اثر فعلي في تغير الاحوال انذاك .
ثم انه قد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن امير المؤمنين (ع) قال : ( اذا رايتم الرايات السود فالزموا الارض ولا تحركوا ايديكم ولا ارجلكم ثم يظهر قوم صغار لا يؤبه لهم قلوب كزبر الحديد اصحاب الدولة لا يفون بعهد ولا ميثاق يدعوا الى الحق وليسوا من اهله اسمائهم الكنى ونسبهم الغري شعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء ) الملاحم والفتن ص35 - فمن هذه الرواية يتبين لنا ان هؤلاء الحكام هم اصحاب الدولة وصفاتهم واضحة في الرواية كما هو مبين وان هؤلاء الحكام تكون اسمائهم عبارة عن كنى انهم يستخدمون الكنى فيما بينهم ويخفون اسمائهم اما بالنسبة لنسبهم الغري فهو اشارة الى مدينة النجف الاشرف أي انهم ينتسبون لتلك المدينة المشرفة الا ان الرواية ورد فيها تصحيف حيث وردت كلمة الغري ( بالقرى ) والله العالم فيكون المقصود ان اكثر اتباعهم وانصارهم يكونون من القرى والارياف كما ان الذي يظهر من الروايات ان عبد الله ذو العين الوارد ذكره في روايات الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والذي يدعى بالشيصباني هو سيد هذه الدولة وحاكمها وابرز قادتها ثم ان نهاية هذه الحكومة والدولة يكون بسبب اختلاف يقع بين اعضائها وقادتها يتسبب في ضعفها فيطمع فيها الاخرون فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام الباقر (ع) انه قال : ( اذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم الا في اختلاف بني فلان ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني ) روضة الكافي ص177 - وعن الامام الباقر (ع) انه قال : (لابد ان يملك بنو العباس فاذا ملكوا اختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان هذا من ها هنا وهذا من ها هنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما ، اما انهما لايبقون منهم احدا ابدا) غيبة النعماني- وكذلك جاء عن ابي بصير عن ابي جعفر(ع) قال يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فاذا اختلفوا ذهب ملكهم - الى ان قال - ينادي مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد) غيبة النعماني - فمن هذه الرواية المعصومية الشريفة يتبين لنا واضحاً ان بني العباس يختلفون فيما بينهم اي انه لابد ان يقع بينهم اختلاف يؤدي الى ضعفهم فيسهل عندئذ الاطاحة بهم والقضاء عليهم فيستغل ذلك الاختلاف والضعف السفياني والخراساني فيقضيا عليهم ويزيلا دولتهم ويكون بذلك فرج لآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) وفرج للامام المهدي(عليه السلام) لان هذه الدولة كما يظهر من الاخبار تكون عقبة في طريق الامام وفي طريق التمهيد والاعداد والدعوة له . والظاهر والله العالم ان النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة مع سبعين من الصالحين سيكون مقتله في حكومتهم بل بأيديهم لعنهم الله . كما ان هدم مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود سيكون من قبلهم ويكون ذلك الهدم بحجة اعمار المسجد او نتيجة قتال يكون هناك فقد جاء في الرواية عن الصادق (ع) انه قال : ( اذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك بني فلان ، اما ان هادمه لا يبنيه ) غيبة الطوسي ص271 - وكلمة بني فلان كما هو معلوم يقصد منها بنو العباس وكان الائمة يستعملون هذه الكلمة للتقية من العباسيين الاوائل . واخيراً ان هذه الحكومة سوف تقف بوجه الامام المهدي (ع) وتظلم وتضطهد انصاره ومواليه بل انها تحاربهم وتحاول القضاء عليهم لكن الله سوف يسلط هذه الدولة على يد السفياني حيث يكون هلاكهم على يديه لعنهم الله جميعاً.
جاء في الاحاديث الواردة عن النبي واهل بيته الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في ما يكون عليه حال الامة وما يجري عليها ( ان اخر الامة يتبع اولها ) فكل ما وقع من الامة في صدر الاسلام يقع في اخر الزمان وقد دلت الاخبار ايضاً على ظهور حكم بني امية وحكم بني العباس قبل قيام الامام المهدي عليه السلام بل ان الروايات دلت على ان حكم بني العباس من العلامات اللابدية الوقوع التي تشير الى قرب القيام المقدس له سلام الله تعالى عليه .
فعن الامام الباقر (ع) انه قال : (لابد ان يملك بنو العباس فاذا ملكوا اختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان هذا من ها هنا وهذا من ها هنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما ، اما انهما لايبقون منهم احدا ابدا) غيبة النعماني .
وعن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) قال : ( يقوم القائم (ع) في وترمن السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال اذا اختلفت بنو امية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فأذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف اهل الشرق واهل الغرب هم واهل قبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمرجديد وكتاب جديد ) غيبة النعماني .
وفي هذه الرواية اشارة واضحة الى تجدد وقيام دولة بني امية وبني العباس في اخر الزمان . وقد تمثلت دولة بني امية بحكم الطاغية صدام فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام الرضا (ع) عن ابائه عن امير المؤمنين (ع) انه قال : ( كأني بالقبور قد شيدت حول قبر الحسين وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة الى قبر الحسين ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار اليه من الافاق عند انقطاع ملك بني مروان ) بحار الانوار ج9 .
فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا ان حكم صدام يمثل بني مروان الذين هم من بني امية.
ولما تبين ذلك فلا بد اذن من ان يأتي حكم بني العباس الذي وعدت به الروايات المعصومية الشريفة فكما ان لبني امية دولتين وحكومتين فكذلك لبني العباس دولتين فالدولة الاولى التي قامت سنة 132هـ وقضى عليها هولاكو سنة 656هـ اما الدولة الثانية فهي تقوم في اخر الزمان والتي يكون قيامها علامة من العلامات اللابدية الوقوع الدالة على قرب قيام الامام المهدي والتي تكون نهايتها على يد الخراساني والسفياني .
وقد وردت الكثير من الاخبار التي تؤكد ان لبني العباس دولتين ، فقد جاء في الرواية عن عبد الله بن ابي الاشعث قال : ( تخرج لبني العباس رايتان احداهما : اولها نصر وآخرها وزر لا تنصروها لا نصرها الله والاخرى اولها وزر وآخرها كفر لا تنصروها لا نصرها الله ) الملاحم والفتن ص35.
وعن البطائني قال : ( زاملت ابا الحسن موسى بن جعفر (ع)من مكة الى المدينة فقال يوماً لي لو ان اهل السموات والارض خرجوا على بني العباس لسقيت الارض بدمائهم حتى يخرج السفياني ) بحار الانوار ج52 ص250 - وفي هذه الروايتين دليل واضح على تجدد حكومة بني العباس لان من الواضح ان السفياني هو من يخرج على بني العباس ويقضي على حكومتهم والسفياني كما هو معلوم من العلامات الحتمية التي تتحقق وتظهر قبل قيام الامام المهدي (ع) بفترة قليلة وهذا يدل على ما قلناه ومما يؤكد ما ذهبنا اليه هو ما جاء في الرواية الواردة عن الحسن بن ابراهيم قال قلت للرضا (ع) اصلحك الله انهم يتحدثون ان السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال كذبوا انه ليقوم وان سلطانهم لقائم ) غيبة النعماني - .
اما فيما يخص معالم تلك الدولة وهل يعني ان حكام دولة بني العباس الثانية ينتسبون الى العباس بن عبد المطلب أي انهم من احفاد من ملكوا الدولة الاولى للعباسيين وفي هذه المسألة اقوال فيحتمل انهم يرجعون نسباً الى العباس بن عبد المطلب أي انهم سادة من بني هاشم ويحتمل ان المراد بتسميتهم بني العباس لأن افعالهم واعمالهم وسيرتهم مشابهة لافعال واعمال وسيرة ملوك بني العباس الاوائل وربما اريد المعنيين معاً والله العالم اضف الى ذلك ان قيام دولة بني العباس الثانية يكون مشابه الى حد كبير قيام الدولة الاولى لبني العباس حيث ان العباسيين الاوائل بدأ تحركهم للأطاحة بالامويين من خراسان فقد رفعوا الشعار : ( الرضا من ال محمد ) والثأر للأمام الحسين وارجاع الحق الى اهله ( أي الائمة ) فاستطاعوا بذلك خدع عوام الشيعة واشراف السادة تحت هذا الشعار فقادوا الشيعة لاعلان الثورة ضد الامويين حيث اتجهوا من خراسان الى العراق والشام ونجحوا في اسقاط الحكم الاموي فكذلك ياتي بني العباس في اخر الزمان ويرفعوا شعارات انسانية من قبل اعادة الحق الى اهله ونصرة الشيعة المظلومين من قبل الحكم الاموي ويأتون ايضاً من خارج العراق ليقيموا دولتهم فقد جاء في الرواية الشريفة عن رسول الله (ص) قال : ( اذا اقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان جاؤوا بنعي الاسلام فمن سار تحت لوائهم لم تنلهم شفاعتي يوم القيامة ) الملاحم والفتن ص32 - وعن رسول الله (ص) قال : ( اذا خرجت الرايات السود فأن اولها فتنة واوسطها ضلالة واخرها كفر ) الملاحم والفتن ص34 - والراية المقصودة هنا كما هو واضح هي نفسها الراية الثانية التي جاء وصفها في الرواية الواردة عن عبد الله بن ابي الاشعث والتي ذكرناها في بداية الموضوع.
وبهذا يتبين لنا واضحاً ان ملوك دولة بني العباس الثانية يأتون من خارج العراق ليقيموا حكومتهم فيه كما انهم يدعون التشيع والولاء لاهل البيت (ع) وهم براء من ذلك اما مواصفات تلك الحكومة فانها حكومة عسر لا يسر فيها فقد جاء في الرواية الواردة عن محمد بن الفضيل عن ابيه عن ابي جعفر (ع) قلت له جعلت فداك بلغنا ان لال العباس رايتين فهل انتهى اليك من علم ذلك شيء قال اما ال جعفر فليس بشيء ولا الى شيء واما ال العباس فان لهم ملكاً مبطئاً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسير ليس فيه يسير ) بحار الانوار ج52 ص184 - وعن محمد بن بشير الهمداني ، قال : ( قلنا لمحمد بن الحنفية : جعلنا فداك ، بلغنا ان لأل فلان راية ، ولأل فلان راية ولأل جعفر راية ، فهل عندكم في ذلك شيء ؟ قال : اما راية بني جعفرفليست بشيء . واما راية بني فلان ، فأن لهم ملكاً يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب عسر ليس فيهم يسر ...)بحار الانوار ج52 ص270 - والذي يظهر من هاتين الروايتين ان بني العباس في حكومتهم الثانية يقربون من هو بعيد عن الحق او عن مكان دولتهم ويبعدون من هو قريب من الحق او من مكان دولتهم والله العالم كما ن حكمهم يرافقه عسر ليس فيه يسير أي تكون هناك صعوبة من ناحية المعيشة او غلاء الاسعار او ما شابه ذلك كما انه تسبق قيام دولتهم حكومة لأل جعفر وان تلك الحكومة ليست في شيء وليست الى شيء أي انها لا تنفع ولا تضر لا تقدم شيئاً ولا تؤخر أي انه ليس لها اثر فعلي في تغير الاحوال انذاك .
ثم انه قد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن امير المؤمنين (ع) قال : ( اذا رايتم الرايات السود فالزموا الارض ولا تحركوا ايديكم ولا ارجلكم ثم يظهر قوم صغار لا يؤبه لهم قلوب كزبر الحديد اصحاب الدولة لا يفون بعهد ولا ميثاق يدعوا الى الحق وليسوا من اهله اسمائهم الكنى ونسبهم الغري شعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء ) الملاحم والفتن ص35 - فمن هذه الرواية يتبين لنا ان هؤلاء الحكام هم اصحاب الدولة وصفاتهم واضحة في الرواية كما هو مبين وان هؤلاء الحكام تكون اسمائهم عبارة عن كنى انهم يستخدمون الكنى فيما بينهم ويخفون اسمائهم اما بالنسبة لنسبهم الغري فهو اشارة الى مدينة النجف الاشرف أي انهم ينتسبون لتلك المدينة المشرفة الا ان الرواية ورد فيها تصحيف حيث وردت كلمة الغري ( بالقرى ) والله العالم فيكون المقصود ان اكثر اتباعهم وانصارهم يكونون من القرى والارياف كما ان الذي يظهر من الروايات ان عبد الله ذو العين الوارد ذكره في روايات الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والذي يدعى بالشيصباني هو سيد هذه الدولة وحاكمها وابرز قادتها ثم ان نهاية هذه الحكومة والدولة يكون بسبب اختلاف يقع بين اعضائها وقادتها يتسبب في ضعفها فيطمع فيها الاخرون فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام الباقر (ع) انه قال : ( اذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم الا في اختلاف بني فلان ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني ) روضة الكافي ص177 - وعن الامام الباقر (ع) انه قال : (لابد ان يملك بنو العباس فاذا ملكوا اختلفوا وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان الى الكوفة كفرسي رهان هذا من ها هنا وهذا من ها هنا حتى يكون هلاكهم على ايديهما ، اما انهما لايبقون منهم احدا ابدا) غيبة النعماني- وكذلك جاء عن ابي بصير عن ابي جعفر(ع) قال يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فاذا اختلفوا ذهب ملكهم - الى ان قال - ينادي مناد من السماء فاذا نادى فالنفر النفر فوالله لكأني انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد) غيبة النعماني - فمن هذه الرواية المعصومية الشريفة يتبين لنا واضحاً ان بني العباس يختلفون فيما بينهم اي انه لابد ان يقع بينهم اختلاف يؤدي الى ضعفهم فيسهل عندئذ الاطاحة بهم والقضاء عليهم فيستغل ذلك الاختلاف والضعف السفياني والخراساني فيقضيا عليهم ويزيلا دولتهم ويكون بذلك فرج لآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) وفرج للامام المهدي(عليه السلام) لان هذه الدولة كما يظهر من الاخبار تكون عقبة في طريق الامام وفي طريق التمهيد والاعداد والدعوة له . والظاهر والله العالم ان النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة مع سبعين من الصالحين سيكون مقتله في حكومتهم بل بأيديهم لعنهم الله . كما ان هدم مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود سيكون من قبلهم ويكون ذلك الهدم بحجة اعمار المسجد او نتيجة قتال يكون هناك فقد جاء في الرواية عن الصادق (ع) انه قال : ( اذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك بني فلان ، اما ان هادمه لا يبنيه ) غيبة الطوسي ص271 - وكلمة بني فلان كما هو معلوم يقصد منها بنو العباس وكان الائمة يستعملون هذه الكلمة للتقية من العباسيين الاوائل . واخيراً ان هذه الحكومة سوف تقف بوجه الامام المهدي (ع) وتظلم وتضطهد انصاره ومواليه بل انها تحاربهم وتحاول القضاء عليهم لكن الله سوف يسلط هذه الدولة على يد السفياني حيث يكون هلاكهم على يديه لعنهم الله جميعاً.
تعليق