إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف بدأت الحركة الاخبارية الشيعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف بدأت الحركة الاخبارية الشيعية

    الحركة الأخبارية :
    بعد رحيل الشاه طهماسب بدأت معالم الحركة الأخبارية بالظهور والانتشار بين اوساط الفقهاء وطلبة العلم وكان موقف هذه الحركة حازماً لرد تلك الآراء التي صدرت من فقهاء البلاط الصفوي فكانت هذه الحركة بمثابة الرادع لتدخل الفقهاء بالسياسة الصفوية وإتباع السلاطين والتقرب إلى الحكام انذاك فأراد قادة هذه الحركة العودة إلى اثار الأئمة الطاهرين (ع) والتمسك بالنصوص الدينية الواردة عن أئمة الهدى (ع) وخصوصاً تلك النصوص التي تذم الإجتهاد في أحكام الله بعد أن اسرف الفقهاء في تلك الفترة بالعمل الإجتهادي .
    بدأت هذه الحركة بشكل فعلي بقيادة المولى محمد أمين الاسترابادي المتوفى 1033هـ وكانت لهذه الحركة بوادر قبل مجيء الاسترابادي وهو نفسه قد ذكر بأن استاذه محمد علي الاسترابادي قد حثه على احياء طريقة الأخباريين أي متبعي أخبار الأئمة (ع) وقال له ما هذا نصه : ﴿احي طريقة الأخباريين وارفع الشبهات المعارضة لها لأن هذا المعنى كان يدور في خاطري ولكن الله قدر ان يكون على يدك﴾﴿ - الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 12﴾
    فبدأ الميرزا محمد أمين الاسترابادي بالسير بما اوصاه استاذه حتى انتهى من تأليف كتابه المشهور ﴿الفوائد المدنية﴾ ولما عرضه على استاذه اجابه مستحسنا لما فيه واثنى عليه بالجميل .
    لقد شن الاسترابادي في كتابه الفوائد المدنية حملة ضد المدرسة الإجتهادية الأصولية التي راجت في الدولة الصفوية وذكر بأن الروايات التي ذكرها قدماء الإمامية في مؤلفاتهم كالشيخين الصدوقين وثقة الإسلام الكليني تدل على حرمة الإجتهاد والتقليد كما تؤكد على وجوب التمسك بروايات العترة الطاهرة (ع) المسطورة في تلك الكتب .
    بعد ذلك بين الاسترابادي طريقتة في معرفة الأحكام وذلك في قوله : ﴿الصواب عندي مذهب قدمائنا الأخباريين وطريقتهم ، أما مذهبهم فهو أن كل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة عليه دلالة قطعية من قبله تعالى حتى أرش الخدش ، وأن كثيراً مما جاء به النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ من الأحكام ومما يتعلق بكتاب الله وسُنة نبيه ﴿صلى الله عليه وآله﴾ من نسخ وتقييد وتخصيص وتأويل مخزون عند العترة الطاهرة (ع) وأن القرآن في الأكثر ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية ، وكذلك كثير من السُنن النبوية ﴿صلى الله عليه وآله﴾ . وأنه لا سبيل لنا فيما لا نعلمه من الأحكام الشرعية النظرية أصلية كانت أو فرعية إلا السماع من الصادقين (ع). وأنه لا يجوز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السُنن النبوية ما لم يعلم أحوالهما من جهة أهل الذكر (ع) بل يجب التوقف والاحتياط فيهما ، وأن المجتهد في نفس أحكامه تعالى إن أخطأ كذب على الله تعالى وافترى وإن أصاب لم يؤجر ، وأنه لا يجوز القضاء ولا الافتاء إلا بقطع ويقين ومع فقده يجب التوقف ، وأن اليقين المعتبر فيهما قسمان : يقين متعلق بأن هذا حكم الله في الواقع ، ويقين متعلق بأن هذا ورد عن معصوم فإنهم (ع) جوزوا لنا العمل به قبل ظهور القائم (ع) وإن كان في الواقع وروده من باب التقية ولم يحصل لنا منه ظن بما هو حكم الله تعالى في الواقع والمقدمة الثانية متواترة عنهم معنى﴾﴿ - الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 104 - 105﴾.
    يلاحظ من كلام الميرزا الاسترابادي انه لم يأتِ بجديد كما أدعى بعض معارضيه بل انه قام بتذكير الفقهاء بما عليه طريقة أصحاب الأئمة والفقهاء السابقين وكيف انهم كانوا يتوقفون فيما لا علم لهم به كما انه قد بين ان المجتهد إن أخطأ كذب على الله تعالى وافترى وإن أصاب لم يؤجر وهذا موافق لكلام الأئمة (ع) والذي ذكرناه كما انه في نفس الوقت معارض لمسلك المجتهدين وقد بين بعدم جواز سن القواعد والأصول من ظواهر الكتاب والسُنة ما لم يُعلم أحوال هذه القواعد من أهل بيت العصمة (ع) وقد بينا بأن المخالفين قد احتجوا بالعديد من الأصول الماخوذة من ظواهر الكتاب والسُنة ولكنهم قوبلوا بالرفض والانكار من الأئمة (ع) والحاصل بأن المولى الاسترابادي قد اصاب الكثير من الحق ولا نقول بأن أقواله كلها تامة لأنه وبطبيعة الحال كسائر البشر يخطئ ويصيب فما وافق كلامه كلام الأئمة (ع) ففيه الحق والرشاد والا فلا، ولعل من أعظم الطعون على المولى الاسترابادي هو قوله بصحة جميع ما جاء في الكتب الاربعة فهذا القول لا دليل عليه فإن هذه الكتب لم تكتب بأيدي المعصومين وعليه فإن أخبارها قابلة للفحص والتدقيق وفق القواعد التي قالها الأئمة (ع) لا وفق قواعد العامة التي تسللت إلى اذهان الفقهاء وكما سياتي .
    وجه الاسترابادي نقداً لاذعاً لطريقة فقهاء الإمامية الأصولية حيث قال : ﴿وقع تخريب الدين مرتين مرة يوم توفي النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ ومرة يوم أجريت القواعد الأصولية والاصطلاحات التي ذكرتها العامة في الكتب الأصولية وفي كتب دراية الحديث في أحكامنا وأحاديثنا . وناهيك أيها اللبيب ؟ أن هذه الجماعة يقولون بجواز الاختلاف في الفتاوى من غير ابتناء أحدها على ضرورة التقية ، ويقولون : قول الميت كالميت ، مع أنه تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار (ع) بأن حلال محمد ﴿صلى الله عليه وآله ﴾ حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ولا اختلاف فيهما أبدا﴾﴿ الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 368 - 369

    إن كثير من المجتهدين قد وقفوا بوجه الاسترابادي بل وحتى بعض الأخباريين احتجوا بما ذكرناه من كلام الاسترابادي حيث قال الأصوليين بأن الاسترابادي كان يشنع على المجتهدين وينسبهم إلى تخريب الدين والسير على مسالك المخالفين، والحق ان الردع على مثل هؤلاء المجتهدين لهو عين الصواب فكيف يمكن السكوت على مثل هذه الإجتهادات والمخالفات التي صدرت من بعض الفقهاء ، اليس الساكت عن الحق شيطان اخرس ، كما ان من تمعن النظر في كتاب الاسترابادي يجده في غاية الادب اثناء النقاش فلم يسب أحداً ولم يلعن أحداً وإنما غاية ما ذكره في كتابه هو قوله بأن كثيراً من الفقهاء قد سلكوا مسالك العامة ، وقد بينا فيما سبق الاستنساخ الذي حصل لأقوال المخالفين وأصولهم عند بعض الفقهاء السابقين فإن الاسترابادي كان محقاً في الكثير من أقواله علما بأن الأئمة (ع) لعنوا ابا حنيفة لأنه كان يخالف النص ويجتهد في قبال النصوص﴿- المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 212 - 213 ﴾
    وقول المعصوم حجة فعلينا الوقوف بوجه كل من يخالف النص مهما يكن مقامه بين الناس فلا تأخذنا في الله لومة لائم .
    إن الامين الاسترابادي قد وقع ذكره على لسان المؤيدين لخط الأخبارية والمعارضين اما ما قاله المعارضين فأقوال كثيرة جداً منها ما ذكره السيد علي الطباطبائي في رياض المسائل حيث قال: ﴿الأمين الاسترآبادي قد غالى كثيراً وأفرط في تعميق الخلاف والتهجم على فقهاء الشيعة الذين لم يكونوا على رأيه ومذهبه من أمثال العلامة الحلي .. رياض المسائل - السيد علي الطباطبائي - ج 1 - ص 97 ﴾. .
    وذكر جعفر السبحاني المولى الاسترابادي في مقدمة تقريرات البروجردي وقال ما هذا نصه : ﴿الشيخ محمد أمين الأسترآبادي ﴿ت 1033﴾ فشن حملة شعواء على الأصول والأصوليين ، وزيف مسلك الإجتهاد المبني على القواعد الأصولية ، وزعم أن طريقة أئمة أهل البيت (ع) وأصحابه تخالف ذلك المسلك﴾﴿ لمحات الأصول - تقريرات البروجردي ، للسيد الخميني - المقدمة ص 15

    اما الأقوال الأخرى والتي جاءت مادحه له فمنها ما قاله الفيض الكاشاني في رسالته المسماة ب‍ " الحق المبين " ما هذا نصه : ﴿وقد اهتدى لبعض ما اهتديت له بعض أصحابنا من أستراباد كان يسكن مكة - شرفها الله - وقد أدركت صحبته بها ، فإنه كان يقول بوجوب العمل بالأخبار وإطراح طريقة الإجتهاد والقول بالآراء المبتدعة وترك استعمال الأصول الفقهية المخترعة ، ولعمري ! أنه قد أصاب في ذلك ، وهو الفاتح لنا هذا الباب وهادينا فيه﴾.
    وقال البحراني في اللؤلؤة : ﴿كان فاضلا محققا مدققا ماهرا في الأصولين والحديث أخباريا صلبا ... ﴾.
    وقال المجلسي الأول في شرحه ل‍ : " الفقيه " ما لفظه : ﴿والحاصل : أن الدلائل العقلية التي ذكرها بعض الأصحاب وبنوا عليها الأحكام أكثرها مدخولة ، والحق في أكثرها مع الفاضل الإسترابادي ﴿رضي الله عنه﴾﴾﴿ - الفوائد المدنية - محمد أمين الإسترآبادي ص 6 – 7-﴾.
    وذكره الحر العاملي في امل الامل قائلاً : ﴿فاضل محقق ماهر متكلم فقيه محدث ثقة جليل ، له كتب منها كتاب الفوائد المدنية ... - أمل الآمل - الحر العاملي - ج 2 - ص 246.
    هذه بعض الأقوال التي ذكرت المولى الاسترابادي فالأقوال بحقه كثيرة جداً بين مادح له وبين منتقدا ومعارض له وعلى العموم انتشرت طريقة الاسترابادي بين الاوساط العلمية وشاع مسلك الأخباريين بين الفقهاء ولم بيقى للأصوليين محلا بين أهل العلم الا قليل ويخبرنا محمد تقي المجلسي ﴿ المتوفّى 1070 هـ ﴾ في شرحه على ﴿الفقيه﴾ باللغة الفارسية ما أحدثه الاسترابادي قائلاً : ﴿ألّف مولانا محمد أمين الاسترابادي كتاباً بأسم ﴿الفوائد المدنية﴾ ألّفها بعد الاشتغال بمطالعته الأخبار المروية عن الأئمة المعصومين ثمّ أرسل كتابه هذا إلى معظم البلاد وقد تلقّاه أكثر علماء النجف وكربلاء بالتحسين والقبول ومضوا على نهجه والحقّ انّ أكثر ما أفاده مولانا محمد أمين حقّ لا مرية فيه﴾
    وهذا القول من المجلسي الأول يؤكد انتشار الفكر الذي طرحه المولى الاسترابادي بين الاوساط العلمية وكثر مؤيدوه في معظم البلاد الإسلامية ففي البحرين كان الشيخ زين الدين علي بن سليمان ﴿المتوفّى 1064هـ﴾ وهو الشيخ علي بن سليمان بن حسن بن سليمان البحراني القدمي الملقب بـ ﴿زين الدين﴾ يذكره الشيخ البحراني في قوله : ﴿ هو أوّل من نشر علم الحديث في بلاد البحرين ، وقد كان قبله لا أثر له ولا عين ، وروّجه وهذّبه وكتب الحواشي والقيود على كتابي التهذيب والاستبصار ، ولشدة ملازمته للحديث وممارسته له اشتهر في ديار العجم بأُمّ الحديث ، وكان رئيساً في بلاد البحرين مشاراً إليه ﴾﴿ لؤلؤة البحرين - ص 14 برقم 4

    ومن رجال الأخبارية في تلك الازمان هو محمد تقي بن المقصود علي الملقّب بالمجلسي الأول ﴿1003 - 1070هـ﴾ له كتب منها شرح الصحيفة وحديقة المتقين وشرح من لا يحضره الفقيه فارسي وشرح آخر عربي ورسالة في الرضاع وغير ذلك .
    ومن الأخبارية خليل بن غازي القزويني ﴿1001 - 1089هـ﴾ شرح تمام الكافي بالفارسية المسمّى بالصافي وله كتاب في تحريم الجمعة قال عنه بعض الذين ذكروه انه كان يتظاهر بالأخبارية تقية من الحكومة التي كانت تميل إلى الأخبارية في زمانه حيث قالوا عنه ما هذا نصه : ﴿ وتحريمه الجمعة التي أدّت إلى عزله ، وكذلك تأليفاته الأصولية والفلسفية يجعلنا نشك على أنّ تظاهره بالأخبارية كان تقية منه ، وتماشياً مع الحكومة التي كانت تعارض الفلاسفة وحرية الإجتهاد ﴾﴿ - خاتمة المستدرك - الفائدة الثالثة - ص413/ روضات الجنات - ج3 - ص269 - برقم 287 / طبقات اعلام الشيعة - القرن الحادي عشر - ص203
    ﴾.
    ومن رجال الأخبارية محمد بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود ، الملقب بالفيض الكاشاني ﴿ 1007-1091 هـ﴾ وهو صهر صدر المتألّهين الشيرازي . للفيض الكاشاني مصنفات عدة منها كتاب ﴿الوافي﴾ جمع فيه أحاديث الكتب الاَربعة وصنف في الفقه كتاب ﴿مفاتيح الشرائع﴾ إلى غير ذلك .
    لقد حام حول الكاشاني الغموض الكثير عند بعض المتتبعين فمن جانب كان يميل إلى التصوف والعرفإن وله كتاب ﴿المحجة البيضاء في إحياء كتاب الاِحياء﴾ وهو تهذيب وتنوير لاحياء علوم الدين للغزالي ومن جانب آخر كان يهتم بالحديث وطريقة الأخباريين .
    ومن رجال الأخبارية أيضاً عبد علي العروسي أبن جمعة الحويزي ﴿ كان حياً عام 1073 هـ﴾ ذكره الحر العاملي في قوله : ﴿كان عالماً ، فاضلاً ، فقيهاً ، محدثاً ... له كتاب ﴿نور الثقلين في تفسير القرآن ﴾ في أربعة مجلدات ، أحسن فيه وأجاد ، نقل فيه أحاديث النبي والأئمة في تفسير الآيات ، من أكثر كتب الحديث ، ولم ينقل فيه عن غيرهم ﴾﴿ - أمل الآمل - ج2 - ص154 - برقم 449﴾.
    ومن اشهر رجال الأخبارية هو الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري ﴿1033 - 1104 هـ﴾ صاحب المؤلفات الرائعة منها كتابه المشهور ﴿وسائل الشيعة﴾ وقد ألفه في المشهد الرضوي والذي اهتم فيه بجمع الأحاديث والروايات الشريفة كما له المصنفات الأخرى منها ﴿الفصول المهمة في أصول الأئمة﴾ .
    ومن الأخبارية السيد هاشم بن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الجواد الكتكاني المتوفّى 1107هـ كان محدثاً متتبعاً للأخبار ومن مصنفاته ﴿البرهان في تفسير القرآن﴾ وكتاب ﴿ترتيب التهذيب﴾ وكتب أخرى .
    ومن أهم رجال الأخبارية وأكثرهم شهرة الشيخ محمد باقر بن محمد تقي بن المولى مقصود علي ﴿1037 - 1110 هـ﴾ المشهور بالعلامة المجلسي صاحب اشهر مؤلفات الإمامية فموسوعته الكبرى ﴿بحار الاَنوار﴾ قد طبعت في 110 أجزاء وله كتاب آخر تحت عنوان ﴿مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول﴾ وهو شرح الكافي طبع في ستة وعشرين جزءاً وله كتاب ثالث بعنوان ﴿ملاذ الاَخيار في شرح تهذيب الأخبار﴾ وقد طبع في اثني عشر جزءاً .
    ومن أهم الأحداث التي حصلت في زمن العلامة المجلسي هو ما حصل في ايران على يد الشاه عباس الصفوي من مجازر للمشتغلين بالفلسفة ، بسبب فتوى الشيخ المجلسي الذي استباح فيها دماء هؤلاء وكان يؤتى بالرجل ويقتل على الظنه لأنه يحضر مجالس الفلسفة .
    وقد شهدت تلك الصراعات هتك للأعراض ، واتهام بالفواحش وتصدير لفتاوى التكفير والفسوق ، وتشجيع على القتل وسفك الدماء ، ثم مطاردة المخالفين في أماكنهم واجتثاثهم وتصفيتهم جسدياً وقد حدث ذلك بين الاثنين أي الأخبارية والأصولية إلا أن الأصوليين قد أسرفوا في القتل والتهجير وكما سياتي بيان هذه الأحداث .
    ومن الأخبارية السيد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري ﴿المتوفى1113هـ﴾ له كتب كثيرة منها ﴿شرح التهذيب﴾ في 12 مجلداً وكتاب ﴿حواشي الاستبصار﴾.
    ومن الأخبارية أيضاً الشيخ أبو الحسن سليمان بن الشيخ عبد اللّه البحراني ﴿1075- 1121 هـ﴾ له مؤلفات منها كتاب ﴿الاربعين في الإمامة﴾ وهو صاحب ﴿المعراج﴾ شرح فيه فهرست الشيخ إلى آخر باب التاء وكان مهتما بعلم الحديث والرجال والتواريخ .
    ومن الأخبارية الشيخ عبد اللّه بن الحاج صالح بن جمعة بن علي السماهيجي ﴿1086 - 1130 هـ﴾ له مؤلفات منها ﴿جواهر البحرين في أحكام الثقلين﴾ و﴿منية الممارسين في جوابات مسائل الشيخ ياسين﴾ كان هذا الشيخ كثير الاحتياط على طريقة الأخباريين شديد الانكار على أهل الإجتهاد منع العمل بظواهر الكتاب بدعوى ان القرآن كله متشابه على الرعية وهذه المقالة نقلها العلامة في ﴿النهاية الأصولية﴾﴿ الاِجازة الكبيرة - ص 200 / روضات الجنات – ج4 – ص 247 - برقم 390 / لؤلؤة البحرين - ص96 - برقم 38
    ﴾.


    يتبع
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى

  • #2
    ومن رجال الأخبارية المشهورين المحدث الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني ﴿ 1107 - 1186 هـ﴾ صاحب الكتاب المشهور ﴿الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ﴾ وقد طبع في 25 جزءاً ترك البحراني بعض ما يقوله الأخباريين من ان الأخبار الواردة قطعية وانه يجب العمل بالقطع وقد ذكر محسن الامين في اعيان الشيعة المحدث البحراني قائلاً : ﴿وكان هو قدس سره أولا أخباريا صرفا ثم رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول إنها طريقة العلامة المجلسي صاحب البحار انتهى . وكان مراده بالطريقة الوسطى ترك بعض ما يقوله الأخباريون من أنهم لا يعملون الا بالقطع وان الأخبار قطعية وغير ذلك من الأمور والا فالرجل أخباري صرف لا يدخل في شيء من طرق المجتهدين كما تشهد بذلك مصنفاته . نعم ربما يكون قد ترك شيئاً من مقالاتهم فقيل فيه انه على الطريقة الوسطى . وكان العلامة البهبهاني المعاصر له ينكر عليه أشد الإنكار وينافره أقوى المنافرة كما هو مشهور ﴾﴿ اعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 10 - ص 317﴾. ﴾.
    وعلى أية حال فإن الشيخ يوسف البحراني يعد من اشهر رجال الأخبارية وقد سجل التأريخ بداية الوقائع المأساوية في تلك الفترة على يد الوحيد البهبهاني الذي عاش في الفترة ﴿1116 – 1206هـ﴾ ضد زعيم الأخباريين الشيخ يوسف البحراني بعد الوشاية ضده لدى حاكم كربلاء ووضع الجنود تحت إمرته للإنتقام منه كما يشير إليه الأنصاري في كتابه ﴿العلماء حكام على الملوك﴾ حيث قام البهبهاني بمطاردة فلول الأخباريين في كربلاء وضواحيها وبتصفيتهم جسدياً إذا اقتضى الأمر وقد ذكر الطالقاني بأن الوحيد البهبهاني افتى بعدم صحة الصلاة خلف يوسف البحراني وذكر ذلك في قوله : ﴿وبلغ التطرف حدا حكم فيه الوحيد البهبهاني بعدم صحة الصلاة خلف البحراني﴾﴿ تنقيح المقال في أحوال الرجال - ج 2 - ص 85 / مع علماء النجف – محمد جواد مغنية - ص74 / الشيخية – الطالقاني - ص39﴾.
    ويصف تلك المرحلة الميرزا الأخباري في كتابه الرجالي عند ترجمته للبهبهاني قائلاً : ﴿وكان كثير التشنيع على المحدّثين ، وبه اندرست أعلام أحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام ، وطالت ألسنة المعاندين ، بشتم الأخباريين حتى آل الأمر بتعدادهم من المبتدعين ، وأفتى بإخراجهم مع العجز عن قتلهم فقيه المروانيين . وصار المحدّث الصارف عمره بقال الله وقال الرّسول ، أذلّ من اليهود والمجوس وأصحاب الحلول﴾.
    إن للوحيد البهبهاني دور غريب وعجيب في تلك الفترة حيث عمد إلى الوشاية والنكاية عند السلطات التابعة إلى الشاه الايراني والتي كانت تسيطر على مدينة كربلاء فآل الأمر إلى وضع قوات عسكرية تحت تصرفه الذي استعان بها على فرض الإقامة الجبرية على المحقق البحراني ومنعه من التدريس في الحرم ومنع الطلاب من التردد على بيته ثم نفيه إلى مدينة المسيب ومطاردة علماء الأخباريين وأتباعهم في مدينة كربلاء ونواحيها باعمال القتل والبطش والتشريد حتى آل الأمر إلى العكس مما كانوا عليه بفعل قوة السلاح لا قوة العلم والحجة والبرهان .
    توفي المحقق البحراني سنة 1186 هـ والغريب بعد موقف البهبهاني الذي ذكرناه قام بالصلاة على جنازة الشيخ البحراني وتشيعة كما يذكر ذلك محسن الامين في قوله : ﴿صلى عليه العلامة البهبهاني واجتمع خلف جنازته جمع كثير وجم غفير مع خلو البلاد من أهلها لحادثة نزلت بهم قيل وهي الطاعون العظيم الذي كان في تلك السنة في العراق﴾﴿ عيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 10 - ص 317

    وهذه المواقف المتناقضة يشهدها التأريخ الإسلامي بكثرة متناهية خصوصاً بين الفقهاء وفي أيامنا هذه شهدنا العديد من الفقهاء قاموا بالتهجم على السيد محمد محمد صادق الصدر واتهموه بابشع الاتهامات منها بانه عميل وانه مدعوم من أمريكا وان أبيه كان عقيماً والعياذ بالله وكل هذه الاتهامات كان منها بريء . إلا أن الذين اتهموه هم الفقهاء وأتباعهم حتى إذا استشهد شهدنا الذي تهجم عليه واتهمه قد عقد مجلس لقراءة الفاتحة على روح السيد الشهيد !!
    ومن أهم رجال الأخبارية في تلك الفترة الميرزا محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع النيسابوري ﴿1178ـ1235هـ﴾ المعروف بميرزا محمد الأخباري وقد ذكر النيسابوري سلسلة مشايخ الأخبارية بقوله : ﴿مولانا محمد أمين الاسترابادي الأخباري هو أوّل من تكلّم على المتأخّرين لمخالفتهم طريقة قدماء الأصحاب وأحسن وأتقن ، ثمّ تكلّم المحدّث القاساني في ﴿سفينة النجاة﴾ بقليل لا يشفي العليل ، ثمّ المحدّث العاملي في ﴿الفوائد الطوسية﴾ أتى بما يروي الغليل ، ثم ّالشيخ حسين بن شهاب الدين العاملي في ﴿هداية الاَبرار﴾ أشبع التفصيل ، ثمّ الشيخ أبو الحسن الغروي أراد التكميل ، وسادسهم مولانا رضي الدين القزويني في ﴿لسان الخواص﴾ أقام الدليل ، والسابع هذا العبد الذليل ﴾﴿ - روضات الجنات – ج 7 – ص 138ـ 139
    ﴾.
    إن الميرزا محمد الأخباري أول من سمى الأصول بالعجل وكتب كتاباً تحت عنوان ﴿قبسة العجول في الأخبار والأصول﴾ وقد رد عليه المحقق القمي في كتاب أسماه ﴿عين العين﴾ فلما وصل إلى يد الشيخ الأخباري رد عليه بكتاب آخر أسماه ﴿إنسان العين في رد كتاب عين العين﴾ وقد ألف دورة فقهية من الطهارة إلى الديات أسماه ﴿التحف﴾ .
    وفي زمن الميرزا محمد الأخباري قامت الدولة القاجارية في ايران وجاء للحكم فتح علي شاه وكانت هذه الدولة متأرجحة بين فقهاء المدرسة الأصولية بقيادة الشيخ جعفر كاشف الغطاء وبين المدرسة الأخبارية بزعامة الميرزا محمد الأخباري .
    ازدادت العلاقة بين الميرزا محمد الأخباري والشاه القاجاري بعدما تنبأ الأخباري بمقتل القائد الروسي في الحرب الدائرة بين ايران وروسيا في ذلك الوقت وقد صدقت هذه النبوءة حيث جيء برأس القائد الروسي محمولاً إلى طهران ووضع أمام الشاه ﴿الفقهاء حكام الملوك – الدجيلي - ص69

    وعلى اثر ذلك التقارب بين السلطة القاجارية والميرزا محمد الأخباري ازداد الصراع بين المدرسة الأخبارية والأصولية في ذلك الوقت وكانت المدرسة الأصولية بزعامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، فقام هذا الشيخ بكتابة كتاب تحت عنوان ﴿كاشف الغطاء عن معائب الميرزا محمد عدو العلماء﴾ عداوة للشيخ محمد الأخباري واهداه إلى الشاه القاجاري وأراد التقرب إلى السلطان تملقاً وزيادة على هذا التملق قام باعطاء أجاز للشاه القاجاري بأن يحكم البلاد بالوكالة عنه باعتباره نائبا عن الإمام المهدي كما فعل الكركي من قبل إلا أن ميول الشاه فتح علي إلى الأخباريين كانت أكثر .
    اما من جهة الأخباري فقد قام هو الآخر برد كاشف الغطاء بكتاب أسماه ﴿الصيحة بالحق على من ألحد وتزندق﴾﴿ - الخونساري-روضات الجنات - ج2- ص202
    ﴾. ﴾ وهذا الرد دفع كاشف الغطاء إلى السفر إلى ايران لملاقاة الشاه وتقوية العلاقة معه ، والمحافظة على ارتباطه بنظرية النيابة عن الإمام المهدي (ع) التي كان يرفضها الأخباريون ، ولكن الشاه رفض استقباله ولم يجد الشيخ كاشف الغطاء بدا من اقتحام القصر فاضطر الشاه لاستقباله مكرها .
    لقد بلغ النزاع بين الأخباري وكاشف الغطاء إلى حد التنابز بالألقاب وتبادل الشتائم بينهما﴿ - لمحات اجتماعية –الوردي- ج3- ص78
    ﴾. ويتكلم السيد الطالقاني عن طبيعة تلك الاختلافات قائلاً : ﴿وكانت اللهجة قاسية والأسلوب نابيا ، وقد تزعم فريق الأخباريين في تلك الفترة الميرزا محمد النيشابوري المعروف بالأخباري ، كما تزعم فريق الأصوليين الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي﴾﴿الشيخية ص 39

    اما موقف كاشف الغطاء فيرويه لنا حفيده محمد حسين كاشف الغطاء حين يفتخر بما فعله جده بالأخباريين في كتابه العبقات العنبرية في طبقات الجعفرية في قوله : ﴿فلم يزل ﴿ أي جده جعفر كاشف الغطاء ﴾ يستقصيهم فيفنيهم وينفيهم ... ﴾ هكذا كانت طبيعة الاجواء وهذا هو الأسلوب العلمي الذي كان بين الطرفين .
    ولم تكن هذه التصرفات التي صدرت من الأصوليين قد قوبلت بمواقف أقل منها حدة بل على العكس تماماً حيث كان التشنيع بين الطرفين هو الرائج بينهما فبعد أن توفي الشيخ جعفر كاشف الغطاء بمرض الخنازير لم يتوقف تشنيع الأخباريين عليه يقول السيد الطالقاني : ﴿ولما توفي كاشف الغطاء بمرض الخنازير ، قال الأخباري " مات الخنزير بالخنازير"لباب الألقاب في ألقاب الأطياب - ص 87 / قصص العلماء – ص 133 / الشيخية – ص 42
    .
    إن هذه الفترة الزمنية شهدت الكثير من الأحداث إلا أن الأحداث الاقوى جاءت بعد وفاة الشيخ كاشف الغطاء والتي تزعم زمام الأصوليين ولده الشيخ موسى كاشف الغطاء بدأت الأحداث تتصاعد شيئاً فشيئاً فكتب الشيخ موسى إلى الشاه القاجاري رسالة حذره فيها من الميرزا الأخباري وعند جواب الشاه عليه قال له بأن صلته بالميرزا محمد الأخباري طيبة وعبر عنه بقوله : ﴿نستفيض منه، ونستعين به﴾﴿ - تنقيح المقال في أحوال الرجال - ج 2 - ص 85 / مع علماء النجف - ص74 / الشيخية - ص39﴾.
    لقد شهدت تلك الفترة قمة الصراع بين الأخباريين والأصوليين ولم يكن هذا الصراع في دائرة الدرس ولا حتى في المدارس الفقهية بل نزل هذا الصراع إلى الشوارع بسبب تحريض بعض الفقهاء بفتاويهم الطائفية وبنفس الطريقة التي حدثت بين المذاهب الاربعة من قتل وتكفير وتهجير وتشريد ويحدثنا عن تلك الفترة السيد محمد حسن آل الطالقاني في كتابه الشيخية قائلاً : ﴿فدوت في الأوساط العلمية ، ولم تقتصر على طلبة العلوم وأهل الفضل ، بل تسربت إلى صفوف العوام مما أدى إلا الاستهانة بالعلم والاستخفاف بحملته﴾﴿ - أثبت نص الرسالتين محمد حسين كاشف الغطاء في ﴿العبقات العنبرية﴾، ص 19 ﴿مخطوط﴾.
    اما موقف الأخباريين فإنه شهد التصعيد أيضاً حيث أنهم كانوا يستنجسون حتى من كتب الأصوليين يقول حسن الأمين : ﴿وأن الصراع بين الفريقين كان عنيفا حتى أن الطالب الأخباري كان لا يحمل مؤلفات الأصوليين إلا بمنديل حتى لا تتنجس يده من ملامسة جلد الكتاب اليابس﴾﴿ مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج 2 - ص 304

    ويتحدث الدكتور فرهاد ابراهيم عن المشاحنات في تلك الفترة قائلاً : ﴿كان من الممكن أن يتعرض أي إنسان يسير في الطريق وتحت إبطه كتاب للأصوليين إلى الضرب المبرح﴾﴿ - الطائفية والسياسة في العالم العربي – الدكتور فرهاد إبراهيم - ص57

    وبهذا يتبين لنا حدة المواقف بين الطرفين إلا أن المدرسة الأصولية لم تستعيد مجدها بنقاش علمي ولا بحجج دامغة بل بانتهاج أسلوب ارهابي دموي هتكت فيه كل الحرمات وازهقت النفوس واريقت الدماء بسبب الكثير من الفتاوى التي انطلق تنفيذها بين ايدي الجهلاء فلم يشهد ذلك الزمن حكمة ولا حلم بل كان أسلوب التكفير والقتل هو الرائج بين الطرفين .
    إن التأريخ يذكر أن الميرزا محمد الأخباري هاجر من ايران ودخل العراق واستقر في بغداد تحديداً في مدينة الكاظمية المقدسة وكانت مواقف الأصوليين تتصاعد باتجاهه يقول الطالقاني : ﴿وقوف العلماء قاطبة في وجهه وإجماعهم على هتكه وتحطيمه ، حتى انتهت القصة بمأساة فظيعة فقد قتل على أيدي العوام مع كبير أولاده بهجوم شنّ على داره في الكاظمية ، وسلمت جثته إلى السكان للعبث بها﴾﴿ - الشيخية – الطالقاني - ص 40 ﴾
    وعن هذه الحادثة يخبرنا الخوانساري بأن الميرزا قام بنشاط فعال ضد الفقهاء في العراق مما جعل موسى كاشف الغطاء - الذي تزعم الأصولية بعد وفاة والده - يهاجر من النجف إلى بغداد ﴿الكاظمية﴾ لغرض معالجة الموقف، وبعد اتفاق جملة من الفقهاء على إصدار فتوى تبيح قتل الميرزا محمد، قتل هذا الداعية الجريء عام ﴿1232هـ﴾ بعد إحراق داره قتلة مأساوية!! - روضات الجنات – الخونساري- ج2 – ص 129/ العبقات الورقة 99 ﴿مخطوط﴾.

    هكذا قُتل الميرزا محمد الأخباري زعيم الأخباريين في وقته ومعه جمع من ابنائه وتلامذته وسلمت جثته إلى الجهلاء للعبث بها كل هذا ليعتبر الآخرون به ثم توالت المجازر تلو الأخرى في كل مكان في النجف وكربلاء والكاظمية بل وحتى باقي البلدان .
    إن مقتل الميرزا محمد الأخباري في الكاظمية لم يكن الحادث الأول بل قد سبقة مقتل الشيخ حسين آل عصفور الأخباري في البحرين عام﴿1216/1801﴾ وبنفس الاجرام ﴿الفكر السلفي - الجابري - ص401

    واشتعل الخلاف في تلك الأيام بين الفريقين وتأججت المهاترات حتى أدت إلى مالا يخطر ببال البشر يقول السيد الطالقاني : ﴿ حتى أدت إلى هتك البعض لحرمة البعض ، وانتقاص كل واحد الآخر . وكان كل فريق يرى وجوب قتل الفريق الآخر ، وتطورت القضايا إلى أمور شخصية بحته تقريبا ، فكان كل من الخصمين يهدف إلى الانتقام من خصمه والتطويح به﴾﴿ - الشيخية – الطالقاني - ص 42
    ﴾.
    بهذه الطريقة كانت الحملة تمارس بين الطرفين وكانت هذه الطريقة ابسط الطرق للتخلص من الخصوم ودرئ الخطر المتوقع منهم وتكررت عمليات القتل والتصفية لرموز الخط الأخباري بأسم الدين وتحت شعار أهل البيت حتى تقلصت المساحة التي انتشر عليها أتباع الخط الأخباري أمام الزحف الأصولي القائم على العنف الدامي المستهدف لرموز الأخباريين لا لشيء إلا لأنهم شخصوا إنحراف مسيرة الأصولية عن مسار أهل البيت ، وأقاموا على ذلك البينات حتى تهددت مراكزهم الاجتماعية بالأفول وزعاماتهم الدينية بالانحسار وكان هذا الأسلوب كافيا لأنحسار الفكر الأخباري وظهور الخط الأصولي من جديد مع انسحاب الأخباريين إلى بلدان نائية في ذلك الزمان كالبحرين ومناطق جنوبية من العراق وبعض بقاع ايران .
    وعلى أية حال استمر انحسار الأخباريين وبعد أكثر من خمسين سنة ظهر احفاد الميرزا محمد الأخباري وتزعموا الخط الأخباري في جنوب العراق وقد سعى ميرزا عناية الله سنة 1371هـ إلى تنظيم الدراسة العلمية هنالك وقد أسس مسجداً كبيراً ومكتبةً ومضيفاً .
    إن الأخباريين في زماننا هذا تختلف آرائهم عن القدماء فَهُم قريبين إلى المنهج الأصولي خصوصاً بعد ظهور جملة من الفقهاء المحايدين بين الاتجاهين الأخباري والأصولي فنجد انهم قالوا بالتقليد الذي كان يرفضه جملة من فقهاء الأخباريين القدامى وقالوا ببعض القواعد الأصولية التي رفضها مشايخ الأخباريين في زمانهم وقام اخرون بقبض اموال الخمس وغيرها من الامور التي تغيرت احكامها عن الجيل السابق.
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى

    تعليق


    • #3
      بحث مميز ورائع نتمنى ان تزدونا بابحاث اخر حول هذا الموضوع وفقكم الله لكل خير
      التعديل الأخير تم بواسطة فأس ابراهيم; الساعة 02-05-13, 11:17 PM.
      (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)

      تعليق

      يعمل...
      X