يبدو أن مرجعية السيستاني بدأت تشعر بقلق متعاظم بأن الأفق الفكري الجديد لم يعد مناسباً لحياة الخفافيش. فالعراقيون الذين كان يمكن إقناعهم ببساطة ساذجة أن المرجع العاطل عن العمل، والكلام بطبيعة الحال، يعيش حالة من التقية المكثفة تمنعه من ممارسه الدور المنوط به، لم يعودوا مستعدين للوقوع في شرك الخدعة القديمة مرة أخرى، فالزمن قد تغير والمرجع باتت أخباره تتناقلها القنوات الفضائية، وأصبح سردابه خاناً معتاداً لقيلولة السياسيين بكافة ألوانهم.
إذن سقط المبرر القديم التافه، ولابد لمرجعية عاجزة على مستوى الفكر والضمير عن تلبية متطلبات موقعها من اللجوء إلى وسائل أخرى ترمم من خلالها الصورة العتيقة المتصدعة.
في الخلفية طبعاً خيبة مريرة لا يستطيع المواطن العراقي ولا تستطيع المرجعية أن تتجاوزها بنفس السهولة السابقة، فالرهان الذي قامرت المرجعية عليه ببياض لحاها اتضح إنه رهان فاشل، والأيدي التي أُريد للعراقيين أن يتصوروها متوضئة تورطت بالكثير من السرقات المكشوفة، إذن سقط رهان المرجعية وانكشفت العورة التي طالما أُخفيت بورقة التقية.
هنا لابد من ملامسة غيمة الظنون والشكوك التي بدأت تتجمع في الوعي الشعبي، في محاولة لاستمطارها قبل الأوان، وتفريغها من مخزوناتها المرعبة.
وفعلاً بدأ مسلسل الانسحابات السيستانية وإعلان البراءات المتكررة من ثلة اللصوص المتوضئين بنفط العراق.
ولكن الصورة المتصدعة تحتاج لمزيد من الترميم، عسى أن يفلح العطار في إصلاح ما أفسده الدهر الأمريكي الفاضح.
التركيز هذه المرة إذن لابد أن ينصب على صورة المرجع. وحيث إن المرجع لا يملك رصيداً مناقبياً، فسيتم استبدال الواقع بالإسطورة، وهنا تلعب اللغة المخاتلة دورها الإيهامي المريع.
سيتم تلفيق واقع لغوي مقدس يتكفل ردم بقعة الضوء الخطيرة التي انفتحت في الوعي العراقي، أ ليس هذا إذن ما تفعله المقالات التي يدبج خرافاتها المرتبكة بعض كتاب عرائض السيستانية في موقع (الملف برس) ؟
وإذا كان كتاب عرائض السيستانية يراهنون كثيراً على قدرتهم على إخفاء الحقائق عن الناس، ويراهنون بمستوى معتد به على حساسية بعض الأنوف من مثيري روائح المرجعيات المقدسة النتنة، فسيكون من المناسب إثبات العكس.
قد لا يعلم الكثيرون أن السيستاني لم في يوم من الأيام شيئاً على الإطلاق، فعلى النقيض مما يزعمه كتاب عرائض السيستانية لم يكن اسم السيستاني مطروحاً في القائمة التي أعدت لكبار العلماء المعروفين في الوسط الحوزوي المؤهلين لمنصب المرجع الأعلى، ولم يكن يحوز على أدنى شروط المرجعية المقررة في التقليد الحوزوي، فالرجل – الشبح لم يكن من أصحاب الكتب أو الدروس.
بل كان على رأس القائمة رجل يدعى السيد محمد الروحاني وهو من طلبة السيد الخوئي، والرجل إيراني، وكان معداً له أن يدخل العراق عن طريق الكويت أو لندن ولكن الحكومة الإيرانية منعته من السفر بذريعة أنه تحت الإقامة الجبرية، كما إن الخوئي ومدرسته لم تكن تلقى ترحيباً في إيران بحكم عدم إيمانها بولاية الفقيه.
إذن مُنع السيد محمد الروحاني من التوجه للنجف على الرغم من كونه أحد أكبر تلامذة الخوئي، والمرشح الأول لخلافة الخوئي على كرسي المرجعية.
وعلى الرغم من محاولة نجل السيد الخوئي محمد تقي عقد صفقة ما لجلب السيد الروحاني إلا أن جهوده باءت بالفشل فتمت مفاتحة السيد السبزواري بقبول كرسي المرجعية وكان العرض يتلخص بتخصيص حصة من أموال المرجعية لمحمد تقي، بل أن تبقى إدارة هذه الأموال الضخمة بيده، ولكن السيد السبزواري المعروف بتدينه رفض العرض، وكان يطالب محمد تقي الخوئي بإعادة كل الأموال ووضعها تحت تصرف المرجعية بدعوى أن الأموال هي لمنصب نائب الإمام، أي المرجع، كما يزعمون.
بعد رفض السيد السبزواري تمت مفاتحة الشيخ الغروي – اغتالته مخابرات صدام لاحقاً – وكان موقفه شبيهاً بموقف السيد الخوئي، بل إن الشيخ الغروي كان ناقماً أساساً على سلوكيات مرجعية السيد الخوئي، واحتد الكلام بينه وبين محمد تقي فما كان من هذا الأخير إلا أن صفع وجه الشيخ بمداسه.
أخيراً كان السيستاني الرجل الذي يمكن صناعته ولو على عجالة لسد الفراغ. وحيث إن هذا الشبح الغريب - الذي دخل العراق في منتصف الثمانينات من طريق الكويت وهو يرتدي بنطلوناً وقميصاً – لا يملك علماً وليس من أصحاب الدروس ولا يملك أي شيء يمكن أن يؤهله لكرسي المرجعية، (إذ معروف بينهم أن يكون لدى من يعتلي منصب المرجعية بحوث في الفقه والأصول والرجال حتى لو كانت رسائل، أي بحوث فقهية أو أصولية والسيستاني خال من ذلك كله )، كما قال أحد العارفين بالشأن الحوزوي.
أقول لكل ذلك تم عمل درس له، وكان من جملة من حضر درسه شخص يدعى منير الخباز، وهو معروف الآن في أوساط الحوزويين، فقد قام هذا الشخص بتقرير درس السيستاني في النجف في أوائل التسعينيات ، فكان كتاب ( الرافد في أصول الفقه ) الكتاب الذي مثل جواز مرور السيستاني لعرش المرجعية.
ولابد أن يعلم القارئ أن هذا الكتاب، لم يخرج إلا بعد التصحيح والترقيع الذي قام به السيد منير.
يقول السيد منير عن هذا الكتاب حسب ما نقل عنه بعض من التقى به من طلبة الحوزة: ( لو كان هذا الكتاب جيداً في مضامينه لطبلوا له ولكن وحيث انه ضعيف في مستواه العلمي جدا نسبوه لي. مع إني تعبت كثيرا في إخراجه بأفضل صورة ممكنة ) ؟!
إذن تمت موافقة السيستاني على عرض محمد تقي بل وجد غنيمته في ذلك بعد أن لم يكن شيئاً على الإطلاق، وهذا أمر تعرفه كل الحوزة .
إن فراغ السيستاني وجهله بما يسمونه العلوم الحوزوية كان العلة وراء تحدي الصدر الثاني له، فالرجل الذي يعرف المؤامرة التي دبرها ابن الخوئي أراد أن يحرج السيستاني الذي يعلم تماما مستواه العلمي.
بعد أن استتب الأمر للسيستاني وتم له اعتلاء الهرم الحوزوي قطع درسه الفضيحة خلافاً للمتعارف في نظام الحوزات، فالمعروف بينهم – وهذا تقليد قديم - إن من يعتلي هرم الحوزة لابد أن يقوم بتدريس أكثر من دورة أصوليه وفقهية أو لا اقل دورة فقهية أو أصولية. والدورة الواحدة فقهية كانت أو أصوليه تستغرق سنين أقلها سبع سنين أو اقل من ذلك بقليل
ويقوم كبار تلامذتهم بتدوينها وإخراجها للوسط العلمي ومن خلاله تستبين القيمة العلمية لملقي البحوث.
أما السيستاني فلم يفعل ذلك كله ، ولم يكن له سوى الرافد كما قلت الذي لم يكن في الحقيقة إلا تبريرا لاعتلائه الهرم المرجعي عبر عملية قام بها محمد تقي الخوئي الذي بقي صاحب النفوذ والكلمة العليا حتى بعد وفاة والده.
هذا هو السيستاني وهذه هي حقيقته، أما الأكاذيب التي يروجها المتنعمين بالأموال التي يغدقها عليهم فلا تخدع سوى تافه مضلل.
إذن سقط المبرر القديم التافه، ولابد لمرجعية عاجزة على مستوى الفكر والضمير عن تلبية متطلبات موقعها من اللجوء إلى وسائل أخرى ترمم من خلالها الصورة العتيقة المتصدعة.
في الخلفية طبعاً خيبة مريرة لا يستطيع المواطن العراقي ولا تستطيع المرجعية أن تتجاوزها بنفس السهولة السابقة، فالرهان الذي قامرت المرجعية عليه ببياض لحاها اتضح إنه رهان فاشل، والأيدي التي أُريد للعراقيين أن يتصوروها متوضئة تورطت بالكثير من السرقات المكشوفة، إذن سقط رهان المرجعية وانكشفت العورة التي طالما أُخفيت بورقة التقية.
هنا لابد من ملامسة غيمة الظنون والشكوك التي بدأت تتجمع في الوعي الشعبي، في محاولة لاستمطارها قبل الأوان، وتفريغها من مخزوناتها المرعبة.
وفعلاً بدأ مسلسل الانسحابات السيستانية وإعلان البراءات المتكررة من ثلة اللصوص المتوضئين بنفط العراق.
ولكن الصورة المتصدعة تحتاج لمزيد من الترميم، عسى أن يفلح العطار في إصلاح ما أفسده الدهر الأمريكي الفاضح.
التركيز هذه المرة إذن لابد أن ينصب على صورة المرجع. وحيث إن المرجع لا يملك رصيداً مناقبياً، فسيتم استبدال الواقع بالإسطورة، وهنا تلعب اللغة المخاتلة دورها الإيهامي المريع.
سيتم تلفيق واقع لغوي مقدس يتكفل ردم بقعة الضوء الخطيرة التي انفتحت في الوعي العراقي، أ ليس هذا إذن ما تفعله المقالات التي يدبج خرافاتها المرتبكة بعض كتاب عرائض السيستانية في موقع (الملف برس) ؟
وإذا كان كتاب عرائض السيستانية يراهنون كثيراً على قدرتهم على إخفاء الحقائق عن الناس، ويراهنون بمستوى معتد به على حساسية بعض الأنوف من مثيري روائح المرجعيات المقدسة النتنة، فسيكون من المناسب إثبات العكس.
قد لا يعلم الكثيرون أن السيستاني لم في يوم من الأيام شيئاً على الإطلاق، فعلى النقيض مما يزعمه كتاب عرائض السيستانية لم يكن اسم السيستاني مطروحاً في القائمة التي أعدت لكبار العلماء المعروفين في الوسط الحوزوي المؤهلين لمنصب المرجع الأعلى، ولم يكن يحوز على أدنى شروط المرجعية المقررة في التقليد الحوزوي، فالرجل – الشبح لم يكن من أصحاب الكتب أو الدروس.
بل كان على رأس القائمة رجل يدعى السيد محمد الروحاني وهو من طلبة السيد الخوئي، والرجل إيراني، وكان معداً له أن يدخل العراق عن طريق الكويت أو لندن ولكن الحكومة الإيرانية منعته من السفر بذريعة أنه تحت الإقامة الجبرية، كما إن الخوئي ومدرسته لم تكن تلقى ترحيباً في إيران بحكم عدم إيمانها بولاية الفقيه.
إذن مُنع السيد محمد الروحاني من التوجه للنجف على الرغم من كونه أحد أكبر تلامذة الخوئي، والمرشح الأول لخلافة الخوئي على كرسي المرجعية.
وعلى الرغم من محاولة نجل السيد الخوئي محمد تقي عقد صفقة ما لجلب السيد الروحاني إلا أن جهوده باءت بالفشل فتمت مفاتحة السيد السبزواري بقبول كرسي المرجعية وكان العرض يتلخص بتخصيص حصة من أموال المرجعية لمحمد تقي، بل أن تبقى إدارة هذه الأموال الضخمة بيده، ولكن السيد السبزواري المعروف بتدينه رفض العرض، وكان يطالب محمد تقي الخوئي بإعادة كل الأموال ووضعها تحت تصرف المرجعية بدعوى أن الأموال هي لمنصب نائب الإمام، أي المرجع، كما يزعمون.
بعد رفض السيد السبزواري تمت مفاتحة الشيخ الغروي – اغتالته مخابرات صدام لاحقاً – وكان موقفه شبيهاً بموقف السيد الخوئي، بل إن الشيخ الغروي كان ناقماً أساساً على سلوكيات مرجعية السيد الخوئي، واحتد الكلام بينه وبين محمد تقي فما كان من هذا الأخير إلا أن صفع وجه الشيخ بمداسه.
أخيراً كان السيستاني الرجل الذي يمكن صناعته ولو على عجالة لسد الفراغ. وحيث إن هذا الشبح الغريب - الذي دخل العراق في منتصف الثمانينات من طريق الكويت وهو يرتدي بنطلوناً وقميصاً – لا يملك علماً وليس من أصحاب الدروس ولا يملك أي شيء يمكن أن يؤهله لكرسي المرجعية، (إذ معروف بينهم أن يكون لدى من يعتلي منصب المرجعية بحوث في الفقه والأصول والرجال حتى لو كانت رسائل، أي بحوث فقهية أو أصولية والسيستاني خال من ذلك كله )، كما قال أحد العارفين بالشأن الحوزوي.
أقول لكل ذلك تم عمل درس له، وكان من جملة من حضر درسه شخص يدعى منير الخباز، وهو معروف الآن في أوساط الحوزويين، فقد قام هذا الشخص بتقرير درس السيستاني في النجف في أوائل التسعينيات ، فكان كتاب ( الرافد في أصول الفقه ) الكتاب الذي مثل جواز مرور السيستاني لعرش المرجعية.
ولابد أن يعلم القارئ أن هذا الكتاب، لم يخرج إلا بعد التصحيح والترقيع الذي قام به السيد منير.
يقول السيد منير عن هذا الكتاب حسب ما نقل عنه بعض من التقى به من طلبة الحوزة: ( لو كان هذا الكتاب جيداً في مضامينه لطبلوا له ولكن وحيث انه ضعيف في مستواه العلمي جدا نسبوه لي. مع إني تعبت كثيرا في إخراجه بأفضل صورة ممكنة ) ؟!
إذن تمت موافقة السيستاني على عرض محمد تقي بل وجد غنيمته في ذلك بعد أن لم يكن شيئاً على الإطلاق، وهذا أمر تعرفه كل الحوزة .
إن فراغ السيستاني وجهله بما يسمونه العلوم الحوزوية كان العلة وراء تحدي الصدر الثاني له، فالرجل الذي يعرف المؤامرة التي دبرها ابن الخوئي أراد أن يحرج السيستاني الذي يعلم تماما مستواه العلمي.
بعد أن استتب الأمر للسيستاني وتم له اعتلاء الهرم الحوزوي قطع درسه الفضيحة خلافاً للمتعارف في نظام الحوزات، فالمعروف بينهم – وهذا تقليد قديم - إن من يعتلي هرم الحوزة لابد أن يقوم بتدريس أكثر من دورة أصوليه وفقهية أو لا اقل دورة فقهية أو أصولية. والدورة الواحدة فقهية كانت أو أصوليه تستغرق سنين أقلها سبع سنين أو اقل من ذلك بقليل
ويقوم كبار تلامذتهم بتدوينها وإخراجها للوسط العلمي ومن خلاله تستبين القيمة العلمية لملقي البحوث.
أما السيستاني فلم يفعل ذلك كله ، ولم يكن له سوى الرافد كما قلت الذي لم يكن في الحقيقة إلا تبريرا لاعتلائه الهرم المرجعي عبر عملية قام بها محمد تقي الخوئي الذي بقي صاحب النفوذ والكلمة العليا حتى بعد وفاة والده.
هذا هو السيستاني وهذه هي حقيقته، أما الأكاذيب التي يروجها المتنعمين بالأموال التي يغدقها عليهم فلا تخدع سوى تافه مضلل.
تعليق