تأويل افعال الخضر مع موسى(عليهما السلام):
من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
ان تأويل افعال سيدنا الخضر(ع) مرتبط بالامام (ع)فهو وزيره في زمن الغيبة الكبرى .
قوله تعالى {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً }الكهف71. ان هذه السفينة حسب التأويل هي راية الهدى والحق اي دعوة الامام المهدي (ع)وقد بينا ذلك في العدد السادس من الصحيفة تحت عنوان (سفينة نوح هي راية المهدي (ع)على حسب التأويل) ولا بأس بذكر بعض الادلة ولو بأختصار على ذلك فقد ورد عن ابي ذر عن رسول الله(ص)انه قال انما مثل اهل بيتي في هذه الامة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك)وقد ورد ايضا في الصلاة الشعبانية (اللهم صل على محمد وأل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق)فان اهل البيت (ع)ودعواتهم هم السفينة التي من ركبها نجا.وهنا اشارة على ظهور ممهدين للامام(ع) يقومون بالدعوة والاعداد وتهيئة الانصار له، كما ورد ان من العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(ع) ظهور اليماني حيث يقوم بالدعوة للامام(ع) ونصرة الحق والهداية الى الطريق المستقيم وان هذا الشخص المسمى باليماني هو من يحمل راية الامام(ع) ويسلم الراية بيده الى الامام ولكن وبعد ظهور هذه السفينة وركوب بعض الناس فيها اي ظهور الدعوة الى الامام (ع) والتحاق بعض الناس بها تخرب وتعاب وذلك لان ورائها ملك ظالم وفي ذلك اشارة الى ان دعوة الامام(ع) في بدايتها تتهم وترفض ويشار اليها بالكذب وذلك لان هناك حكومة ظالمة تبحث عن الدعاة الحقيقين للامام المهدي(ع) تريد القبض عليهم ولكن المولى سبحانه وتعالى ولاجل حفظ قضية الامام(ع) وحفظ اؤلئك الممهدين له(ع) يحدث ما يعيبها في نظر الجهات الاخرى لكي تكون في نظرهم دعوة باطلة غير صحيحة فيغضون النظر عنها وعن قادتها وكل ذلك يكون في باب التمحيص والابتلاء الذي يصيب انصار الامام كما صرحت به الروايات الواردة عن الائمة المعصومين(ع) وقد يقع بعض اؤلئك الانصار في هذه الفتنة حيث انهم سوف يشكون في هذه الدعوة نتيجة لما سوف يحدث فيعيبوا هذا الفعل ويعترضون عليه ، وهذا يتسبب في تظليل الناس وعدم هدايتهم اي غرقهم وهو معنى قوله {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا }وسوف يقولون ان هذا الامر شديد وصعب ولا يمكن قبوله او استساغته فهو مر المذاق ولا يمكن تحمله والتسليم به وهو معنى قوله {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} أي امرا صعبا مرا . ومما يؤكد ان السفينة هي راية الامام ودعوته ماجاء في تفسير قوله تعالى(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) حيث المستضعفين في اخر الزمان هم المهدي(ع) واصحابه الذين يرثون الارض ويكونوا حكاما حيث يبعثهم الامام(ع) الى الاقاليم يقيمون حكم الله فيها ويكونوا حكاما عليها . وهم الممهدين للامام(ع) وهم اصحاب السفينة وهو تاويل قوله تعالى{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً}.
وقوله تعالى{َقالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً}وهو ما ذكرناه في التاويل السابق ، فان من صفات اصحاب الامام ان يتحلوا بالصبر في الابتلائات والاختبارات والتمحيص حتى يصلوا الى ساحة الفيض الالهي حيث الظهور المقدس لامام العصر والزمان اروحنا لتراب مقدمه الفداء .
وقوله تعالى{َانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }وفي هذا اشارة الى علامة من علامات الامام(ع) وهي قتل النفس الزكية والنفس الزكية اثنتان كما ورد في الروايات واحدة تقتل في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وهي لسيد حسني النسب كما جاء في الروايات والاخبار الواردة عنهم (ع)(وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين) وهي لحد الان لم تقتل بعد ويبدوا ان السبب في قتل هذا السيد الحسني هو اعلانه ودعوته وتصديقه باحد دعاة الامام(ع) حيث ان هذا السيد سوف ينظم الى تلك الدعوة وصاحبها ويعلن ذلك مما يتسبب في قتله من بعض الجهات الحاكمة الظالمة المعادية لانصار الامام(ع) واما معنى الزكية فهنا عدة امور قد يراد فيها النفس المستشهدة في سبيل الحق والشهادة كما ورد في الاخبار زكاة للانفس او انها زكية لان خروج ذلك السيد الحسني يكون بامر من الامام(ع) او وزيره لاعلان الحق واظهاره علما ان نتيجة عمله ذلك سوف تكون الشهادة لا محالة وهو باقدامه هذا على تنفيذ هذا الامر يكون صاحب نفس زكية . او ان المراد من الزكية التي لا ذنب لها او التائبة التي لم يبق لها ذنب بعد التوبة فان هذا السيد سوف يتاخر في الالتحاق بدعوة الامام(ع) ويتردد مرارا حتى يوفقه الله الى قبول الدعوة وحصول الندم والتوبة منه على تاخره. وبعد ذلك يخرج ليعلن احقية الدعوة بين الناس فيقتل ولاذنب عليه . او ان الزكية الطاهرة والزكية ايضا هي المتقية قال تعالى{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }. واما الذي ينكر من امرها { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } ان الناس لاترى انه فعل فعلا يستحق لاجله القتل فهو انما يدعو الى نصرة الحق والامام(ع) وهذا القتل شيئا منكرا فهو لم يقتل احد كي يقتل او ان هناك من ينكر خروجه اصلا وهو يعلم ان نتيجة ذلك الخروج القتل. اما تاويل جواب الخضر لموسى(عليهما السلام) ففيه دلالة على ان الامام المهدي ووزيره هم ابوي صاحب النفس الزكية حيث يكون واجبا عليه طاعتهما بالولاية واما بعثه في هذه المهمة فان ذلك رحمة له كي لايفشل في الامتحانات ويقع في التمحيص وكذلك يتسبب في ارهاق الامام ووزيره . وقوله تعالى ( فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما) اشارة الى احدى العلامات الحتمية الدالة على قرب القيام المقدس للامام المهدي(ع) وهو قتل النفس الزكية بين الركن والمقام وهذه هي النفس الزكية الثانية التي جاء ذكرها في الاخبار الواردة عن اهل بيت العصمة(صلوات الله عليهم اجمعين) وهي تكون في مكة واما كونها (خيرا منه زكاة) انما هذه النفس يبلغ عمر صاحبها كما جاءفي الرويات ستة عشر سنة فهو كما لا يخفى ليس عليه ذنب فقد دخل لتوه في السنة الاولى لتكليف وقوله (اقرب رحما) وذلك بالنسبة للامام المهدي(ع) حيث ان صاحب النفس الزكية الاولى يقتل في ظهر الكوفة سيدا حسني واما صاحب النفس الثانية الذي يقتل في مكة فهو سيد حسيني فقد ورد في تفسير العياشي عن جابر الجعفي عن ابي جعفر (ع) في رواية طويلة يقولالزم الارض ولا تركض بيدك ولا رجلك - الى ان قال- اسمه اسم نبي ما اشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله(ص) ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فان اشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت ). ولما كان من المعلوم ان الامام المهدي(ع) من ولد الحسين فان النفس الزكية الذي يقتل في مكة يكون اقرب رحما له من النفس الزكية التي تقتل في الكوفة فان الاول حسيني والثاني حسني . وقوله تعالى فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا }والقرية هي مكة بحسب التاويل اي انها الكوفة حيث تنطلق فيها الدعوة للامام المهدي(ع) كما كانت دعوة الامام الحسين(ع) في الكوفة على يد سفيره مسلم بن عقيل ومعنى استطعما اهلها اي طلب النصرة منهم والالتحاق بدعوة الامام(ع) . ومعنى قوله { فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا } اي رفضوا دعوتهم ونصرتهم والالتحاق بهم . وقوله تعالى { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} وقوله جوابا على القول الاول{ َأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرا} فالجدار هو الحدود بين العراق وايران ياتي عليها زمان تكون شبه مفتوحة اي تريد ان تنقض ولكن حكمة المولى سبحانه وتعالى اقتضت ان يقام الجدار اي تقوى الحدود ويبنى جدار على الحدود العراقية الايرانية وتوزع نقاط تفتيش قوية كي يحفظ لله الكنز من السرقة وقد اثبتنا سابقاً ان المدينة في التاويل هي خراسان وهي مدينة المهدي التي تكون على غرار مدينة رسول الله(ص) والكنز الذي يوجد فيها هو كنوز الطالقان وهم رجال ينصرون الامام في اخر الزمان فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام الصادق (ع) (قال له كنز بالطالقان ماهو بذهب ولا فضة وراية لم تنشر مطوية ورجال كان قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله ) واما الخوف على الكنز من السرقة فان هناك دعاة كاذبون يدعون التمهيد للامام(ع) وهؤلاء يحاولون شتى الطرق كسب المؤيدين لدعواتهم والمناصرين لهم وذلك بالتشبه بالدعواة الحقه وتظليل الناس عن الحق فقد جاء في الرواية عن ابي خديجة عن ابي عبد الله(ع)قاللا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو الى نفسه) واما الغلامين اليتيمين فهما اليماني وشعيب بن صالح وابوهما بالولاية الامام المهدي(ع) فان الله يقيم تلك الحدود لكي يحفظ كنوز الطالقان لهما عند بلوغ اشدهما اي عندما ينشرون دعوة الامام(ع) وتشتد شوكتهما ويكثر انصارهما عند ذلك يخرج الكنز حيث يلتحق بهم اؤلئك الرجال من الطالقان وباقي خراسان .
من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني
ان تأويل افعال سيدنا الخضر(ع) مرتبط بالامام (ع)فهو وزيره في زمن الغيبة الكبرى .
قوله تعالى {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً }الكهف71. ان هذه السفينة حسب التأويل هي راية الهدى والحق اي دعوة الامام المهدي (ع)وقد بينا ذلك في العدد السادس من الصحيفة تحت عنوان (سفينة نوح هي راية المهدي (ع)على حسب التأويل) ولا بأس بذكر بعض الادلة ولو بأختصار على ذلك فقد ورد عن ابي ذر عن رسول الله(ص)انه قال انما مثل اهل بيتي في هذه الامة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك)وقد ورد ايضا في الصلاة الشعبانية (اللهم صل على محمد وأل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق)فان اهل البيت (ع)ودعواتهم هم السفينة التي من ركبها نجا.وهنا اشارة على ظهور ممهدين للامام(ع) يقومون بالدعوة والاعداد وتهيئة الانصار له، كما ورد ان من العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(ع) ظهور اليماني حيث يقوم بالدعوة للامام(ع) ونصرة الحق والهداية الى الطريق المستقيم وان هذا الشخص المسمى باليماني هو من يحمل راية الامام(ع) ويسلم الراية بيده الى الامام ولكن وبعد ظهور هذه السفينة وركوب بعض الناس فيها اي ظهور الدعوة الى الامام (ع) والتحاق بعض الناس بها تخرب وتعاب وذلك لان ورائها ملك ظالم وفي ذلك اشارة الى ان دعوة الامام(ع) في بدايتها تتهم وترفض ويشار اليها بالكذب وذلك لان هناك حكومة ظالمة تبحث عن الدعاة الحقيقين للامام المهدي(ع) تريد القبض عليهم ولكن المولى سبحانه وتعالى ولاجل حفظ قضية الامام(ع) وحفظ اؤلئك الممهدين له(ع) يحدث ما يعيبها في نظر الجهات الاخرى لكي تكون في نظرهم دعوة باطلة غير صحيحة فيغضون النظر عنها وعن قادتها وكل ذلك يكون في باب التمحيص والابتلاء الذي يصيب انصار الامام كما صرحت به الروايات الواردة عن الائمة المعصومين(ع) وقد يقع بعض اؤلئك الانصار في هذه الفتنة حيث انهم سوف يشكون في هذه الدعوة نتيجة لما سوف يحدث فيعيبوا هذا الفعل ويعترضون عليه ، وهذا يتسبب في تظليل الناس وعدم هدايتهم اي غرقهم وهو معنى قوله {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا }وسوف يقولون ان هذا الامر شديد وصعب ولا يمكن قبوله او استساغته فهو مر المذاق ولا يمكن تحمله والتسليم به وهو معنى قوله {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} أي امرا صعبا مرا . ومما يؤكد ان السفينة هي راية الامام ودعوته ماجاء في تفسير قوله تعالى(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) حيث المستضعفين في اخر الزمان هم المهدي(ع) واصحابه الذين يرثون الارض ويكونوا حكاما حيث يبعثهم الامام(ع) الى الاقاليم يقيمون حكم الله فيها ويكونوا حكاما عليها . وهم الممهدين للامام(ع) وهم اصحاب السفينة وهو تاويل قوله تعالى{ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً}.
وقوله تعالى{َقالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً}وهو ما ذكرناه في التاويل السابق ، فان من صفات اصحاب الامام ان يتحلوا بالصبر في الابتلائات والاختبارات والتمحيص حتى يصلوا الى ساحة الفيض الالهي حيث الظهور المقدس لامام العصر والزمان اروحنا لتراب مقدمه الفداء .
وقوله تعالى{َانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }وفي هذا اشارة الى علامة من علامات الامام(ع) وهي قتل النفس الزكية والنفس الزكية اثنتان كما ورد في الروايات واحدة تقتل في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وهي لسيد حسني النسب كما جاء في الروايات والاخبار الواردة عنهم (ع)(وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين) وهي لحد الان لم تقتل بعد ويبدوا ان السبب في قتل هذا السيد الحسني هو اعلانه ودعوته وتصديقه باحد دعاة الامام(ع) حيث ان هذا السيد سوف ينظم الى تلك الدعوة وصاحبها ويعلن ذلك مما يتسبب في قتله من بعض الجهات الحاكمة الظالمة المعادية لانصار الامام(ع) واما معنى الزكية فهنا عدة امور قد يراد فيها النفس المستشهدة في سبيل الحق والشهادة كما ورد في الاخبار زكاة للانفس او انها زكية لان خروج ذلك السيد الحسني يكون بامر من الامام(ع) او وزيره لاعلان الحق واظهاره علما ان نتيجة عمله ذلك سوف تكون الشهادة لا محالة وهو باقدامه هذا على تنفيذ هذا الامر يكون صاحب نفس زكية . او ان المراد من الزكية التي لا ذنب لها او التائبة التي لم يبق لها ذنب بعد التوبة فان هذا السيد سوف يتاخر في الالتحاق بدعوة الامام(ع) ويتردد مرارا حتى يوفقه الله الى قبول الدعوة وحصول الندم والتوبة منه على تاخره. وبعد ذلك يخرج ليعلن احقية الدعوة بين الناس فيقتل ولاذنب عليه . او ان الزكية الطاهرة والزكية ايضا هي المتقية قال تعالى{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }. واما الذي ينكر من امرها { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } ان الناس لاترى انه فعل فعلا يستحق لاجله القتل فهو انما يدعو الى نصرة الحق والامام(ع) وهذا القتل شيئا منكرا فهو لم يقتل احد كي يقتل او ان هناك من ينكر خروجه اصلا وهو يعلم ان نتيجة ذلك الخروج القتل. اما تاويل جواب الخضر لموسى(عليهما السلام) ففيه دلالة على ان الامام المهدي ووزيره هم ابوي صاحب النفس الزكية حيث يكون واجبا عليه طاعتهما بالولاية واما بعثه في هذه المهمة فان ذلك رحمة له كي لايفشل في الامتحانات ويقع في التمحيص وكذلك يتسبب في ارهاق الامام ووزيره . وقوله تعالى ( فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما) اشارة الى احدى العلامات الحتمية الدالة على قرب القيام المقدس للامام المهدي(ع) وهو قتل النفس الزكية بين الركن والمقام وهذه هي النفس الزكية الثانية التي جاء ذكرها في الاخبار الواردة عن اهل بيت العصمة(صلوات الله عليهم اجمعين) وهي تكون في مكة واما كونها (خيرا منه زكاة) انما هذه النفس يبلغ عمر صاحبها كما جاءفي الرويات ستة عشر سنة فهو كما لا يخفى ليس عليه ذنب فقد دخل لتوه في السنة الاولى لتكليف وقوله (اقرب رحما) وذلك بالنسبة للامام المهدي(ع) حيث ان صاحب النفس الزكية الاولى يقتل في ظهر الكوفة سيدا حسني واما صاحب النفس الثانية الذي يقتل في مكة فهو سيد حسيني فقد ورد في تفسير العياشي عن جابر الجعفي عن ابي جعفر (ع) في رواية طويلة يقولالزم الارض ولا تركض بيدك ولا رجلك - الى ان قال- اسمه اسم نبي ما اشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله(ص) ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فان اشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت ). ولما كان من المعلوم ان الامام المهدي(ع) من ولد الحسين فان النفس الزكية الذي يقتل في مكة يكون اقرب رحما له من النفس الزكية التي تقتل في الكوفة فان الاول حسيني والثاني حسني . وقوله تعالى فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا }والقرية هي مكة بحسب التاويل اي انها الكوفة حيث تنطلق فيها الدعوة للامام المهدي(ع) كما كانت دعوة الامام الحسين(ع) في الكوفة على يد سفيره مسلم بن عقيل ومعنى استطعما اهلها اي طلب النصرة منهم والالتحاق بدعوة الامام(ع) . ومعنى قوله { فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا } اي رفضوا دعوتهم ونصرتهم والالتحاق بهم . وقوله تعالى { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} وقوله جوابا على القول الاول{ َأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرا} فالجدار هو الحدود بين العراق وايران ياتي عليها زمان تكون شبه مفتوحة اي تريد ان تنقض ولكن حكمة المولى سبحانه وتعالى اقتضت ان يقام الجدار اي تقوى الحدود ويبنى جدار على الحدود العراقية الايرانية وتوزع نقاط تفتيش قوية كي يحفظ لله الكنز من السرقة وقد اثبتنا سابقاً ان المدينة في التاويل هي خراسان وهي مدينة المهدي التي تكون على غرار مدينة رسول الله(ص) والكنز الذي يوجد فيها هو كنوز الطالقان وهم رجال ينصرون الامام في اخر الزمان فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام الصادق (ع) (قال له كنز بالطالقان ماهو بذهب ولا فضة وراية لم تنشر مطوية ورجال كان قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله ) واما الخوف على الكنز من السرقة فان هناك دعاة كاذبون يدعون التمهيد للامام(ع) وهؤلاء يحاولون شتى الطرق كسب المؤيدين لدعواتهم والمناصرين لهم وذلك بالتشبه بالدعواة الحقه وتظليل الناس عن الحق فقد جاء في الرواية عن ابي خديجة عن ابي عبد الله(ع)قاللا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو الى نفسه) واما الغلامين اليتيمين فهما اليماني وشعيب بن صالح وابوهما بالولاية الامام المهدي(ع) فان الله يقيم تلك الحدود لكي يحفظ كنوز الطالقان لهما عند بلوغ اشدهما اي عندما ينشرون دعوة الامام(ع) وتشتد شوكتهما ويكثر انصارهما عند ذلك يخرج الكنز حيث يلتحق بهم اؤلئك الرجال من الطالقان وباقي خراسان .
تعليق