الحركة الأخبارية :
بعد رحيل الشاه طهماسب بدأت معالم الحركة الأخبارية بالظهور والانتشار بين اوساط الفقهاء وطلبة العلم وكان موقف هذه الحركة حازماً لرد تلك الآراء التي صدرت من فقهاء البلاط الصفوي فكانت هذه الحركة بمثابة الرادع لتدخل الفقهاء بالسياسة الصفوية وإتباع السلاطين والتقرب إلى الحكام انذاك فأراد قادة هذه الحركة العودة إلى اثار الأئمة الطاهرين (ع) والتمسك بالنصوص الدينية الواردة عن أئمة الهدى (ع) وخصوصاً تلك النصوص التي تذم الإجتهاد في أحكام الله بعد أن اسرف الفقهاء في تلك الفترة بالعمل الإجتهادي .
بدأت هذه الحركة بشكل فعلي بقيادة المولى محمد أمين الاسترابادي المتوفى 1033هـ وكانت لهذه الحركة بوادر قبل مجيء الاسترابادي وهو نفسه قد ذكر بأن استاذه محمد علي الاسترابادي قد حثه على احياء طريقة الأخباريين أي متبعي أخبار الأئمة (ع) وقال له ما هذا نصه : ﴿احي طريقة الأخباريين وارفع الشبهات المعارضة لها لأن هذا المعنى كان يدور في خاطري ولكن الله قدر ان يكون على يدك﴾﴿ - الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 12﴾
فبدأ الميرزا محمد أمين الاسترابادي بالسير بما اوصاه استاذه حتى انتهى من تأليف كتابه المشهور ﴿الفوائد المدنية﴾ ولما عرضه على استاذه اجابه مستحسنا لما فيه واثنى عليه بالجميل .
لقد شن الاسترابادي في كتابه الفوائد المدنية حملة ضد المدرسة الإجتهادية الأصولية التي راجت في الدولة الصفوية وذكر بأن الروايات التي ذكرها قدماء الإمامية في مؤلفاتهم كالشيخين الصدوقين وثقة الإسلام الكليني تدل على حرمة الإجتهاد والتقليد كما تؤكد على وجوب التمسك بروايات العترة الطاهرة (ع) المسطورة في تلك الكتب .
بعد ذلك بين الاسترابادي طريقتة في معرفة الأحكام وذلك في قوله : ﴿الصواب عندي مذهب قدمائنا الأخباريين وطريقتهم ، أما مذهبهم فهو أن كل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة عليه دلالة قطعية من قبله تعالى حتى أرش الخدش ، وأن كثيراً مما جاء به النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ من الأحكام ومما يتعلق بكتاب الله وسُنة نبيه ﴿صلى الله عليه وآله﴾ من نسخ وتقييد وتخصيص وتأويل مخزون عند العترة الطاهرة (ع) وأن القرآن في الأكثر ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية ، وكذلك كثير من السُنن النبوية ﴿صلى الله عليه وآله﴾ . وأنه لا سبيل لنا فيما لا نعلمه من الأحكام الشرعية النظرية أصلية كانت أو فرعية إلا السماع من الصادقين (ع). وأنه لا يجوز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السُنن النبوية ما لم يعلم أحوالهما من جهة أهل الذكر (ع) بل يجب التوقف والاحتياط فيهما ، وأن المجتهد في نفس أحكامه تعالى إن أخطأ كذب على الله تعالى وافترى وإن أصاب لم يؤجر ، وأنه لا يجوز القضاء ولا الافتاء إلا بقطع ويقين ومع فقده يجب التوقف ، وأن اليقين المعتبر فيهما قسمان : يقين متعلق بأن هذا حكم الله في الواقع ، ويقين متعلق بأن هذا ورد عن معصوم فإنهم (ع) جوزوا لنا العمل به قبل ظهور القائم (ع) وإن كان في الواقع وروده من باب التقية ولم يحصل لنا منه ظن بما هو حكم الله تعالى في الواقع والمقدمة الثانية متواترة عنهم معنى﴾﴿ - الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 104 - 105﴾.
يلاحظ من كلام الميرزا الاسترابادي انه لم يأتِ بجديد كما أدعى بعض معارضيه بل انه قام بتذكير الفقهاء بما عليه طريقة أصحاب الأئمة والفقهاء السابقين وكيف انهم كانوا يتوقفون فيما لا علم لهم به كما انه قد بين ان المجتهد إن أخطأ كذب على الله تعالى وافترى وإن أصاب لم يؤجر وهذا موافق لكلام الأئمة (ع) والذي ذكرناه كما انه في نفس الوقت معارض لمسلك المجتهدين وقد بين بعدم جواز سن القواعد والأصول من ظواهر الكتاب والسُنة ما لم يُعلم أحوال هذه القواعد من أهل بيت العصمة (ع) وقد بينا بأن المخالفين قد احتجوا بالعديد من الأصول الماخوذة من ظواهر الكتاب والسُنة ولكنهم قوبلوا بالرفض والانكار من الأئمة (ع) والحاصل بأن المولى الاسترابادي قد اصاب الكثير من الحق ولا نقول بأن أقواله كلها تامة لأنه وبطبيعة الحال كسائر البشر يخطئ ويصيب فما وافق كلامه كلام الأئمة (ع) ففيه الحق والرشاد والا فلا، ولعل من أعظم الطعون على المولى الاسترابادي هو قوله بصحة جميع ما جاء في الكتب الاربعة فهذا القول لا دليل عليه فإن هذه الكتب لم تكتب بأيدي المعصومين وعليه فإن أخبارها قابلة للفحص والتدقيق وفق القواعد التي قالها الأئمة (ع) لا وفق قواعد العامة التي تسللت إلى اذهان الفقهاء وكما سياتي .
وجه الاسترابادي نقداً لاذعاً لطريقة فقهاء الإمامية الأصولية حيث قال : ﴿وقع تخريب الدين مرتين مرة يوم توفي النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ ومرة يوم أجريت القواعد الأصولية والاصطلاحات التي ذكرتها العامة في الكتب الأصولية وفي كتب دراية الحديث في أحكامنا وأحاديثنا . وناهيك أيها اللبيب ؟ أن هذه الجماعة يقولون بجواز الاختلاف في الفتاوى من غير ابتناء أحدها على ضرورة التقية ، ويقولون : قول الميت كالميت ، مع أنه تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار (ع) بأن حلال محمد ﴿صلى الله عليه وآله ﴾ حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ولا اختلاف فيهما أبدا﴾﴿ الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 368 - 369
إن كثير من المجتهدين قد وقفوا بوجه الاسترابادي بل وحتى بعض الأخباريين احتجوا بما ذكرناه من كلام الاسترابادي حيث قال الأصوليين بأن الاسترابادي كان يشنع على المجتهدين وينسبهم إلى تخريب الدين والسير على مسالك المخالفين، والحق ان الردع على مثل هؤلاء المجتهدين لهو عين الصواب فكيف يمكن السكوت على مثل هذه الإجتهادات والمخالفات التي صدرت من بعض الفقهاء ، اليس الساكت عن الحق شيطان اخرس ، كما ان من تمعن النظر في كتاب الاسترابادي يجده في غاية الادب اثناء النقاش فلم يسب أحداً ولم يلعن أحداً وإنما غاية ما ذكره في كتابه هو قوله بأن كثيراً من الفقهاء قد سلكوا مسالك العامة ، وقد بينا فيما سبق الاستنساخ الذي حصل لأقوال المخالفين وأصولهم عند بعض الفقهاء السابقين فإن الاسترابادي كان محقاً في الكثير من أقواله علما بأن الأئمة (ع) لعنوا ابا حنيفة لأنه كان يخالف النص ويجتهد في قبال النصوص﴿- المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 212 - 213 ﴾
وقول المعصوم حجة فعلينا الوقوف بوجه كل من يخالف النص مهما يكن مقامه بين الناس فلا تأخذنا في الله لومة لائم .
إن الامين الاسترابادي قد وقع ذكره على لسان المؤيدين لخط الأخبارية والمعارضين اما ما قاله المعارضين فأقوال كثيرة جداً منها ما ذكره السيد علي الطباطبائي في رياض المسائل حيث قال: ﴿الأمين الاسترآبادي قد غالى كثيراً وأفرط في تعميق الخلاف والتهجم على فقهاء الشيعة الذين لم يكونوا على رأيه ومذهبه من أمثال العلامة الحلي .. رياض المسائل - السيد علي الطباطبائي - ج 1 - ص 97 ﴾. .
وذكر جعفر السبحاني المولى الاسترابادي في مقدمة تقريرات البروجردي وقال ما هذا نصه : ﴿الشيخ محمد أمين الأسترآبادي ﴿ت 1033﴾ فشن حملة شعواء على الأصول والأصوليين ، وزيف مسلك الإجتهاد المبني على القواعد الأصولية ، وزعم أن طريقة أئمة أهل البيت (ع) وأصحابه تخالف ذلك المسلك﴾﴿ لمحات الأصول - تقريرات البروجردي ، للسيد الخميني - المقدمة ص 15
اما الأقوال الأخرى والتي جاءت مادحه له فمنها ما قاله الفيض الكاشاني في رسالته المسماة ب " الحق المبين " ما هذا نصه : ﴿وقد اهتدى لبعض ما اهتديت له بعض أصحابنا من أستراباد كان يسكن مكة - شرفها الله - وقد أدركت صحبته بها ، فإنه كان يقول بوجوب العمل بالأخبار وإطراح طريقة الإجتهاد والقول بالآراء المبتدعة وترك استعمال الأصول الفقهية المخترعة ، ولعمري ! أنه قد أصاب في ذلك ، وهو الفاتح لنا هذا الباب وهادينا فيه﴾.
وقال البحراني في اللؤلؤة : ﴿كان فاضلا محققا مدققا ماهرا في الأصولين والحديث أخباريا صلبا ... ﴾.
وقال المجلسي الأول في شرحه ل : " الفقيه " ما لفظه : ﴿والحاصل : أن الدلائل العقلية التي ذكرها بعض الأصحاب وبنوا عليها الأحكام أكثرها مدخولة ، والحق في أكثرها مع الفاضل الإسترابادي ﴿رضي الله عنه﴾﴾﴿ - الفوائد المدنية - محمد أمين الإسترآبادي ص 6 – 7-﴾.
وذكره الحر العاملي في امل الامل قائلاً : ﴿فاضل محقق ماهر متكلم فقيه محدث ثقة جليل ، له كتب منها كتاب الفوائد المدنية ... - أمل الآمل - الحر العاملي - ج 2 - ص 246.
هذه بعض الأقوال التي ذكرت المولى الاسترابادي فالأقوال بحقه كثيرة جداً بين مادح له وبين منتقدا ومعارض له وعلى العموم انتشرت طريقة الاسترابادي بين الاوساط العلمية وشاع مسلك الأخباريين بين الفقهاء ولم بيقى للأصوليين محلا بين أهل العلم الا قليل ويخبرنا محمد تقي المجلسي ﴿ المتوفّى 1070 هـ ﴾ في شرحه على ﴿الفقيه﴾ باللغة الفارسية ما أحدثه الاسترابادي قائلاً : ﴿ألّف مولانا محمد أمين الاسترابادي كتاباً بأسم ﴿الفوائد المدنية﴾ ألّفها بعد الاشتغال بمطالعته الأخبار المروية عن الأئمة المعصومين ثمّ أرسل كتابه هذا إلى معظم البلاد وقد تلقّاه أكثر علماء النجف وكربلاء بالتحسين والقبول ومضوا على نهجه والحقّ انّ أكثر ما أفاده مولانا محمد أمين حقّ لا مرية فيه﴾
وهذا القول من المجلسي الأول يؤكد انتشار الفكر الذي طرحه المولى الاسترابادي بين الاوساط العلمية وكثر مؤيدوه في معظم البلاد الإسلامية ففي البحرين كان الشيخ زين الدين علي بن سليمان ﴿المتوفّى 1064هـ﴾ وهو الشيخ علي بن سليمان بن حسن بن سليمان البحراني القدمي الملقب بـ ﴿زين الدين﴾ يذكره الشيخ البحراني في قوله : ﴿ هو أوّل من نشر علم الحديث في بلاد البحرين ، وقد كان قبله لا أثر له ولا عين ، وروّجه وهذّبه وكتب الحواشي والقيود على كتابي التهذيب والاستبصار ، ولشدة ملازمته للحديث وممارسته له اشتهر في ديار العجم بأُمّ الحديث ، وكان رئيساً في بلاد البحرين مشاراً إليه ﴾﴿ لؤلؤة البحرين - ص 14 برقم 4
﴾
ومن رجال الأخبارية في تلك الازمان هو محمد تقي بن المقصود علي الملقّب بالمجلسي الأول ﴿1003 - 1070هـ﴾ له كتب منها شرح الصحيفة وحديقة المتقين وشرح من لا يحضره الفقيه فارسي وشرح آخر عربي ورسالة في الرضاع وغير ذلك .
ومن الأخبارية خليل بن غازي القزويني ﴿1001 - 1089هـ﴾ شرح تمام الكافي بالفارسية المسمّى بالصافي وله كتاب في تحريم الجمعة قال عنه بعض الذين ذكروه انه كان يتظاهر بالأخبارية تقية من الحكومة التي كانت تميل إلى الأخبارية في زمانه حيث قالوا عنه ما هذا نصه : ﴿ وتحريمه الجمعة التي أدّت إلى عزله ، وكذلك تأليفاته الأصولية والفلسفية يجعلنا نشك على أنّ تظاهره بالأخبارية كان تقية منه ، وتماشياً مع الحكومة التي كانت تعارض الفلاسفة وحرية الإجتهاد ﴾﴿ - خاتمة المستدرك - الفائدة الثالثة - ص413/ روضات الجنات - ج3 - ص269 - برقم 287 / طبقات اعلام الشيعة - القرن الحادي عشر - ص203
﴾.
ومن رجال الأخبارية محمد بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود ، الملقب بالفيض الكاشاني ﴿ 1007-1091 هـ﴾ وهو صهر صدر المتألّهين الشيرازي . للفيض الكاشاني مصنفات عدة منها كتاب ﴿الوافي﴾ جمع فيه أحاديث الكتب الاَربعة وصنف في الفقه كتاب ﴿مفاتيح الشرائع﴾ إلى غير ذلك .
لقد حام حول الكاشاني الغموض الكثير عند بعض المتتبعين فمن جانب كان يميل إلى التصوف والعرفإن وله كتاب ﴿المحجة البيضاء في إحياء كتاب الاِحياء﴾ وهو تهذيب وتنوير لاحياء علوم الدين للغزالي ومن جانب آخر كان يهتم بالحديث وطريقة الأخباريين .
ومن رجال الأخبارية أيضاً عبد علي العروسي أبن جمعة الحويزي ﴿ كان حياً عام 1073 هـ﴾ ذكره الحر العاملي في قوله : ﴿كان عالماً ، فاضلاً ، فقيهاً ، محدثاً ... له كتاب ﴿نور الثقلين في تفسير القرآن ﴾ في أربعة مجلدات ، أحسن فيه وأجاد ، نقل فيه أحاديث النبي والأئمة في تفسير الآيات ، من أكثر كتب الحديث ، ولم ينقل فيه عن غيرهم ﴾﴿ - أمل الآمل - ج2 - ص154 - برقم 449﴾.
ومن اشهر رجال الأخبارية هو الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري ﴿1033 - 1104 هـ﴾ صاحب المؤلفات الرائعة منها كتابه المشهور ﴿وسائل الشيعة﴾ وقد ألفه في المشهد الرضوي والذي اهتم فيه بجمع الأحاديث والروايات الشريفة كما له المصنفات الأخرى منها ﴿الفصول المهمة في أصول الأئمة﴾ .
ومن الأخبارية السيد هاشم بن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الجواد الكتكاني المتوفّى 1107هـ كان محدثاً متتبعاً للأخبار ومن مصنفاته ﴿البرهان في تفسير القرآن﴾ وكتاب ﴿ترتيب التهذيب﴾ وكتب أخرى .
ومن أهم رجال الأخبارية وأكثرهم شهرة الشيخ محمد باقر بن محمد تقي بن المولى مقصود علي ﴿1037 - 1110 هـ﴾ المشهور بالعلامة المجلسي صاحب اشهر مؤلفات الإمامية فموسوعته الكبرى ﴿بحار الاَنوار﴾ قد طبعت في 110 أجزاء وله كتاب آخر تحت عنوان ﴿مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول﴾ وهو شرح الكافي طبع في ستة وعشرين جزءاً وله كتاب ثالث بعنوان ﴿ملاذ الاَخيار في شرح تهذيب الأخبار﴾ وقد طبع في اثني عشر جزءاً .
ومن أهم الأحداث التي حصلت في زمن العلامة المجلسي هو ما حصل في ايران على يد الشاه عباس الصفوي من مجازر للمشتغلين بالفلسفة ، بسبب فتوى الشيخ المجلسي الذي استباح فيها دماء هؤلاء وكان يؤتى بالرجل ويقتل على الظنه لأنه يحضر مجالس الفلسفة .
وقد شهدت تلك الصراعات هتك للأعراض ، واتهام بالفواحش وتصدير لفتاوى التكفير والفسوق ، وتشجيع على القتل وسفك الدماء ، ثم مطاردة المخالفين في أماكنهم واجتثاثهم وتصفيتهم جسدياً وقد حدث ذلك بين الاثنين أي الأخبارية والأصولية إلا أن الأصوليين قد أسرفوا في القتل والتهجير وكما سياتي بيان هذه الأحداث .
ومن الأخبارية السيد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري ﴿المتوفى1113هـ﴾ له كتب كثيرة منها ﴿شرح التهذيب﴾ في 12 مجلداً وكتاب ﴿حواشي الاستبصار﴾.
ومن الأخبارية أيضاً الشيخ أبو الحسن سليمان بن الشيخ عبد اللّه البحراني ﴿1075- 1121 هـ﴾ له مؤلفات منها كتاب ﴿الاربعين في الإمامة﴾ وهو صاحب ﴿المعراج﴾ شرح فيه فهرست الشيخ إلى آخر باب التاء وكان مهتما بعلم الحديث والرجال والتواريخ .
ومن الأخبارية الشيخ عبد اللّه بن الحاج صالح بن جمعة بن علي السماهيجي ﴿1086 - 1130 هـ﴾ له مؤلفات منها ﴿جواهر البحرين في أحكام الثقلين﴾ و﴿منية الممارسين في جوابات مسائل الشيخ ياسين﴾ كان هذا الشيخ كثير الاحتياط على طريقة الأخباريين شديد الانكار على أهل الإجتهاد منع العمل بظواهر الكتاب بدعوى ان القرآن كله متشابه على الرعية وهذه المقالة نقلها العلامة في ﴿النهاية الأصولية﴾﴿ الاِجازة الكبيرة - ص 200 / روضات الجنات – ج4 – ص 247 - برقم 390 / لؤلؤة البحرين - ص96 - برقم 38
﴾.
يتبع
بعد رحيل الشاه طهماسب بدأت معالم الحركة الأخبارية بالظهور والانتشار بين اوساط الفقهاء وطلبة العلم وكان موقف هذه الحركة حازماً لرد تلك الآراء التي صدرت من فقهاء البلاط الصفوي فكانت هذه الحركة بمثابة الرادع لتدخل الفقهاء بالسياسة الصفوية وإتباع السلاطين والتقرب إلى الحكام انذاك فأراد قادة هذه الحركة العودة إلى اثار الأئمة الطاهرين (ع) والتمسك بالنصوص الدينية الواردة عن أئمة الهدى (ع) وخصوصاً تلك النصوص التي تذم الإجتهاد في أحكام الله بعد أن اسرف الفقهاء في تلك الفترة بالعمل الإجتهادي .
بدأت هذه الحركة بشكل فعلي بقيادة المولى محمد أمين الاسترابادي المتوفى 1033هـ وكانت لهذه الحركة بوادر قبل مجيء الاسترابادي وهو نفسه قد ذكر بأن استاذه محمد علي الاسترابادي قد حثه على احياء طريقة الأخباريين أي متبعي أخبار الأئمة (ع) وقال له ما هذا نصه : ﴿احي طريقة الأخباريين وارفع الشبهات المعارضة لها لأن هذا المعنى كان يدور في خاطري ولكن الله قدر ان يكون على يدك﴾﴿ - الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 12﴾
فبدأ الميرزا محمد أمين الاسترابادي بالسير بما اوصاه استاذه حتى انتهى من تأليف كتابه المشهور ﴿الفوائد المدنية﴾ ولما عرضه على استاذه اجابه مستحسنا لما فيه واثنى عليه بالجميل .
لقد شن الاسترابادي في كتابه الفوائد المدنية حملة ضد المدرسة الإجتهادية الأصولية التي راجت في الدولة الصفوية وذكر بأن الروايات التي ذكرها قدماء الإمامية في مؤلفاتهم كالشيخين الصدوقين وثقة الإسلام الكليني تدل على حرمة الإجتهاد والتقليد كما تؤكد على وجوب التمسك بروايات العترة الطاهرة (ع) المسطورة في تلك الكتب .
بعد ذلك بين الاسترابادي طريقتة في معرفة الأحكام وذلك في قوله : ﴿الصواب عندي مذهب قدمائنا الأخباريين وطريقتهم ، أما مذهبهم فهو أن كل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة عليه دلالة قطعية من قبله تعالى حتى أرش الخدش ، وأن كثيراً مما جاء به النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ من الأحكام ومما يتعلق بكتاب الله وسُنة نبيه ﴿صلى الله عليه وآله﴾ من نسخ وتقييد وتخصيص وتأويل مخزون عند العترة الطاهرة (ع) وأن القرآن في الأكثر ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية ، وكذلك كثير من السُنن النبوية ﴿صلى الله عليه وآله﴾ . وأنه لا سبيل لنا فيما لا نعلمه من الأحكام الشرعية النظرية أصلية كانت أو فرعية إلا السماع من الصادقين (ع). وأنه لا يجوز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السُنن النبوية ما لم يعلم أحوالهما من جهة أهل الذكر (ع) بل يجب التوقف والاحتياط فيهما ، وأن المجتهد في نفس أحكامه تعالى إن أخطأ كذب على الله تعالى وافترى وإن أصاب لم يؤجر ، وأنه لا يجوز القضاء ولا الافتاء إلا بقطع ويقين ومع فقده يجب التوقف ، وأن اليقين المعتبر فيهما قسمان : يقين متعلق بأن هذا حكم الله في الواقع ، ويقين متعلق بأن هذا ورد عن معصوم فإنهم (ع) جوزوا لنا العمل به قبل ظهور القائم (ع) وإن كان في الواقع وروده من باب التقية ولم يحصل لنا منه ظن بما هو حكم الله تعالى في الواقع والمقدمة الثانية متواترة عنهم معنى﴾﴿ - الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 104 - 105﴾.
يلاحظ من كلام الميرزا الاسترابادي انه لم يأتِ بجديد كما أدعى بعض معارضيه بل انه قام بتذكير الفقهاء بما عليه طريقة أصحاب الأئمة والفقهاء السابقين وكيف انهم كانوا يتوقفون فيما لا علم لهم به كما انه قد بين ان المجتهد إن أخطأ كذب على الله تعالى وافترى وإن أصاب لم يؤجر وهذا موافق لكلام الأئمة (ع) والذي ذكرناه كما انه في نفس الوقت معارض لمسلك المجتهدين وقد بين بعدم جواز سن القواعد والأصول من ظواهر الكتاب والسُنة ما لم يُعلم أحوال هذه القواعد من أهل بيت العصمة (ع) وقد بينا بأن المخالفين قد احتجوا بالعديد من الأصول الماخوذة من ظواهر الكتاب والسُنة ولكنهم قوبلوا بالرفض والانكار من الأئمة (ع) والحاصل بأن المولى الاسترابادي قد اصاب الكثير من الحق ولا نقول بأن أقواله كلها تامة لأنه وبطبيعة الحال كسائر البشر يخطئ ويصيب فما وافق كلامه كلام الأئمة (ع) ففيه الحق والرشاد والا فلا، ولعل من أعظم الطعون على المولى الاسترابادي هو قوله بصحة جميع ما جاء في الكتب الاربعة فهذا القول لا دليل عليه فإن هذه الكتب لم تكتب بأيدي المعصومين وعليه فإن أخبارها قابلة للفحص والتدقيق وفق القواعد التي قالها الأئمة (ع) لا وفق قواعد العامة التي تسللت إلى اذهان الفقهاء وكما سياتي .
وجه الاسترابادي نقداً لاذعاً لطريقة فقهاء الإمامية الأصولية حيث قال : ﴿وقع تخريب الدين مرتين مرة يوم توفي النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ ومرة يوم أجريت القواعد الأصولية والاصطلاحات التي ذكرتها العامة في الكتب الأصولية وفي كتب دراية الحديث في أحكامنا وأحاديثنا . وناهيك أيها اللبيب ؟ أن هذه الجماعة يقولون بجواز الاختلاف في الفتاوى من غير ابتناء أحدها على ضرورة التقية ، ويقولون : قول الميت كالميت ، مع أنه تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار (ع) بأن حلال محمد ﴿صلى الله عليه وآله ﴾ حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ولا اختلاف فيهما أبدا﴾﴿ الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - ص 368 - 369
إن كثير من المجتهدين قد وقفوا بوجه الاسترابادي بل وحتى بعض الأخباريين احتجوا بما ذكرناه من كلام الاسترابادي حيث قال الأصوليين بأن الاسترابادي كان يشنع على المجتهدين وينسبهم إلى تخريب الدين والسير على مسالك المخالفين، والحق ان الردع على مثل هؤلاء المجتهدين لهو عين الصواب فكيف يمكن السكوت على مثل هذه الإجتهادات والمخالفات التي صدرت من بعض الفقهاء ، اليس الساكت عن الحق شيطان اخرس ، كما ان من تمعن النظر في كتاب الاسترابادي يجده في غاية الادب اثناء النقاش فلم يسب أحداً ولم يلعن أحداً وإنما غاية ما ذكره في كتابه هو قوله بأن كثيراً من الفقهاء قد سلكوا مسالك العامة ، وقد بينا فيما سبق الاستنساخ الذي حصل لأقوال المخالفين وأصولهم عند بعض الفقهاء السابقين فإن الاسترابادي كان محقاً في الكثير من أقواله علما بأن الأئمة (ع) لعنوا ابا حنيفة لأنه كان يخالف النص ويجتهد في قبال النصوص﴿- المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 - ص 212 - 213 ﴾
وقول المعصوم حجة فعلينا الوقوف بوجه كل من يخالف النص مهما يكن مقامه بين الناس فلا تأخذنا في الله لومة لائم .
إن الامين الاسترابادي قد وقع ذكره على لسان المؤيدين لخط الأخبارية والمعارضين اما ما قاله المعارضين فأقوال كثيرة جداً منها ما ذكره السيد علي الطباطبائي في رياض المسائل حيث قال: ﴿الأمين الاسترآبادي قد غالى كثيراً وأفرط في تعميق الخلاف والتهجم على فقهاء الشيعة الذين لم يكونوا على رأيه ومذهبه من أمثال العلامة الحلي .. رياض المسائل - السيد علي الطباطبائي - ج 1 - ص 97 ﴾. .
وذكر جعفر السبحاني المولى الاسترابادي في مقدمة تقريرات البروجردي وقال ما هذا نصه : ﴿الشيخ محمد أمين الأسترآبادي ﴿ت 1033﴾ فشن حملة شعواء على الأصول والأصوليين ، وزيف مسلك الإجتهاد المبني على القواعد الأصولية ، وزعم أن طريقة أئمة أهل البيت (ع) وأصحابه تخالف ذلك المسلك﴾﴿ لمحات الأصول - تقريرات البروجردي ، للسيد الخميني - المقدمة ص 15
اما الأقوال الأخرى والتي جاءت مادحه له فمنها ما قاله الفيض الكاشاني في رسالته المسماة ب " الحق المبين " ما هذا نصه : ﴿وقد اهتدى لبعض ما اهتديت له بعض أصحابنا من أستراباد كان يسكن مكة - شرفها الله - وقد أدركت صحبته بها ، فإنه كان يقول بوجوب العمل بالأخبار وإطراح طريقة الإجتهاد والقول بالآراء المبتدعة وترك استعمال الأصول الفقهية المخترعة ، ولعمري ! أنه قد أصاب في ذلك ، وهو الفاتح لنا هذا الباب وهادينا فيه﴾.
وقال البحراني في اللؤلؤة : ﴿كان فاضلا محققا مدققا ماهرا في الأصولين والحديث أخباريا صلبا ... ﴾.
وقال المجلسي الأول في شرحه ل : " الفقيه " ما لفظه : ﴿والحاصل : أن الدلائل العقلية التي ذكرها بعض الأصحاب وبنوا عليها الأحكام أكثرها مدخولة ، والحق في أكثرها مع الفاضل الإسترابادي ﴿رضي الله عنه﴾﴾﴿ - الفوائد المدنية - محمد أمين الإسترآبادي ص 6 – 7-﴾.
وذكره الحر العاملي في امل الامل قائلاً : ﴿فاضل محقق ماهر متكلم فقيه محدث ثقة جليل ، له كتب منها كتاب الفوائد المدنية ... - أمل الآمل - الحر العاملي - ج 2 - ص 246.
هذه بعض الأقوال التي ذكرت المولى الاسترابادي فالأقوال بحقه كثيرة جداً بين مادح له وبين منتقدا ومعارض له وعلى العموم انتشرت طريقة الاسترابادي بين الاوساط العلمية وشاع مسلك الأخباريين بين الفقهاء ولم بيقى للأصوليين محلا بين أهل العلم الا قليل ويخبرنا محمد تقي المجلسي ﴿ المتوفّى 1070 هـ ﴾ في شرحه على ﴿الفقيه﴾ باللغة الفارسية ما أحدثه الاسترابادي قائلاً : ﴿ألّف مولانا محمد أمين الاسترابادي كتاباً بأسم ﴿الفوائد المدنية﴾ ألّفها بعد الاشتغال بمطالعته الأخبار المروية عن الأئمة المعصومين ثمّ أرسل كتابه هذا إلى معظم البلاد وقد تلقّاه أكثر علماء النجف وكربلاء بالتحسين والقبول ومضوا على نهجه والحقّ انّ أكثر ما أفاده مولانا محمد أمين حقّ لا مرية فيه﴾
وهذا القول من المجلسي الأول يؤكد انتشار الفكر الذي طرحه المولى الاسترابادي بين الاوساط العلمية وكثر مؤيدوه في معظم البلاد الإسلامية ففي البحرين كان الشيخ زين الدين علي بن سليمان ﴿المتوفّى 1064هـ﴾ وهو الشيخ علي بن سليمان بن حسن بن سليمان البحراني القدمي الملقب بـ ﴿زين الدين﴾ يذكره الشيخ البحراني في قوله : ﴿ هو أوّل من نشر علم الحديث في بلاد البحرين ، وقد كان قبله لا أثر له ولا عين ، وروّجه وهذّبه وكتب الحواشي والقيود على كتابي التهذيب والاستبصار ، ولشدة ملازمته للحديث وممارسته له اشتهر في ديار العجم بأُمّ الحديث ، وكان رئيساً في بلاد البحرين مشاراً إليه ﴾﴿ لؤلؤة البحرين - ص 14 برقم 4
﴾
ومن رجال الأخبارية في تلك الازمان هو محمد تقي بن المقصود علي الملقّب بالمجلسي الأول ﴿1003 - 1070هـ﴾ له كتب منها شرح الصحيفة وحديقة المتقين وشرح من لا يحضره الفقيه فارسي وشرح آخر عربي ورسالة في الرضاع وغير ذلك .
ومن الأخبارية خليل بن غازي القزويني ﴿1001 - 1089هـ﴾ شرح تمام الكافي بالفارسية المسمّى بالصافي وله كتاب في تحريم الجمعة قال عنه بعض الذين ذكروه انه كان يتظاهر بالأخبارية تقية من الحكومة التي كانت تميل إلى الأخبارية في زمانه حيث قالوا عنه ما هذا نصه : ﴿ وتحريمه الجمعة التي أدّت إلى عزله ، وكذلك تأليفاته الأصولية والفلسفية يجعلنا نشك على أنّ تظاهره بالأخبارية كان تقية منه ، وتماشياً مع الحكومة التي كانت تعارض الفلاسفة وحرية الإجتهاد ﴾﴿ - خاتمة المستدرك - الفائدة الثالثة - ص413/ روضات الجنات - ج3 - ص269 - برقم 287 / طبقات اعلام الشيعة - القرن الحادي عشر - ص203
﴾.
ومن رجال الأخبارية محمد بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود ، الملقب بالفيض الكاشاني ﴿ 1007-1091 هـ﴾ وهو صهر صدر المتألّهين الشيرازي . للفيض الكاشاني مصنفات عدة منها كتاب ﴿الوافي﴾ جمع فيه أحاديث الكتب الاَربعة وصنف في الفقه كتاب ﴿مفاتيح الشرائع﴾ إلى غير ذلك .
لقد حام حول الكاشاني الغموض الكثير عند بعض المتتبعين فمن جانب كان يميل إلى التصوف والعرفإن وله كتاب ﴿المحجة البيضاء في إحياء كتاب الاِحياء﴾ وهو تهذيب وتنوير لاحياء علوم الدين للغزالي ومن جانب آخر كان يهتم بالحديث وطريقة الأخباريين .
ومن رجال الأخبارية أيضاً عبد علي العروسي أبن جمعة الحويزي ﴿ كان حياً عام 1073 هـ﴾ ذكره الحر العاملي في قوله : ﴿كان عالماً ، فاضلاً ، فقيهاً ، محدثاً ... له كتاب ﴿نور الثقلين في تفسير القرآن ﴾ في أربعة مجلدات ، أحسن فيه وأجاد ، نقل فيه أحاديث النبي والأئمة في تفسير الآيات ، من أكثر كتب الحديث ، ولم ينقل فيه عن غيرهم ﴾﴿ - أمل الآمل - ج2 - ص154 - برقم 449﴾.
ومن اشهر رجال الأخبارية هو الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري ﴿1033 - 1104 هـ﴾ صاحب المؤلفات الرائعة منها كتابه المشهور ﴿وسائل الشيعة﴾ وقد ألفه في المشهد الرضوي والذي اهتم فيه بجمع الأحاديث والروايات الشريفة كما له المصنفات الأخرى منها ﴿الفصول المهمة في أصول الأئمة﴾ .
ومن الأخبارية السيد هاشم بن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الجواد الكتكاني المتوفّى 1107هـ كان محدثاً متتبعاً للأخبار ومن مصنفاته ﴿البرهان في تفسير القرآن﴾ وكتاب ﴿ترتيب التهذيب﴾ وكتب أخرى .
ومن أهم رجال الأخبارية وأكثرهم شهرة الشيخ محمد باقر بن محمد تقي بن المولى مقصود علي ﴿1037 - 1110 هـ﴾ المشهور بالعلامة المجلسي صاحب اشهر مؤلفات الإمامية فموسوعته الكبرى ﴿بحار الاَنوار﴾ قد طبعت في 110 أجزاء وله كتاب آخر تحت عنوان ﴿مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول﴾ وهو شرح الكافي طبع في ستة وعشرين جزءاً وله كتاب ثالث بعنوان ﴿ملاذ الاَخيار في شرح تهذيب الأخبار﴾ وقد طبع في اثني عشر جزءاً .
ومن أهم الأحداث التي حصلت في زمن العلامة المجلسي هو ما حصل في ايران على يد الشاه عباس الصفوي من مجازر للمشتغلين بالفلسفة ، بسبب فتوى الشيخ المجلسي الذي استباح فيها دماء هؤلاء وكان يؤتى بالرجل ويقتل على الظنه لأنه يحضر مجالس الفلسفة .
وقد شهدت تلك الصراعات هتك للأعراض ، واتهام بالفواحش وتصدير لفتاوى التكفير والفسوق ، وتشجيع على القتل وسفك الدماء ، ثم مطاردة المخالفين في أماكنهم واجتثاثهم وتصفيتهم جسدياً وقد حدث ذلك بين الاثنين أي الأخبارية والأصولية إلا أن الأصوليين قد أسرفوا في القتل والتهجير وكما سياتي بيان هذه الأحداث .
ومن الأخبارية السيد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري ﴿المتوفى1113هـ﴾ له كتب كثيرة منها ﴿شرح التهذيب﴾ في 12 مجلداً وكتاب ﴿حواشي الاستبصار﴾.
ومن الأخبارية أيضاً الشيخ أبو الحسن سليمان بن الشيخ عبد اللّه البحراني ﴿1075- 1121 هـ﴾ له مؤلفات منها كتاب ﴿الاربعين في الإمامة﴾ وهو صاحب ﴿المعراج﴾ شرح فيه فهرست الشيخ إلى آخر باب التاء وكان مهتما بعلم الحديث والرجال والتواريخ .
ومن الأخبارية الشيخ عبد اللّه بن الحاج صالح بن جمعة بن علي السماهيجي ﴿1086 - 1130 هـ﴾ له مؤلفات منها ﴿جواهر البحرين في أحكام الثقلين﴾ و﴿منية الممارسين في جوابات مسائل الشيخ ياسين﴾ كان هذا الشيخ كثير الاحتياط على طريقة الأخباريين شديد الانكار على أهل الإجتهاد منع العمل بظواهر الكتاب بدعوى ان القرآن كله متشابه على الرعية وهذه المقالة نقلها العلامة في ﴿النهاية الأصولية﴾﴿ الاِجازة الكبيرة - ص 200 / روضات الجنات – ج4 – ص 247 - برقم 390 / لؤلؤة البحرين - ص96 - برقم 38
﴾.
يتبع
تعليق