الكشف عن عملية الإنبات المتواصلة في الخلق البشري
قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }تعددت آراء المفسرين في تفسير هذه الآية المباركة فقد ذكر صاحب تفسير التبيان في تفسير هذه الآية :
قال تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي أدلته الواضحة { أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } يعني إنه خلق آدم الذي هو أبوكم وأصلكم { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } من نسله وذريته ، وتتفرقون في أطراف الأرض .
وقال صاحب تفسير كنز الدقائق {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } أي في أصل الإنشاء ، لأنه خلق أصلهم منه . { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }: ثم فاجئتم وقت كونكم بشر منتشرين في الأرض.
وقال صاحب تفسير مقتنيات الدرر في هذه الآية : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } أي خلق آدم الذي هو أبوكم وأصلكم من تراب ثم خلقكم منه { ثُمَّ إِذَا أَنتُم } ذرية { بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } من لحم ودم تنبسطون في الأرض وتنصرفون على ظهرها وتتفرقون في أطرافها .
أما صاحب تفسير الميزان فقد قال في هذه الآية : المراد بالخلق من تراب إنتهاء خلقة الإنسان إلى الأرض فإن مراتب تكوين الإنسان من مضغة أو علقة أو نطفة أو غيرها من مركبات أرضية تنتهي إلى العناصر الأرضية .
ومنهم من جمع بين الرأيين ، فقد ذكر صاحب التفسير الجديد في هذه الآية { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } ، أي من آدم وأصله تراب . أو المراد انكم مخلوقون من النطفة وهي الأغذية الخارجية من الأرض .
وقد ذهب صاحب تفسير تقريب القرآن إلى نفس الرأي فقال : { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي أدلته الدالة على وجوده وسائر صفاته { أَنْ خَلَقَكُم} أيها البشر { مِّن تُرَابٍ } فالتراب ينقلب نباتاً ، وحيواناً ، يأكله الإنسان ، فيصيران منياً ثم جنيناً إنساناً ثم بعد أن كنتم تراباً { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } في الأرض ، تسيرون وتنتشرون .
وهذه خلاصة الآراء التي طرحها المفسرون في تفسير هذه الآية .
لو ناقشنا هذه الآراء بشكل موضوعي لوجدناها بعيدة كل البعد عن الواقع ولا تنسجم مع الآية السالفة الذكر ، فإن الله تبارك تعالى عندما خلق آدم ( عليه السلام ) فسواه ونفخ فيه من روحه وأصبح من دم ولحم . قال تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }
فقد تمت الخلقة لآدم (عليه السلام) ومن بعده أصبح تكوين الجنين ومباشرة الرجل للمرأة واجتماع النطفة مع البويضة فقوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } ليس المقصود منه ما ذكره المفسرون بإنها تخص آدم (عليه السلام) فقط ومن ثم أنتم من خلاله ذرية تنتشرون ، ولا المقصود منها أيضاً ما قالوا بأن معناها يعود إلى أصل النطفة التي تعود إلى التراب .
فالآية الكريمة تتحدث عن عموم البشر المخلوقين أصلاً من تراب أي إنهم الآن من دم ولحم وليس الكلام عن أصل خلقة آدم (عليه السلام) ، والكلام هنا هو نشوء الخلق بعد آدم أي عن إستمرارية نشوء الخلق ، والله سبحانه وتعالى يقول {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } .
ومن غير الممكن أن تكون الحالة النباتية بدون وجود التراب ، وفي الآية التي تليها قال {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } ، أي إنكم مخلوقين فأخرجكم منها ، وقوله{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } يعني الإنبات ، والإنبات هو أخراج النبات من الأرض حالاً بعد حال ، وحيناً بعد حين ، وقوله {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } أي أنشأكم منها ، فكان الإنبات للإنشاء واستمرارية نشأة الخلق ، والإنبات هو أدل على الحدوث والتكوين من الأرض .
وقوله { مِّنَ الْأَرْضِ} هنا أي من بعض الأرض إذن فقوله {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } يقصد جميع البشر وليس آدم لوحده ، وهنا يبرز تسائلاً مهماً مفاده : أين عملية الإنبات التي يتكون منها أصل نشوء الإنسان مع العلم إنها متواصلة مع استمراية الخلق ؟؟
لقد قدمنا بأن عملية الإنبات والحالة النباتية لا تتم إلا بوجود التراب ، وإن تواصل عملية الإنبات مستمرة في نشأة وتكوين الأجيال ، ويتم ذلك عن طريق عملية المباشرة بين الرجل والمرأة والتي تكون عند إلتقاء الحيمن والبويضة .
ويكون الحيمن الذكري حاملاً لذرة من التراب ، باجتماع هذه العناصر الثلاثة تتكون (النبتة ) والنبتة هي الجنين ، ويطلق على هذه العملية في العلم الحديث تسمية ( عملية التخصيب ) ، وهذه التسمية لها علاقة وطيدة مع الأرض ، فالأرض الصالحة للزراعة تسمى الأرض الخصبة ، وعندما يفتقد هذا العنصر (ذرة التراب) لا تتم عملية التخصيب وبالتالي لا تحدث عملية الإنبات مما يؤدي إلى عدم تكوين الجنين .
ومن المؤكد إن العلم الحديث إذا ما توصل في يوم من الأيام إلى أكتشاف هذه الحقيقة العلمية المهمة والخافية على الناس سيكون ذلك سبباً رئيسياً في علاج الكثير من حالات العقم التي ليس لها علاج حيث أثبتت الفحوصات الطبية التي أجريت على كثير من المصابين بأمراض العقم من الطرفين إنهم سالمون من حيث ( الحيمن والبويضة ) ولا يوجد تبرير منطقي يبين السبب الحقيقي وراء عدم تكوين الجنين ، وهذا من فيض علوم أئمة الهدى (عليهم السلام) الذين لم يفوتهم أمر لم يذكروه ، ولكن الناس يتمسكون بغيرهم تارة أو لا يفهمون ما يقولون تارة أخرى .
فقد وروى في الكشاف والحاكم : (ان الملك يأخذ من تراب القبر الذى يدفن الميت فيذره على النطفة فلذلك قال تعالى؟ خلقناكم الآية) .
وورد في الخبر : (أن الملك يأخذ من تربة المكان الذي يدفن فيه الآدمي فيذرّها على النطفة).
من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني
قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }تعددت آراء المفسرين في تفسير هذه الآية المباركة فقد ذكر صاحب تفسير التبيان في تفسير هذه الآية :
قال تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي أدلته الواضحة { أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } يعني إنه خلق آدم الذي هو أبوكم وأصلكم { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } من نسله وذريته ، وتتفرقون في أطراف الأرض .
وقال صاحب تفسير كنز الدقائق {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } أي في أصل الإنشاء ، لأنه خلق أصلهم منه . { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ }: ثم فاجئتم وقت كونكم بشر منتشرين في الأرض.
وقال صاحب تفسير مقتنيات الدرر في هذه الآية : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } أي خلق آدم الذي هو أبوكم وأصلكم من تراب ثم خلقكم منه { ثُمَّ إِذَا أَنتُم } ذرية { بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } من لحم ودم تنبسطون في الأرض وتنصرفون على ظهرها وتتفرقون في أطرافها .
أما صاحب تفسير الميزان فقد قال في هذه الآية : المراد بالخلق من تراب إنتهاء خلقة الإنسان إلى الأرض فإن مراتب تكوين الإنسان من مضغة أو علقة أو نطفة أو غيرها من مركبات أرضية تنتهي إلى العناصر الأرضية .
ومنهم من جمع بين الرأيين ، فقد ذكر صاحب التفسير الجديد في هذه الآية { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } ، أي من آدم وأصله تراب . أو المراد انكم مخلوقون من النطفة وهي الأغذية الخارجية من الأرض .
وقد ذهب صاحب تفسير تقريب القرآن إلى نفس الرأي فقال : { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي أدلته الدالة على وجوده وسائر صفاته { أَنْ خَلَقَكُم} أيها البشر { مِّن تُرَابٍ } فالتراب ينقلب نباتاً ، وحيواناً ، يأكله الإنسان ، فيصيران منياً ثم جنيناً إنساناً ثم بعد أن كنتم تراباً { ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } في الأرض ، تسيرون وتنتشرون .
وهذه خلاصة الآراء التي طرحها المفسرون في تفسير هذه الآية .
لو ناقشنا هذه الآراء بشكل موضوعي لوجدناها بعيدة كل البعد عن الواقع ولا تنسجم مع الآية السالفة الذكر ، فإن الله تبارك تعالى عندما خلق آدم ( عليه السلام ) فسواه ونفخ فيه من روحه وأصبح من دم ولحم . قال تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }
فقد تمت الخلقة لآدم (عليه السلام) ومن بعده أصبح تكوين الجنين ومباشرة الرجل للمرأة واجتماع النطفة مع البويضة فقوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } ليس المقصود منه ما ذكره المفسرون بإنها تخص آدم (عليه السلام) فقط ومن ثم أنتم من خلاله ذرية تنتشرون ، ولا المقصود منها أيضاً ما قالوا بأن معناها يعود إلى أصل النطفة التي تعود إلى التراب .
فالآية الكريمة تتحدث عن عموم البشر المخلوقين أصلاً من تراب أي إنهم الآن من دم ولحم وليس الكلام عن أصل خلقة آدم (عليه السلام) ، والكلام هنا هو نشوء الخلق بعد آدم أي عن إستمرارية نشوء الخلق ، والله سبحانه وتعالى يقول {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } .
ومن غير الممكن أن تكون الحالة النباتية بدون وجود التراب ، وفي الآية التي تليها قال {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } ، أي إنكم مخلوقين فأخرجكم منها ، وقوله{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } يعني الإنبات ، والإنبات هو أخراج النبات من الأرض حالاً بعد حال ، وحيناً بعد حين ، وقوله {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } أي أنشأكم منها ، فكان الإنبات للإنشاء واستمرارية نشأة الخلق ، والإنبات هو أدل على الحدوث والتكوين من الأرض .
وقوله { مِّنَ الْأَرْضِ} هنا أي من بعض الأرض إذن فقوله {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } يقصد جميع البشر وليس آدم لوحده ، وهنا يبرز تسائلاً مهماً مفاده : أين عملية الإنبات التي يتكون منها أصل نشوء الإنسان مع العلم إنها متواصلة مع استمراية الخلق ؟؟
لقد قدمنا بأن عملية الإنبات والحالة النباتية لا تتم إلا بوجود التراب ، وإن تواصل عملية الإنبات مستمرة في نشأة وتكوين الأجيال ، ويتم ذلك عن طريق عملية المباشرة بين الرجل والمرأة والتي تكون عند إلتقاء الحيمن والبويضة .
ويكون الحيمن الذكري حاملاً لذرة من التراب ، باجتماع هذه العناصر الثلاثة تتكون (النبتة ) والنبتة هي الجنين ، ويطلق على هذه العملية في العلم الحديث تسمية ( عملية التخصيب ) ، وهذه التسمية لها علاقة وطيدة مع الأرض ، فالأرض الصالحة للزراعة تسمى الأرض الخصبة ، وعندما يفتقد هذا العنصر (ذرة التراب) لا تتم عملية التخصيب وبالتالي لا تحدث عملية الإنبات مما يؤدي إلى عدم تكوين الجنين .
ومن المؤكد إن العلم الحديث إذا ما توصل في يوم من الأيام إلى أكتشاف هذه الحقيقة العلمية المهمة والخافية على الناس سيكون ذلك سبباً رئيسياً في علاج الكثير من حالات العقم التي ليس لها علاج حيث أثبتت الفحوصات الطبية التي أجريت على كثير من المصابين بأمراض العقم من الطرفين إنهم سالمون من حيث ( الحيمن والبويضة ) ولا يوجد تبرير منطقي يبين السبب الحقيقي وراء عدم تكوين الجنين ، وهذا من فيض علوم أئمة الهدى (عليهم السلام) الذين لم يفوتهم أمر لم يذكروه ، ولكن الناس يتمسكون بغيرهم تارة أو لا يفهمون ما يقولون تارة أخرى .
فقد وروى في الكشاف والحاكم : (ان الملك يأخذ من تراب القبر الذى يدفن الميت فيذره على النطفة فلذلك قال تعالى؟ خلقناكم الآية) .
وورد في الخبر : (أن الملك يأخذ من تربة المكان الذي يدفن فيه الآدمي فيذرّها على النطفة).
من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني
تعليق