راية الخراساني راية ضلالة وصاحبها طاغوت
واجه القارئ والباحث في شخصيات عصر الظهور وخاصة الممهدين للإمام المهدي (مكن) مسألة صعبة جداً وهي ندرة الروايات الواردة عن آهل البيت (ع) والتي تتحدث عن الممهدين ، والرمزية التي تتصف بها تلك الروايات ، ونحن ألان بصدد الكشف عن حقيقة الخرساني المذكور في هذه الرواية:
جاء في غيبة النعماني صـ264ــ عن أبى بصير عن أبى جعفر محمد بن علي (ع) انه قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم ، ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لانه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على (الناس) وكل مسلم ، فإذا خرج فأنهض اليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم). ان المتسالم عليه عند المسلمين سنة وشيعة حرمة الالتحاق بالسفياني الملعون والانطواء تحت رايته فقد حذرت الروايات المعصومية بكون رايته راية ضلالة ودعوته دعوة باطلة . فعن الإمام الصادق (ع) قالكأني بالسفياني أو صاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره...). كما ورد في الزام الناصب ج2 (لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد وعلي وحسن وحسين وفاطمة .... بغضاً وحنقاً لال محمد (ص)) . وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( آلا وان السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم...). ومن هذه الروايات نستدل على ان السفياني ودعوته باطلة ومعادية لمحمد وال محمد (ص) وهناك روايات كثيرة في هذا الصدد نتركها مراعاة للاختصار فضلاً عن كونه ليس بحثنا ولكن اوردناها للإشارة في هذا المقام . آما الأدلة على ان راية الخراساني راية ضلالة فهي مقارنة لما ورد لليماني من صفات ودلالات عنه في الرواية التي ذكرناها في بداية البحث . وسوف نورد الأدلة على شكل نقاط:
1- (ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني) الراية هنا بمعنى الدعوة اما ( ليس) جاءت بمقام النفي اي لايوجد في الرايات اهدى من راية اليماني وربما قائل يقول : بأن ( أهدى ) صيغة مبالغة للهدى وان راية الخراساني راية هدى ولكن راية اليماني أهدى منها ؟ والجواب : ان الإمام (ع) قال بالشطر الذي يلي هذا الشطر (وهي راية هدى) والإمام (ع) هنا في مقام البيان فلو كانت راية الخراساني راية هدى لقالها الإمام (ع)).
2- (وهي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم) فالسبب من كون راية اليماني راية هدى هو الدعوة لصاحبكم والظاهر من الرواية ان راية الخراساني ليس راية هدى وذلك لكونها لم تقل انه يدعو لصاحبكم بل يدعو الى نفسه . وإن عدم بيان الإمام لراية الخراساني هو أقوى دليل على إن رايته كراية السفياني مع العلم إن الإمام بين إن راية السفياني وراية الخراساني رايات ضلالة من خلال الصفات والقرائن الذي إمتازت بها راية اليماني في نفس الرواية.
3- (اذا خرج اليماني فأنهض اليه فإن رايته راية هدى) وهنا امران:
الامر الاول : لو كانت راية الخراساني راية هدى لأمر الامام (ع) بالنهوض إليها ولما أختص النهوض فقط لراية اليماني ، فمن باب الاولى ان يجمع بالامر بالنهوض لكلاهما ، ومن هنا يتضح ان راية الخراساني ليس براية هدى.
الامر الثاني : ( أنهض ) فعل امر أي يجب والظاهر انه وجوب عام وليس خاص أي انه يشمل حتى الخراساني نفسه والخراساني هنا لم ينهض الى اليماني بدليل الرواية تذكر ان له راية مستقلة ، ومن المعلوم ان عدم طاعة الامام (ع) بوجوب النهوض لليماني وهي عدم طاعة الله وعدم طاعة الله ضلالة فيثبت لدينا ان راية الخراساني راية ضلالة .
4- (ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من اهل النار) والالتواء هنا عدم النصرة والانطواء تحت رايته ، وعقوبة عدم الالتحاق باليماني (فمن فعل ذلك فهو من اهل النار ) وهنا وجهان:-
الوجه الاول : انه لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه وهي خاصة بالسفياني والخراساني لمقارنة ذكرهم في الرواية ولكون كل منهم له راية.
الوجه الثاني : عام لكل مسلم عدم الالتواء على اليماني ووجوب الانطواء تحت رايته ومن المعلوم ان الخراساني لم ينهض لليماني بدليل رفعه راية مستقلة. وهنا وضوح كامل بكون راية الخراساني راية ضلالة قال تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه انه من تولاه فانه يضله ويهديه الى عذاب سعير).
5- (لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم) هذا الشطر الاخير من الرواية وهو سبب التحذير من الالتواء على اليماني وذلك لكونه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم وقد قلنا سابقاً ان الامام (ع) هنا في مقام البيان ، فلو كان الخراساني يدعو الى الحق لماذا لم تذكره الرواية. وهذا مما يدل دليل قطعي على كون الخراساني لا يدعو الى الحق والى طريق مستقيم .
6- (جاء في غيبة النعماني صـ154ـ عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال(سمعت الشيخ - يعني ابا عبد الله (ع) - يقول ... ولترفعن اثنتا عشر رابة مشتبهة لا يدري أي من أي . قال : فبكيت ، ثم قلت له : كيف نصنع ؟ فقال : يا ابا عبد الله - ثم نظر الى شمس داخلة في الصفة - أترى هذه الشمس ؟ فقلت نعم ، فقال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس). والظاهر من الرواية ان جميع هذه الرايات هي رايات ضلالة وذلك لان راية الامام (مكن) ابين من الشمس كما بينت الرواية ذلك . ولكن هناك رواية عن رسول الله (ص) تستطيع ان تفك لنا رموز هذه الرواية وان كان انا لا ارى بها رموز تفك وهذه هي الرواية عن امير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول : تفرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة سبعون في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصي موسى . وتفرقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة واحدة وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصي عيسى . وأمتي تفرق على ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصيي . قال : ثم ضرب بيده على منكب علي (ع) ثم قال : ثلاث عشر فرقة من الثلاثة وسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة وثنتا عشر في النار) . ونترك ذلك لمن يفكر.
7- جاء في اثبات الهداية ج7 ، صـ65ـ (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت) ان الذي فهمته من بعض الروايات ان للامام المهدي (مكن) دعوة واحدة وراية واحدة تسبق ظهوره المقدس وهي دعوة وزيره اليماني الموعود. وهذه الرواية واضحة جداً بكون راية الخراساني راية ضلالة وصاحبها طاغوت وذلك لكون الخراساني قبل القائم . وورد عنهم (ع) : ( الحكم حكمان حكم الله وحكم الطاغوت فمن لم يصب حكم الله حكم بحكم الطاغوت). وهذا يوضح ان امر الله واحد وليس متعدد وراية الحق واحدة قال تعالى : ( يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالاً بعيداً). وهنا اصبحت لدينا مسألة واضحة وهي ان كل راية قبل قيام القائم فهي راية ضلالة وصاحبها طاغوت . وربما قائل يقول : ان راية اليماني قبل قيام القائم ؟ والجواب على مستويين:
المستوى الاول : - انه ليس للامام (مكن) دعوة ولا راية غير دعوة وراية وزيره اليماني الموعود وهذا ما اثبتته الروايات المعصومية.
المستوى الثاني :- ان بعض الاسماء والصفات هي مفاهيم لها عدة مصاديق ومن هذه المفاهيم مفهوم المهدي والقائم وصاحب هذا الامر. فهذه الاسماء في الحقيقة هي مفاهيم لها اكثر من مصداق فلفظ (القائم) هو لقب ايضاً يطلق على كل من يقوم بالحق او يدعو الى الحق ، واذا اطلقت هذه الالقاب انصرفت الى الامام (مكن) للوهلة الاولى ولكننا لو تأملنا قليلاً وجدنا البعض منها ينصرف الى غيره اذا قامت قرينة تدل على ذلك. كما جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق (ع) قال : ( اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر غفل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لانه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق). فمن هنا يضح ان كل من يقوم بالهداية الى امر خفي او أمر ضل عنه الناس فهو مهدي ولابد ان يكون هذا الامر امراً الهياً متعلقاً بالهداية الى الله وكل من يقوم بالحق سمي قائم ، وهذا بحث طويل تاركين الخوض به وناصحين الرجوع الى تفصيله في كتاب (صاحب هذا الامر) الذي اصدرته مؤسسة القائم (مكن). ولكن هناك جملة من الروايات مدحت الخراساني ورايته والواقع ان المقصود بالخراساني في هذه الروايات هو الحسني اليماني الموعود . فقد ورد في الرواية عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( للقائم خمس علامات ظهور السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء ) وهذه هي العلامات الحتمية لقيام الإمام (مكن الله له في الأرض ) وقد ورد في الروية عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال قلت : (جعلت فداك متى خروج القائم -إلى أن قال - إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء ) . أنظر عزيزي القارئ إن الإمام الصادق (ع) قد ذكر بهذه الرواية العلامات الحتمية للامام ( مكن) ولم يذكر اليماني علماً إن اليماني من العلامات الحتمية التي صرحت بها الكثير من الروايات ولكن الصحيح إن الإمام الصادق (ع) قد ذكره بلفظ الخراساني والمقصود منه اليماني فإنه سوف يبدأ تحركه العسكري وانطلاقه نحو الكوفة من خراسان لذلك لقب بالخراساني .
إذن تبين لنا من الجمع بين الروايتين إن الخراساني هو اليماني الحسني كما ذهب إليه السيد محمد علي الحلو في كتابه (اليماني راية هدى ) ولقب بالخراساني لأنه سوف يقدم من خراسان ويتوجه الى الكوفة بالرايات السود وقد ورد عن الرسول الأكرم محمد (ص) إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي ) وليس المقصود من خليفة الله المهدي هو الإمام (مكن) لأن خروج الإمام ( مكن) من مكة وكان المراد من الرواية إن الخليفة المقصود هو المهدي اليماني الحسني كما بينا ، وهناك دليل آخر على ذلك كما في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) التي وردت في كتاب الملاحم والفتن حيث جاء فيها ( ... بايعوا فلان باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ) . فعلى ذلك إن المقصود في الرواية التي تحدث عن خروج الرايات السود من خراسان هو اليماني فإن خروجه سيكون من هناك وذلك يتضح للقراء الأعزاء سبب تسمية اليماني بالخراساني . كما إنه ورد في بعض الروايات إن اليماني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان وفي روايات أخرى إن الخراساني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان فقد ورد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) : ( اليماني والسفياني .. كفرسي رهان ) وجاء عن أبي جعفر في حديث طويل يقول فيه : ( ... حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) ورد في كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن رسول الله(ص) (يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان ، فيغلب السفياني على مايليه والمهدي على مايليه ) وهذا مما يؤكد ما أثبتناه من كون اليماني هو الخراساني وهو مهدي ايضاً وليس الامام المهدي (مكن). وبعد كل ذلك يتضح لدينا بأن راية الخراساني رايتان احدهما هدى والاخرى ضلالة . وما هذا البحث إلا من نسج قلمي ولكن هو غيض من فيض من فكر سيدنا الأستاذ أبو عبد الله الحسين القحطاني(دامت تأييداته) والذي ملئ قلوبنا علماً حتى فاض على أقلامنا ، وأنار الله به طريقنا حتى أصبح لنا نبراساً يقتدى به ، وأصبح لنا كهفاً يلوذ به المتحيرين ، وأصبح لنا نوراً يضيء به دربنا ، نسأل الله أن يحشرنا معه في الدنيا والآخرة .
واجه القارئ والباحث في شخصيات عصر الظهور وخاصة الممهدين للإمام المهدي (مكن) مسألة صعبة جداً وهي ندرة الروايات الواردة عن آهل البيت (ع) والتي تتحدث عن الممهدين ، والرمزية التي تتصف بها تلك الروايات ، ونحن ألان بصدد الكشف عن حقيقة الخرساني المذكور في هذه الرواية:
جاء في غيبة النعماني صـ264ــ عن أبى بصير عن أبى جعفر محمد بن علي (ع) انه قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم ، ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لانه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على (الناس) وكل مسلم ، فإذا خرج فأنهض اليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم). ان المتسالم عليه عند المسلمين سنة وشيعة حرمة الالتحاق بالسفياني الملعون والانطواء تحت رايته فقد حذرت الروايات المعصومية بكون رايته راية ضلالة ودعوته دعوة باطلة . فعن الإمام الصادق (ع) قالكأني بالسفياني أو صاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره...). كما ورد في الزام الناصب ج2 (لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد وعلي وحسن وحسين وفاطمة .... بغضاً وحنقاً لال محمد (ص)) . وعن أمير المؤمنين (ع) قال : ( آلا وان السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم...). ومن هذه الروايات نستدل على ان السفياني ودعوته باطلة ومعادية لمحمد وال محمد (ص) وهناك روايات كثيرة في هذا الصدد نتركها مراعاة للاختصار فضلاً عن كونه ليس بحثنا ولكن اوردناها للإشارة في هذا المقام . آما الأدلة على ان راية الخراساني راية ضلالة فهي مقارنة لما ورد لليماني من صفات ودلالات عنه في الرواية التي ذكرناها في بداية البحث . وسوف نورد الأدلة على شكل نقاط:
1- (ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني) الراية هنا بمعنى الدعوة اما ( ليس) جاءت بمقام النفي اي لايوجد في الرايات اهدى من راية اليماني وربما قائل يقول : بأن ( أهدى ) صيغة مبالغة للهدى وان راية الخراساني راية هدى ولكن راية اليماني أهدى منها ؟ والجواب : ان الإمام (ع) قال بالشطر الذي يلي هذا الشطر (وهي راية هدى) والإمام (ع) هنا في مقام البيان فلو كانت راية الخراساني راية هدى لقالها الإمام (ع)).
2- (وهي راية هدى لانه يدعو الى صاحبكم) فالسبب من كون راية اليماني راية هدى هو الدعوة لصاحبكم والظاهر من الرواية ان راية الخراساني ليس راية هدى وذلك لكونها لم تقل انه يدعو لصاحبكم بل يدعو الى نفسه . وإن عدم بيان الإمام لراية الخراساني هو أقوى دليل على إن رايته كراية السفياني مع العلم إن الإمام بين إن راية السفياني وراية الخراساني رايات ضلالة من خلال الصفات والقرائن الذي إمتازت بها راية اليماني في نفس الرواية.
3- (اذا خرج اليماني فأنهض اليه فإن رايته راية هدى) وهنا امران:
الامر الاول : لو كانت راية الخراساني راية هدى لأمر الامام (ع) بالنهوض إليها ولما أختص النهوض فقط لراية اليماني ، فمن باب الاولى ان يجمع بالامر بالنهوض لكلاهما ، ومن هنا يتضح ان راية الخراساني ليس براية هدى.
الامر الثاني : ( أنهض ) فعل امر أي يجب والظاهر انه وجوب عام وليس خاص أي انه يشمل حتى الخراساني نفسه والخراساني هنا لم ينهض الى اليماني بدليل الرواية تذكر ان له راية مستقلة ، ومن المعلوم ان عدم طاعة الامام (ع) بوجوب النهوض لليماني وهي عدم طاعة الله وعدم طاعة الله ضلالة فيثبت لدينا ان راية الخراساني راية ضلالة .
4- (ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من اهل النار) والالتواء هنا عدم النصرة والانطواء تحت رايته ، وعقوبة عدم الالتحاق باليماني (فمن فعل ذلك فهو من اهل النار ) وهنا وجهان:-
الوجه الاول : انه لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه وهي خاصة بالسفياني والخراساني لمقارنة ذكرهم في الرواية ولكون كل منهم له راية.
الوجه الثاني : عام لكل مسلم عدم الالتواء على اليماني ووجوب الانطواء تحت رايته ومن المعلوم ان الخراساني لم ينهض لليماني بدليل رفعه راية مستقلة. وهنا وضوح كامل بكون راية الخراساني راية ضلالة قال تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه انه من تولاه فانه يضله ويهديه الى عذاب سعير).
5- (لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم) هذا الشطر الاخير من الرواية وهو سبب التحذير من الالتواء على اليماني وذلك لكونه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم وقد قلنا سابقاً ان الامام (ع) هنا في مقام البيان ، فلو كان الخراساني يدعو الى الحق لماذا لم تذكره الرواية. وهذا مما يدل دليل قطعي على كون الخراساني لا يدعو الى الحق والى طريق مستقيم .
6- (جاء في غيبة النعماني صـ154ـ عن المفضل بن عمر الجعفي ، قال(سمعت الشيخ - يعني ابا عبد الله (ع) - يقول ... ولترفعن اثنتا عشر رابة مشتبهة لا يدري أي من أي . قال : فبكيت ، ثم قلت له : كيف نصنع ؟ فقال : يا ابا عبد الله - ثم نظر الى شمس داخلة في الصفة - أترى هذه الشمس ؟ فقلت نعم ، فقال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس). والظاهر من الرواية ان جميع هذه الرايات هي رايات ضلالة وذلك لان راية الامام (مكن) ابين من الشمس كما بينت الرواية ذلك . ولكن هناك رواية عن رسول الله (ص) تستطيع ان تفك لنا رموز هذه الرواية وان كان انا لا ارى بها رموز تفك وهذه هي الرواية عن امير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول : تفرقت اليهود على احدى وسبعين فرقة سبعون في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصي موسى . وتفرقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة واحدة وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصي عيسى . وأمتي تفرق على ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي تبعت وصيي . قال : ثم ضرب بيده على منكب علي (ع) ثم قال : ثلاث عشر فرقة من الثلاثة وسبعين كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة وثنتا عشر في النار) . ونترك ذلك لمن يفكر.
7- جاء في اثبات الهداية ج7 ، صـ65ـ (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت) ان الذي فهمته من بعض الروايات ان للامام المهدي (مكن) دعوة واحدة وراية واحدة تسبق ظهوره المقدس وهي دعوة وزيره اليماني الموعود. وهذه الرواية واضحة جداً بكون راية الخراساني راية ضلالة وصاحبها طاغوت وذلك لكون الخراساني قبل القائم . وورد عنهم (ع) : ( الحكم حكمان حكم الله وحكم الطاغوت فمن لم يصب حكم الله حكم بحكم الطاغوت). وهذا يوضح ان امر الله واحد وليس متعدد وراية الحق واحدة قال تعالى : ( يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالاً بعيداً). وهنا اصبحت لدينا مسألة واضحة وهي ان كل راية قبل قيام القائم فهي راية ضلالة وصاحبها طاغوت . وربما قائل يقول : ان راية اليماني قبل قيام القائم ؟ والجواب على مستويين:
المستوى الاول : - انه ليس للامام (مكن) دعوة ولا راية غير دعوة وراية وزيره اليماني الموعود وهذا ما اثبتته الروايات المعصومية.
المستوى الثاني :- ان بعض الاسماء والصفات هي مفاهيم لها عدة مصاديق ومن هذه المفاهيم مفهوم المهدي والقائم وصاحب هذا الامر. فهذه الاسماء في الحقيقة هي مفاهيم لها اكثر من مصداق فلفظ (القائم) هو لقب ايضاً يطلق على كل من يقوم بالحق او يدعو الى الحق ، واذا اطلقت هذه الالقاب انصرفت الى الامام (مكن) للوهلة الاولى ولكننا لو تأملنا قليلاً وجدنا البعض منها ينصرف الى غيره اذا قامت قرينة تدل على ذلك. كما جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق (ع) قال : ( اذا قام القائم دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر غفل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لانه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق). فمن هنا يضح ان كل من يقوم بالهداية الى امر خفي او أمر ضل عنه الناس فهو مهدي ولابد ان يكون هذا الامر امراً الهياً متعلقاً بالهداية الى الله وكل من يقوم بالحق سمي قائم ، وهذا بحث طويل تاركين الخوض به وناصحين الرجوع الى تفصيله في كتاب (صاحب هذا الامر) الذي اصدرته مؤسسة القائم (مكن). ولكن هناك جملة من الروايات مدحت الخراساني ورايته والواقع ان المقصود بالخراساني في هذه الروايات هو الحسني اليماني الموعود . فقد ورد في الرواية عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( للقائم خمس علامات ظهور السفياني واليماني والصيحة من السماء وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء ) وهذه هي العلامات الحتمية لقيام الإمام (مكن الله له في الأرض ) وقد ورد في الروية عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال قلت : (جعلت فداك متى خروج القائم -إلى أن قال - إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء ) . أنظر عزيزي القارئ إن الإمام الصادق (ع) قد ذكر بهذه الرواية العلامات الحتمية للامام ( مكن) ولم يذكر اليماني علماً إن اليماني من العلامات الحتمية التي صرحت بها الكثير من الروايات ولكن الصحيح إن الإمام الصادق (ع) قد ذكره بلفظ الخراساني والمقصود منه اليماني فإنه سوف يبدأ تحركه العسكري وانطلاقه نحو الكوفة من خراسان لذلك لقب بالخراساني .
إذن تبين لنا من الجمع بين الروايتين إن الخراساني هو اليماني الحسني كما ذهب إليه السيد محمد علي الحلو في كتابه (اليماني راية هدى ) ولقب بالخراساني لأنه سوف يقدم من خراسان ويتوجه الى الكوفة بالرايات السود وقد ورد عن الرسول الأكرم محمد (ص) إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي ) وليس المقصود من خليفة الله المهدي هو الإمام (مكن) لأن خروج الإمام ( مكن) من مكة وكان المراد من الرواية إن الخليفة المقصود هو المهدي اليماني الحسني كما بينا ، وهناك دليل آخر على ذلك كما في الرواية عن أمير المؤمنين (ع) التي وردت في كتاب الملاحم والفتن حيث جاء فيها ( ... بايعوا فلان باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ) . فعلى ذلك إن المقصود في الرواية التي تحدث عن خروج الرايات السود من خراسان هو اليماني فإن خروجه سيكون من هناك وذلك يتضح للقراء الأعزاء سبب تسمية اليماني بالخراساني . كما إنه ورد في بعض الروايات إن اليماني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان وفي روايات أخرى إن الخراساني والسفياني يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان فقد ورد عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) : ( اليماني والسفياني .. كفرسي رهان ) وجاء عن أبي جعفر في حديث طويل يقول فيه : ( ... حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان ) ورد في كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن رسول الله(ص) (يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان ، فيغلب السفياني على مايليه والمهدي على مايليه ) وهذا مما يؤكد ما أثبتناه من كون اليماني هو الخراساني وهو مهدي ايضاً وليس الامام المهدي (مكن). وبعد كل ذلك يتضح لدينا بأن راية الخراساني رايتان احدهما هدى والاخرى ضلالة . وما هذا البحث إلا من نسج قلمي ولكن هو غيض من فيض من فكر سيدنا الأستاذ أبو عبد الله الحسين القحطاني(دامت تأييداته) والذي ملئ قلوبنا علماً حتى فاض على أقلامنا ، وأنار الله به طريقنا حتى أصبح لنا نبراساً يقتدى به ، وأصبح لنا كهفاً يلوذ به المتحيرين ، وأصبح لنا نوراً يضيء به دربنا ، نسأل الله أن يحشرنا معه في الدنيا والآخرة .
تعليق