بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وسلم تسليما
إسلاميون بين الاستضعاف والطغيان
عندما تظهر أقلية في بلد ما وتبدأ في النمو يصبح موضوعها مما يؤرق ويثير حفيظة المسؤولين وخصوصا إذا ما كانت وعاءا لأفكار مختلفة, فتشن عليها حملات مضادة إلى أن يتم القضاء عليها و تعمل جاهدة لتشويه مبادئها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقد عرف التأريخ العديد من هكذا مظاهر , فنجد أن العرب الذين لم يؤمنوا بدعوة محمد ص حاولوا تشويه صورته وبالتالي تشويه ما يدعوهم إليه …وهو أيضا حال اليوم حيث يقوم الأمريكيون الأوروبيون وغيرهم بنشر الأكاذيب بل وطرح مبادئ الإسلام بشكل مخالف للحقيقة.
الأقليات المسلمة بالفعل مستضعفة وتعاني من الظلم الذي يتمثل في انعدام المساجد أو قلتها والصعوبة التي يجدونها في إحياء أعيادهم واحترام مقدساتهم كشخص الرسول الأعظم ص والقرآن الكريم ناهيك عن انتهاك حقوقهم كمواطنين , وبطبيعة الحال هذا واقع يرفضه كل حر , إذ لكل شخص الحرية في اعتقاد ما يراه صائبا بغض النظر عن هذا الاعتقاد , أليست هذه المجتمعات ممن يدافع عن الحرية حرية التعبير و الانتماء والفكر ؟!, نعم هذه الحرية تكون مقيدة ببعض الشروط لكي تتوفر ظروف العيش السلمي. ! أم أن هذه الحرية المزعومة والمنادى بها من المنابر الغربية تشمل كل شيء إلا حرية الانتماء إلى الدين الإسلامي ؟!
والحقيقة أن هذا الظلم ناتج عن استضعاف المسلمين لأنفسهم وعن ضعف إيمانهم وعن انشقاقهم واختلافهم مقابل اجتماع غيرهم وتآلفهم لاشتراك مصالحهم الدنيوية , لكن ماذا عن الإسلاميين؟ كيف تكون معاملتهم لمخالفيهم سواء في الدين أو العقيدة إذا ما كانوا هم الأقوى؟ نحن لا نقصد الإسلام فهو دين كامل وعادل لأقصى الحدود , بل نتكلم عمن ينتمون لهذا الدين والمفروض أنهم مرآة تحكي مضامينه. وقد سطر المؤرخون العديد من الشبهات أو الحقائق حول الإسلاميين خصوصا التي أشارت إلى فتوحات الأمويين وسياسات العباسيين وقبلها البلايا التي شملت حتى الصحابة الأوائل من حروب وقتل واغتيالات , وقد عرفت تلك الفترة إجحافا لحقوق الأقليات المستضعفة وإفراطا في استخدام القوة والسلطة. اليوم أيضا لازلنا نرى هذه الأمور تتمثل في سحق الإسلاميين بعضهم لبعض سواء منهم من انتمى لمذهب واحد أو من اختلفوا في المذهب , فالحكومات العربية وغيرها ممن يدعون الإسلام تمارس أبشع مظاهر الاضطهاد تجاه شعوبها وهذا ما نجده في مصر وتونس والمغرب والسعودية والعراق بل وفي كل بلد , حتى المجتمع الفلسطيني الذي يقع تحت وطأة الاحتلال والذي يتكون في غالبيته من حركتين مقاومتين نجد أنهما تمارسان سياسات الظلم على بعضهما البعض إحداهما في الضفة الغربية والأخرى في قطاع غزة بالرغم من أن الأخيرة هي فقط من تعلن خلفيتها الإسلامية … أما المجتمع العراقي فقد أصبح ساحة واسعة لابتكار أساليب جديدة لهذه السياسات وربما أصبحت نموذجا تقتدي بها بقية الدول وتهتم بدراستها وتبنيها في وقت لاحق لما فيها من القسوة والدقة في بلوغ الهدف بشكل أسرع !! فكل جماعة معارضة تتعرض للتفتيت والتدمير دونما إعطائها فرصة للتعريف بنفسها أو حتى ذكر أو طرح الإصلاحات التي تقترحها , سواء كانت إصلاحات دينية أو دنيوية , لا مجال للنقاش والحوار !! ما يهم هو إزاحتها من الساحة …ونشر الإشاعات والشبهات حولها لكي ينفر الناس منها…
كل الحكومات الإسلامية تحتاج للتغيير والمجتمعات تعلم هي الأخرى أن التغيير من الأولويات , لكن عندما يظهر مصلح منقذ لهم مما هم فيه , تجد أن لهم قابلية لإتباع ظالميهم وليس إتباع منقذهم , ولو تمعنت هذه المجتمعات ولو قليلا وتساءلت : لما يجازف هذا المنقذ بنفسه وحياته بمعارضة الحكومة وهو لا يريد شيئا إلا الإصلاح !! , أ ليست هذه المجازفة من أجل صلاحهم؟ !! والمستغرب هو قابلية المجتمعات لتلقي الأحكام والآراء المسبقة التي تنسف كل محاولات التغيير دون بدل جهد في التحقق من الإشاعات أو الإطلاع على المضامين بشكل مباشر ودقيق علما أن الجميع يردد ))إننا نعيش في زمن كل حلقاته مصنوعة ومفبركة((. فعلى كل إنسان طالب للحق أن يكون مسؤولا بخصوص قراراته, وأن يتحقق ويطلع بنفسه على ما يدعوه إليه هذا المصلح فإن وجد فيه ما يخالف كتاب الله أو سنة رسول الله ص أو الفطرة السليمة في شيء فله أن يعرض عنه ونحن نقول كتاب الله وسنة رسوله ص والفطرة السليمة وليس ما اختلط بالأكاذيب وما مزج بالشهوات وضاع فيه الحق بين الباطل, أما الشائعات والتهم فيجب الاحتياط منها إذ أن عليا ابن أبي طالب عليه السلام وما أدرانا ما علي عليه السلام لقي من القوم ما لقي حتى أصبحوا يقولون بصدر رحب " أو علي يصلي؟ ", مما يعني أنه لا مجال لإتباع رأي من هب ودب, بل بمجرد إطلالة أولى على آرائهم ستجد أنها متفرقة و لا تجتمع على رأي واحد مما يدل على بطلانها كلها أو جلها على الأقل, بل من الممكن أن تجد أن سيرتهم لا تؤهلهم لكي يصدروا مثل هذه الآراء وهم ممن ارتضوا تلك الظروف المهينة وإلا لما كانت الحاجة للإصلاح بتاتا, ومن ثم يتوجب على طالب الحق أن يسعى إلى إنجاح هذا الإصلاح ولو على المستوى الفكري بأن يزيح عن الناس ما تضعه الحكومات من غطاءات وهمية وأن يوصل إليهم الحقيقة كما هي وليس كما تصورها وسائل الإعلام المخادعة…. يبدأ بوسطه ومحيطه في فكر إصلاحي ولو على مدى بعيد ثم ينتقل إلى الأبعد ثم الأبعد وليس لأحد أن يقول أن لا قدرة له إذ القدرة بيد الواحد القادر يرزقها من يشاء.
وعلى ضوء ما تقدم ستكون هنالك نتيجة حتمية يجب أن لا نغفلها أو نتغافل عنها مع أولئك المضلين الذين لا يريدون سماع الكلمة الطيبة ولا يريدون البحث بموضوعية عن الحق ويريدون تشويهه ونشر مسخ شيطاني على هذه الأرض وإضلال الناس وحرف الناس ليكونوا أتباعا لإبليس لعنه الله, أقول إن النتيجة الحتمية مع أولئك هي الصدام الذي لا مفر منه ولا سبيل لتجنبه لأنه يكون عندها الطريق الوحيد لنشر الحضارة الإلهية على هذه الأرض ، وهذا ما قام به أنبياء الله ورسله (ع).
والحمد لله وحده
0
اللهم صل على محمد وآل محمد وسلم تسليما
إسلاميون بين الاستضعاف والطغيان
عندما تظهر أقلية في بلد ما وتبدأ في النمو يصبح موضوعها مما يؤرق ويثير حفيظة المسؤولين وخصوصا إذا ما كانت وعاءا لأفكار مختلفة, فتشن عليها حملات مضادة إلى أن يتم القضاء عليها و تعمل جاهدة لتشويه مبادئها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقد عرف التأريخ العديد من هكذا مظاهر , فنجد أن العرب الذين لم يؤمنوا بدعوة محمد ص حاولوا تشويه صورته وبالتالي تشويه ما يدعوهم إليه …وهو أيضا حال اليوم حيث يقوم الأمريكيون الأوروبيون وغيرهم بنشر الأكاذيب بل وطرح مبادئ الإسلام بشكل مخالف للحقيقة.
الأقليات المسلمة بالفعل مستضعفة وتعاني من الظلم الذي يتمثل في انعدام المساجد أو قلتها والصعوبة التي يجدونها في إحياء أعيادهم واحترام مقدساتهم كشخص الرسول الأعظم ص والقرآن الكريم ناهيك عن انتهاك حقوقهم كمواطنين , وبطبيعة الحال هذا واقع يرفضه كل حر , إذ لكل شخص الحرية في اعتقاد ما يراه صائبا بغض النظر عن هذا الاعتقاد , أليست هذه المجتمعات ممن يدافع عن الحرية حرية التعبير و الانتماء والفكر ؟!, نعم هذه الحرية تكون مقيدة ببعض الشروط لكي تتوفر ظروف العيش السلمي. ! أم أن هذه الحرية المزعومة والمنادى بها من المنابر الغربية تشمل كل شيء إلا حرية الانتماء إلى الدين الإسلامي ؟!
والحقيقة أن هذا الظلم ناتج عن استضعاف المسلمين لأنفسهم وعن ضعف إيمانهم وعن انشقاقهم واختلافهم مقابل اجتماع غيرهم وتآلفهم لاشتراك مصالحهم الدنيوية , لكن ماذا عن الإسلاميين؟ كيف تكون معاملتهم لمخالفيهم سواء في الدين أو العقيدة إذا ما كانوا هم الأقوى؟ نحن لا نقصد الإسلام فهو دين كامل وعادل لأقصى الحدود , بل نتكلم عمن ينتمون لهذا الدين والمفروض أنهم مرآة تحكي مضامينه. وقد سطر المؤرخون العديد من الشبهات أو الحقائق حول الإسلاميين خصوصا التي أشارت إلى فتوحات الأمويين وسياسات العباسيين وقبلها البلايا التي شملت حتى الصحابة الأوائل من حروب وقتل واغتيالات , وقد عرفت تلك الفترة إجحافا لحقوق الأقليات المستضعفة وإفراطا في استخدام القوة والسلطة. اليوم أيضا لازلنا نرى هذه الأمور تتمثل في سحق الإسلاميين بعضهم لبعض سواء منهم من انتمى لمذهب واحد أو من اختلفوا في المذهب , فالحكومات العربية وغيرها ممن يدعون الإسلام تمارس أبشع مظاهر الاضطهاد تجاه شعوبها وهذا ما نجده في مصر وتونس والمغرب والسعودية والعراق بل وفي كل بلد , حتى المجتمع الفلسطيني الذي يقع تحت وطأة الاحتلال والذي يتكون في غالبيته من حركتين مقاومتين نجد أنهما تمارسان سياسات الظلم على بعضهما البعض إحداهما في الضفة الغربية والأخرى في قطاع غزة بالرغم من أن الأخيرة هي فقط من تعلن خلفيتها الإسلامية … أما المجتمع العراقي فقد أصبح ساحة واسعة لابتكار أساليب جديدة لهذه السياسات وربما أصبحت نموذجا تقتدي بها بقية الدول وتهتم بدراستها وتبنيها في وقت لاحق لما فيها من القسوة والدقة في بلوغ الهدف بشكل أسرع !! فكل جماعة معارضة تتعرض للتفتيت والتدمير دونما إعطائها فرصة للتعريف بنفسها أو حتى ذكر أو طرح الإصلاحات التي تقترحها , سواء كانت إصلاحات دينية أو دنيوية , لا مجال للنقاش والحوار !! ما يهم هو إزاحتها من الساحة …ونشر الإشاعات والشبهات حولها لكي ينفر الناس منها…
كل الحكومات الإسلامية تحتاج للتغيير والمجتمعات تعلم هي الأخرى أن التغيير من الأولويات , لكن عندما يظهر مصلح منقذ لهم مما هم فيه , تجد أن لهم قابلية لإتباع ظالميهم وليس إتباع منقذهم , ولو تمعنت هذه المجتمعات ولو قليلا وتساءلت : لما يجازف هذا المنقذ بنفسه وحياته بمعارضة الحكومة وهو لا يريد شيئا إلا الإصلاح !! , أ ليست هذه المجازفة من أجل صلاحهم؟ !! والمستغرب هو قابلية المجتمعات لتلقي الأحكام والآراء المسبقة التي تنسف كل محاولات التغيير دون بدل جهد في التحقق من الإشاعات أو الإطلاع على المضامين بشكل مباشر ودقيق علما أن الجميع يردد ))إننا نعيش في زمن كل حلقاته مصنوعة ومفبركة((. فعلى كل إنسان طالب للحق أن يكون مسؤولا بخصوص قراراته, وأن يتحقق ويطلع بنفسه على ما يدعوه إليه هذا المصلح فإن وجد فيه ما يخالف كتاب الله أو سنة رسول الله ص أو الفطرة السليمة في شيء فله أن يعرض عنه ونحن نقول كتاب الله وسنة رسوله ص والفطرة السليمة وليس ما اختلط بالأكاذيب وما مزج بالشهوات وضاع فيه الحق بين الباطل, أما الشائعات والتهم فيجب الاحتياط منها إذ أن عليا ابن أبي طالب عليه السلام وما أدرانا ما علي عليه السلام لقي من القوم ما لقي حتى أصبحوا يقولون بصدر رحب " أو علي يصلي؟ ", مما يعني أنه لا مجال لإتباع رأي من هب ودب, بل بمجرد إطلالة أولى على آرائهم ستجد أنها متفرقة و لا تجتمع على رأي واحد مما يدل على بطلانها كلها أو جلها على الأقل, بل من الممكن أن تجد أن سيرتهم لا تؤهلهم لكي يصدروا مثل هذه الآراء وهم ممن ارتضوا تلك الظروف المهينة وإلا لما كانت الحاجة للإصلاح بتاتا, ومن ثم يتوجب على طالب الحق أن يسعى إلى إنجاح هذا الإصلاح ولو على المستوى الفكري بأن يزيح عن الناس ما تضعه الحكومات من غطاءات وهمية وأن يوصل إليهم الحقيقة كما هي وليس كما تصورها وسائل الإعلام المخادعة…. يبدأ بوسطه ومحيطه في فكر إصلاحي ولو على مدى بعيد ثم ينتقل إلى الأبعد ثم الأبعد وليس لأحد أن يقول أن لا قدرة له إذ القدرة بيد الواحد القادر يرزقها من يشاء.
وعلى ضوء ما تقدم ستكون هنالك نتيجة حتمية يجب أن لا نغفلها أو نتغافل عنها مع أولئك المضلين الذين لا يريدون سماع الكلمة الطيبة ولا يريدون البحث بموضوعية عن الحق ويريدون تشويهه ونشر مسخ شيطاني على هذه الأرض وإضلال الناس وحرف الناس ليكونوا أتباعا لإبليس لعنه الله, أقول إن النتيجة الحتمية مع أولئك هي الصدام الذي لا مفر منه ولا سبيل لتجنبه لأنه يكون عندها الطريق الوحيد لنشر الحضارة الإلهية على هذه الأرض ، وهذا ما قام به أنبياء الله ورسله (ع).
والحمد لله وحده
0