((واشنطن تعلن مؤازرتها لسيئول وبيونغ يانغ تهدد بفتح النار))
شبكة النبأ: بوتيرة متسارعة باتت أزمة البارجة الكورية الجنوبية تتفاقم على اثر اتهام الأخيرة لجارتها الشمالية بإغراقها، وما ترتب على ذلك الاتهام من تداعيات سريعة ابتدأت بفرض كوريا الجنوبية عقوبات سريعة متوعدة في الوقت ذاته بيونغ يانغ بدفع ثمن باهظ.
وخلصت تحقيقات دولية مشتركة، أعلنت عنها سيؤول، إلى أن طوربيداً أطلقته كوريا الشمالية وراء الغرق المفاجئ للمدمرة البحرية. واستبقت سيؤول الإعلان بالتأكيد على تبنيها لتدابير صارمة تجاه الشطر الشمالي.
ويرى محللون ان انفجار أي نزاع حربي في هذه المنطقة قد يؤدي الى اندلاع حرب نووية محتملة، خصوصا ان النظام المهترىء في كوريا الشمالية يعيش اوضاعا سيئة والبلاد تجتاحها ازمات من الفقر والمجاعة.
ثمن اغراق البارجة
فقد وعد الرئيس الكوري الجنوبي بان يجعل كوريا الشمالية "تدفع ثمن" اغراق البارجة تشيونان، وطلب خصوصا من مجلس الامن الدولي فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ وعلق المبادلات التجارية معها.
وهدد لي ميونغ باك في خطاب تلفزيوني طغت عليه الحدة، الشمال برد عسكري فوري اذا وقع اي عدوان جديد.
وقال لي ان "كوريا (الجنوبية) لن تقبل بعد الآن باي عمل استفزازي من الشمال وستبقي على مبدأ الردع الاستباقي".
واضاف "اذا انتهكت مياهنا الاقليمية ومجالنا الجوي او ارضنا فسنلجأ على الفور الى حقنا في الدفاع عن انفسنا".
وكان وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ اعلن ان سيول ستجعل كوريا الشمالية "تدفع ثمن" غرق البارجة الذي اسفر عن سقوط 46 قتيلا.
وجاءت تصريحات الوزير الكوري الجنوبي بعدما خلصت لجنة تحقيق دولية برئاسة كوريا الجنوبية الى وجود ادلة تثبت بان طوربيدا كوريا شماليا ادى الى انشطار البارجة البالغة زنتها 1200 طن في 26 اذار/مارس في البحر الاصفر. بحسب فرانس برس.
وفي خطاب حازم جدا، اعلن لي ايضا عن تعزيز "كبير" في الوسائل الدفاعية الكورية الجنوبية.
وقال ان الجنوب تساهل في الماضي مع "وحشية" الشمال، مشيرا الى تفجير استهدف الرئيس الكوري الجنوبي في بورما وآخر ضد طائرة بوينغ تابعة لشركة الطيران الكورية في 1987.
واضاف "لكن الامور تغيرت الآن وستدفع كوريا الشمالية الثمن بحجم اعمالها الاستفزازية".
وطالب بيونغ يانغ باعتذارات فورية وبمعاقبة المسؤولين عن الهجوم على البارجة التي تزن 1200 طن وغرقت قبالة سواحل جزيرة بينيونغ.
كوريا الشمالية في حالة تأهب
من جهة أخرى قال منشقون كوريون شماليون ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل وضع جيشه في حالة تأهب في وقت هددت سيول بيونغ يانغ بجعلها "تدفع ثمن" غرق البارجة الكورية الجنوبية الذي حملتها مسؤوليته.
وقالت مجموعة "التضامن الثقافي الكوري الشمالي" وهي مجموعة من المنشقين الكوريين الشماليين تتخذ من كوريا الجنوبية مقرا لها ان الامر صدر في اليوم الذي ظهرت فيه نتائج تحقيق دولي اتهمت كوريا الشمالية باطلاق طوربيد على البارجة شيونان والتسبب بغرقها. وقالت اجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية انها تحقق في هذه المعلومات.
وبحسب مجموعة المنشقين فان نائب الوزير الكوري الشمالي المكلف الدفاع الوطني او كوك-ريول اعلن للاذاعة ان كيم جونغ ايل وضع الجيش في حالة تأهب.
وقال نائب الوزير بحسب مصادر هذه المجموعة ان "اميركا وكوريا الجنوبية تسعيان للانتقام عبر اقحامنا في حادث شيونان. انها مؤامرة بين اميركا واليابان وكوريا الجنوبية لعزلنا وقتلنا".
واضاف المصدر نفسه ان الحزب الوحيد في السلطة "حزب العمال الكوريين" اصدر امرا للمنظمات الاهلية التي وضعت في حال تاهب ايضا لتنظيم تظاهرات ضخمة تحت شعار "الثأر بالثأر والحرب بالحرب". كما تلقى عناصر الامن وقوات الاحتياط الامر بارتداء بدلاتهم.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن انه يتوقع "ردا سريعا" من مجلس الامن الدولي على حادث نسف بارجة كورية جنوبية الذي نسب الى كوريا الشمالية، معربا عن الامل في ان يساعد ذلك على انطلاق المباحثات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي.
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي "انا على ثقة في ان المجلس الذي يتحمل مسؤولياته في مجال حفظ السلام والامن الدوليين، سيتخذ الاجراءات المناسبة حيال خطورة الوضع". واضاف "آمل ايضا ان يسهم رد سريع من المجلس في استئناف المحادثات السداسية قريبا".
واعلن بان الذي راى ان الادلة التي قدمها التقرير الدولي حول هذا الحادث "دامغة وتدعو الى القلق"، انه "يشاطر كليا" الادانات التي صدرت عن العالم اجمع. وقال ايضا "ان عملا غير مقبول الى هذ الحد من جانب كوريا الشمالية يخالف الجهود الدولية لتشجيع السلام والاستقرار في المنطقة".
وقال الامين العام للامم المتحدة من كوريا الجنوبية، ان الوضع في شبه الجزيرة "يدعو الى القلق الشديد".
واوضح انه "انطلاقا من خطور الوضع في كوريا الشمالية على الصعيد الانساني"، فان الامم المتحدة "ستواصل العمل لصالح الاكثر احتياجا" في هذا البلد.
ورحب في هذا الاطار باعلان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك ان سيول ستواصل ايضا مساعدتها الانسانية الى اطفال الشمال.
وتوعدت كوريا الجنوبية الاثنين بان تجعل بيونغ يانغ "تدفع ثمن" اغراق البارجة شيونان، فطلبت من مجلس الامن الدولي فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ وعلقت المبادلات التجارية معها.
واوضح معهد ابحاث كوري جنوبي ان الاجراءات ستكون لها عواقب كبرى على الاقتصاد الكوري الشمالي المحاصر اذ ستكبده خسائر بقيمة مئات ملايين الدولارات فيما تسجل كوريا الجنوبية فائضا تجاريا مع الشمال بقيمة 333 مليون دولار. وحذر معهد كوريا الانمائي من ان "العقوبات سيكون لها تاثير فادح على حكومة كوريا الشمالية".
واعلن رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك تعليق كل المبادلات التجارية مع الشمال، مع مواصلة المساعدات الانسانية للاطفال والاستمرار بتشغيل مجمع كايسونغ الصناعي الذي تموله سيول في الشمال. كما ستغلق سيول ممرات الملاحة في مياهها الاقليمية امام السفن التجارية الكورية الشمالية.
وخلصت لجنة تحقيق دولية برئاسة كوريا الجنوبية الى وجود ادلة تثبت بان طوربيدا اطلقته غواصة كورية شمالية ادى الى انشطار البارجة البالغة زنتها 1200 طن في 26 اذار/مارس في البحر الاصفر قرب الحدود البحرية مع كوريا الشمالية ما تسبب بمقتل 46 بحارا. ونفت كوريا الشمالية اي مسؤولة عن الحادث واتهمت سيول ب"فبركة" ادلة مؤكدة ان البلدين باتا "على شفير الحرب".
تدريبات العسكرية
على صعيد متصل قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، برايان وايتمان، إن الجيشين سيقومان مستقبلاً بمناورات بحرية مضادة للغواصات، وتدريبات لاعتراض سفن.
ولم يكشف وايتمان عن المزيد من التفاصيل بشأن تلك التدريبات العسكرية المشتركة المعتزمة أو توقيتها، مكتفياً بالإشارة إلى أنها متصلة بغرق المدمرة "تشونان"، التي تتهم كوريا الجنوبية الشطر الشمالي بإغراقها بطوربيد.
وأشار وايتمان إلى أن التدريبات تجري في إطار المبادرة الأمنية لحظر الانتشار النووي، وليست بالجديدة، معتبرا إياها بالفرصة المناسبة لتحسين القدرة على الدفاع، وتمتين قوة الردع للقوات الكورية الجنوبية. بحسب السي. ان. ان.
وجاء الإعلان عن التدريبات العسكرية المشتركة في أعقاب تأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، دعم الولايات االمتحدة لنتائج التحقيقات الدولية التي أجرتها سيؤول حول غرق "تشونان."
ودعت كلينتون نظام كوريا الشمالية الشيوعي للكشف عن الحادث، الذي وصفته بأنه "عمل عدواني"، مؤكدة بأن دعم الولايات المتحدة للدفاع عن كوريا الجنوبية لا لبس فيه"، وأنه ينبغي على بيونغ يانغ "وقف سلوكها العدائي والتهديدي."
ومن جانبه، دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، القيادات العسكرية الأمريكية للعمل إلى جانب القوات الكورية الجنوبية لضمان استعدادها، ولردع أي عدوان من جانب كوريا الشمالية مستقبلاً، وفق بيان من البيت الأبيض.
عقاب كوريا الجنوبية
وفيما يلي بعض الخطوات التي قالت كوريا الجنوبية انها ستتخذها لمحاسبة الشمال وما هددت بيونجيانج بالقيام به ردا على هذا. بحسب رويترز.
وقف التجارة
- ستحظر كوريا الجنوبية كل تجارة السلع. وأظهرت بيانات من كوريا الجنوبية أن جزءا كبيرا من التجارة يتمثل في تجارة المنتجات الزراعية والاسماك التي بلغت قيمتها 286 مليون دولار في أوجها عام 2008 . ولايشمل الحظر شحنات السلع من والى مجمع كايسونج الصناعي الى الشمال من الحدود حيث تستعين الشركات الكورية الجنوبية بالعمالة المحلية الرخيصة في انتاج سلع استهلاكية. وكان ينظر الى مجمع كايسونج ذات يوم على أنه رمز للتعاون الاقتصادي بين الدولتين.
- ستحظر كوريا الجنوبية على مواطنيها السفر الى جارتها الشمالية باستثناء كايسونج وسينخفض عدد عمالها في كايسونج انخفاضا حادا.
- لن يسمح باستثمارات جديدة في كوريا الشمالية.
- تعليق المساعدات الانسانية باستثناء المساعدات المخصصة للاطفال.
- ستمتنع كوريا الجنوبية عن السماح لسفن كوريا الشمالية بالابحار عبر مضيق جيجو بين جنوب البلاد وجزيرة تقع قبالة ساحلها وهو طريق أوفر تكلفة بالنسبة لسفن بيونجيانج. وقال وزير دفاع كوريا الجنوبية ان هناك شكوكا في احتمال استخدام هذه السفن في التجسس.
جيش أقوى
- ستستأنف كوريا الجنوبية بث دعاية مناهضة لجارتها الشمالية عبر مكبرات للصوت موجودة على امتداد الحدود وتهدف الى زعزعة استقرار جيش بيونجيانج. وردت كوريا الشمالية بحساسية على هذه الرسائل الدعائية قبل وقفها منذ ستة أعوام.
- قالت كوريا الجنوبية انها ستلعب دورا نشطا في مبادرة الحد من الانتشار النووي التي تقودها الولايات المتحدة وتهدف الى اعتراض شحنات المواد التي يشتبه بأنها ستستخدم في تصنيع أسلحة نووية وصواريخ. وكانت سول تلعب من قبل دور المراقب.
- ستبدأ كوريا الجنوبية تدريبات على مواجهة الغواصات مع الجيش الامريكي قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية. وتعتقد سول أن غواصة كورية شمالية تسللت الى مياهها في مارس اذار وأطلقت طوربيدا أدى الى غرق طرادها تشيونان.
تعليق