من فكر ابي عبد الله الحسين القحطاني
الرجعة الروحية وماهيتها الحلقة الاولى
ان المقصود من الرجعة الروحية هي رجوع بعض ارواح من محض الايمان محضاً بل رجوع ارواح بعض الانبياء والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ، تقوم هذه الارواح بتسديد اصحاب الامام المهدي(ع) من ممهدين وانصار كل بحسب رقيه وايمانه ويقينه واخلاصه فكلما زاد ايمان الفرد الواحد من اصحاب الامام كانت الروح التي تسدده لشخص اكثر ايماناً وورعاً وتقوى اي بعبارة اخرى ومثال على ذلك لو قلنا برجوع روح (سلمان المحمدي) رضوان الله عليه ورجوع روح ابو ذر لكانت روح سلمان مسددة ومؤيدة لشخص من اصحاب المهدي(ع) اكثر ايماناً وورعاً وتقوى من شخص اخر من الاصحاب تسدده وتؤيده روح ابو ذر رضوان الله عليه فنحن على ايمان ويقين بمبدأ التأييد والتسديد ويكون ذلك على نحو تاييد الملائكة والارواح للانبياء والاوصياء والمؤمنين قال تعالى((لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من مآد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اؤلئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اؤلئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون))الحشر22- وكما كان يحدث في الكثير من الاحيان فان مسالة تأييد وتسديد الارواح والملائكة للمؤمنين لاتخفى على كل باحث اسلامي والشواهد والادلة عليها كثيرة ويكون ذلك اي تأييد الروح للمؤمن بخمول روحه الاصلية وهيمنة الروح الراجعة بحيث تكون فوق المؤمن تسدده وتؤيده . وليس المقصود بالرجعة الروحية التناسخ او الحلول فكلاهما باطلاً لا نقول به فضلاً عن الاعتقاد بصحته . فالتناسخ معناه انتقال الروح الى بدن انسان اخر أي ان التاسخ يعتمد على تعدد البدن وقد ذهب ال القول بالتناسخ المعتزلة وقال به ايضاً ابن القيم الجوزية وغيرهم وهو اعتقاد خاطيء وباطل وهو من الاعتقادات الفاسدة . اما الحلول فمعناه حلول روح احد الاشخاص في جسد شخص اخر مكان روحه الاصلية وهو ايضا خاطيء وباطل . ولكن الصحيح هو ما ذهبنا اليه من ان هناك رجعة لبعض الارواح تسدد وتؤيد بعض المؤمنين لا على سبيل التناسخ او الحلول بل تكون تلك الروح قريبة من المؤمن وملازمة له .
الادلة على الرجعة الروحية:-
قلنا ان ما عليه الشيعة الامامية القائلين بالرجعة الروحية ان الرجعة تكون مادية أي بالاجساد وانها تكون قبل قيام الساعة وهذا ما اجمعت عليه الفرقة وليس في ذلك اختلاف ولكن من خلال هذا البحث سوف نقوم بتقديم الادلة التي تثبت وجود رجعة روحية تسبق قيام الامام المهدي(ع) او تكون مقارنة لقيامه المقدس صلوات الله وسلامه عليه :
1- جاء في الرواية الشريفة عن ابي الجارود عمن سمع علياً(ع) يقول: ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ فقال ثكلتك امك واي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولاهل بيته وذلك تأويل هذه الاية (( يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور )) فاذا اشتد القتل قلتم مات او هلك في أي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الاية (( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا)) - ) بحار الانوار ج53 وقد جاء في الرواية الشريفة عن امير المؤمنين(ع)قالياعجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له ياامير المؤمنين ماهذا العجب التي لاتزال تكرره في خطبتك كأنك تحب ان تسال عنه ؟ قال: ويحك ياصعصعة مالي لااعجب من اموات يضربون هامات الاحياء من اعداء الله واعدائنا فكأني انظر اليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل اهل البيت (ع) قال صعصعة: يا امير المؤمنين ؟ اموات الدين ام اموات القبور ؟ قال: لا والله ياصعصعة بل اموات القبور يكرون الى الدنيا معنا لكأني انظر اليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم الليل يالثارات الحسين) نوائب الدهور ج3 فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا ان الذين يرجعون اموات القبور وهذا الحدث والعجب عد من العلامات للامام المهدي اي انه يقع قبل قيام الامام(ع) وان من المعلوم ان الرجعة المادية تكون بعد نهاية دولة الامام المهدي(ع) وليس قبل قيام الامام (ع) فان المقصود بالرجعة قبل قيامه(ع) هي الرجعة الروحية وليست المادية حيث ان انصار الامام سيخوضون حرباً في الكوفة ضد بني العباس وسترجع ارواح بعض المؤمنين بتسديدهم وتأيدهم .
2- جاء في الكافي عن بكير بن اعين عن ابي عبد الله (ع) (.... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهل الارض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وباصحابه خبر المهدي فيقولون له يابن رسول الله منهذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا اليه حتى ننظرمن هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي(ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين (ع) الى عسكر المهدي فيقولون ايها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي (ع) هذا مهدي ال محمد (ع) ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلوا بيني وبين هذا فيخرج اليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين (ع) ان كنت مهدي ال محمد فاين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين (ع) ... ثم يقول الحسين (ع) يابن رسول الله اسالك ان تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه ويبايعوه : ويأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تطل عسكر الحسين (ع) فيقول الحسين (ع) الله اكبر يا بن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين (ع) وسائر عسكره الا اربعة الاف ...) . يتبين لنا من هذه الرواية لأول وهلة ان الحسين (ع) يكون مطيعاً للامام المهدي(ع) ويكون تابع وهذا ما لا يقبله الامام المهدي(ع) لابيه الحسين (ع) فان من الثابت عندنا ان الحسين (ع) افضل من المهدي (ع) . ثم ان اتباعه اذا كانوا يؤمنون بان قائدهم هو الحسين (ع) والذي قوله وفعله وتقريره حجة عليهم وهو الامام المفترض الطاعة فما معنى ان الحسين (ع) يطلب من المهدي اليقين والمعجزة او ان يظهر مواريث الانبياء فقد كان من الممكن ان الحسين (ع) يخبر اصحابه ان صاحب العسكر المقابل هو المهدي وان عليهم بيعته واتباعه وطاعته ويجب عليهم حينئذ الامتثال لكلام المعصوم ولا حاجة الا البينات التي طلبها الحسين (ع) . ثم انهم لو كانوا يعتقدون ان قائدهم هو الامام الحسين بن علي (ع) فكيف يعصي اربعة الاف شخص امره بعد اداء البيعة للمهدي (ع) وهم من كانوا قبل ذلك يأتمرون بامر الحسين (ع) . ولكن الحق وبملاحظة هذه النقاط يتضح لنا ان صاحب الجيش والذي بايع المهدي ليس هو الامام الحسين بن علي (ع) بل هو احد ممهدي الامام المهدي (ع) وهو سيد علوي من ذرية رسول الله (ص) وانه مسدداً بروح الحسين (ع) لذلك عبر عنه بالرواية بالحسين ولم يقل الامام الحسين (ع) . واليك ما يؤكد ذلك فقد جاء في بحار الانوار ج53 - ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا ال احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بايديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا اكثر الارض فيجعلها له معقلا فيتصل به وباصحابه خبر المهدي (ع) ويقول يا بن رسول الله من ها الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا اليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الامر الا ليعرف اصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول : ان كنت مهدي ال محمد أين هراوة جدك رسول الله (ص)وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف امير المؤمنين (ع) ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني الا اربعين الف ... ) . فلو لا حظنا هذه الرواية لوجدناها بنفس مضمون الرواية السابقة التي جاءت باسم الحسين علماً ان الحسين هو وزير الامام المهدي (ع) وهذا ما يؤكد ان الروايتين تتحدثان عن شخص واحد لا شخصين وهو السيد الحسني اليماني وزير المهدي المسدد والمؤيد بروح الامام الحسين (ع) ولذلك سمي بالحسين في الرواية الاولى وبهذا تتضح لنا ان هناك رجعة روحية تسبق قيام الامام المهدي(ع) او مقارنة لقيامه الشريف(ع).
- روى المفضل بن عمر عن ابي عبد الله(ع) قاليخرج مع القائم(ع)من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من اهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وابو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً ) والملاحظ من الرواية الشريفة ان هؤلاء السبعة والعشرين رجلاً يخرجون من ظهر الكوفة كما انهم يكونون حكاماً للامام المهدي(ع) في البلاد ونحن نعلم ان الحكام الذين يبعثهم الامام المهدي(ع) في الاقاليم هم اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ، فعن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله (ع) قال: ( كأني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا عدة اهل بدر وهم اصحاب الالوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه ) . فيلزم من هذا ان يكون السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون مع القائم من ظهر الكوفة والذين وصفتهم الرواية بان الامام يبعثهم حكاماً هم من الثلاثمائة والثلاثة عشر لان هؤلاء هم حكام الارض كما ذكرت الرواية الثانية ولكن هناك عدة ملاحظات:-
الرجعة الروحية وماهيتها الحلقة الاولى
ان المقصود من الرجعة الروحية هي رجوع بعض ارواح من محض الايمان محضاً بل رجوع ارواح بعض الانبياء والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ، تقوم هذه الارواح بتسديد اصحاب الامام المهدي(ع) من ممهدين وانصار كل بحسب رقيه وايمانه ويقينه واخلاصه فكلما زاد ايمان الفرد الواحد من اصحاب الامام كانت الروح التي تسدده لشخص اكثر ايماناً وورعاً وتقوى اي بعبارة اخرى ومثال على ذلك لو قلنا برجوع روح (سلمان المحمدي) رضوان الله عليه ورجوع روح ابو ذر لكانت روح سلمان مسددة ومؤيدة لشخص من اصحاب المهدي(ع) اكثر ايماناً وورعاً وتقوى من شخص اخر من الاصحاب تسدده وتؤيده روح ابو ذر رضوان الله عليه فنحن على ايمان ويقين بمبدأ التأييد والتسديد ويكون ذلك على نحو تاييد الملائكة والارواح للانبياء والاوصياء والمؤمنين قال تعالى((لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من مآد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اؤلئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اؤلئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون))الحشر22- وكما كان يحدث في الكثير من الاحيان فان مسالة تأييد وتسديد الارواح والملائكة للمؤمنين لاتخفى على كل باحث اسلامي والشواهد والادلة عليها كثيرة ويكون ذلك اي تأييد الروح للمؤمن بخمول روحه الاصلية وهيمنة الروح الراجعة بحيث تكون فوق المؤمن تسدده وتؤيده . وليس المقصود بالرجعة الروحية التناسخ او الحلول فكلاهما باطلاً لا نقول به فضلاً عن الاعتقاد بصحته . فالتناسخ معناه انتقال الروح الى بدن انسان اخر أي ان التاسخ يعتمد على تعدد البدن وقد ذهب ال القول بالتناسخ المعتزلة وقال به ايضاً ابن القيم الجوزية وغيرهم وهو اعتقاد خاطيء وباطل وهو من الاعتقادات الفاسدة . اما الحلول فمعناه حلول روح احد الاشخاص في جسد شخص اخر مكان روحه الاصلية وهو ايضا خاطيء وباطل . ولكن الصحيح هو ما ذهبنا اليه من ان هناك رجعة لبعض الارواح تسدد وتؤيد بعض المؤمنين لا على سبيل التناسخ او الحلول بل تكون تلك الروح قريبة من المؤمن وملازمة له .
الادلة على الرجعة الروحية:-
قلنا ان ما عليه الشيعة الامامية القائلين بالرجعة الروحية ان الرجعة تكون مادية أي بالاجساد وانها تكون قبل قيام الساعة وهذا ما اجمعت عليه الفرقة وليس في ذلك اختلاف ولكن من خلال هذا البحث سوف نقوم بتقديم الادلة التي تثبت وجود رجعة روحية تسبق قيام الامام المهدي(ع) او تكون مقارنة لقيامه المقدس صلوات الله وسلامه عليه :
1- جاء في الرواية الشريفة عن ابي الجارود عمن سمع علياً(ع) يقول: ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ فقال ثكلتك امك واي عجب اعجب من اموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولاهل بيته وذلك تأويل هذه الاية (( يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور )) فاذا اشتد القتل قلتم مات او هلك في أي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الاية (( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا)) - ) بحار الانوار ج53 وقد جاء في الرواية الشريفة عن امير المؤمنين(ع)قالياعجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له ياامير المؤمنين ماهذا العجب التي لاتزال تكرره في خطبتك كأنك تحب ان تسال عنه ؟ قال: ويحك ياصعصعة مالي لااعجب من اموات يضربون هامات الاحياء من اعداء الله واعدائنا فكأني انظر اليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل اهل البيت (ع) قال صعصعة: يا امير المؤمنين ؟ اموات الدين ام اموات القبور ؟ قال: لا والله ياصعصعة بل اموات القبور يكرون الى الدنيا معنا لكأني انظر اليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم الليل يالثارات الحسين) نوائب الدهور ج3 فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا ان الذين يرجعون اموات القبور وهذا الحدث والعجب عد من العلامات للامام المهدي اي انه يقع قبل قيام الامام(ع) وان من المعلوم ان الرجعة المادية تكون بعد نهاية دولة الامام المهدي(ع) وليس قبل قيام الامام (ع) فان المقصود بالرجعة قبل قيامه(ع) هي الرجعة الروحية وليست المادية حيث ان انصار الامام سيخوضون حرباً في الكوفة ضد بني العباس وسترجع ارواح بعض المؤمنين بتسديدهم وتأيدهم .
2- جاء في الكافي عن بكير بن اعين عن ابي عبد الله (ع) (.... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها اكثر اهل الارض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وباصحابه خبر المهدي فيقولون له يابن رسول الله منهذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا اليه حتى ننظرمن هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي (ع) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين (ع) وبين يديه اربعة الاف رجل في اعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (ع) حتى ينزل بقرب المهدي(ع) فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض اصحاب الحسين (ع) الى عسكر المهدي فيقولون ايها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول اصحاب المهدي (ع) هذا مهدي ال محمد (ع) ونحن انصاره من الجن والانس والملائكة ثم يقول الحسين (ع) خلوا بيني وبين هذا فيخرج اليه المهدي (ع) فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين (ع) ان كنت مهدي ال محمد فاين هراوة جدي رسول الله (ص) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين (ع) ... ثم يقول الحسين (ع) يابن رسول الله اسالك ان تغرس هراوة رسول الله (ص) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يطيعوه ويبايعوه : ويأخذ المهدي (ع) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تطل عسكر الحسين (ع) فيقول الحسين (ع) الله اكبر يا بن رسول الله مد يدك حتى ابايعك فيبايعه الحسين (ع) وسائر عسكره الا اربعة الاف ...) . يتبين لنا من هذه الرواية لأول وهلة ان الحسين (ع) يكون مطيعاً للامام المهدي(ع) ويكون تابع وهذا ما لا يقبله الامام المهدي(ع) لابيه الحسين (ع) فان من الثابت عندنا ان الحسين (ع) افضل من المهدي (ع) . ثم ان اتباعه اذا كانوا يؤمنون بان قائدهم هو الحسين (ع) والذي قوله وفعله وتقريره حجة عليهم وهو الامام المفترض الطاعة فما معنى ان الحسين (ع) يطلب من المهدي اليقين والمعجزة او ان يظهر مواريث الانبياء فقد كان من الممكن ان الحسين (ع) يخبر اصحابه ان صاحب العسكر المقابل هو المهدي وان عليهم بيعته واتباعه وطاعته ويجب عليهم حينئذ الامتثال لكلام المعصوم ولا حاجة الا البينات التي طلبها الحسين (ع) . ثم انهم لو كانوا يعتقدون ان قائدهم هو الامام الحسين بن علي (ع) فكيف يعصي اربعة الاف شخص امره بعد اداء البيعة للمهدي (ع) وهم من كانوا قبل ذلك يأتمرون بامر الحسين (ع) . ولكن الحق وبملاحظة هذه النقاط يتضح لنا ان صاحب الجيش والذي بايع المهدي ليس هو الامام الحسين بن علي (ع) بل هو احد ممهدي الامام المهدي (ع) وهو سيد علوي من ذرية رسول الله (ص) وانه مسدداً بروح الحسين (ع) لذلك عبر عنه بالرواية بالحسين ولم يقل الامام الحسين (ع) . واليك ما يؤكد ذلك فقد جاء في بحار الانوار ج53 - ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا ال احمد اجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز واي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بايديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا اكثر الارض فيجعلها له معقلا فيتصل به وباصحابه خبر المهدي (ع) ويقول يا بن رسول الله من ها الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : اخرجوا بنا اليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الامر الا ليعرف اصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول : ان كنت مهدي ال محمد أين هراوة جدك رسول الله (ص)وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف امير المؤمنين (ع) ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك الا ان يري اصحابه فضل المهدي (ع) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله اكبر مد يدك يابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني الا اربعين الف ... ) . فلو لا حظنا هذه الرواية لوجدناها بنفس مضمون الرواية السابقة التي جاءت باسم الحسين علماً ان الحسين هو وزير الامام المهدي (ع) وهذا ما يؤكد ان الروايتين تتحدثان عن شخص واحد لا شخصين وهو السيد الحسني اليماني وزير المهدي المسدد والمؤيد بروح الامام الحسين (ع) ولذلك سمي بالحسين في الرواية الاولى وبهذا تتضح لنا ان هناك رجعة روحية تسبق قيام الامام المهدي(ع) او مقارنة لقيامه الشريف(ع).
- روى المفضل بن عمر عن ابي عبد الله(ع) قاليخرج مع القائم(ع)من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من اهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وابو دجانة الانصاري والمقداد ومالك الاشتر فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً ) والملاحظ من الرواية الشريفة ان هؤلاء السبعة والعشرين رجلاً يخرجون من ظهر الكوفة كما انهم يكونون حكاماً للامام المهدي(ع) في البلاد ونحن نعلم ان الحكام الذين يبعثهم الامام المهدي(ع) في الاقاليم هم اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ، فعن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله (ع) قال: ( كأني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله اصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا عدة اهل بدر وهم اصحاب الالوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه ) . فيلزم من هذا ان يكون السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون مع القائم من ظهر الكوفة والذين وصفتهم الرواية بان الامام يبعثهم حكاماً هم من الثلاثمائة والثلاثة عشر لان هؤلاء هم حكام الارض كما ذكرت الرواية الثانية ولكن هناك عدة ملاحظات:-
تعليق