اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
خطبة أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يصف قوم أخر الزمان قال ( عليه السلام ) :
إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة و اتبعوا الشهوات و قلت الأمانات و كثرت الخيانات و شربوا القهوات و استشعروا ( استشرعوا ) شتم الأباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات و جعلوها مجالس الطعامات و أكثروا من السيئات و قللوا من الحسنات و عوصرت السموات ، فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ً و الولد غيضا ً و يكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و اروغ من الثعلب و أطمع من الأشعب و الزق من الجرب ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن حدثتهم كذبوك ، و إن أمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم إغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء ، الفقير بينهم ذليل حقير ، و المؤمن ضعيف صغير ، و العالم عندهم وضيع ، و الفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك و القوي عندهم مالك ، لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ، عندهم الأمانة مغنمة و الزكاة مغرمة ، و يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفوهما و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، و يتعاملون بالسحت و الربا ، و يعار على العلماء و يكثر ما بينهم سفك الدماء و قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرأة بالمرأة و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزهة ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة . و تبطل الأحكام و تحبط الإسلام و تظهر دولة الأشرار و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصايغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعته ، فتقل المكاسب و تضيق المطالب و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد و يقل الرشاد ، فعندها تسود الضمائر و يحكم عليهم سلطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر و قلوبهم أنتن من الجيفة ، فإذا كان كذلك ماتت العلماء و فسدت القلوب و كثرت الذنوب و تهجر المصاحف و تخرب المساجد و تطول الآمال و تقل الأعمار و تبنى الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظائم النازلات ، فعندها لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا تقبل صلاته لأن نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ؟! و كيف يحتال على المسلمين ؟! ، و يطلبون الرياسة للتفاخر و المظالم ، و تضيق على مساجدهم الأماكن ، و يحكم فيهم المتآلف ، و يجور بعضهم بعضا عداوة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المساجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر و يرع القوم سفهاؤهم و يملك المال من لا يملكه كان له باهل لكع من اولاد اللكوع ، و تضع الرؤساء رؤسا لمن لا يستحقها ، و يضيق الذرع و يفسد الزرع و تفشوا البدع و تظهر الفتن ، كلامهم فحش و عملهم وحش و فعلهم خبث ، و هم ظلمة غشمة و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون و قضاتهم بما لا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون ، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع ، و الفقير مهجور و مبغوض و الغني محبوب و مخصوص ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب ، و ينكس الله منهم الرؤوس و يعمي منهم القلوب التي في الصدور ، أكلهم سمان الطيور و الطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير ، يستحلون الربا و الشبهات ، و يتعارضون للشهادات يراءون بالأعمال قصراء الآجال ، لا يمضي عندهم إلا من كان نهاما يجعلون الحلال حراما ، أفعالهم منكرات و قلوبهم مختلفات ، يتدارسون فيما بينهم بالباطل و لا يتناهون عن منكر فعلوه يخاف أخيارهم أشرارهم يتوازرون في غير ذكر الله تعالى ، يهتكون فيما بينهم بالمحارم و لا يتعاطون بل يتدابرون إن رأووا صالحا ً ردوه ، و إن رأووا نهاما ً إستقبلوه ، و من اساءهم يعظموه ، و تكثر أولاد الزنا و الآباء فرحين بما يرون من أولاد القبيح فلا ينهوهم و لا يردونهم عنه ، و يرى الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه ، و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا ً و عرضا ً لم تهمه و لا يسمع ما قيل فيها من الكلام الرديء فذالك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ً ولا عدلا ً، حذارا ً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام و فضيحته بين الأنام ، و يصلى سعيرا ً في يوم القيامة ، و في ذلك يعلنون بشتم الآباء و الأمهات و تذل السادات ، وتعلوا الأنباط و يكثر الإختباط ، فما أقل الإخوة في الله تعالى ، و تقل الدراهم الحلال و ترجع الناس الى شر حال ، فعندها تدور دول الشياطين و تتواثب على أضعف المساكين ، و ثوب الفهد إلى فريسته و يشح الغني بما في يديه ، و يبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل للفقير و ما يحل به من الخسران و الذل و الهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهله ، و سيطلبون مالا ً يحل لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير ، و في آخرها السفياني و الشامي و أنتم سبع طبقات فالطبقة الأولى أهل تنكيل و قسوة إلى السبعين ( سنة ) من الهجرة . و الطبقة الثانية أهل تبادل و تعاطف إلى المائتين و ثلاثين سنة من الهجرة . و الطبقة الثالثة أهل تزاور و تقاطع إلى الخمس مائة و خمسون سنة من الهجرة . و الطبقة الرابعة أهل تكالب و تحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة . و الطبقة الخامسة أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة . و الطبقة السادسة أهل الهرج و المرج و تكالب الأعداء و ظهور أهل الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة . و الطبقة السابعة فهم أهل حيل و غدر و حرب و مكر و خدع و فسوق و تدابر و تقاطع و تباغض و الملاهي العظام و المغاني الحرام و الأمور المشكلات في إرتكاب الشهوات ، و خراب المدائن و الدور ، و إنهدام العمارات و القصور ، و فيها يظهر الملعون من وادي الميشوم ( المشؤوم ) ،
و فيها إنكشاف الستر و البروج و هي على ذلك إلى أن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله و سلامه عليه .
نسالكم الدعاء
تعليق