إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موقف الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ من الذين حاولوا الإجتهاد :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موقف الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ من الذين حاولوا الإجتهاد :

    موقف الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ من الذين حاولوا الإجتهاد :
    أراد أصحاب الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ أيضاً أن يسلكوا طرق المخالفين في الرأي والقياس فهذا أبو بصير يسال الإمام الصادق ﴿عليه السلام﴾ عن النظر في الأشياء التي ليس يعرفها من الكتاب والسُنة فجاءه الردع من الإمام ﴿عليه السلام﴾ فقد ورد عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ : ﴿ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سُنة فننظر فيها ؟ فقال : لا ، أما إنك إن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل﴾﴿ ﴾.
    وهذا محمد بن حكيم جاء يسال الإمام الكاظم ﴿عليه السلام﴾ عن الشيء الذي يأتيه وجماعة من الأصحاب وليس عندهم جواباً له فهل يسعهم النظر فيه وقياسه على احسن ما يحضرهم واوفق الاشياء التي جاءت عن الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ والتي تشابه هذا الشيء ؟ فجاء جواب الإمام ﴿عليه السلام﴾ بالنهي أيضاً والتحذير من السير في هذه الطرق التي هلك فيها اقوام من السابقين ومن المسلمين أيضاً وإليكم نص الحوار الذي دار بين محمد بن حكيم وأبي الحسن موسى ﴿عليه السلام﴾ حين سأل محمد بن حكيم الإمام ﴿عليه السلام﴾ قائلاً : ﴿جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة ويحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به ؟ فقال هيهات هيهات ، في ذلك والله هلك من هلك يا أبن حكيم ، قال : ثم قال : لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ، وقلت . قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم : والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس﴾﴿ ﴾.
    ولم تكن هذه المحاولات مقتصرة على أبي بصير ومحمد بن حكيم فحسب بل أن أغلب الأصحاب كانوا يستاذنون الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ في النظر في الأحكام والقياس والرأي وكانوا يقابلون بالرفض الرادع من قبل الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ فهذا سماعة بن مهران يحذو حذو محمد بن حكيم في المسألة ذاتها حين جاء إلى الإمام أبي الحسن موسى ﴿عليه السلام﴾ يسأله قائلاً : ﴿أصلحك الله إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء مسطر وذلك مما أنعم الله به علينا بكم ، ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء فينظر بعضنا إلى بعض ، وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه ؟ فقال : ومالكم وللقياس ؟ إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ، ثم قال : إذا جاء كم ما تعلمون ، فقولوا به وإن جاءكم ما لا تعلمون فها - وأهوى بيده إلى فيه - ثم قال : لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي وقلت أنا ، وقالت الصحابة وقلت ، ثم قال : أكنت تجلس إليه ؟ فقلت : لا ولكن هذا كلامه ، فقلت : أصلحك الله أتى رسول الله صلى الله عليه وآله الناس بما يكتفون به في عهده ؟ قال : نعم وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة ، فقلت : فضاع من ذلك شيء ؟ فقال : لا هو عند أهله ﴾﴿ ﴾.
    استمرت هذه المحاولات من قبل الأصحاب بالسؤال والاستفهام من الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ على جواز النظر والاستنباط وفق الإجتهاد العقلي والرأي والمقاييس وكانوا يقابلون في كل مرة بالرفض والانكار من قبل الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ فقد راينا إنكار الصادق ﴿عليه السلام﴾ للإجتهاد والنظر على أبي بصير وقد راينا أيضاً ردع الإمام أبي الحسن موسى ﴿عليه السلام﴾ لسماعة بن مهران ومحمد بن حكيم حين أرادوا الاستأذان للعمل بالإجتهاد العقلي إلا أن هذا الانكار والردع لم يؤخذ به من قبل بعض الأصحاب كل الأخذ فقد عمل جماعة من الأصحاب في زمن الإمام الرضا ﴿عليه السلام﴾ بالإجتهاد وفق القواعد العقلية والقياسية فتبرء منهم الإمام ﴿عليه السلام﴾ وقال بأن هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا قد خرجوا من طاعة الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ ودانوا بدين ما هو بدين جعفر من شيء إن هذه الحادثة رواها لنا أحمد بن محمد بن أبي نصر حيث قال : قلت للرضا ﴿عليه السلام﴾ : ﴿ جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون : نسمع الأمر يحكى عنك وعن آبائك ، فنقيس عليه ونعمل به ، فقال : سبحان الله ! لا والله ما هذا من دين جعفر ﴿عليه السلام﴾ هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا ، قد خرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا وأبا جعفر ﴿عليهما السلام﴾ ؟ قال جعفر : لا تحملوا على القياس ، فليس من شيء يعدله القياس إلا والقياس يكسره ﴾﴿ ﴾.
    لقد بات لدينا فهماً واضحاً لدين النبي وآله الاطهار ﴿عليهم السلام﴾ من حيث ما هو واجب على المسلمين فقد بينوا لنا بأن الدين دين الله وأن أوامر الدين ونواهيه من الرب وليس من العبد فليس للعبيد أن يضعوا للشريعة القوانين والأصول بآرائهم وعقولهم القاصرة فقد ذكر رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ في حديث إلى أن قال : ﴿ولا رأي في الدين ، إنما الدين من الرب أمره ونهيه﴾﴿ ﴾ .
    وعن أمير المؤمنين ﴿عليهم السلام﴾ أنه قال في كلام له : ﴿الإسلام هو التسليم ... إلى أن قال : إن المؤمن أخذ دينه عن ربه ولم يأخذه عن رأيه﴾﴿ ﴾ .
    وعن الصادق ﴿عليه السلام﴾ انه قال في تفسير قول الله عز وجل : ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ حيث قال : ﴿أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى رضوانك وجنتك ، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب ، أو نأخذ بآرائنا فنهلك﴾﴿ ﴾ .
    فإذا علمنا بأن الآراء والإجتهاد العقلي قد حرم على النبي والعترة فكيف بنا نحن أصحاب العقول القاصرة أن ندرك العلل من وراء الأحكام فكم من حكم لا نعلم علته وكم من مسألة لا يسعنا فهمها فهماً كاملاً إلا من خلال الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وليس ذلك التوضيح والافهام الذي يبلغوه للناس صادراً من أنفسهم ﴿عليهم السلام﴾ بل ما هو إلا وراثة عن جدهم عن رب العزة فَهُم امتداد للنبوة الخاتمة .
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى

  • #2
    بارك الله فيك اخي ، موضوع قيم يستحق التنبيه والتوجيه عليه


    السلام على محيي الدين والشريعة



    تعليق

    يعمل...
    X