احمد الحسن يدعي بان اليماني حسيني النسب
اورد احمد الحسن في موقعه وتحت عنوان (السيد أحمد الحسن هو اليماني الموعود) ما نصه: (عن الصادق (ع) انه قال ( إن منا بعد القائم اثنا عشر مهديا من ولد الحسين (ع)) بحار الأنوار ج 53 ص148 البرهان ج3 ص310 الغيبة للطوسي ص385 ، وعن الصادق (ع) قال (إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (ع) ) بحار ج53 ص145 وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الأول وليس الإمام المهدي (ع) لان الإمام (ع) بعده إثنى عشر مهدياً)
وللوقوف على حقيقة هذا الادعاء سنتجول في اروقة اقوال محمد وآل محمد لنتبين الحقيقة من قول احمد الحسن بان اليماني الموعود حسيني النسب ام حسني النسب اول هذه الروايات هو ما ورد عن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله الصادق أنه قال : (ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم ! يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف ، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ، ليست من فضة ولا ذهب ، بل هي رجال كزبر الحديد ، على البراذين الشهب ، بأيديهم الحراب ، ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض ، فيجعلها له معقلا . فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام ، ويقولون : يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ، فيقول : اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم أنه المهدي ، وأنه ليعرفه ، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟ فيخرج الحسني فيقول : إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتمه ، وبردته ، ودرعه الفاضل ، وعمامته السحاب ، وفرسه اليربوع وناقته العضباء ، وبغلته الدلدل ، وحماره اليعفور ، ونجيبه البراق ، ومصحف أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ، ولم يرد ذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتى يبايعوه . فيقول الحسني : الله أكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية ، فإنهم يقولون : ما هذا إلا سحر عظيم . فيختلط العسكران فيقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة ، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام ، فلا يزدادون إلا طغيانا وكفرا ، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثم يقول لأصحابه : لا تأخذوا المصاحف ، ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها)( - غيبة الشيخ النعماني ص264 ).
في هذا النص اشارة وتصريح واضح بان قائد الرايات السود والذي يسلم الراية إلى الإمام المهدي (ع) هو حسني النسب وفي رواية اخرى وردت عن أبي جعفر عليه السلام : (إذا رأيتم الرايات السود من قبل المشرق من أطراف الأسنة إلى زج القناة صوف أحمر فتلك رايات الحسني التي لا تكذب)( - بحار الأنوار ج 53 ص 15والزام الناصب ج2 ص230ومكيال المكارم ج1 ص77).
وهذه الرواية كسابقتها تؤكد بوضوح على ان الرايات السود قائدها حسني النسب فاين هذا المدعي من هذه النصوص .
في الحقيقة انه ضرب ستارا عن الخوض في تبيين حقيقة هذه النصوص وغيرها لأنه لا علم له بالحديث ولا ببقر الحديث كما هو متعارف عن اليماني الحقيقي بل . وقد يسأل سائل ويقول كيف يمكن تفسير بعض الروايات التي تذكر بان الحسين هو قائد الرايات السود ونصوص تذكر بان قائد الرايات السود حسني النسب ؟
نقول نعم إنه يوجد في النصوص ما تشير الى ان قائد الرايات السود هو الحسين (ع).
ورد عن الامام ابي عبد الله الصادق (ع) في معرض اجوبته لمفضل بن عمر قال المفضل: (فيقبل الحسين عليه السلام فيهم وجهه كدايرة القمر يروع الناس جمالا فيبقى على اثر الظلمة فيأخذ سيفه الصغير والكبير والوضيع والعظيم ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهلها فيجعلها له معقلا ثم يتصل به خبر المهدي عليه السلام فيقولون له يا بن رسول الله ( ص) من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين ( ع ) اخرجوا بنا إليه حتى تنتظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخرج الحسين عليه السلام وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين عليه السلام حتى ينزل بقرب المهدي عليه السلام فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين عليه السلام إلى عسكر المهدي عليه السلام فيقول أيها العسكر الجايل من أنتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب المهدي هذا مهدي آل محمد عليهم السلام ونحن أنصاره من الجن والإنس والملائكة ثم يقول الحسين عليه السلام خلوا ببني وبين هذا فيخرج إليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين عليه السلام ان كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله فأين هراوة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعة أمير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير ولا تبديل فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه وقال أبو عبد الله عليه السلام انه كان كله في السفط وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم عليه السلام ونوح عليه السلام وتركة هود وصالح عليهما السلام ومجموع إبراهيم " ع " وصاع يوسف " ع " ومكيل شعيب " ع " وميزانه وعصى موسى " ع " وتابوته الذي فيه بقية ما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ودرع داود " ع " وخاتمه وخاتم سليمان عليه السلام وتاجه ورحل عيسى " ع " وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط فعند ذلك يقول الحسين عليه السلام يا بن رسول الله اقض ما قد رأيته والذي أسألك ان تغرز هراوة رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الحجر الصلب وتسأل الله ان ينبتها فيه ولا يريد بذلك الا ان أصحابه يرون فضل المهدي عليه السلام حتى يطيعوه ويبايعوه فيأخذ المهدي " ع " الهراوة فيغرزها فتنبت فتعلو وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين عليه السلام فيقول الحسين " ع " الله أكبر يا بن رسول الله مد يدك حتى أبايعك فيبايعه الحسين عليه السلام وسائر عسكره الا الأربعة آلاف أصحاب المصاحف والمسوح الشعر المعروفون بالزيدية فإنهم يقولون ما هذا الا سحر عظيم فيختلط العسكران ويقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويؤخرهم إلى ثلاثة أيام فلا يزدادون الا طغيانا وكفرا فيأمر المهدي " ع " بقتلهم فكأني انظر إليهم قد ذبحوا على مصاحفهم كلهم يتمرغون في دمائهم وتتمرغ المصاحف فيقبل بعض أصحاب المهدي عليه السلام فيأخذ تلك المصاحف فيقول المهدي " ع " دعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما حكم الله فيها ....)( - - مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي - ص 188 - 190
الحسين هنا في هذا النص هو من يسلم الراية الى الامام المهدي (ع) فلو قارنا بين هذا النص وبين النص السابق الذي يحكي لنا بان الفتى الحسني هو من يسلم الراية لوجدنا ان النصين متشابهين الى درجة كبير وكيف ان هؤلاء المرتدين هم اصحاب المصاحف الذين يقتلهم الامام المهدي (ع) فالسؤال هنا كيف يمكن الربط بين النصوص التي تذكر ان الحسين هو صاحب الراية وبين النصوص التي تذكر بان الحسني هو صاحب الراية او الرايات السود .
الحل جاءنا به السيد القحطاني حينما اثبت بان الرجعة التي تحدث عنها القرآن واهل البيت (ع) هي رجعة روحية ترجع ارواح الائمة والصالحين لتسدد وزير المهدي وانصاره فالفتى الحسني قائد الرايات السود ذكر في نصوص اخرى بانه الحسين لأنه سيكون مسددا بروح الحسين (ع) والادلة على ذلك كثيرة يمكنكم الرجوع الى الجزء الاول من موسوعة القائم للسيد القحطاني للتعرف عليها .
أن الذي يقوم بهذه الافعال هو اليماني الموعود المسدد بروح الحسين (ع) فنسبت الافعال الى الحسين لأنه مسددا لوزير الامام وكذلك الامر مع قضية ان المهديين من ولد الحسين نسبة الى الرجعة الروحية ايضا.
وفي الحقيقة فإن النصوص لا تقف عند هذه الرمزية فحسب ففيها امور اخرى يجب تبيينها وهي ان الرايات السود ورد في ان حاملها وقائدها له لقب اخر قد يكون الناس غافلون عنه وهو لقب القحطاني.
فقد ورد عن محمد بن الحنفية ان علي بن أبي طالب (ع) قال يوما في مجلسه في حديث طويل الى ان قال: (فيغضب الله من السماء لكل عمله فيبعث عليه فتى من المشرق يدعو إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أصحاب الرايات السود المستضعفون فيعزهم الله وينزل عليهم النصر فلا يقاتلهم أحد الا هزموه ويسير الجيش القحطاني حتى يستخرجوا الخليفة وهو كاره خائف فيسير معه تسعة آلاف من الملائكة معه راية النصر )( مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) - الميرجهاني - ج 2 - ص 365 - 368
من هو قائد الرايات السود هنا انه القحطاني وهذا النص وارد عن الامام علي (ع) ولو سألنا هنا سؤال ما الحكمة من هذا اللقب (القحطاني) ؟
نقول ان قضية الامام المهدي (ع) قضية الهية لأنه صلوات الله عليه لا يأتي الى مذهب دون اخر او دين دون غيره بل ان امره يشمل العالم ككل لذلك فلابد ان يكون وزير المهدي هو نقطة اللقاء والالتقاء بين جميع الملل والمذاهب بل ان هذه الالقاب المتعددة ينتظر كل لقب منها جماعة من المنتظرين في دولة ما او عقيدة ما او مدرسة ما او مشيخة ما .
لذلك فان لقب القحطاني من الالقاب التي ينتظرها اهل السنة اكثر من غيرهم ولن يؤمنوا بأحد اذا جاءهم وهو ليس قحطاني وبطبيعة الحال فان لقب القحطاني لا يعود الى قحطان اخو عدنان بل يعود الى قحطان ابو اليمن أي ان القحطاني هذا سيكون سيدا علويا يعود نسبه إلى الحسن السبط وله اصل في اليمن ايضا.
نعود الآن الى ادعاءات احمد الحسن الذي يدعي بان الامام المهدي (ع) ووزيره السيد اليماني يكونان حسينيين أي ان اليماني ايضا حسيني وقد خالف النصوص الصريحة التي تشير الى ان الامام المهدي (ع) حسيني ووزيره اليماني حسني.
فقد ورد عن النبي (ص): (كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلمها الى الحسيني فيبايعونه )( - البحار ج52 ص331).).
وهو الفتى الحسني الذي اشارت اليه النصوص السابقة
وكذلك ورد عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - قال : (يدخل المهدي الكوفة ، وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها ، فتصفو له فيدخل حتى يأتي المنبر ويخطب ، ولا يدري الناس ما يقول من البكاء ، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله : " كأني بالحسني والحسيني " وقد قاداها فيسلمها إلى الحسيني فيبايعونه)( - الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 468 – 469، البحار ج52، منتخب الانوار المضيئة ص335 ص331).
لذلك نقول لأحمد الحسن اين انت من هذه النصوص وكيف يمكن ان تحتال هذه المرة على بسطاء الناس بخداعك وتقطيعك للنصوص .
تعليق