وها هنا احتمالان وكلاهما وارد ، وسنقوم بمناقشة كل منهما :
الاحتمال الاول: ان تكون المرجعية التدوينية مذخورة للامام المهدي( ) لغرض التعجيز . فمن المعلوم ان المعجز انما يأتي به صاحب الدعوى الالهية كالنبي او وصيه من باب اقامة الحجة في مقام التحدي ، ويلحظ في هذا المعجز - غالباً - السمة السائدة في كل عصر ، بمعنى انه يكون من جنس ما يتفوق به اهل كل عصر . فعلى سبيل المثال ، فقد كانت السمة السائدة في عصر موسى هي السحر ، فجاءت العصى آية لله تعالى على يد نبيه ( ) لتعجيز السحرة ، وهي من جنس ما كانوا يتعاطوه : ( العصي والحبال وما أشبه ) . والسمة السائدة على عهد عيسى ( ) كانت الطب ، وقد أعطي عيسى ( ) آية عجزت أطباء عصره ، كشفاء الاكم والابرص واحياء الموتى بأذن الله ، وهي من جنس ما كان يتعاطاه اولئك الاطباء شفاء الامراض المستعصية ) . والسمة السائدة في عصر النبي محمد ( ) هي الفصاحة ، وقد جاء القراة الكريم آية لله( ) عجزت فصحاء العرب ، وهي من جنسما كانوا يتعاطوه هؤلاء : ( الكلام ) .
وقد وردت العديد من الروايات لتأييد هذا الاحتمال ، منها مثلاً : ما روي عن الصادق ( ) ( العلم سبعة وعشرون حرفاً ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان . فلم يعلم الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فاذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً ، فبثها في الناس .وضم اليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً )) القطب الراوندي ، الخرائج والجرائح ص218 .
وروي عن الباقر ( ) انه قال : (( يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنة جديدة ، وقضاء جديد ..)) الغيبة للنعماني ص233 ب13 ح19 .
وعن ابي عبد الله ( ) قال ( اذا قام القائم جاء بأمر غير الذي كان )) المجلسي ، بحار لانوار ج52 ص332 .
الاحتمال الثاني : ان تكون المرجعية التدونية ( الجفر ، الجامعة ، مصحف فاطمة ...) مذخورة للامام المهدي ( ) بهدف المحاججة مع علماء عصره من خاصة قومه ، فمن الممكن ان يتطرق الشك الى بعض العلماء حينذاك بصدد شخصية الامام المهدي او بصدد ما يقوم به من اعمال ، ومهما يكن ، فأن مصحف فاطمة مثلاً - حسبما ورد في صوفه - فيه علم ما كان وما يكون . فاذا فرضنا ان العمل الذي يقوم بأدائه المهدي ( ) ربما صادف انكاراً من قبل البعض كما جاء ف قسم من الاخبار فيكون من المناسب للمهدي ( ) استخراج ذلك المصحف ( او غيره ) مثلاً ، لاثبات مشروعية ما يقوم به من اعمال ، خاصة وان تلك الاعمال تكون مدعاة لارتباك الناس ، الخاص منهم والعام . روي عن الصادق ( ) : (( اذا قام القائم من ال محمد (صلوات الله عليهم ) اقام خمسمائة من قريش فضرب اعناقهم ، ثم اقام خمسمائة اخرى فضرب اعناقهم، ثم أقام خمسمائة اخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات . قيل : ويبلغ عدد هؤلاء ؟ قال :نعم ،منهم ومن مواليهم )) الشيخ المفيد ، الارشاد ص364 . وروي عن الباقر ( ) : (( لو يعلم الناس ما يصنع القائم( عليه السلام ) اذا خرج ، لاحب اكثرهم ان لا يروه مما يقتل من الناس ، اما انه لا يبدأ الا بقريش فلا يأخذ منها الا السيف ، ولا يعطيها الا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من ال محمد ، ولوكان من ال محمد لرحم )) النعماني ، الغيبة ص233 ب13 ح18 .
وقد وردعن ابي جعفر الباقر ( ) خبراً يمكن أن يستفاد منه لجوء المهدي ( عجل الله فرجه ) الى ما بحوزته من اللوائح والكتب في رد انكار بعض خاصته على تلك الاعمال ، والحديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة (.. ثم يحدث حدثاً فأذا هو فعل ذلك قالت قريش : أخرجوا بنا الى هذا الطاغية ، فوالله ان لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل ، ولو كان فاطمياً ما فعل . فيمنحه الله اكتافهم ، فيقتل ( اي المهدي ( )) المقاتلة ويسبي الذرية ، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة ، فيبلغه انهم ق دقتلوا عامله ، فيرجع اليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة اليها بشيء. ثم ينطلق يدعو الناس الى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن ابي طالب (صلوات الله عليه ) ، والبراءة من عدوه ، حتى اذا بلغ الثعلبية قام اليه رجل من صلب ابيه ، وهو من اشدالناس بدنه ، وأشجعهم بقلبه - ما خلا صاحب هذا الامر - فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله انك لتجفل الناس اجفال الغنم ! أفبعهد من رسول الله ( ) أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن او لاضربن الذي فيه عيناك ! فيقول له القائم :أسكت يا فلان ، أي والله ان معي عهداً من رسول الله ، هات لي يا فلان العيبة او الزنفليجة { (العيبة المحفظة او الصندوق )( والزنجفيلية :بنفس المعنى) }، فيأتيه بها ، فيقرؤه العهد من رسول الله . فيقول : جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله ، فيعطيه رأسه ، فيقبل عينيه ، ثم يقول: جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة ...)) المجلسي ، بحار الانوار ج52 ص343 .
وفي رواية ثانية عن الصادق ( ) قال : (( كأني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله اصحابه ثلاث مائة وثلاثةعشر رجلاً عدة اهل بدر ، وهم اصحاب الالوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه ، حتى يستخرج منقبائه كتاباً مختوماً بخاتم منذهب عهد معهود من رسول الله ( ) فيجفلون عنه اجفال الغنم، فلا يبقى منهم الا الوزير وأحد عشر نقيباً كما بقوا مع موسى بن عمران ( ) فيجولون في الارض فلا يجدون عنه مذهباً ، قيرجعون اليهوالله اني لاعرف الكلام الذيقولهلهم فيكفرون به )) المجلسي ، بحار الانوار ج52 ص326 . أنا لا ازعم ان هذا الكتاب الذي يستخرجه المهدي ( ) في سبيل اثبات مصداقية ما يقوم به من اعمال ، هو مصحف فاطمة او غيره من اللوائحالمذكورة حصراً ،ولكني أحاول ابراز ماهية الدور الذي يمكن ان تلعبه المرجعية التدوينية في عصر الظهور ، والله اعلم بالصواب .
الاحتمال الاول: ان تكون المرجعية التدوينية مذخورة للامام المهدي( ) لغرض التعجيز . فمن المعلوم ان المعجز انما يأتي به صاحب الدعوى الالهية كالنبي او وصيه من باب اقامة الحجة في مقام التحدي ، ويلحظ في هذا المعجز - غالباً - السمة السائدة في كل عصر ، بمعنى انه يكون من جنس ما يتفوق به اهل كل عصر . فعلى سبيل المثال ، فقد كانت السمة السائدة في عصر موسى هي السحر ، فجاءت العصى آية لله تعالى على يد نبيه ( ) لتعجيز السحرة ، وهي من جنس ما كانوا يتعاطوه : ( العصي والحبال وما أشبه ) . والسمة السائدة على عهد عيسى ( ) كانت الطب ، وقد أعطي عيسى ( ) آية عجزت أطباء عصره ، كشفاء الاكم والابرص واحياء الموتى بأذن الله ، وهي من جنس ما كان يتعاطاه اولئك الاطباء شفاء الامراض المستعصية ) . والسمة السائدة في عصر النبي محمد ( ) هي الفصاحة ، وقد جاء القراة الكريم آية لله( ) عجزت فصحاء العرب ، وهي من جنسما كانوا يتعاطوه هؤلاء : ( الكلام ) .
وقد وردت العديد من الروايات لتأييد هذا الاحتمال ، منها مثلاً : ما روي عن الصادق ( ) ( العلم سبعة وعشرون حرفاً ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان . فلم يعلم الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فاذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً ، فبثها في الناس .وضم اليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً )) القطب الراوندي ، الخرائج والجرائح ص218 .
وروي عن الباقر ( ) انه قال : (( يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنة جديدة ، وقضاء جديد ..)) الغيبة للنعماني ص233 ب13 ح19 .
وعن ابي عبد الله ( ) قال ( اذا قام القائم جاء بأمر غير الذي كان )) المجلسي ، بحار لانوار ج52 ص332 .
الاحتمال الثاني : ان تكون المرجعية التدونية ( الجفر ، الجامعة ، مصحف فاطمة ...) مذخورة للامام المهدي ( ) بهدف المحاججة مع علماء عصره من خاصة قومه ، فمن الممكن ان يتطرق الشك الى بعض العلماء حينذاك بصدد شخصية الامام المهدي او بصدد ما يقوم به من اعمال ، ومهما يكن ، فأن مصحف فاطمة مثلاً - حسبما ورد في صوفه - فيه علم ما كان وما يكون . فاذا فرضنا ان العمل الذي يقوم بأدائه المهدي ( ) ربما صادف انكاراً من قبل البعض كما جاء ف قسم من الاخبار فيكون من المناسب للمهدي ( ) استخراج ذلك المصحف ( او غيره ) مثلاً ، لاثبات مشروعية ما يقوم به من اعمال ، خاصة وان تلك الاعمال تكون مدعاة لارتباك الناس ، الخاص منهم والعام . روي عن الصادق ( ) : (( اذا قام القائم من ال محمد (صلوات الله عليهم ) اقام خمسمائة من قريش فضرب اعناقهم ، ثم اقام خمسمائة اخرى فضرب اعناقهم، ثم أقام خمسمائة اخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات . قيل : ويبلغ عدد هؤلاء ؟ قال :نعم ،منهم ومن مواليهم )) الشيخ المفيد ، الارشاد ص364 . وروي عن الباقر ( ) : (( لو يعلم الناس ما يصنع القائم( عليه السلام ) اذا خرج ، لاحب اكثرهم ان لا يروه مما يقتل من الناس ، اما انه لا يبدأ الا بقريش فلا يأخذ منها الا السيف ، ولا يعطيها الا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من ال محمد ، ولوكان من ال محمد لرحم )) النعماني ، الغيبة ص233 ب13 ح18 .
وقد وردعن ابي جعفر الباقر ( ) خبراً يمكن أن يستفاد منه لجوء المهدي ( عجل الله فرجه ) الى ما بحوزته من اللوائح والكتب في رد انكار بعض خاصته على تلك الاعمال ، والحديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة (.. ثم يحدث حدثاً فأذا هو فعل ذلك قالت قريش : أخرجوا بنا الى هذا الطاغية ، فوالله ان لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل ، ولو كان فاطمياً ما فعل . فيمنحه الله اكتافهم ، فيقتل ( اي المهدي ( )) المقاتلة ويسبي الذرية ، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة ، فيبلغه انهم ق دقتلوا عامله ، فيرجع اليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة اليها بشيء. ثم ينطلق يدعو الناس الى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن ابي طالب (صلوات الله عليه ) ، والبراءة من عدوه ، حتى اذا بلغ الثعلبية قام اليه رجل من صلب ابيه ، وهو من اشدالناس بدنه ، وأشجعهم بقلبه - ما خلا صاحب هذا الامر - فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله انك لتجفل الناس اجفال الغنم ! أفبعهد من رسول الله ( ) أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن او لاضربن الذي فيه عيناك ! فيقول له القائم :أسكت يا فلان ، أي والله ان معي عهداً من رسول الله ، هات لي يا فلان العيبة او الزنفليجة { (العيبة المحفظة او الصندوق )( والزنجفيلية :بنفس المعنى) }، فيأتيه بها ، فيقرؤه العهد من رسول الله . فيقول : جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله ، فيعطيه رأسه ، فيقبل عينيه ، ثم يقول: جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة ...)) المجلسي ، بحار الانوار ج52 ص343 .
وفي رواية ثانية عن الصادق ( ) قال : (( كأني انظر الى القائم على منبر الكوفة وحوله اصحابه ثلاث مائة وثلاثةعشر رجلاً عدة اهل بدر ، وهم اصحاب الالوية وهم حكام الله في ارضه على خلقه ، حتى يستخرج منقبائه كتاباً مختوماً بخاتم منذهب عهد معهود من رسول الله ( ) فيجفلون عنه اجفال الغنم، فلا يبقى منهم الا الوزير وأحد عشر نقيباً كما بقوا مع موسى بن عمران ( ) فيجولون في الارض فلا يجدون عنه مذهباً ، قيرجعون اليهوالله اني لاعرف الكلام الذيقولهلهم فيكفرون به )) المجلسي ، بحار الانوار ج52 ص326 . أنا لا ازعم ان هذا الكتاب الذي يستخرجه المهدي ( ) في سبيل اثبات مصداقية ما يقوم به من اعمال ، هو مصحف فاطمة او غيره من اللوائحالمذكورة حصراً ،ولكني أحاول ابراز ماهية الدور الذي يمكن ان تلعبه المرجعية التدوينية في عصر الظهور ، والله اعلم بالصواب .
تعليق