إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حال المجاهيل في علم الرجال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حال المجاهيل في علم الرجال

    حال المجاهيل في علم الرجال :
    صنف أصحاب الرجال بعض الرواة بالمجاهيل نتيجة لعدم العلم بحالهم من حيث الوثاقة أو الفسق بل لم يستطيعوا تحديد إيمانهم أو كفرهم لهذا سميت هذه الطبقة من رواة الحديث بالمجاهيل .
    إن مجهول الحال أو ما يسمى بالـمستور عند البعض هو من روي عنه ولم يُوَّثقï´؟ نزهة النظر - ص 50 / وتقريب التهذيب - ص 74
    -
    وقد اختلف أصحاب الرجال في رواية المجهول فبعضهم قد احسن الظن بحاله وقبل روايته وعده من الثقاة، وبعض رفض خبره على اعتبار ان المجهول يعامل معاملة غير الموثوق، وبعض توقف عند خبر المجهول فلم يقبله ولم يرفضه .
    قال أبن حجر في شأن المجهول : ï´؟ قد قبل روايته جماعة بغير قيد ï´¾ ثم اختار بأنه لا يطلق القول برد رواية المجهول ولا بقبولها بل هي موقوفة إلى استبانة حاله ï´؟ نزهة النظر شرح نخبة الفكر لأبن حجر ص135-136
    -
    ﴾﴾ إن القول بالتوقف هو قول قريب من عدم القبولï´؟ منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين عتر- ص82
    - إذ كيف يتم التحقق من وثاقته وهو مجهول وبيننا وبينة قرون ؟
    وعلى العموم اختلف أصحاب الرجال من فقهاء العامة في حال المجاهيل من الرواة فذهب جمهور الفقهاء إلى القول برد روايتهمï´؟ نزهة النظر - ص 50
    - فتح المغيث - ج1 - ص320ï´¾ ï´¾ وينسب إلى بعض المحدثين كالبزار والدارقطني القول بقبول روايتهï´؟ البرهان - ج1 - ص615
    -
    وقال إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني : ï´؟لا نطلق رد رواية المستور ولا قبولها بل يُقال رواية العدل مقبولة ورواية الفاسق مردودة، ورواية المستور موقوفة إلى استبانة حالتهï´¾ï´؟ علوم الحديث - ص 142

    إن مسألة التوقف هي في الحقيقة رد لخبر المجهول حيث أن التوقف يقضي بعدم العمل بالرواية وإن لم يحكم بردها ظاهرا إلا إنها مردودة ولكن بشيء من الاستحياء .
    إن الخلاف في قبول رواية المجهول قد حصره الفقهاء فيمن هو دون الصحابة وقالوا بأن الصحابة جهالتهم غير قادحة لأنهم عدول بتعديل الله لهمï´؟ - وهذه من الامور التي اثبتنا زيفها فإن من الصحابة من كان من المنافقين بنص القرآن، إلا أن هذا الكلام لا يجدي نفعاً عندهم حيث قال الحافظ الذهبي : ï´؟فأما الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فبِسَاطُهم مَطْويٌّ وإن جرى ما جرى، وإن غَلِطُوا كما غلط غيرهم من الثقات فما يكاد يسلَم أحد من الغلط، لكنه غلط نادر لا يضر أبداً، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالىï´¾ï´؟ معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يُوجب الرد - ص 46﴾﴾.
    وقال أيضاً : ï´؟وأما المجهولون من الرواة: فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احْتُمِلَ حديثه وتُلُقِّيَ بحسن الظنï´¾
    إن هذا الاختلاف في قبول خبر المجهول يرجع إلى الطبيعة النفسية لأصحاب الرجال فمن الفقهاء من كان متساهل في قبول الأخبار كالحافظ الدارقطني كما قال عنه الحافظ الذهبي، وبعظهم يشكك في الكثير من الرواة الذين يعتبرون عند غيرهم من الثقاة وهذه المسألة من المسائل التي جعلتهم يختلفون في حجية الكثير من الأخبار والروايات فَهُم بين رافضٍ ومشككٍ وقابل لتلك الأخبار .
    إن مجهول الحال يقع بين احتمالين اما ان يكون ثقة أو العكس ولا يمكن تحديد حال المجهول وإذا تم تحديده فقد خرج من عنوان المجهولية ودخل تحت عنوانا اخر، ولا يخفى فإن تحديد حال المجهول من الامور الشبه مستحيلة إذ ان بيننا وبينه كما قلنا قرون عدة، ولهذا فإن الكثير من الأخبار حاوية على رجال من المجاهيل وهذه الأخبار قد ضربت بعرض الجدار عند جمهور الفقهاء الا قليل ممن يتساهلون في قبول خبر المجهول ويحملونه على محامل حسنة، مما يجعله قريب من الوثاقة، وإلا فإن الكثير بل جمهور الفقهاء يعدون المجهول كحال الفاسق من حيث انهم يتوقفون في الأخذ بأخباره والتوقف كما قلنا هو كالرد إذ لا فرق بينه وبين الرد شيء سوى اللفظ فإن خبر الفاسق يسمى مردود فلا يعمل به وخبر المجهول يسمى موقوف فلا يعمل به أيضاً .
    إن علم الرجال كلما تقدمنا في بيان قواعده تعرفنا أكثر على عجزه عن التعرف يقينا على الأخبار الصحيحة وغير الصحيحة، فإن خبر المجهول على سبيل المثال قد ضرب بعرض الجدار مع العلم بانه قد يكون صحيحاً وتبقى الشكوك حوله ما دامت الحياة، فلا يمكن للفقهاء القطع بصحته ولا ببطلانه وفق القواعد الرجالية، وهذه نقطة ضعف أخرى تضاف إلى نقاط الضعف التي يعاني منها علم الرجال، اما كيفية معرفتنا لصحة الحديث أو بطلانه فلا بد لنا من قانون يسنه من هو معصوم عن الخطأ، لا ان يسنه الرجال نُصبوا وفق عقول القاصرة.
    هذا القانون الذي نتحدث عنه قد سنه بالفعل رسول الله (ص) قبل رحيله عن هذه الدنيا ودلنا على كيفية معرفة صحة الحديث دون الاهتمام إلى ناقل الحديث وكما قلنا فإن الفاسق بنص القرآن لا يرد كلامه بل يجب ان نتبين من صحته، لأن القرآن قال فتبينوا ولم يقل فردوه اما كلام الثقة فله امور أخرى سنطلع عليها فأنتظر .
    التعديل الأخير تم بواسطة ناطق سعيد; الساعة 15-06-13, 11:33 AM.
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى

  • #2
    بارك الله فيكم وفي عطائكم المبارك
    وفقكم الله لكل خير
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

    تعليق

    يعمل...
    X