سقوط الطاغية صدام من علامات الظهور
لقد ذكر أئمة الهدى (عليهم السلام) دلائل وعلامات قبل قيام القائم (عليه السلام) كي يستبين الأمر للمؤمنين المنتظرين ولا يلتبس عليهم، وليكون ذلك حجة على الناس أجمعين، ومن هذه العلامات المهمة سقوط حكم الطاغية صدام.
فقد وردت عن الأئمة المعصومين أكثر من رواية في هذا الخصوص، فعن الأمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( كأني بالقصور قد شُيّدت حول قبر الحسين وكأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ولا تذهب الليالي والأيام حتى يُسار إليه من الآفاق وذلك عند انقطاع مُلك بني مروان )( ).
وقد تحقق هذا الأمر بعد سقوط صدام ( أي انقطاع ملك بني مروان )، حيث بدأ الناس بالذهاب لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) بكثافة ومن كل البقاع حتى وصِفتْ إحدى زياراته بالمليونية.
أما خروج المحامل فهو يعني خروج المواكب التي تُنصَب لاستقبال الزائرين سواء في الطرق المؤدية إلى كربلاء أو في مدينة كربلاء نفسها.
ولم نر ذلك يتحقق بدقة كما في الرواية إلا عند انقطاع حكم الطاغية صدام وزواله، وهذا دليل واضح على إن حكم صدام يمثل حكم بني أمية لانطباق هذه الرواية عليه دون أي حاكم سابق وفي أي حقبة زمنية كانت، كما يثبت من هذه الرواية أيضاً أن المقصود بحكم بني مروان هو حكم صدام.
وجاء عن أرطأة بن المنذر قال: حدثني تبيع بن امرأة كعب قال:
( ملك بني أمية مائة عام، لبني مروان من ذلك نيف وستون عاماً، لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه بأيديهم، يريدون شده فلا يستطيعونه، كلما شدّوه من ناحية أنهدم من ناحية، يُفتتحون بميم، ويختمون بميم، ولا يذهب ملكهم حتى يُخلع خليفة منهم فيُقتل، ويُقتل حملاه ... )( ).
فلا يُخفى على أحد إن حكم بني أمية بدأ بمعاوية الذي يبدأ اسمه بحرف ( الميم )، أما المقصود بـ( يختمون بميم ) أي بصدام حيث ينتهي اسمه بحرف ( الميم ).
كما تبين الرواية إن ملكهم لا ينقطع حتى يُخلع أخر خليفة منهم ويُقتل حملاه وهذا ما حصل بالفعل حيث تم إسقاط الطاغية صدام و قتل أبنيه المقبورين.