العجل في عصر الظهور
من فكر السيد القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ* أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً} طه 88 .
تبين هذه الآية الكريمة كيف أن السامري استطاع أن يضل قوم موسى (ع) بعد غياب موسى ثلاثين ليلة وضعه لهم جسداً على شكل عجل وأغواهم بأن هذا هو إله موسى (ع) الذي كان يعبده ولولا جهلهم وعدم إيمانهم الحقيقي بالله سبحانه وتعالى وبنبوة موسى (ع) لما استطاع السامري اغوائهم رغم دعوات هارون (ع) بترك عبادة هذا العجل الذي لا يضر ولا ينفع إلا إنهم لم يقيموا وزناً لهارون (ع) والمهم هنا من هذه الفتنة والإبتلاء لبني إسرائيل إنها سوف تجري على أمة محمد (ص) في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) بتصريح القرآن الكريم لهذه الآية المباركة في قوله تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ }الانشقاق19 ، وبنص الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) والأئمة المعصومين (ع) كما في هذه الرواية الواردة عن سلمان أن أمير المؤمنين (ع) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة وشبر بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ولو دخلوا جحر ضب لدخلوا فيه معهم).
إن التوراة والقرآن كتبتهما يد واحدة في رق واحد بقلم واحد واجرت الامثال والسنن سواء .. بحار الأنوار ومن صحيح الترمذي عن النبي إنه قال : ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ، وزاد رزين : حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى إن كان فيهم من أتى أمه يكون فيكم فلا أدري أتعبدون العجل أم لا !!) إذن من خلال هذه الآيات القرانية والأحاديث الواردة في هذا الخصوص نستشف على إن كل ما يجري في الأمم السابقة يجري على امة المصطفى (ص) فتأتي الأوصاف في هذه الآيات والرؤيات دقيقة بحيث تتمثل بحذو النعل بالنعل والقذة بالقذة مما يؤكد على إنها واقعة في أمة محمد (ص) لا محال ووقوع هذه الأحداث والوقائع كلها في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) بما أن له سنة من الأنبياء فتكون من ضمن سنته من موسى (ع) عبادة العجل وهي في زمن الغيبة كما دلت عليه الرواية الواردة عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال سمعته يقول : ( في القائم (ع) سنة من موسى بن عمران (ع) : وما سنة موسى بن عمران ؟ قال : خفاء مولده وغيبته عن قومه . وقلت كم غاب موسى عن قومه ؟ قال : ثمانية وعشرون سنة . وكيف إنه في زمن موسى (ع) عبدوا العجل ولكن ! الآن ايعقل أن يصنع عجلاً له خوار ويعبد من دون الله وسوف يكون في هذا الزمان !! عبادة العجل ليس على نحو المادة ولكن على نحو المعنى أي على نحو التأويل ومما يدلل على إن الناس يعبدون العجل على نحو تأويلي في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) فهذه الرواية الواردة عن زكريا النقاض عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقول : الناس صاروا بعد رسول الله (ص) بمنزلة من أتبعه هارون (ع) ومن أتبع العجل ....) إلى آخر الرواية الشريفة . فالمراد إن الإمام الصادق (ع) شبه الناس بعد وفاة رسول الله(ص) بأولئك الناس في زمن موسى (ع) عندما غاب عن قومه فعبدوا العجل ولكن هذا التشبيه من الباقر (ع) على نحو التأويل أما في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) لا بد من وجود عجل على غرار عجل السامري ولكن كما قلنا على نحو التأويل وإلا فكلام أهل البيت (عليهم السلام) لا يأتي من فراغ في هذا المجال لكي يكون مصداق للروايات عنهم ( عليهم السلام ) وهو موجود فعلاً عند الكثير من الناس الذين يعبدون أشخاصاً من دون الله سبحانه وتعالى حتى إذا كان كلامه مخالف للقرآن والسنة النبوية فهو يأخذ كلامه ويطبقه على اكمل وجه . لذلك عند بدء دعوة المهدي المتمثلة بدعوة وزير الإمام المهدي (ع) يكون حاله حال وزير موسى هارون ( عليهما السلام ) وكيف يلاقي وزير الإمام المهدي (ع) عندما يتصدى للناس لصدهم عن عبادة العجل الذي عبدوه في زمن غياب الإمام المهدي وسوف يعاني معانات صعبة جداً أشد من تلك التي عاناها هارون ( ع) من بني إسرائيل لذلك يجب على كافة الناس مراجعة أنفسهم ومحاسبتها قبل فوات الأوان والتفكر في الايات القرآنية والأحاديث المعصومية الواردة بهذا الخصوص وأخذها على محمل الجد لكي لا يقع الإنسان في عبادة العجل من دون الله سبحانه وتعالى { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21.
من فكر السيد القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ* أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً} طه 88 .
تبين هذه الآية الكريمة كيف أن السامري استطاع أن يضل قوم موسى (ع) بعد غياب موسى ثلاثين ليلة وضعه لهم جسداً على شكل عجل وأغواهم بأن هذا هو إله موسى (ع) الذي كان يعبده ولولا جهلهم وعدم إيمانهم الحقيقي بالله سبحانه وتعالى وبنبوة موسى (ع) لما استطاع السامري اغوائهم رغم دعوات هارون (ع) بترك عبادة هذا العجل الذي لا يضر ولا ينفع إلا إنهم لم يقيموا وزناً لهارون (ع) والمهم هنا من هذه الفتنة والإبتلاء لبني إسرائيل إنها سوف تجري على أمة محمد (ص) في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) بتصريح القرآن الكريم لهذه الآية المباركة في قوله تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ }الانشقاق19 ، وبنص الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) والأئمة المعصومين (ع) كما في هذه الرواية الواردة عن سلمان أن أمير المؤمنين (ع) قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ( لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة وشبر بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ولو دخلوا جحر ضب لدخلوا فيه معهم).
إن التوراة والقرآن كتبتهما يد واحدة في رق واحد بقلم واحد واجرت الامثال والسنن سواء .. بحار الأنوار ومن صحيح الترمذي عن النبي إنه قال : ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم ، وزاد رزين : حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى إن كان فيهم من أتى أمه يكون فيكم فلا أدري أتعبدون العجل أم لا !!) إذن من خلال هذه الآيات القرانية والأحاديث الواردة في هذا الخصوص نستشف على إن كل ما يجري في الأمم السابقة يجري على امة المصطفى (ص) فتأتي الأوصاف في هذه الآيات والرؤيات دقيقة بحيث تتمثل بحذو النعل بالنعل والقذة بالقذة مما يؤكد على إنها واقعة في أمة محمد (ص) لا محال ووقوع هذه الأحداث والوقائع كلها في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) بما أن له سنة من الأنبياء فتكون من ضمن سنته من موسى (ع) عبادة العجل وهي في زمن الغيبة كما دلت عليه الرواية الواردة عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله (ع) قال سمعته يقول : ( في القائم (ع) سنة من موسى بن عمران (ع) : وما سنة موسى بن عمران ؟ قال : خفاء مولده وغيبته عن قومه . وقلت كم غاب موسى عن قومه ؟ قال : ثمانية وعشرون سنة . وكيف إنه في زمن موسى (ع) عبدوا العجل ولكن ! الآن ايعقل أن يصنع عجلاً له خوار ويعبد من دون الله وسوف يكون في هذا الزمان !! عبادة العجل ليس على نحو المادة ولكن على نحو المعنى أي على نحو التأويل ومما يدلل على إن الناس يعبدون العجل على نحو تأويلي في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) فهذه الرواية الواردة عن زكريا النقاض عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقول : الناس صاروا بعد رسول الله (ص) بمنزلة من أتبعه هارون (ع) ومن أتبع العجل ....) إلى آخر الرواية الشريفة . فالمراد إن الإمام الصادق (ع) شبه الناس بعد وفاة رسول الله(ص) بأولئك الناس في زمن موسى (ع) عندما غاب عن قومه فعبدوا العجل ولكن هذا التشبيه من الباقر (ع) على نحو التأويل أما في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) لا بد من وجود عجل على غرار عجل السامري ولكن كما قلنا على نحو التأويل وإلا فكلام أهل البيت (عليهم السلام) لا يأتي من فراغ في هذا المجال لكي يكون مصداق للروايات عنهم ( عليهم السلام ) وهو موجود فعلاً عند الكثير من الناس الذين يعبدون أشخاصاً من دون الله سبحانه وتعالى حتى إذا كان كلامه مخالف للقرآن والسنة النبوية فهو يأخذ كلامه ويطبقه على اكمل وجه . لذلك عند بدء دعوة المهدي المتمثلة بدعوة وزير الإمام المهدي (ع) يكون حاله حال وزير موسى هارون ( عليهما السلام ) وكيف يلاقي وزير الإمام المهدي (ع) عندما يتصدى للناس لصدهم عن عبادة العجل الذي عبدوه في زمن غياب الإمام المهدي وسوف يعاني معانات صعبة جداً أشد من تلك التي عاناها هارون ( ع) من بني إسرائيل لذلك يجب على كافة الناس مراجعة أنفسهم ومحاسبتها قبل فوات الأوان والتفكر في الايات القرآنية والأحاديث المعصومية الواردة بهذا الخصوص وأخذها على محمل الجد لكي لا يقع الإنسان في عبادة العجل من دون الله سبحانه وتعالى { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21.
تعليق