]سرك في بير ..
حدثني احد أقربائي وهو رجل كبير السن قد لوحت وجهه الشمس وبدا محياه صفحة من تجاعيد تقرا فيها تعب السنين وآلام الحياة وأنت تتأمله مشفقا ..
قال .. قررت يوما الذهاب إلى النجف في زمن الطاغية لعلي أحظى بمقابلة السيستاني فقد فقدت ولدي وفلذة كبدي في أحداث عام 1991 أثناء الانتفاضة .. كنت اشعر بضيق صدري واحتباس ما الم بي في داخلي لعلي أفضفض ما يتقلقل في لساني وأبث ما يتأجج في فؤادي المفجوع لعل السيد يسمع مني فيخفف عني أو يعينني بحكمة ما أو يقودني إلى حل ما .. فذهبت وأنا أتحسس طريقي خائفا من ان تلاحقني عيون السلطة .. وعندما وصلت إلى برانيه صدمت بمن يمنعني ويدفعني وبعد شد وجذب خرج لي ابنه محمد رضا ليقول إن والدنا السيد مريض ولا يستطيع أن يقابل احد فقلت له ولكنني جئت من محافظة بعيدة وأريد مقابلته فلم يعر لي اهتماما وتركني وذهب ثم جاءني معمم آخر فكلمته وطلبت منه مساعدتي في الدخول إلى السيد لكنه رفض قائلا السيد لا يستطيع مقابلة احد فازداد غضبي فقلت بصوت مرتفع قليلا ( أشبيه السيد ما يقابل احد هل لديه قرنان تحت عمامته ) . فغضب الرجل ونظر لي شزرا كأنه يريد أن ينقض علي , قال غاضبا ماذا تريد من السيد قلت له بصوت خافت وقد قربت فمي من إذنيه أنا لي ولد فقدته في الانتفاضة الشعبانية منذ سنوات فقال يا رجل اسكت هل تريد أن تعدمنا اذهب من هنا فما أسرع ما خرجت وأنا في غاية الضيق والغضب وما أسرع ما أحاطتني سيارة مضللة لتأخذني في مكان رطب مكثت فيه أكثر من ثلاثة أيام تعرضت فيها للتعذيب والمسائلة والاستجواب وعن سبب مجيئي إلى براني السيد ولكنني أنكرت بشدة وقلت بإصرار إنني جئت ادفع الحقوق ليس إلا ..
على أية حال أضاف الشيخ العجوز بعد سنة أو أكثر التقيت بأحد أقربائنا وهو الضابط ( فلان ) وكان يعمل في امن النجف فاجئني بأنه كان يعرف قصة ذهابي إلى براني السيستاني وخبر اعتقالي ولكنه فاجئني أكثر عندما قال لي هل تصدق إن محمد رضا ابن السيستاني اتصل بنا هاتفيا بمجرد أن خرجت من البراني قائلا دخل علينا رجل مسن لديه احد أبنائه ( غوغائي ) !! ومواصفاته كذا وكذا .. كان من المفترض أن تمكث في السجن مدة أطول ولكنني خففت عنك كثيرا وغيرت القضية برمتها لعدم اكتمال الأدلة وطبعا لم أدلي عنك بأية معلومات ولم اخبر أحدا انك من معارفنا والى هنا أضاف ضابط الأمن ارجوا أن يكون هذا السر في بير .. فلما وصل الرجل إلى هذه العبارة ضحك كثيرا فقاطعته قائلا ولكني أيضا أريد أن اعرف ماذا كنت تقصد بقولك ( هل السيد لديه قرنان في عمامته ) .. ضحك الرجل هذه المرة أكثر وقال تلك قصة أخرى ..
وأنا بدوري سأرويها لكم في الجزء الثاني القادم ..
حدثني احد أقربائي وهو رجل كبير السن قد لوحت وجهه الشمس وبدا محياه صفحة من تجاعيد تقرا فيها تعب السنين وآلام الحياة وأنت تتأمله مشفقا ..
قال .. قررت يوما الذهاب إلى النجف في زمن الطاغية لعلي أحظى بمقابلة السيستاني فقد فقدت ولدي وفلذة كبدي في أحداث عام 1991 أثناء الانتفاضة .. كنت اشعر بضيق صدري واحتباس ما الم بي في داخلي لعلي أفضفض ما يتقلقل في لساني وأبث ما يتأجج في فؤادي المفجوع لعل السيد يسمع مني فيخفف عني أو يعينني بحكمة ما أو يقودني إلى حل ما .. فذهبت وأنا أتحسس طريقي خائفا من ان تلاحقني عيون السلطة .. وعندما وصلت إلى برانيه صدمت بمن يمنعني ويدفعني وبعد شد وجذب خرج لي ابنه محمد رضا ليقول إن والدنا السيد مريض ولا يستطيع أن يقابل احد فقلت له ولكنني جئت من محافظة بعيدة وأريد مقابلته فلم يعر لي اهتماما وتركني وذهب ثم جاءني معمم آخر فكلمته وطلبت منه مساعدتي في الدخول إلى السيد لكنه رفض قائلا السيد لا يستطيع مقابلة احد فازداد غضبي فقلت بصوت مرتفع قليلا ( أشبيه السيد ما يقابل احد هل لديه قرنان تحت عمامته ) . فغضب الرجل ونظر لي شزرا كأنه يريد أن ينقض علي , قال غاضبا ماذا تريد من السيد قلت له بصوت خافت وقد قربت فمي من إذنيه أنا لي ولد فقدته في الانتفاضة الشعبانية منذ سنوات فقال يا رجل اسكت هل تريد أن تعدمنا اذهب من هنا فما أسرع ما خرجت وأنا في غاية الضيق والغضب وما أسرع ما أحاطتني سيارة مضللة لتأخذني في مكان رطب مكثت فيه أكثر من ثلاثة أيام تعرضت فيها للتعذيب والمسائلة والاستجواب وعن سبب مجيئي إلى براني السيد ولكنني أنكرت بشدة وقلت بإصرار إنني جئت ادفع الحقوق ليس إلا ..
على أية حال أضاف الشيخ العجوز بعد سنة أو أكثر التقيت بأحد أقربائنا وهو الضابط ( فلان ) وكان يعمل في امن النجف فاجئني بأنه كان يعرف قصة ذهابي إلى براني السيستاني وخبر اعتقالي ولكنه فاجئني أكثر عندما قال لي هل تصدق إن محمد رضا ابن السيستاني اتصل بنا هاتفيا بمجرد أن خرجت من البراني قائلا دخل علينا رجل مسن لديه احد أبنائه ( غوغائي ) !! ومواصفاته كذا وكذا .. كان من المفترض أن تمكث في السجن مدة أطول ولكنني خففت عنك كثيرا وغيرت القضية برمتها لعدم اكتمال الأدلة وطبعا لم أدلي عنك بأية معلومات ولم اخبر أحدا انك من معارفنا والى هنا أضاف ضابط الأمن ارجوا أن يكون هذا السر في بير .. فلما وصل الرجل إلى هذه العبارة ضحك كثيرا فقاطعته قائلا ولكني أيضا أريد أن اعرف ماذا كنت تقصد بقولك ( هل السيد لديه قرنان في عمامته ) .. ضحك الرجل هذه المرة أكثر وقال تلك قصة أخرى ..
وأنا بدوري سأرويها لكم في الجزء الثاني القادم ..
تعليق