بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))العنكبوت 57
لقد أوجد الله تبارك وتعالى هذه الحياة وجعل لها بداية ونهاية، فالانسان بدايته عند خلقه ونهايته عند موته.. اذن لا بد مهما عاش وعمّر أن يدركه الموت، فلا يفرق بين كبير وصغير، عزيز و ذليل..
وحقيقة الموت هو انتقال من عالم الى آخر وليس هو فناء كما يتصوره البعض، فاذا كان كذلك- وهو مفروضاً ومفروغاً منه- فلماذا الخوف منه..
إعلم أخي المؤمن أختي المؤمنة انّه لا يعقل أن يكره الانسان الانتقال من مكان فيه ألم وشقاء- وهو يعلم بأنّ مدته قصيرة ومنتهية- الى مكان راحة وسعادة- ويعلم انّه دائم- ، ولكن الذي يحدث هو انّنا عمّرنا هذه الدنيا وحرصنا عليها كأنها الباقية وخربنا الآخرة كأنها لا تأتي، مع علمنا بأن هذا خلاف ما جاء به الله عزّ وجلّ ورسله صلوات الله عليهم وتحذيرهم لنا منها، فقد قال تعالى: ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ))الانعام 32، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ((احذركم الدنيا فإنها ليست بدار غبطة قد تزينت بغرورها وغرت بزينتها لمن كان ينظر إليها))..
وبناءً على ذلك فانّ المؤمن لا يخاف من هذه الانتقالة بل بالعكس فهي خلاص له من هذا السجن كما قال صلّى الله عليه وآله: ((الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر))، ولا يكره هذا الانتقال لأنّه من جهة خلاصه من العذاب وذهابه الى النعيم ومن جهة أخرى وهو المنشود ألا وهو اللقاء بربّ العزة وما أجمل ما قاله سيد الساجدين عليه السلام عندما سئل: ما الموت؟ فقال عليه السلام: ((للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفكّ قيود وأغلال ثقيلة والإستبدال بأفخر ثياب وأطيبها روائح وأوطىء المراكب وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والإستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب))..
انّ هذه الدنيا خلقت لغرض العبادة والطاعة فهي جعلت ليتزود منها العبد فيجعلها سلماً لبلوغ المراتب والدرجات العلى في جنات الرضوان، وهذا ما سعى له أولياء الله وأحباؤه، وهذا ما لمسناه من سيرهم عليهم السلام، ولو كانت عندهم تعدل شيئاً لكانوا الأولى بالتمسك بها، فلم نر أحدهم يشيد بهذه الدنيا بل بالعكس كل كلامهم كان فيه عدم التمسك والتشبث بها حتى قال أمير المؤمنين فيها ((ولاَلفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز))، بل جعلوها قنطرة للوصول الى رضوان الله وجنانه..
فلننتبه من غفلتنا ونتعظ من الموت الذي جعله الله علينا حتماً مقضياً، وخاصة ونحن نرى كل يوم وفاة أحد أعزائنا أو أقربائنا أو جيراننا ( وبعضهم بأتم الصحة)، فالموت فوق رؤوسنا ولا نعرف بأي ساعة يتوفانا ((قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ))الجمعة 8 وقد روي عن الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله: ما من بيت إلاّ وملك الموت يقف على بابه كلّ يوم خمس مرّات..))..
لذا يجب علينا أن نستعد للموت كأننا سنموت غداً، فلنحسن نياتنا ونخلص أعمالنا ونجدّد عهدنا مع الله تعالى بالعبادة والطاعة والابتعاد عمّا نهى عنه فقد قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الاستعداد للموت؟ قال: ((أداء الفرائض، واجتناب المحارم، والاشتمال على المكارم، ثمّ لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه. والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه))..
رزقنا الله وإياكم حسن العاقبة والخاتمة على خير...
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))العنكبوت 57
لقد أوجد الله تبارك وتعالى هذه الحياة وجعل لها بداية ونهاية، فالانسان بدايته عند خلقه ونهايته عند موته.. اذن لا بد مهما عاش وعمّر أن يدركه الموت، فلا يفرق بين كبير وصغير، عزيز و ذليل..
وحقيقة الموت هو انتقال من عالم الى آخر وليس هو فناء كما يتصوره البعض، فاذا كان كذلك- وهو مفروضاً ومفروغاً منه- فلماذا الخوف منه..
إعلم أخي المؤمن أختي المؤمنة انّه لا يعقل أن يكره الانسان الانتقال من مكان فيه ألم وشقاء- وهو يعلم بأنّ مدته قصيرة ومنتهية- الى مكان راحة وسعادة- ويعلم انّه دائم- ، ولكن الذي يحدث هو انّنا عمّرنا هذه الدنيا وحرصنا عليها كأنها الباقية وخربنا الآخرة كأنها لا تأتي، مع علمنا بأن هذا خلاف ما جاء به الله عزّ وجلّ ورسله صلوات الله عليهم وتحذيرهم لنا منها، فقد قال تعالى: ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ))الانعام 32، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ((احذركم الدنيا فإنها ليست بدار غبطة قد تزينت بغرورها وغرت بزينتها لمن كان ينظر إليها))..
وبناءً على ذلك فانّ المؤمن لا يخاف من هذه الانتقالة بل بالعكس فهي خلاص له من هذا السجن كما قال صلّى الله عليه وآله: ((الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر))، ولا يكره هذا الانتقال لأنّه من جهة خلاصه من العذاب وذهابه الى النعيم ومن جهة أخرى وهو المنشود ألا وهو اللقاء بربّ العزة وما أجمل ما قاله سيد الساجدين عليه السلام عندما سئل: ما الموت؟ فقال عليه السلام: ((للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفكّ قيود وأغلال ثقيلة والإستبدال بأفخر ثياب وأطيبها روائح وأوطىء المراكب وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والإستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب))..
انّ هذه الدنيا خلقت لغرض العبادة والطاعة فهي جعلت ليتزود منها العبد فيجعلها سلماً لبلوغ المراتب والدرجات العلى في جنات الرضوان، وهذا ما سعى له أولياء الله وأحباؤه، وهذا ما لمسناه من سيرهم عليهم السلام، ولو كانت عندهم تعدل شيئاً لكانوا الأولى بالتمسك بها، فلم نر أحدهم يشيد بهذه الدنيا بل بالعكس كل كلامهم كان فيه عدم التمسك والتشبث بها حتى قال أمير المؤمنين فيها ((ولاَلفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز))، بل جعلوها قنطرة للوصول الى رضوان الله وجنانه..
فلننتبه من غفلتنا ونتعظ من الموت الذي جعله الله علينا حتماً مقضياً، وخاصة ونحن نرى كل يوم وفاة أحد أعزائنا أو أقربائنا أو جيراننا ( وبعضهم بأتم الصحة)، فالموت فوق رؤوسنا ولا نعرف بأي ساعة يتوفانا ((قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ))الجمعة 8 وقد روي عن الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله: ما من بيت إلاّ وملك الموت يقف على بابه كلّ يوم خمس مرّات..))..
لذا يجب علينا أن نستعد للموت كأننا سنموت غداً، فلنحسن نياتنا ونخلص أعمالنا ونجدّد عهدنا مع الله تعالى بالعبادة والطاعة والابتعاد عمّا نهى عنه فقد قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الاستعداد للموت؟ قال: ((أداء الفرائض، واجتناب المحارم، والاشتمال على المكارم، ثمّ لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه. والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه))..
رزقنا الله وإياكم حسن العاقبة والخاتمة على خير...
تعليق