متى .. متى .. نصحو من غيبوبتنا .. ومتى نستفيق لتصحيح هويتنا ومسارنا .. وأنى لنا الدواء لعلاج دائنا وعللنا .. وما هي الوسيلة لخلاصنا من ظلمنا وقهرنا .. وكيف السبيل إلى مهدينا ، سفينة نجاتنا .. ونحن لا زلنا نعيش الآن ولله الحمد ، المرحلة السيئة من الشح المطاع ، والهوى المتبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فلا تجد فينا إلا الأندر من المؤمنين الأخيار، فهل نحن حقا أبناء محمد وعلي ( صلوات الله وسلامه عليهما ) الذين يعبّدون الطريق بالتمهيد والممهدين .. لاستقبال إمامهم خاتم الوصيين .. إذاً ما الذي اعترانا لنقف موقف الخصوم لأطروحة إسلامنا وزعيمها مهدي الأمم (عليه السلام) فنتجاهل حقه المضيّع منذ قرون ، ونستغفل أنفسنا عن شكواه من العناد والغرور ، ولا زلنا نبني آمالنا على الأوهام والظنون ، لنورد أمتنا مناهل الفتن والمنون ، أليس هي تلك حقيقتنا التاريخية شاهدة علينا ، فكم من دم حرام استبحناه .. وكم من مصلح ظلمناه ، أما آن الأوان لمحاسبة أنفسنا ، والعودة بها إلى عقيدتنا ، ألا نكف عن ظنوننا الخداعة ، وأعمالنا الهدامة ، نرفع شعار التمهيد ، ونتكلم بكلام الترغيب والترهيب ، وما هو إلا طنين بطنين ، ولعب بأمور الدنيا والدين ، فأين نحن اليوم من قوله تعالى : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ألسنا اليوم بأشد الحاجة إلى صحوة حقيقية صادقة لتصحيح عقيدتنا وانتمائنا لأمتنا الإسلامية واعتقادنا بأبوتنا ( المحمدية العلوية ) وتطبيق واجباتنا الشرعية اتجاه ما فرضه الدين علينا ، كما هو واجب المسلمين جميعا ًفي أن يتصدون لمن قتلوا روح المقاومة الفكرية العقائدية في أفكارهم ونفوسهم ، وجعلوهم في حالة الخنوع والإذلال للاستعمار والتبعية والتحكم فيهم بأي نوع من أنواع الظلم والبربرية ، فالواجب عليهم بل لابد لهم أن يشعروا بقضية إمامهم المهدي (عليه السلام) وعظيم ما جنوه عليه من البدع والشبهات لكونها من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها لأنها هي التي تحفظ الإسلام وتعيد نظارته إليه ، لاسيما في هذا الوقت الذي شوهت فيه مناهج الإسلام وعقائده بصورة مكشوفة وواضحة ، فعندما توجد في أبناء الأمة روح المقاومة فإنه لن يستطع أحد أن يفرض عليها ما ترفضه ، أما إذا خنعتم وضعفتم وأصبحتم أذلاء صاغرين فإنكم تصبحون مطية للعدو يفرض عليكم ما يشتهيه بل إن قتلكم واستباحة دمائكم أصبح اليوم أمرا طبيعيا وكأن دمائكم سلعة تشترى وتباع ، أعلموا يا أبناء الدين والمذهب لن يكون لمطالب الأعداء نهاية يصلون لها حتى ترتدون عن إسلامكم فتقدمونه لجنود الشيطان على طبق من ذهب وأنتم أذلة صاغرين ، فها نحن اليوم وبفضل مساندتكم ودعمكم لأئمة الضلالة وترشيحكم الأذناب الخونة والسياسيين الجهلة وأبواقهم المستفيدين وأسيادهم المنتفعين أصبحنا أسرى مقيدين بما يمليه علينا الغرب اللعين والشرق المهين ( وطن منهوب ، وشعب مسلوب ) فمتى يا أبناء الدين والمذهب تستفيقون من سباتكم الطويل ، وتنتفضون ضد واقعكم المرير ، هلا نظرتم إلى أمم أمثالكم لتأخذوا منها العبر ( فلكل مجتهد نصيب ) ، فمتى .. متى ، تستفيقون لتحتلون مكانتكم الريادية التي كانت على عهد نبيكم الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث رايات الصبر والإيمان والعز والأمان والسلام والاطمئنان ، فهل لكم من عودة إلى زعيم دينكم ومظلومكم المهدي (عليه السلام) وأنتم متمسكون بمنهجه القويم ، فهو لا زال ينتظر منكم إنابتكم إلى الله جل وعلا ذكره ، إن واجبكم اليوم البحث عن أسباب جهلكم وتخلفكم ، وتشخيصكم مواضع نقصكم وخللكم ، فإن بحثكم عن مواطن الداء في بنية الزعماء ومن يدعون أنهم علماء ومهديون ، هو تشخيص لأسباب خلاصكم واستنقاذ أهلكم وإخوانكم ، أعلموا إن علاجكم من هذا الداء السرطاني أمر له فائق الأهمية وكبير الأثر في نهضتكم بقضية عدلكم المنتظر ونجاة لأمتكم من الضيم والقهر ، وخروجا من جهلكم وظلامكم الذي سببه لكم أدعياء العلم والمهدوية وحملة شعار الجاهلية ، ألا تنظروا إلى آثارهم التي أساءت إليكم ،هل قومتكم أقوالهم وأفعالهم ؟ هل أنقذتكم دعواتهم وشعاراتهم ؟؟ مالكم فو الله ( لو شكاكم إمامكم المهدي إلى الله لما بقيت منكم باقية ) واجبكم أن تأخذوا مكانتكم اللائقة بتعاليم دينكم ومذهبكم يا أبناء أمة الأمم ، حتى تؤدوا دوركم الرسالي الأصيل في قيادتكم للشعوب والأمم ، خاصة في هذا العصر الذي انكشف فيه زيف المناهج والأفكار الوضعية والمادية ، التي أعلنت عن فشلها وإفلاسها ، وبانت عورة حضارتها وأطروحة ديمقراطيتها ، كما تسببت في تعاستكم وهدر دمائكم ومواردكم ، إذاً فلا بد لكم من وضع حد لمعاناتكم وظلمكم المتزايد ، وكما يجب عليكم أن تنتبهوا للخطر الكامن في سلوكيات أدعياء الاجتهاد والمهدوية ومن يمثلهم بالسلطة الدنيوية ، فهؤلاء لا يتقيدون بأي شريعة من شرائع السماء ، ولا بتعاليم نبي من الأنبياء ، ولا بأهداف شريفة أو مبادئ نزيهة ، بل إنهم يلقون بكم في أودية مهالكهم المدمرة ، إثرة في البقاء على مناصبهم وسلطتهم ، وكأن الدنيا ما خلقت إلا لأجلهم ، مخافة الإفلاس من حظوظهم الدنيوية وبروجهم العاجية ، إن دينهم وديدنهم هو سياسة الإرهاب وهيمنة العملاء الكلاب ، لتدمير عقائدكم الزكية ، إنهم يريدون فرض قيمهم الرخيصة وثقافاتهم الوضيعة المرسومة لهم من قبل فراعنة الغرب وأكاسرة الشرق ، كما نلاحظ ونشاهد في أكثر من بقعة من بقاع العراق العظيم ، أرأيتم كيف تكون الأمور لو أن قيادة المعصوم والتمسك بمنهجيته بأياديكم المؤمنة ، وأنتم تخشون الله واليوم الآخر، وتعملون على إحياء الدين وتشييد أركانه ، حتى يأتيكم اليوم الذي تستحقون فيه نصر الله وتأييده فتنعمون بعدل الله ورضوانه الكريم {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
منقول للفائدة
منقول للفائدة
تعليق